Français       Español           عربي             Deutsch         English   

       الصفحة الرئيسية
View World Tourism Exhibitions

آفاق السياحة الإسلامية
لطبع الصفحة

العدد 24

الثقافة السياحية ضمن المناهج الدراسية

خلال زيارتي الأخيرة إلى المملكة المغربية تطوع لإيصالي إلى المطار الصديق الأستاذ أحمد جمعة وكان يشغل وظيفة الخبير الاختصاصي التربوي في التعليم المهني في العراق فدار بيننا حديث مختصر حول السياحة، وبالتحديد لماذا بعض الدول تتمتع بالإقبال السياحي عليها وأخرى أكثر ثراء في المعالم والمواقع والأجواء المتنوعة الصالحة للسياحة تشهد عزوفا أو كسادا سياحيا. اختصر صديقي الأسباب في عدة كلمات حيث قال:لابد أن تكون هناك ثقافة سياحية لكل شعب يتطلع إلى أن يأخذ موقعه في عوالم السياحة. ولم أستجب لهذه الكلمات أو الإحساس بإبعادها في حينها، ولكنها أخذت بعد حين تتفاعل وتتوسع آفاقها في ذهني وحتى في مضجعي.

نعم نحن الآن في القرن الواحد والعشرين حيث أخذت أنواع المناهج الدراسية تفرض على الأطفال حتى في سني الحضانة، وتتنوع هذه المناهج وتتوسع مع نموالأطفال إلى آخر مراحل الدراسة، والبعض إلى آخر العمر، وكل ذلك من أجل ثقافة الإنسان، وثقافة الشعوب تقاس على قدر ثقافة أفرادها وتنوعها. والسؤال هو لماذا لا نضيف درسا آخر لبناء شخصية الإنسان لخيره وخير بلده وذلك بإدخال دروس الثقافة السياحية، وتتطور هذه الدروس مع تطور المراحل الدراسية حتى تصل إلى درجة الدكتوراه باختصاصات مختلفة لعلوم متطلبات السياحة؟

هل هناك دول تعتمد الدروس السياحية في مناهج مدارسها؟ وهل هذه الدروس معممة في مدارسها ولكل المراحل أو إنها تختصر على مدارس أو مراحل معينة؟

لابد للمهتمين في هذا الموضوع أن يقوموا بالبحث اللازم عن تجارب الدول الأخرى في هذا الخصوص.

 

لماذا الثقافة السياحية؟

لماذا الثقافة السياحية للوطن وللشعب أو للفرد مطلوبة؟ الجواب: الثقافة السياحية مطلوبة للأمور التالية:

بالنسبة للوطن:

-         تساهم السياحة في البناء العمراني والاقتصادي للبلدان وإظهار مكوناتها السياحية، عن طريق التعريف بالآثار والمواقع السياحية والثقافية والدينية والترفيهية. وكذلك هي تدفع بالتنمية الإقليمية لكل بلد إلى الأمام من خلال تطوير مؤهلاته الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية والبشرية، مثل بناه التحتية (طرق ومرافق أساسية متنوعة)ØŒ قطاعاته الاقتصادية ومهنه وصناعته التقليدية، منتجاته الزراعية والغذائية، تجارته، خدماته في مجال النقل وغيرها من المجالات) وتراثه الثقافي والديني والفني. وجلب المستثمرين إلى مختلف مرافق السياحة والقطاعات المصاحبة لها. وجلب العملة الصعبة التي تمكن البلدان من القيام بتسديد مشترايتها من الخارج على أحسن وجه.

 

وبالنسبة للشعب:

-         تتطلب السياحة التعامل مع ضيوف وسياح البلد بالصدق والأدب والترحاب لإعطاء الانطباع الحسن عن نفسها أولا وعن بلدانها بشكل عام. وكذلك توفر فرصة الاستفادة من التعارف الثقافي ما بين الشعوب والاقتباس من ثقافة السياح وحتى من مظاهرهم وسلوكياتهم. ولكن هذا يتطلب خططا حكيمة لحماية بلدانها وشعوبها من أي مسيء إليهما ثقافيا أو عقائديا أو أمنيا وغيرها من مساوئ الانفتاح السياحي العشوائي الذي لا يراعي الالتزام بالمبادئ والأخلاق الإنسانية السامية وفي مقدمتها القيم التي أتى بها الدين الإسلامي الحنيف. وينبغي العمل على أن توفر لجميع فئات المجتمع إمكانيات السفر وفق شروط مناسبة ماديا ومعنويا وزمنيا.

 

وبالنسبة للفرد:

-         تعتبر المناهج الدراسية لكل المراحل مفاتيح الثقافة الإنسانية، لذا فإن إدخال السياحة فيها مهم للفرد. والسياحة بدورها مهمة للفرد لأنها توفر له عند ازدهارها فرص العمل والتقدم الوظيفي، مثل العمل كمرشدين سياحيين، وكأساتذة لتدريس المناهج السياحية، والعمل في القطاع السياحي عموما. وتعلم السياحة لكل شخص القدرة على كتابة المذكرات وكيفية أخذ الصور وربما كتابة المقالات السياحية من خلال أجواء المتعة والراحة التي تتهيأ له. وتدرب السياحة الشباب على تحمل مسؤوليتهم في تدبير شؤونهم الخاصة ومواجهة الصعاب وتمنحهم الآفاق الرحبة للتعارف مع شباب شعوب أخرى، وهي تساهم بذلك في بناء شخصية الفرد الثقافية وفتح آفاق تطلعه إلى ما وراء حدود مدينته وبلده، وتجعله يحس بأهمية تعلم اللغات وفوائدها، حيث إنها تعد مفاتيح الثقافة السياحية.

 

ما هي المواد الدراسية المتوفرة للسياحة ؟

1- مجلة السياحة الإسلامية التي وصلت أعدادها إلى 24 عددا وقد تضمنت مئات المقالات عن بلدان ومواقع مختلفة حول العالم وساهم في كتابتها العديد من الكتاب المتخصصين.

2- موقع السياحة الإسلامية الألكتروني الذي ينشر بخمس لغات نشرة إخبارية أسبوعية وفيه مواقع لكل بلد من بلدان العالم تتجمع فيه الكثير من المعلومات السياحية والمقالات التي تنشر في المجلة وعلى موقع السياحة الإسلامية.

3- موسوعات الدول على اختلاف مضامينها الثقافية والأثرية والتراثية وغيرها.

4- الاستفادة من الإنتاج الفني الإعلامي والثقافي والمسرحي بمسلسلاته المتنوعة التي تعرض على شاشات التلفاز الكثير من الآثار والمواقع السياحية.

5-كتب الكتاب والهواة حول انطباعاتهم عن البلدان التي زاروها.

6- قصص الأطفال وأفلام مثل السندباد وعلي بابا والبساط الطائر وابن بطوطة وغيرها.

7- المواقع السياحية وآثارها.

8- المتاحف.

9- الأضرحة والمزارات والمواقع الدينية ومناسبات زياراتها.

10- المتنزهات ومواقع الترويح والاصطياف.

11- المناسبات الدينية والثقافية والرياضية .

12- نظم ومقررات المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة وآخر مدونة لها هي آداب السياحة التي تناولت فيها القيم السياحية التي يجب اتباعها من قبل كافة المؤسسات العاملة في حقول السياحة وكذلك الأفراد والمجموعات السياحية.

ومن الصدف التي واجهتني في الطائرة المتوجهة من لندن إلى الدار البيضاء وثم مراكش أن كانت هناك مجموعة شباب من الجنسين متوجهين إلى مراكش في سفرة مدرسية سياحية، لا أعلم هل هي ثقافية أو ترفيهية، ولا أعلم هل كان بصحبتهم مدرسين أولا، وما يهمني من أمرهم هو درجة الإزعاج الذي سببه بعضهم لي ولمن حولهم من المسافرين بالتكلم والمزاح والعربدة بصوت عال، ولمدد طويلة قد تصل إلى الساعتين، وهم في المقاعد المباشرة خلفي، مما اضطرني أن أقوم وأقول لهم بأنهم أزعجونا أي إزعاج وقلت لهم بكل أدب وابتسامة: كان لابد لمدرستكم أن تعطيكم دروسا بآداب وقيم السياحة قبل أن تنطلقوا في سفرتكم هذه، ولم ينطقوا بأي كلمة، وتمت بقية السفرة أكثر هدوءا وسلاما.

إن هذا الحادث قد أقنعني بأن لابد لي وأن أخوض في موضوع الثقافة السياحة من أوسع أبوابها من المهد إلى اللحد، ومنها التأكيد على إقامة "أكاديمية السياحة الإسلامية" لعلها تتمكن من وضع الأسس الصحيحة لثقافة وآداب وقيم السياحة العالمية الملتزمة التي وصل بعضها اليوم إلى أقصى درجات الانفلات، مما أثر على قيمها الإنسانية التي تجسمت في الآية القرآنية الكريمة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (سورة الحجرات/13)

 

نأمل أن تكون أجيالنا القادمة أكثر ثقافة في عوالم السياحة، حيث إن السياحة هي الجسر الموصل ما بين الشعوب.

والله ولي التوفيق

 

Copyright © A S Shakiry and TCPH Ltd. 

  Back
 
  
> 64 . العØ...
> 63 . سياح...
> 62 . آليØ...
> 61 . آليØ...
> 60 . الرØ...
> 59 . كيف Ù...
> 58 . أين Ø...
> 57 . كيف Ù...
> 56 . دبي Ø...
> 55 . الحØ...
> 54 . استر...
> 53 . سبل Ø...
> 52 . جامØ...
> 51 . النØ...
> 50 . المØ...
> 49 . ذكرÙ...
> 48 . مساØ...
> 47 . جذور...
> 46 . ملتÙ...
> 45 . دور Ø...
> 44 . أي Ù…Ù...
> 43 . السÙ...
> 42 . لنجØ...
> 41 . المØ...
> 40 . الرÙ...
> 39 . الرÙ...
> 38 . زيار...
> 37 . السÙ...
> 36 . السÙ...
> 35 . سياح...
> 34 . السÙ...
> 33 . الفÙ...
> 32 . فضاء...
> 31 . الفØ...
> 30 . المØ...
> 29 . أهمÙ...
> 28 . الجÙ...
> 27 . بغدا...
> 26 . حجاب...
> 25 . مشرÙ...
> 24 . الثÙ...
> 23 . السÙ...
> 22 . أرقØ...
> 21 . سياح...
> 20 . اللØ...
> 19 . السÙ...
> 18 . كيف Ø...
> 17 . الحØ...
> 16 . في رØ...
> 15 . الإØ...
> 14 . الأÙ...
> 13 . الضÙ...
> 12 . مهرØ...
> 11 . السÙ...
> 10 . السÙ...
> 9 . الأÙ...
> 8 . السÙ...
> 7 . هل س...
> 6 . نحو Ø...
> 5 . السÙ...
> 4 . السÙ...
> 3 . بين Ø...
> 2 . السÙ...
> 1 . نعم ....

 


Founded by Mr. A.S.Shakiry on 2011     -     Published by TCPH, London - U.K
TCPH Ltd
Islamic Tourism
Unit 2B, 2nd Floor
289 Cricklewood Broadway
London NW2 6NX, UK

Copyright © A S Shakiry and TCPH Ltd.
Tel: +44 (0) 20 8452 5244
Fax: +44 (0) 20 8452 5388
post@islamictourism.com