Français       Español           عربي             Deutsch         English   

       الصفحة الرئيسية
View World Tourism Exhibitions

آفاق السياحة الإسلامية
لطبع الصفحة

العدد 39

الرمال كنوز السياحة



الجزء الأول
   قد يقول قائل ما علاقة الرمال بالسياحة؟ أجيب بأنها أكثر جاذبية للسياح من غيرها، (حسب رأيي الخاص)ØŒ ففي لمسها الناعم إحساس بالمتعة، وهي للنفوس المتعبة استرخاء وراحة، وللرياضيين والهواة والمغامرين المكان المناسب للعديد من الأنشطة والرياضات، وللأطفال مجال شاسع للّعب من دون ملل أو كلل. هذا ما دفع العديد من بلديات المدن الأوروبية إلى تخصيص بعض المناطق لهذه الرمال القادمة من بعيد، فيما كسيت العديد من الشواطئ برمال تشطف من قاع البحار بواسطة بواخر متخصصة ليفرش على سواحله.
   ورب متسائل يتساءل: إذا كانت للرمال كل هذه المزايا فلماذا لانسمع عنها كثيراً وأين هي من عالم السياحة؟ والجواب أنها موجودة وبقوة لكنها تستعير أسماء أخرى كسياحة البحر والسياحة الشاطئية، والسياحة الصحرواية والسياحة البيئية وغيرها، إلا أن ذلك لايقلل من شانها. ولو أُجريت إحصائيات لسياح الشواطئ، عن الفترة التي قضوها في مياه البحر أو المسابح المطلّة عليه لوجدنا أنها لا تزيد في أحسن الأحوال عن 10% من الوقت الإجمالي يقابلها 90% من الوقت قضوه في الإسترخاء والإستمتاع برمال الساحل، وفي لعب الرياضات الشاطئية كالريشة وكرة القدم والكرة الطائرة وغيرها، وتناول المثلّجات والمشروبات والطعام في يوم مشمس. ويشمل الإهتمام بالرمال عموما، رمال الصحراء أيضا التي توفر متعة وسياحة فريدة، وأخذت تتطور فيها ألعاب متعددة، مثل التزلج على الرمال Ùˆ سباق السيارات ورحلات الجمال وإنشاء المخيمات.
    ولا نبالغ إذا ما قلنا إن سياحة الرمال هي سوق واعدة عالمياً وصناعة سياحية متخصصة تقدر بمئات البلايين من الدولارات، كإنفاق مباشر، بخلاف العائدات الأخرى غير المباشرة والوظائف التى توفرها تلك السوق الضخمة. ومع تطور إمكانيات الإتصالات والملاحة والتوجيه بالأقمار الصناعية، وتوفر معدات السفاري من عربات الدفع الرباعي، وتخييم وفنادق بيئية وخدمات جيدة. هذه الوسائل والإمكانيات جعلت من الرمال سياحة آمنة وفاتنة ومسلية. وساهم في لفت الأنظار لهذه المناطق الغنية بكل عوامل الجذب تنظيم العديد من المسابقات الدولية والمحلية للسيارات والدراجات والسير على الأقدام فى مواقع مختارة.
   Ù‚د تبدو هذه الرمال للوهلة الأولى شبيهة ببعضها البعض، لكن العارفين بأسرار شعاب الصحراء Ùˆ المختصين يعرفون تماماً بنظرة الخبير أن هذه الكثبان الرملية متباينة وتتشكل بأشكال مختلفة. وقد استفاد سكان الصحراء من أشكال الكثبان ونوعيات رمالها وألوانها وكذلك غطائها النباتي في التقسيم الجغرافي للمناطق، وإطلاق تسميات ارتبطت بتلك الأشكال ونباتاتها.
   ويدرك الإنسان، من خلال الأهمية المتزايدة للرمال، وغيرها من المواقع الطبيعية، في عالم السياحة، وفي مخزوناتها من المعادن، وما حباها الله تعالى به من شمس هي مصدر متزايد للطاقة، أنه تعالى قد خلق الكون وفق نظام دقيق، Ùˆ له في كل مظهر من مظاهره آية تدل على حكمته جل علاه، Ùˆ الإنسان يكتشف باستمرار بعضا من أسرارها فيستغله لمنفعته الإقتصادية أو لسكنه أو للترفيه عن نفسه. وزيارة الصحراء وأهلها تطلعك على عالم عجيب، كانت لي في بعض أسفاري فرصة التعرف عليه.
  
رمال صحراء العرب
   ومن أجمل الرحلات التي قمت بها في حياتي هي زيارتي العام الماضي إلى السعودية، بدعودة رسمية، وكان من ضمن برامجها استكشاف جمال الطبيعة الصحراوية في المملكة. انطلقنا في الصباح الباكر، وضمت القافلة سيارتين من ذوات الدفع الرباعي، في عمق صحراء العلا شمال غرب المملكة، وكانت كثبان الرمال الذهبية تشع عندما تتسلط عليها أشعة الشمس بلون أصفر يسر الناظرين، والصخور المتنوعة الأشكال التي تتخللها، أشبه بعالم فني تشكيلي ثلاثي الأبعاد، يزيدها وجود الجِمال زينة على زينة.
   وفي بلد تبلغ مساحته مليونين وربع المليون كيلومتر مربع، تشكل الصحراء أربعة أخماس مساحتها الجغرافية، وتمثل الرمال فيها المعلم السياحي الطبيعي بامتياز، ففيها ثلاثة من أكبر الصحاري العربية، وهي (صحراء الدهناء) معقل أكبر قبيلة بدوية عربية، هي بني تميم وتتميز رمالها بلونها الأحمر لارتفاع نسبة أوكسيدات الحديد فيها، Ùˆ(صحراء النفوذ) وهو أحد أقاليم نجد المشهورة بمناظرها الخلابة ورمالها الذهبيه في هضبة نجد، Ùˆ (صحراء بحر الرمال الكبير Ù€ أو الربع الخالي)ØŒ الذي يعد أكبر فضاء صحراوي رملي في العالم. ومن بين كثبان الرمال تستخرج الذهب والنحاس وغيرهما من المعادن والأحجار الكريمة بالإضافة إلى النفط.
   يهوى السعوديون رياضات الصيد والقنص التي تقام لها مسابقات سنوية كبيرة، ويمارسون ما يعرف محليا بطلعات البر التي تتضمن نصب الخيام وقيادة المركبات فوق كثبان الرمال. وقد حرصت الهيئة العليا للسياحة على وضع الأسس لتنمية وتشجيع الإستثمار في إنشاء المنازل الريفية، وهي منشآت سكنية ذات تكلفة منخفضة ومحافظة على البيئة المحيطة بها، تحقق الجذب السياحي للمناطق النائية والصحراوية مع تحقيق العائد الإقتصادي الجيد للمستثمر والمجتمع المحلي.
   ÙˆÙŠÙ…كن أن تصبح سياحة الرمال بالنسبة للسعودية سياحة شتوية بامتياز، لتجتذب السياح من كل دول العالم، ممن لم يألفوا هذه الأرض الصفراء، أو الحمراء، المشمسة، خصوصاً في حال إعداد القرى البدوية السياحية التي يمكن أن توفر للسياح كل مستلزمات المعيشة، وركوب الجمال، والإستمتاع بالثقافة، والعروض، والمنتجات الفلكلورية للبدو.
والله ولي التوفيق.

الجزء الثاني
أخطار دفينة في الرمال
   منذ ما يزيد عن الخمس عشر سنة وأنا أقضي معظم عطلات الصيف في المغرب العربي الذي يطل على البحرالمتوسط شمالاً والمحيط الأطلسي غرباً، وقد حباه الله بالكثير من السواحل الرملية التي نمت وتطورت بشكل كبير خلال هذه الفترة. وقد أصبحت واجهات عصرية مجهزة بكل ما يحلم به السائح والزائر، من منتجعات وفنادق ومسابح ومطاعم السمك البحري وفواكه البحر. وفي صيف هذا العام كنت وعائلتي في الدار البيضاء، وكانت رمال الدار البيضاء هي من أوحت لي بعنوان هذا المقال، حيث وقعت لنا حادثة عندما كنا على رمال الشاطئ، فقد وخزت إبرة طبية مستعملة ومهملة فوق الرمال قدم أحد أفراد عائلتي، وأصبنا بالذعر نتيجة ذلك، حيث نعلم أن الكثير من الأمراض يمكن أن تنتقل بهذه الوسيلة، واستدعى ذلك الكثير من الوقت للمراجعات الطبية وتحليل الدم للتأكد أن كل شئ على ما يرام. وهذه ليست حادثة وحيدة عابرة بل إن المراكز الصحية للطوارئ على السواحل تعالج العشرات من هذه الإصابات.
   هنا لابد من أن أتوقف للتأكيد على أهمية الحفاظ على نظافة الرمال التي يثق بها الأطفال ويلعبون بها لساعات طويلة، ويمشي عليها الجميع بأقدام حافية، وهنا تكمن الخطورة. وهذه دعوة للجميع للإلتزام بالمسؤلية الأخلاقية في الحفاظ على نظافتها من كل شائبة، خصوصاً الأدوات الجارحة. وعلى الجهات الرقابية أن تقوم بعملها في التأكد من نظافتها ومحاسبة كل من يسيء إلى ذلك ومعاقبته بعقوبات تتناسب مع ما يسببه من أذى.
  وإذا كانت هذه الحادثة قد لفتت الإنتباه إلى الأخطار على الأفراد والأسر التي تلجأ إلى الشواطئ للإستمتاع برمالها، فإن بيئة الرمال، سواءا على الشواطئ أو في عمق الصحراء هي بدورها معرضة لمخاطر ينبغي التنبه لها. فبما أن الرمال مهمة على النحو الذي وصفناه، ينبغي إذن الحفاظ عليها وأن تكون الرحلات السياحية مسؤولة بيئياً، فيراعى فيها البعد والنظام البيئى لزيارة المناطق الطبيعية غير الممهدة لأجل الإستمتاع بمظاهر الطبيعة الخلابة بالإضافة لتعزيز حمايتها وما يصاحبها من معالم ثقافية وأن تحقق مكاسب اجتماعية واقتصادية للمجتمعات المحلية، وأن يكون هذا التخطيط بتعاون وثيق وتنسيق بين وزارة السياحة ووزارة البيئة أو الهيئات التي تقابلها في مختلف البلدان.
كما أنه ينبغي استخدام أحدث التنقنيات والأجهزة التكنولوجية في العناية بالرمال وتنظيفها وتوفير ما يكفل سلامة المنتفعين بها من حيث النظافة والجوانب الجمالية التي تجذب السياح.
   وينبغي التأكيد أن الصحراء لا تعني الإتساع غير المحدود الذى يستوعب الممارسات البشرية بكل سلبياتها، بل على العكس تماماً فالصحراء تتسم ببيئة هشة للغاية وأنظمتها البيئية ذات حساسية عالية وتتوازن مع بعضها البعض فى نظام طبيعي دقيق يحدث الإخلال به انهيارا من الصعب إيقافه. لذا يلزم التعامل مع النظم الصحراوية على أساس من الحكمة والعلم Ùˆ الإحتياط وأن يكون التخطيط السياحي والبيئي بكوادر عالية المستوى العلمي وبمشاركة السكان الأصليين الذى هم جزء من عناصر حماية البيئة في تلك المناطق.
طرائف الرمال
ومن غرائب الرمال أن بعضها تحتك ذراتها بتاثير الرياح فتحدث أصواتا شبيهة بالموسيقى، فحركة ذرات الرمال الجافة تولد شحنات كهربائية تجعلها تتذبذب، فتحدث أصواتا يمكن سماعها من مسافة بعيدة. وهذه الظاهرة موثقة في 35 صحراء حول العالم، أشهرها صحراء كزاخستان.
   ومن أطرف ما حصل مؤخرا هو سرقة الرمال الجامايكية، فقد اكتشفت سرقة مئات الأطنان من رمال الشاطئ الشمالي، حتى أن رئيس الوزراء طلب الحصول على تقرير حول كيفية سرقتها وترحيلها وربما بيعها. وكان ما يقدر بحمولة 500 شاحنة من الرمال البيضاء الجميلة قد اختفى من شاطئ (كورال سبرينج) الواقع شمال جامايكا في تموز من العام الماضي، وهو جزء رئيسي من مشروع سياحي بتكلفة مليار دولار. وقد أجرت الشرطة اختبارات معملية على الرمال المتواجدة في كل شواطىء البلاد لتعرف فيما إذا كانت أي منها مطابقة لتلك المسروقة.
   لكل ما تقدم يتضح أن الرمال كنوز وهبة الله للإنسان ليتمتع بها ويستفيد منها، ولابد أن نحافظ على نقاوة وصفاء هذه النعمة من كل شائبة أو إهمال أو سرقة.
والله ولي التوفيق.

Copyright © A S Shakiry and TCPH Ltd. 

  Back
 
  
> 64 . العØ...
> 63 . سياح...
> 62 . آليØ...
> 61 . آليØ...
> 60 . الرØ...
> 59 . كيف Ù...
> 58 . أين Ø...
> 57 . كيف Ù...
> 56 . دبي Ø...
> 55 . الحØ...
> 54 . استر...
> 53 . سبل Ø...
> 52 . جامØ...
> 51 . النØ...
> 50 . المØ...
> 49 . ذكرÙ...
> 48 . مساØ...
> 47 . جذور...
> 46 . ملتÙ...
> 45 . دور Ø...
> 44 . أي Ù…Ù...
> 43 . السÙ...
> 42 . لنجØ...
> 41 . المØ...
> 40 . الرÙ...
> 39 . الرÙ...
> 38 . زيار...
> 37 . السÙ...
> 36 . السÙ...
> 35 . سياح...
> 34 . السÙ...
> 33 . الفÙ...
> 32 . فضاء...
> 31 . الفØ...
> 30 . المØ...
> 29 . أهمÙ...
> 28 . الجÙ...
> 27 . بغدا...
> 26 . حجاب...
> 25 . مشرÙ...
> 24 . الثÙ...
> 23 . السÙ...
> 22 . أرقØ...
> 21 . سياح...
> 20 . اللØ...
> 19 . السÙ...
> 18 . كيف Ø...
> 17 . الحØ...
> 16 . في رØ...
> 15 . الإØ...
> 14 . الأÙ...
> 13 . الضÙ...
> 12 . مهرØ...
> 11 . السÙ...
> 10 . السÙ...
> 9 . الأÙ...
> 8 . السÙ...
> 7 . هل س...
> 6 . نحو Ø...
> 5 . السÙ...
> 4 . السÙ...
> 3 . بين Ø...
> 2 . السÙ...
> 1 . نعم ....

 


Founded by Mr. A.S.Shakiry on 2011     -     Published by TCPH, London - U.K
TCPH Ltd
Islamic Tourism
Unit 2B, 2nd Floor
289 Cricklewood Broadway
London NW2 6NX, UK

Copyright © A S Shakiry and TCPH Ltd.
Tel: +44 (0) 20 8452 5244
Fax: +44 (0) 20 8452 5388
post@islamictourism.com