Français       Español           عربي             Deutsch         English   

       الصفحة الرئيسية
View World Tourism Exhibitions

آفاق السياحة الإسلامية
لطبع الصفحة

العدد 10

السياحة والمبــرات: شراكة لا تضاهى

يفترض دائما أن العمل الخيري مستقل عن العمل التجاري. فالعمل التجاري همه الكسب المادي، بينما العمل الخيري همه صرف الأموال في أبواب الخير. والعمل الخيري بر بالمساكين والضعفاء والفقراء، ولكنه يبدو في الظاهر مهلكة للأموال، ومن هنا جرى تصوره على أنه نقيض للمكسب المادي والعمل التجاري، غير أن هذا التصور قد تغير في عالم اليوم.

لقد دأبت شركات عالمية كثيرة في السنوات الأخيرة على تحسين صورتها في تسويق أعمالها ومنتجاتها من خلال إعلانها تخصيص نسب مئوية من مبيعاتها أو وارداتها وأرباحها و/أو حث زبائنها على التبرع من أجل مساعدة المبرات التي تتبناها، وهذه بعض الأمثلة على ذلك:

·       الخطوط البريطانية أخذت توزع أكياسا صغيرة على ركاب طائراتها من أجل وضع العملات المعدنية أو الورقية الفائضة من البلدان التي زاروها، وكذلك وضعت صناديق زجاجية في قاعات المطارات لجمع هذه العملات حيث إن منظر هذه العملات المختلفة يشجع الآخرين على تفريغ ما في جيوبهم مما بقي من العملات التي جاؤوا بها من سفراتهم ولم تعد لهم حاجة بها، وهي زهيدة عندهم ولكنها كبيرة عند جمعها إذا ما قارناها بملايين المسافرين الذين يجوبون العالم كل يوم.  وتجمع هذه الأموال لصالح اليونيسيف. وهناك الكثير من المبرات التي تحاول أن يكون لها نصيب في الاستفادة من موقع الخطوط الجوية البريطانية.

·       شركة ريد المتخصصة في إقامة المعارض السياحية في عدة دول، منها مصر والإمارات العربية المتحدة، أخذت تقوم هي الأخرى بتخصيص نسبة من وارداتها للأعمال الخيرية، وتدعوا المشاركين في معارضها إلى لمساهمة بنسب مئوية محدودة تفرض على رسوم اشتراكاتهم يكون حاصلها للجمعيات الخيرية، وقد تبعها في ذلك عدد من منظمي المعارض. ثم أن شركة ريد قد كوّنت مؤسسة خيرية اسمها "جست دروب" تقوم بجمع التبرعات التي تقدم لفرق من المتطوعين الذين يجوبون المناطق النائية في مغامرات ممولة من قبل الخيرين.

·       وزارة الخارجية البريطانية ومجموعات من مكاتب السفر والسياحة وغيرهم من العاملين في قطاع  السياحة يسعون حاليا لتأسيس مبرة من أجل حماية البيئة السياحية وتحسينها.

·       وزميلتنا في العمل الإعلامي السياحي "إي تربو نيوز" فتحت باب جمع التبرعات لمتضرري زلزال "بام" الأخير في إيران، وهو عمل يستحق التقدير والتشجيع.

وهناك مبادرات وأمثلة كثيرة على توجه المؤسسات والأفراد للاستفادة من حركة المسافرين عبر العالم، وحتى داخل القطر الواحد، في جمع الأموال لأجل إنعاش المبرات المتنوعة والتي تجاهد من أجل حياة أفضل.

هذا بعض العطاء الذي تمنحه السياحة في الدول المتقدمة، وهو عطاء ليس بالهين، فما هو حال السياحة في البلدان النامية؟

ما تزال السياحة ضعيفة في البلدان النامية، والواجب على شعوبها أن تهتم بهذا القطاع وأن تعطيه من فكرها وجهودها وأموالها ما يمكّنه من النهوض، فيقوم بدوره في العطاء من أجل سد عوز وحاجات مجتمعاته، أي لابد من مساعدة السياحة لتساعدنا وذلك عن طريق تأسيس المبرات التي تساهم في إنعاش السياحة على أن يكون أساسها البر بالجهد والعمل أولا وثانيا بالمال حيث لو جمعت الملايين فإنها لا تعطي ثمرة المجاهدين أو المتطوعين للعمل بإيمان واخلاص من أجل قيمهم وبلدانهم. والغالب في الأمر أن المشاريع الخيرية العالمية، مثل جهود الإغاثة والإنقاذ، ومشاريع تحسين البيئة الفقيرة، وتوفير الماء الصالح للشرب، تتولاها جمعيات من خارج العالم الإسلامي، وقد آن الأوان لأبناء العالم الإسلامي المخلصين أن يتولوا شؤون أمرهم ويساعدوا أنفسهم من خلال تبني هذه المشاريع وغيرها لسد الخلل وتفادي الضرر.

ولكن قد يسأل البعض: ما هي المبرات المطلوبة؟ وما هو عملها؟ وردا على ذلك، نقول إنها كثيرة ومتعددة الاختصاصات، ولكل قطر احتياجاته التي نترك تشخيصها لأهلها، فأهل الدار أدرى بحالها، إلا إننا ندرج أمثلة عامة، منها:

·       المبرات التي تعتني بنظافة المدن بكل أطرافها وليس مواقع زيارة الزوار أو السياح فقط.

·       تحديث وسائط النقل وتنظيم حركتها وأساليب وحسن التعامل مع كافة المسافرين والسياح.

·       الاهتمام بالسكن اللائق للسياح وزوار العتبات المقدسة في المناسبات أو في مواسم تدفق السياح والزوار وذلك عن طريق فتح أبواب البيوت الخاصة لاستقبال واستيعاب الزوار الذين تعجز الفنادق ودور الإقامة الأخرى عن استيعابهم.

·       العناية بنظافة المطاعم على اختلاف درجاتها والاهتمام بنوعية الغذاء وكميته.

·       تحسين أساليب التعامل مع السياح والزوار وبث الثقة والاطمئنان في نفوسهم والابتعاد عن المبالغة في الأسعار والغش وغيرها من أساليب التعامل السيئة.

·       إنشاء المتاحف النوعية والمكتبات المحلية لإبراز الآثار والحرف وشرح تطور حضارات وتاريخ المدينة أو المقاطعة وتشجيع سكانها على التبرع بمقتنياتهم الخاصة منها ولو بعد وصية يوصون بها.

·       الاهتمام بواجهات المباني والبيوت وإبرازها بشكل يتماشى مع تراث وخصوصيات وأذواق سكانها.

·       تهيئة أجواء الأمان والاطمئنان والسلامة للسياح وذلك عن طريق مراقبة المتجاوزين على القانون والنظام والمساعدة في تنظيم حركة السير في الشوارع، وخاصة في حالات الازدحام، وغيرها من الأمور.

إن كل واجب من هذه الواجبات فيه ارتقاء بالبيئة المحلية وتحسين للحياة العامة وارتقاء بالموروث الشعبي، كما أن له دورا إيجابيا في الارتفاع بالمعنويات وتغيير الوضع النفسي للمواطن، مما يعطيه إحساس بالحياة الأفضل ويقلل من فرص التوتر النفسي وحالات الفوضى والاضطراب. والمردود المباشر سوف يكون على المواطن قبل السائح الأجنبي أو الزائر المحلي. إن الشعور الجمالي والسلوك الحضاري يدخلان في التركيب النفسي للفرد ويؤثران في طريقة حياته وعمله. وعندما تزور المدن الغربية وتدخل المحلات التجارية أو عند استعمالك لوسائط النقل وتعاملك مع الناس بشكل فسوف تجد مستويات عالية من التهذيب وحب تأدية الخدمة بتواضع وأناقة تدخل السرور على النفس وتولد في الإنسان حب البلد وأهله. ولن تجد مثل هذا الشعور في بلد تكثر فيه الأوساخ ويسود فيه التعامل الجاف في السلوك.

ومن أجل تحسين الأوضاع في عالمنا الإسلامي والبلاد التي تعيش في مثل حالته طرحنا البرنامج المتقدم وفقراته المتنوعة، وهو برنامج يقوم به الأفراد والجمعيات وتتولى الحكومات قدرا كبيرا من مسؤوليته. ولابد من تأسيس المبرات المتخصصة للوفاء بكل فقرة من هذه الفقرات أو استحداث مبرة لكل مجموعة فقرات، وذلك حسب حجم المدن أو المناطق التي ترعاها. ولا بد لهذه المبرات التي دور أغلبيتها هو التوعية الاجتماعية من أن يكون لأفرادها تدريب وبرامج واضحة الأهداف تتطور بمرور الزمن مع تطور الحاجات والمجتمعات، ويجب أن تعتمد اعتمادا كليا على المتطوعين المؤمنين برسالة السياحة الخيرة، وعلى الهيئات المشرفة على هذه المبرات أن تولي أهمية قصوى لسلامة ورقي وسعادة المتطوعين الذين سميتهم في كتابي "الجهاد الإنساني في الإسلام"، بـ"المجاهدين" بدلا من المتطوعين، فهل من مانع في أن نسمي المبرات بـ"مبرات الجهاد السياحي" والمتطوعين فيها بـ"المجاهدين"؟

 Ù„ابد للحكومة من أن تمد يد العون لهذه المبرات وأن تضع القوانين التي تضمن التزام المبرات بأهدافها المعلنة، وعليها أيضا أن تيسر عمل الجمعيات والأفراد ورفع الحواجز الروتينية التي تقف في وجه العاملين. وعلى المحسنين أن يمدوها بالأموال لكي تمتلك أفضل الأجهزة التي تمكنها من أداء أعمالها على أفضل وجه.

في حالة تطبيق ما جاء أعلاه، ولو جزئيا، لابد للسائح أو الزائر من أن يحن للعودة إلى هذا البلد بل إنه سوف يكون وسيلة إعلامية متحركة لجلب المزيد من السياح والزوار. فهل نحن عاملون لأجل ذلك؟ أتمنى أن يتم ذلك، وأن تقوم الطاقات الشابة بتحقيق الأماني المعقودة عليها في أداء واجبها الوطني والإنساني من أجل مستقبل أفضل. إنها دعوة للعمل، وإن خير ما نختم به حديثنا هنا هو قوله تعالى: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون". 

والله ولي التوفيق.

Copyright © A S Shakiry and TCPH Ltd. 

  Back
 
  
> 64 . العØ...
> 63 . سياح...
> 62 . آليØ...
> 61 . آليØ...
> 60 . الرØ...
> 59 . كيف Ù...
> 58 . أين Ø...
> 57 . كيف Ù...
> 56 . دبي Ø...
> 55 . الحØ...
> 54 . استر...
> 53 . سبل Ø...
> 52 . جامØ...
> 51 . النØ...
> 50 . المØ...
> 49 . ذكرÙ...
> 48 . مساØ...
> 47 . جذور...
> 46 . ملتÙ...
> 45 . دور Ø...
> 44 . أي Ù…Ù...
> 43 . السÙ...
> 42 . لنجØ...
> 41 . المØ...
> 40 . الرÙ...
> 39 . الرÙ...
> 38 . زيار...
> 37 . السÙ...
> 36 . السÙ...
> 35 . سياح...
> 34 . السÙ...
> 33 . الفÙ...
> 32 . فضاء...
> 31 . الفØ...
> 30 . المØ...
> 29 . أهمÙ...
> 28 . الجÙ...
> 27 . بغدا...
> 26 . حجاب...
> 25 . مشرÙ...
> 24 . الثÙ...
> 23 . السÙ...
> 22 . أرقØ...
> 21 . سياح...
> 20 . اللØ...
> 19 . السÙ...
> 18 . كيف Ø...
> 17 . الحØ...
> 16 . في رØ...
> 15 . الإØ...
> 14 . الأÙ...
> 13 . الضÙ...
> 12 . مهرØ...
> 11 . السÙ...
> 10 . السÙ...
> 9 . الأÙ...
> 8 . السÙ...
> 7 . هل س...
> 6 . نحو Ø...
> 5 . السÙ...
> 4 . السÙ...
> 3 . بين Ø...
> 2 . السÙ...
> 1 . نعم ....

 


Founded by Mr. A.S.Shakiry on 2011     -     Published by TCPH, London - U.K
TCPH Ltd
Islamic Tourism
Unit 2B, 2nd Floor
289 Cricklewood Broadway
London NW2 6NX, UK

Copyright © A S Shakiry and TCPH Ltd.
Tel: +44 (0) 20 8452 5244
Fax: +44 (0) 20 8452 5388
post@islamictourism.com