السيــاØØ© النهريــة
Øبانا الله Ù†ØÙ† بني البشر أنواع الخيرات التي لا تعد ولا تØصى Øيث قال سبØانه وتعالى: ÙˆÙŽØ¥ÙÙ† تَعÙدّÙواْ Ù†Ùعْمَتَ اللّه٠لاَ تÙØْصÙوهَا. ومن هذه النعم، الأنهار التي تشق البراري وتقطع آلا٠الأميال لتنعم علينا بالØياة، Ùقد ارتبطت الØياة بالماء، قال تعالى: وَجَعَلْنَا Ù…ÙÙ†ÙŽ الْمَاء ÙƒÙلَّ شَيْء٠ØَيّÙØŒ وهي نعمة منّ الله تعالى بها على الناس، قال تعالى: Ù‚Ùلْ أَرَأَيْتÙمْ Ø¥Ùنْ أَصْبَØÙŽ مَاؤÙÙƒÙمْ غَوْرًا ÙÙŽÙ…ÙŽÙ† يَأْتÙيكÙÙ… بÙمَاء مَّعÙينÙ. Ùما هي استÙادة الشعوب من هذه الأنهار؟
لا أود الخوض ÙÙŠ مجال الاستÙادة من مياهها ÙÙŠ مجالات الري والزراعة والثروة السمكية وأنواع الطيور التي تعيش على سطØها ÙˆØاجات الإنسان منها ÙÙŠ الشرب والغسل والنظاÙØ©ØŒ بل سأسلط الأضواء ÙÙŠ مقالي هذا على جوانب وآÙاق أخرى، مثل تمتع الإنسان بمناظرها الخلابة ومردودها الاقتصادي والصØÙŠ وأوجه المتع الأخرى.
وهناك دول ÙÙŠ العالم، لا سيما ÙÙŠ أوروبا، استÙادت من الأنهر والبØيرات وتمتعت شعوبها على ضÙا٠هذه المياه بأنواع المتع، مثل نهر السين الذي يخترق باريس، والتيمز الذي يخترق لندن، والراين والماين اللذين يخترقان الكثير من المدن الألمانية، والدانوب الذي يخترق عددا من الدول الأوروبية. وهذه كلها أمثلة رائعة على تنمية السياØØ© النهرية التي أصبØت صÙØ© ثابتة ÙÙŠ أوروبا Øيث تكاد لا تخلو مدينة من راÙد من رواÙد الأنهر.
وأعطى الأوربيون ولا يزالون أهمية كبرى للعناية بالأنهار باعتبارها واسطة لنقل البضائع والأشخاص ما بين مدنهم والدول المجاورة التي تمتد لها الأنهار، ويتطلب ذلك اهتماماً بالمØاÙظة على عمق المياه طيلة السنة. وقد نشأت أهم المدن للسكنى والتجارة، ولا يزال ينشأ، على ضÙاÙها. ÙˆÙÙŠ العقود الأخيرة تطورت مراكب نقل المساÙرين إلى مراكب سياØية Ùخمة تجول بين المدن ÙÙŠ مواعيد معينة ÙÙŠ مواسم الصي٠خاصةً. وكثرت أيضا أنواع الرياضة النهرية، Øيث إن لكل نوع من أنواع الرياضة قواربها وعددها ومØترÙÙŠ سباقاتها وهواتها. وأصبØت اليخوت والقوارب الخاصة توازي قطاع السيارات الخاصة ÙÙŠ كثرتها وقيمة إنتاجها وصيانتها وتجاوزت موديلاتها أنواع السيارات بأضعاÙØŒ Øيث صار كل منزل على النهر يملك يختاً أو قارباً وهناك الكثير من الأشخاص الذين يسكنون بعيداً عن ضÙا٠النهر لهم يخوت أو قوارب ÙÙŠ النهر ÙÙŠ موانئ أو مراسي خاصة لرسوها والعناية بها، وهم يتمتعون بها ÙÙŠ أوقات الÙراغ، والكثير منها ÙŠØµÙ„Ø Ù„Ù„Ø³ÙƒÙ†Ù‰.
وبلغ من عنايتهم بشواطئ الأنهار ما أذاعته وسائل الأخبار عما قامت به بلدية باريس، Øيث إنها نقلت آلا٠الأطنان من الرمال الذهبية ورشت بها أرصÙØ© نهر السين ÙÙŠ قلب باريس ليؤمها الباريسيون ÙˆØ§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø¨Ø¯Ù„Ø§ من الذهاب إلى شواطئ البØر، والعملية ذاتها تجرى الآن ÙÙŠ سواØÙ„ وشواطئ أوروبية عديدة.
ويعجز القلم عن وص٠آÙاق قطاع الØياة النهريه والبØيرات من Øيث المناظر الخلابة والØياة النابضة. كما أنها أصبØت تجارة تدرّ الكثير على الاقتصاد المØلي. والأموال التي تصر٠على العاملين ÙÙŠ قطاعات صناعات المنتجات النهرية من يخوت وقوارب وعدد وملابس وبوارج لنقل البضائع ومستلزمات ØÙر الأنهر وبناء السدود والضÙا٠والبيوت والمتنزهات، أصبØت أرقاما خيالية. وقد نشأت صناعة تهتم بأمر هذا القطاع، ونجØت ÙÙŠ خلق تطورات تكنولوجية ليس لها Øد ÙÙŠ إشباع الاØتياجات الناجمة عنه.
والسياØØ© الجماعية Ùˆ الÙردية تمثل 50 % من الØياة الإقتصادية على ضÙا٠الأنهار. والسياØØ© النهرية متطورة ÙÙŠ أوروبا ÙˆØªØµÙ„Ø Ù…Ø«Ø§Ù„Ø§ Ù…Ùيدا لدول أخرى مثل العراق الذي يملك امكانيات سياØية هائلة إذا ما طور الإستÙادة من أنهاره التي منØت الØياة للبشر منذ أقدم الأزمان.
العراق وما ينبغي أن يكون عليه
لقد جرت القصص بØياة وادي الراÙدين وأنشد ÙÙŠ وص٠أنهاره الشعراء أجمل أشعارهم، وما الجنائن المعلقة ÙÙŠ مدينة بابل التي تعد من العجائب السبعة ÙÙŠ العالم، إلا دليلا قاطعا على ما كانت عليه الأنهر ÙÙŠ العراق ونظام الري والترع التي كانت قائمة ÙÙŠ عصور التاريخ القديم Øتى سÙمي العراق بلاد السواد لكثرة سكانه وزرعه وعمرانه، ولكن هذه البنى الØضارية Ø£ÙتلÙت بشكل مأساوي نتيجة الغزوات والإهمال والجهل.
ÙˆÙÙŠ العقود الأخيرة أصبØت الأنهر Øكراً على السلطة ÙˆØاشيتها ولا يجرأ Ø£Øد أن يسلكها أو يتمتع بها، ÙˆØتى المعالم السياØية والنزهة على شواطئها Ø®Ùربت، وكمثال على ذلك ما آلت إليه المقاهي والمتنزهات ÙÙŠ شارع أبو نواس المعرو٠بأكلة "السمك المسقوÙ" على شاطئ دجلة.
هناك أعداد قليلة من المقاهي والمتنزهات البدائية على ضÙا٠أنهرنا ÙÙŠ العراق، أما باقي الضÙا٠أو الشواطئ، Ùهي متروكة للأقدار ما بين مدها وجزرها، وهكذا الأمر ÙÙŠ العناية بعمق الأنهر وانسياب الماء Ùيها، والعشوائية ÙÙŠ البناء إلى جوارها من دون ملاØظة الجانب الجمالي، وقلة الأشجار والبساتين بالرغم من وجود الماء الذي يرويها، وأرجو أن لا أكون متجنياً على بلادي وأهلي.
والمطلوب هو وضع خطط للسنوات العشر القادمة تخصص لها من ميزانية الدولة نسبة لا تقل عن 5% لتستوعب إشغال Ù†ØÙˆ مليون شخص. وتشمل الخطة بناء سدود لجميع الأنهر الكبيرة والصغيرة منها، للØد من انخÙاض الماء عن المستوى المقرر لكل جزء من أجزائه، وعلى امتداده، مع دراسة اØتمالات الÙيضانات وضرورة توÙير مناÙØ° لتوجيه المياه الÙائضة إلى بØيرات تستوعبها، ولا ننسى بأن هذه السدود مهمتها الأولى الØÙاظ على مستوى الأنهر لغرض Øركة اليخوت والقوارب ما بين أجزاء الأنهر التي تÙصلها السدود. وهنا نعطي مثلاً نهر التيمز الذي يخترق لندن (أنظر ص من هذا العدد).
من مميزات هذه السدود والأقÙال المصاØبة لها هي تكوين الجزر الطبيعية داخل الأنهر مما يضÙÙŠ جمالا على الأنهر، كما أن لهذه السدود Ùوائد أخرى، Ùهي تستعمل كجسور لانتقال العربات أو الأشخاص وغيرهم من ضÙØ© إلى أخرى، وكذلك لنقل الأسلاك وأنابيب المياه والغاز. ويمكن الإستÙادة منها لوضع شباك معدنية شبيهة بشباك الصيادين، تدور آلياً لجمع Ù†Ùايات النهر من القناني والعلب المصنوعة والأخشاب وغيرها من النÙايات التي تطÙÙˆ على Ø³Ø·Ø Ø§Ù„Ù†Ù‡Ø± ونقلها إلى اليابسة والاستÙادة من إعادة تصنيعها (هذه الÙكرة أتتني وطرØتها خلال المؤتمر الذي انعقد بتاريخ 12/06/2003 من هذه السنة ÙÙŠ مدينة "ستينز" لمعالجة آثار الÙيضان الذي ألمّ بالمنطقة وخاصةً على المساكن التي تعيش على ضÙا٠نهر التيمز، وهي نتيجة لما أصاب منزلي الذي يقع على ضÙا٠التيمز من تجمع الطمى والأوساخ).
وينبغي أن يكون ÙÙŠ الخطة التأكيد على ØÙر الأنهر لإزالة الطمى لأنه يعيق الØركة، والعناية بشواطئ الأنهر الرملية Øيث إنها مواقع طبيعية للاستجمام والتنزه، وبناء الأرصÙØ© أو جوانب الأنهر خاصةً عند مرورها داخل المدن والمجمعات السكنية المنشأة على شواطئ الأنهر بالارتÙاع المناسب والذي لا يشوه منظر النهر، وذلك لمنع تآكل ضÙاÙها ولدرء تسرب المياه إلى المناطق السكنية.
كما وينبغي ÙØªØ Ø£Ø¨ÙˆØ§Ø¨ استيراد اليخوت السياØية والقوارب الشخصية والنقل النهري بأنواعها وأشكالها لتدب الØركة ÙÙŠ الأنهر. وتشجيع القطاع الخاص على التوجه إلى الإستثمار ÙÙŠ صناعة اليخوت والقوارب وورش صيانتها ومواقع إرسائها ومØلات بيع العدد ومستلزمات الØركة النهرية. وكذلك إنشاء القرى السياØية العصرية على ضÙا٠الأنهر للوصول إليها بواسطة الطرق البرية والنهرية، وكذلك المطاعم والمنتزهات. وإنشاء النوادي الرياضية النهرية على اختلا٠أنواعها.
ولابد من المØاÙظة على الثروة السمكية وذلك عن طريق المØاÙظة على نقاوة المياه وذلك من خلال التوق٠عن رمي الأوساخ وعادم الزيوت والوقود المستعمل ÙÙŠ Ù…Øركات تسيير اليخوت والقوارب وذلك عن طريق Øملات التوعية وسن القوانين وإجراءات الØماية التي يجب أن تصاØب Øملة الانÙØªØ§Ø Ø¹Ù„Ù‰ السياØØ© النهرية. كما وينبغي Øماية الطيور التي تعيش ÙÙŠ الأنهر والبØيرات بمختل٠أنواعها، ومنها البط والبجع ومنع اصطياد النادر منها.
ÙˆÙوق ذلك كله، تجب المØاÙظة على قيمنا الإسلامية والعائلية وينبغي أن لا ندع البعض يشوه سمعة أنهرنا أو شواطئها كما Øدث ÙÙŠ السابق ÙˆÙÙŠ بلدان إسلامية أخرى مما ÙŠØرم الكثير من البيوتات والأÙراد الخيرين من التوجه إليها.
وربما تجدر الإشارة إلى أن شعوب دول الشمال الباردة تبدي كل هذا الاهتمام بأنهرها، بالرغم من أن صيÙها قصير وشتاءها طويل، ومجال استÙادتها الاجتماعية من أنهارها Ù…Øدودة، ونØÙ† صيÙنا طويل وشتاؤنا قصير ومجال استÙادتنا من الأنهر كبيرة ولكننا مقصرون.
ورب قائل يقول أين Øالة العراق اليوم من هذه الأØلام الإÙلاطونية؟ Ùأقول لولا الأمل لبطل العمل، ألسنا جميعا نخطط لعراق نموذجي Ø£Ùضل ولنجعله قبلة للسياØØ© العالمية؟!
والله ولي التوÙيق. |