Français       Español           عربي             Deutsch         English   

       الصفحة الرئيسية
View World Tourism Exhibitions

آفاق السياحة الإسلامية
لطبع الصفحة

العدد 4

السياحة المدرسية

ما هي السياحة المدرسية ؟ هل هذا مصطلح جديد يضاف إلى مصطلحات السياحة المتداولة ؟

الجواب لابد أن يكون إن السياحة المدرسية هي كل نشاط جماعي تنظمه المدرسة، من سفرات أو رحلات أو جولات أو زيارات ميدانية أو حضور مؤ تمرات أو مباريات رياضية وغيرها من النشاطات خارج صفوف الدراسة. كل هذه الأسماء أو الصفات تعتبر سياحة مدرسية.

لو رجع كل منا إلى ذكريات سنين الدراسة فان أول ما يتذكره هو الرحلات المدرسية التي قام بها في كل المراحل الدراسية ابتدائية كانت أو ثانوية أو جامعية. فهذه الرحلات هي التي تظل راسخة في الذاكرة، حيث يخرج الطفل ومن ثم الفتى النامي إلى درجات البلوغ، من عالم الروتين الدراسي في الصف أو في المنزل، لينطلق فكرياً وجسمانياً إلى أفاق جديدة.

وهنا يراودني السؤال. التالي: ما هي الأفاق التي برمجت لهذه الرحلات؟

لا اقدر أن أجزم وأعمم بالنسبة إلى أهداف و مرامي منظمي هذه الرحلات وطبيعة ما يحصل فيها والنتائج الناجمة عنها إلا إن المتعارف عليه غالباً إن هذه السفرات هي رحلات لهو ومرح وانطلاق مع زملاء المدرسة في ألعاب ونشاطات رياضية وترفيهية في الفضاء الطلق.

وهنا يرد السؤالان التاليان:

-        هل كانت السفرات جزءاً من البرامج الدراسية، معدة سلفاً، أم تنظم آنياً وحسب المناسبات من قبل إدارة المدرسة، أم تأتي عفوياً ØŸ

-        إذا كانت السفرات منظمة فما هي كفاءات وخبرات منظميها وما الأهداف المتوخاة منها ØŸ

قبل الدخول في استكشاف أفاق السياحة المدرسية أدعو كل قارئ إلى التوقف عن مواصلة القراءة قليلاً، ليستعيد ذكريات أيام الدراسة وأحداث سفراته ورحلاته المدرسية ويحلل تأثيراتها ونتائجها عليه اليوم. ولاشك في انه سيصل إلى النتيجة التالية، على رغم حلاوتها و فوائدها المحدودة، وهي إنه كان بالإمكان أن تكون أكثر عدداً وأكثر تنوعاً لكي تصبح أكثر حلاوة وأكثر فائدة، ذلك إن فوائد هذه السفرات أو الرحلات أو الزيارات الميدانية خلال مراحل الدراسة هي التي ترسخ في ذاكرة الإنسان، وتصبح ركناً مهماً من أركان بناء الشخصية.

من ذكرياتي، الزيارات التي كنت أقوم بها إلى المصانع في أوربا لغرض التبادل التجاري والمعرفي في حقول الصناعة، كنت أصادف الكثير من المجاميع الطلابية تتجول بين أقسام الإنتاج لتطلع على فنون التصنيع و مراحله، وكانت واحدة منها عند زيارتي لمعامل مر سيدس في مدينة شتوتكارت الألمانية عندما ذهبت لها لاستلام السيارة التي أوصيت عليها، نظمت الشركة لزوارها، جولة استطلاعية على أقسام التصنيع، وقد انطبعت في ذهني هذه الزيارة وصارت جزء من ثقافتي الصناعية.

في صفحات هذا العدد تجدون تقريرا مصورا عن مشاهدات وانطباعات فريق جامعة ويلس البريطانية خلال جولتهم في ربوع مصر.

بعد هذه المقدمة المقتضبة علينا أن نلخص أفاق السياحة المدرسية الواعدة في النقاط التالية:

لابد لهذه السياحة من أن تتوسع نوعاً وكماً، وتتناسب مع المراحل الدراسية، وتتكامل مع المناهج التعليمية، وتوضع لها البرامج، وتعتبر جزءاً أساسياً من أسس التعليم الحديث المتطور، لتحقق أفضل النتائج العلمية والثقافية النابعة من واقع حياتنا المعاصرة.

وندرج أدناه بعض أوجه هذه السياحة:

الجولات المدرسية لتلاميذ المراحل الابتدائية و المتوسطة إلى:

-        مصانع المواد الاستهلاكية، مثل مصانع الألبسة والأحذية ولعب أللأطفال والأواني المنزلية والأثاث وغيرها.

-        مصانع المواد الغذائية، كل الحليب ومشتقاته Ùˆ المعلبات والبسكويت والمعجنات والحلويات وغيرها.

-        الإدارات ومراكز التسويق والمعارض النوعية بما يتناسب مع قدرة التلاميذ على الاستيعاب.

-        المتاحف والمكتبات والمناطق الأثرية والتراثية.

-        المنتزهات والمعالم الحضارية الحديثة.

-        المساجد والمشاهد والآثار الدينية.

-        المؤسسات الخيرية.

السفرات القطرية والإقليمية لطلاب المراحل الثانوية والجامعية:

-        شمول الفقرات الواردة أعلاه كأول سفرة أو زيارة أخرى في نهاية المرحلة الدراسية لتنشيط الذاكرة أو اكتشاف التطورات في المرافق التي سبق الإطلاع عليها.

-        سفرات إلى المرافق المهمة في أنحاء القطر للإطلاع والمشاركة في ما يفيد المناهج الدراسية التي يتابعها الطالب.

-        الصناعات الالكترونية والهندسية والتعدينية  ÙˆØºÙŠØ±Ù‡Ø§ مما لم يرد ذكره في الفقرة الأولى.

-        إدارات الدولة غير الحساسة وإدارات المؤسسات الاقتصادية والإعلامية والثقافية وغيرها.

-        حضور المؤتمرات والندوات حسب توجهات الطلاب الدراسية.

-        المشاركة في الأعمال ذات المردود العلمي أو التدريب العملي.

ملاحظات إيضاحية إضافية:

-        لا بد لهذه السفرات السياحية من أن تأخذ في الاعتبار مصلحة وموافقة الجهات المنوي زيارتها حتى يتم الاتفاق معها على برنامج الزيارة Ùˆ موعده.

-        إعداد برنامج مشوق ومثمر من قبل المؤسسات واعتبار ذلك جزءاً من برامج عملها الإعلامي والإداري. وبالإضافة إلى جولة في مواقع العمل، يجب أن يتم ضمن برنامج الزيارة إلقاء كلمة وعرض فيلم قصير يوضح طبيعة المؤسسة ومنتجاتها وغير ذلك مما يفيد الزوار والمؤسسة.

-        تحديد عدد الطلاب بما يتناسب مع طبيعة الزيارة توزيع طلاب الصف الواحد إلى مجموعات تذهب كل واحدة إلى جهة تتماشى مع تطلعاتها.

-        تكليف كل طالب بعمل ورقة معززة بالصور عن مشاهداته وانطباعاته الشخصية عن الجولة

-        إصدار نشرة أو كراس أو تقرير صحافي معزز بالصور، يوزع في أي مطبوعة مدرسية كانت أو صحفية محلية أم إقليمية، Ùˆ يتضمن نتائج هذه السفرات.

أهمية وفوائد السياحة المدرسية.

-        نشر الوعي السياحي الهادف بين أجيال المستقبل.

-        خروج الأجيال الجديدة من الأفاق الضيقة إلى الأفاق الواسعة.

-        كسب العلوم والخبرات العملية وتوسيع أفق المعرفة الحياتية.

-        الترويح عن نفوس الطلاب وبث الشعور بالثقة والاطمئنان.

-        فتح الأفاق المستقبلية لحياتهم العملية والمعيشية.

-        استفادة المؤسسات من هذه الزيارات للإعلان عن منتجاتها وأعمالها.

-        حصول المؤسسات المزارة على روافد عاملة متنورة ومؤهلة لضمان إستمراريتها وتطورها.

-        حصول المؤسسات الإعلامية على دراسات Ùˆ مواد إعلامية ميدانية غزيرة، عن مختلف مرافق الحياة.

-        مساعدة الدولة في المشاركة الطلابية في عمليات البحث والإحصاء، لوضع الخطط السليمة لتطوير مرافق الحيات الحيوية.

هل هذا هو كل شيء ؟ طبعاً لا، فكل قارئ سوف يكتشف بذاته إن هناك الكثير الكثير مما يمكن عمله.

إذن كيف يمكن الشروع في بلورة هذه الأفكار في الواقع ؟

الخطوة الأولى لا بد أن تبدأ من وزارة التربية والتعليم بتشكيل لجنة عليا متفرغة لدراسة الأفكار المطروحة أعلاه، والبحث في واقع السياحة المدرسية أو السياحة الطلابية. وعن هذه اللجنة يصدر برنامج لإعداد مخططين للسياحة الطلابية يكونون حلقة للتنسيق بين واضعي المناهج الدراسية، وإدارات المدارس وبين رؤساء المؤسسات الصناعية والإدارية والإعلامية وغيرها، من اجل إدخال المناهج السياحية التي تنفع الطلاب والمؤسسات على حد سواء.

مفاتحة الإتحادان والغرف الصناعية والمهنية لطرح البرامج السياحية المقترحة عليها ومعرفة مدى فائدتها للمؤسسات والشركات المعنية، والتنسيق معها في وضع اللمسات التفصيلية لهذه الجولات.

إنهاض وسائل الإعلام لتؤدي دورها في هذا الأفق الوطني والدولي.

ويبقى السؤال الأخير والمهم و هو: كيف تمول هذه البرامج ؟

عندما يعين الهدف أو الأهداف وتتوفر العزيمة والصدق في التنفيذ، فلابد أن تتيسر الأمور وتتوفر الموارد، والتي هي زهيدة اساساً. Ùˆ  Ù†Ø¯Ø±Ø¬ أدناه بعض أبواب التمويل المعول عليها:

-        تحمل كل طالب ميسور كلفة سفرته.

-        عمل صندوق خاص في كل مدرسة لتمويل الطلاب الذين تنقصهم المادة، يمول من قبل:

-   الدولة وتعتبر جزءاً من ميزانيات التعليم بكل مراحله.

-   المؤسسات أو الشركات التي ستستفيد من الجوانب الدعائية لمنتجاتها وأعمالها.

-   المؤسسات الإعلامية لرفدها بمواضيع وأخبار ميدانية متنوعة وجديدة.

-   أي جهات أخرى ترغب في الإعلان عن نفسها، وذلك بوضع إشارات إعلانية على صدور الطلاب أو على حقائبهم، كما يجري في عوالم الرياضة.

-   مساهمات ذوي الطلاب من الميسورين.

-   أي جهات تنشد الخير لامتها وأجيالها الصاعدة.

وعلى ضوء ما جاء أعلاه، لابد من اعتبار السياحة المدرسية منتوجاً جديداً يجب أن تتوفر القدرات والطاقات العلمية لتسويقه.     

أخيراً، فلنجعل من السياحة المدرسية ثورة علمية حضارية تتفجر فيها طاقات الشباب الخلاقة لبناء مستقبل أفضل لأمتنا وللإنسانية جمعاء.

والله ولي التوفيق

Copyright © A S Shakiry and TCPH Ltd. 

  Back
 
  
> 64 . العØ...
> 63 . سياح...
> 62 . آليØ...
> 61 . آليØ...
> 60 . الرØ...
> 59 . كيف Ù...
> 58 . أين Ø...
> 57 . كيف Ù...
> 56 . دبي Ø...
> 55 . الحØ...
> 54 . استر...
> 53 . سبل Ø...
> 52 . جامØ...
> 51 . النØ...
> 50 . المØ...
> 49 . ذكرÙ...
> 48 . مساØ...
> 47 . جذور...
> 46 . ملتÙ...
> 45 . دور Ø...
> 44 . أي Ù…Ù...
> 43 . السÙ...
> 42 . لنجØ...
> 41 . المØ...
> 40 . الرÙ...
> 39 . الرÙ...
> 38 . زيار...
> 37 . السÙ...
> 36 . السÙ...
> 35 . سياح...
> 34 . السÙ...
> 33 . الفÙ...
> 32 . فضاء...
> 31 . الفØ...
> 30 . المØ...
> 29 . أهمÙ...
> 28 . الجÙ...
> 27 . بغدا...
> 26 . حجاب...
> 25 . مشرÙ...
> 24 . الثÙ...
> 23 . السÙ...
> 22 . أرقØ...
> 21 . سياح...
> 20 . اللØ...
> 19 . السÙ...
> 18 . كيف Ø...
> 17 . الحØ...
> 16 . في رØ...
> 15 . الإØ...
> 14 . الأÙ...
> 13 . الضÙ...
> 12 . مهرØ...
> 11 . السÙ...
> 10 . السÙ...
> 9 . الأÙ...
> 8 . السÙ...
> 7 . هل س...
> 6 . نحو Ø...
> 5 . السÙ...
> 4 . السÙ...
> 3 . بين Ø...
> 2 . السÙ...
> 1 . نعم ....

 


Founded by Mr. A.S.Shakiry on 2011     -     Published by TCPH, London - U.K
TCPH Ltd
Islamic Tourism
Unit 2B, 2nd Floor
289 Cricklewood Broadway
London NW2 6NX, UK

Copyright © A S Shakiry and TCPH Ltd.
Tel: +44 (0) 20 8452 5244
Fax: +44 (0) 20 8452 5388
post@islamictourism.com