لقد جسم القرآن الكريم أهمية الماء ÙÙŠ الØياة، وقد اقترن الماء بالجنة ÙÙŠ عشرات الآيات القرآنية التي وردت Ùيها كلمة الجنة، كقوله تعالى (وَبَشÙّر٠الَّذÙينَ آمَنÙوا وَعَمÙÙ„Ùوا الصَّالÙØَات٠أَنَّ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ جَنَّات٠تَجْرÙÙŠ Ù…Ùنْ تَØْتÙهَا الْأَنْهَارÙ.......) آية 25 سورة البقرة، وقوله تعالى (مَّثَل٠الْجَنَّة٠الَّتÙÙŠ ÙˆÙعÙدَ الْمÙتَّقÙونَ تَجْرÙÙŠ Ù…ÙÙ† تَØْتÙهَا الأَنْهَارÙ........) آية 35 سورة الرعد، وقوله تعالى (وَنَزَّلْنَا Ù…ÙÙ†ÙŽ السَّمَاء مَاء Ù…Ùّبَارَكًا Ùَأَنبَتْنَا بÙه٠جَنَّات٠وَØَبَّ الْØَصÙيدÙ) آية 9 سورة Ù‚.
Ùأي وص٠للماء وارتباطه الوثيق بجمال وروعة ونعيم الجنة بعد هذا الوص٠الإلهي.
وعندما يروم الإنسان الإستقرار والسكينة، Ùلابد أن تكون الوجهات السياØية التي ينشدها للراØØ© والسعادة، والتخÙي٠من وطئة رتابة الØياة اليومية، تتضمن التمتع بجمال طبيعة جنان الأرض، وهذه الجنان لا تÙعمر بأنواع الØياة المختلÙØ© سواء النباتية أو الØيوانية إلا بالماء، وخير مثال ØÙŠ على ذلك هي منطقة الأهوار ÙÙŠ جنوب العراق، ذلك المستنقع المائي الواسع الذي يعتبر من أغنى مناطق العالم من Øيث التنوع الØياتي البري والمائي، ويعود تاريخ نشأته إلى خمسة الآ٠سنة مضت، وقد وصÙÙ‡ المستكشÙون والباØثون الذين زاروه بكونه جنة عدن، Øيث الماء والخضرة والوجه الØسن. وهي بØÙ‚ كنزٌ من كنوز الأرض، Ùهل ستكون كذلك لولا وجود المياه ØŸ.
الماء شريان كل أنواع السياØØ©
إن الدور الذي تلعبه المياه يتكرر ÙÙŠ مشاهد وأماكن سياØية وبيئية متنوعة منها:
- الشواطئ بكل أصناÙها والبØيرات المتنوعة، والأنشطة التي يمكن أن يمارسها Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø ÙƒØ§Ù„ØµÙŠØ¯ والإستكشا٠والغوص.
- الجبال وما تØويه قممها من ثلوج (مياه متجمدة) وشلالات وعيون ومنابع الأنهار وما توÙره من مناظر بألوان خلابة ناهيك عن المنتجعات السياØية المقامه Ùيها.
- الØامات والمØطات العلاجية المعتمدة على المياه المعدنية وما توÙره من Ùرصة الإستشÙاء Ù„Ù„Ø³ÙŠØ§Ø ÙˆØ¹Ù…ÙˆÙ… الناس.
- الرياضات المائية بمختل٠أنواعها كالسباØØ©ØŒ التجديÙØŒ كرة الماء...ألخ.
- سياØØ© الإبØار عبر البواخر بمختل٠أØجامها ووجهاتها، التي توÙر متعة قضاء العطل ÙÙŠ أعماق البØار، أو الجمع بين ميزة العطل البØرية والعطل البرية العادية بأستخدامها كوسيلة نقل للوجهة المقصودة.
- المنشآت المائية الإصطناعية المختلÙØ©ØŒ والمعدة للترÙية والإستجمام والتعليم ÙƒØ§Ù„Ù…Ø³Ø§Ø¨Ø ÙˆØ§Ù„Ø¨Øيرات والشلالات الإصطناعية وأØواض ومتاØ٠الأØياء المائية.
- الإستعمالات الإنسانية المختلÙØ© للمياه، كالشرب والنظاÙØ© والصناعة والنقل...الخ.
من هذا ÙŠØªØ¶Ø Ø£Ù† الماء هو شريان وأصل الØياة، قال تعالى (وجعلنا من الماء كل شيء ØÙŠ) الأنبياء، من الآية30ØŒ ومن دونه لا Øياة ولا سياØØ© ولا سعادة، Ùأي نعمة بعد هذه النعمة، Ùˆ ما هي المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع من Ø£Ùراد ومسؤولين ÙˆØكومات ومجتمع دولي، ÙÙŠ الØÙاظ على هذه النعمة من التبذير والإهدار، ÙˆÙÙŠ المØاÙظة على جودة ونظاÙØ© هذه المياه لنا وللأجيال القادمة، يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام ( لاتسر٠ÙÙŠ الماء ولو كنت على نهر جار). إننا نرى أهمية هذا الØديث ÙÙŠ هذا العصر الذي باتت Ùيه أزمة المياه عالمية تنذر بوقوع صراعات إقليمية وسياسية، بسبب الخلا٠Øول Øصص المياه من مختل٠مصادرها الطبيعية بين الدول، خصوصاً الأنهار Ùهناك 260 نهراً دولياً تعبر مياهها الØدود المشتركة بين الدول، وهو ما يمس Øياة 40% من سكان الأرض، وتشير التقارير أن ما يزيد عن مليار شخص يجدون الآن صعوبة كبيرة ÙÙŠ الØصول على مياه الشرب، وأن العدد سيصل إلى ثلاث مليارات نسمة ستعاني من ندرة المياه ÙÙŠ المستقبل المنظور بØلول 2030Ù…ØŒ ما لم يتم تدارك الأمر ويكون تقاسم المياه على قدر كبير من الإنصا٠والإنسانية، خاصة الدول المشتركة ÙÙŠ خيرات الأنهار منذ الأزل.
إن السياØØ© ليست بعيدة عن هذه الأØداث وقد تكون أول المتضررين، ومثال ذلك ما Øدث العام الماضي، عندما تأثرت السياØØ© بشكل كبير ÙÙŠ السعودية خصوصاً ÙÙŠ الطائÙØŒ بعد إخÙاق وزارة المياه والكهرباء ÙÙŠ التعامل مع إدارة أزمة المياه التي شهدتها مختل٠مناطق المملكة، مما اضطر إلى دÙع Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø ÙˆØ§Ù„Ù…ØµØ·Ø§Ùين بعيداً. بينما نجØت بريطانيا بشكل كبير ÙÙŠ إدارة Ù†Ùس الأزمة عام 2006 بعد أن عانت من قلة التساقطات المطرية لشتائين متتاليين ،أدت إلى نقص خطير ÙÙŠ مخزون المياه، وذلك عبر Ùرض تقنين إستخدام المياه ومنع تنظي٠السيارات ورش الØدائق بواسطة خراطيم المياه، وتشجيع الممارسات التي تضمن وق٠هدر المياه ÙÙŠ المنزل وخارجه، واستمر Ùرض هذه الإجراءات Øتى عاد مخزون المياه ÙÙŠ بريطانيا إلى سابق عهده.
إن زيادة السكان والتغير المناخي والري الجائر والإهدار، تجعل إمدادات المياه العالمية ÙÙŠ وضع Øرج، ÙˆÙÙŠ ظل هذا الواقع ينبغي أن تشكل المياه ØاÙزا للتعاون بين الدول، بدلا من أن تكون سبباً للصراعات، وأن يكون هناك إتÙاق Øول كيÙية الإستÙادة من مواردها المشتركة من المياه خصوصاً الأنهار العابرة للØدود، واتباع الوسائل والأساليب والقوانين التي تضمن الإستخدام المتوازن والمعقلن والمستدام للموارد المتاØØ© من المياه بما يضمن ديمومتها لنا ولأولادنا وأØÙادنا، ودعم البØØ« العلمي لإيجاد وسائل Ùاعلة وعملية لتØلية المياه المالØØ© وتنقية وإعادة استخدام المياه الثقيلة، واتباع كل الإجراءات التي تكÙÙ„ الØÙاظ على جودة ونقاوة المياه، ويÙضل أن يكون هناك مركز متخصص للمياه ÙÙŠ كل دولة، يكون مسؤولاً عن وضع الدراسات والتوصيات والإستراتيجيات طويلة الأمد التي ينبغي اتباعها لضمان الأمن المائي ÙÙŠ البلد، كي لا تتأثر مختل٠القطاعات الإقتصادية كالسياØØ© والصناعة وغيرها بما قد يصيب المياه من مد وجزر.
أخيراً على كل Ø³Ø§Ø¦Ø Ø£Ù† يعتني ويقتصد استهلاك الماء ÙÙŠ استعمالاته الخاصة، ويØاÙظ على نظاÙته ونقاوته عند التمتع بمواقعه وشواطئه وأعماقه، Øتى تكون زيارته لأي بلد مصدر خير لا مصدر إضرار لسكان المناطق المقصودة سياØياً ومواردها لنمد السياØØ© بالØياة الرغيدة.
والله ولي التوÙيق.