Français       Español           عربي             Deutsch         English   

       الصفحة الرئيسية
View World Tourism Exhibitions

آفاق السياحة الإسلامية
لطبع الصفحة

العدد 41

الماء شريان السياحة النابض

 


لقد جسم القرآن الكريم أهمية الماء في الحياة، وقد اقترن الماء بالجنة في عشرات الآيات القرآنية التي وردت فيها كلمة الجنة، كقوله تعالى (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ.......) آية 25 سورة البقرة، وقوله تعالى (مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ........) آية 35 سورة الرعد، وقوله تعالى (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ) آية 9 سورة ق.

 

فأي وصف للماء وارتباطه الوثيق بجمال وروعة ونعيم الجنة بعد هذا الوصف الإلهي.

وعندما يروم الإنسان الإستقرار والسكينة، فلابد أن تكون الوجهات السياحية التي ينشدها للراحة والسعادة، والتخفيف من وطئة رتابة الحياة اليومية، تتضمن التمتع بجمال طبيعة جنان الأرض، وهذه الجنان لا تُعمر بأنواع الحياة المختلفة سواء النباتية أو الحيوانية إلا بالماء، وخير مثال حي على ذلك هي منطقة الأهوار في جنوب العراق، ذلك المستنقع المائي الواسع الذي يعتبر من أغنى مناطق العالم من حيث التنوع الحياتي البري والمائي، ويعود تاريخ نشأته إلى خمسة الآف سنة مضت، وقد وصفه المستكشفون والباحثون الذين زاروه بكونه جنة عدن، حيث الماء والخضرة والوجه الحسن. وهي بحق كنزٌ من كنوز الأرض، فهل ستكون كذلك لولا وجود المياه ؟.

 

الماء شريان كل أنواع السياحة

إن الدور الذي تلعبه المياه يتكرر في مشاهد وأماكن سياحية وبيئية متنوعة منها:

-   الشواطئ بكل أصنافها والبحيرات المتنوعة، والأنشطة التي يمكن أن يمارسها السياح كالصيد والإستكشاف والغوص.

-   الجبال وما تحويه قممها من ثلوج (مياه متجمدة) وشلالات وعيون ومنابع الأنهار وما توفره من مناظر بألوان خلابة ناهيك عن المنتجعات السياحية المقامه فيها.

-        الحامات والمحطات العلاجية المعتمدة على المياه المعدنية وما توفره من فرصة الإستشفاء للسياح وعموم الناس.

-        الرياضات المائية بمختلف أنواعها كالسباحة، التجديف، كرة الماء...ألخ.

-   سياحة الإبحار عبر البواخر بمختلف أحجامها ووجهاتها، التي توفر متعة قضاء العطل في أعماق البحار، أو الجمع بين ميزة العطل البحرية والعطل البرية العادية بأستخدامها كوسيلة نقل للوجهة المقصودة.

-   المنشآت المائية الإصطناعية المختلفة، والمعدة للترفية والإستجمام والتعليم كالمسابح والبحيرات والشلالات الإصطناعية وأحواض ومتاحف الأحياء المائية.

-        الإستعمالات الإنسانية المختلفة للمياه، كالشرب والنظافة والصناعة والنقل...الخ.

 

من هذا يتضح أن الماء هو شريان وأصل الحياة، قال تعالى (وجعلنا من الماء كل شيء حي) الأنبياء، من الآية30، ومن دونه لا حياة ولا سياحة ولا سعادة، فأي نعمة بعد هذه النعمة، و ما هي المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع من أفراد ومسؤولين وحكومات ومجتمع دولي، في الحفاظ على هذه النعمة من التبذير والإهدار، وفي المحافظة على جودة ونظافة هذه المياه لنا وللأجيال القادمة، يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام ( لاتسرف في الماء ولو كنت على نهر جار). إننا نرى أهمية هذا الحديث في هذا العصر الذي باتت فيه أزمة المياه عالمية تنذر بوقوع صراعات إقليمية وسياسية، بسبب الخلاف حول حصص المياه من مختلف مصادرها الطبيعية بين الدول، خصوصاً الأنهار فهناك 260 نهراً دولياً تعبر مياهها الحدود المشتركة بين الدول، وهو ما يمس حياة 40% من سكان الأرض، وتشير التقارير أن ما يزيد عن مليار شخص يجدون الآن صعوبة كبيرة في الحصول على مياه الشرب، وأن العدد سيصل إلى ثلاث مليارات نسمة ستعاني من ندرة المياه في المستقبل المنظور بحلول 2030م، ما لم يتم تدارك الأمر ويكون تقاسم المياه على قدر كبير من الإنصاف والإنسانية، خاصة الدول المشتركة في خيرات الأنهار منذ الأزل.

إن السياحة ليست بعيدة عن هذه الأحداث وقد تكون أول المتضررين، ومثال ذلك ما حدث العام الماضي، عندما تأثرت السياحة بشكل كبير في السعودية خصوصاً في الطائف، بعد إخفاق وزارة المياه والكهرباء في التعامل مع إدارة أزمة المياه التي شهدتها مختلف مناطق المملكة، مما اضطر إلى دفع السياح والمصطافين بعيداً. بينما نجحت بريطانيا بشكل كبير في إدارة نفس الأزمة عام 2006 بعد أن عانت من قلة التساقطات المطرية لشتائين متتاليين ،أدت إلى نقص خطير في مخزون المياه، وذلك عبر فرض تقنين إستخدام المياه ومنع تنظيف السيارات ورش الحدائق بواسطة خراطيم المياه، وتشجيع الممارسات التي تضمن وقف هدر المياه في المنزل وخارجه، واستمر فرض هذه الإجراءات حتى عاد مخزون المياه في بريطانيا إلى سابق عهده.

إن زيادة السكان والتغير المناخي والري الجائر والإهدار، تجعل إمدادات المياه العالمية في وضع حرج، وفي ظل هذا الواقع ينبغي أن تشكل المياه حافزا للتعاون بين الدول، بدلا من أن تكون سبباً للصراعات، وأن يكون هناك إتفاق حول كيفية الإستفادة من مواردها المشتركة من المياه خصوصاً الأنهار العابرة للحدود، واتباع الوسائل والأساليب والقوانين التي تضمن الإستخدام المتوازن والمعقلن والمستدام للموارد المتاحة من المياه بما يضمن ديمومتها لنا ولأولادنا وأحفادنا، ودعم البحث العلمي لإيجاد وسائل فاعلة وعملية لتحلية المياه المالحة وتنقية وإعادة استخدام المياه الثقيلة، واتباع كل الإجراءات التي تكفل الحفاظ على جودة ونقاوة المياه، ويفضل أن يكون هناك مركز متخصص للمياه في كل دولة، يكون مسؤولاً عن وضع الدراسات والتوصيات والإستراتيجيات طويلة الأمد التي ينبغي اتباعها لضمان الأمن المائي في البلد، كي لا تتأثر مختلف القطاعات الإقتصادية كالسياحة والصناعة وغيرها بما قد يصيب المياه من مد وجزر.

أخيراً على كل سائح أن يعتني ويقتصد استهلاك الماء في استعمالاته الخاصة، ويحافظ على نظافته ونقاوته عند التمتع بمواقعه وشواطئه وأعماقه، حتى تكون زيارته لأي بلد مصدر خير لا مصدر إضرار لسكان المناطق المقصودة سياحياً ومواردها لنمد السياحة بالحياة الرغيدة.

 

والله ولي التوفيق.

 

 

Copyright © A S Shakiry and TCPH Ltd. 

  Back
 
  
> 64 . العØ...
> 63 . سياح...
> 62 . آليØ...
> 61 . آليØ...
> 60 . الرØ...
> 59 . كيف Ù...
> 58 . أين Ø...
> 57 . كيف Ù...
> 56 . دبي Ø...
> 55 . الحØ...
> 54 . استر...
> 53 . سبل Ø...
> 52 . جامØ...
> 51 . النØ...
> 50 . المØ...
> 49 . ذكرÙ...
> 48 . مساØ...
> 47 . جذور...
> 46 . ملتÙ...
> 45 . دور Ø...
> 44 . أي Ù…Ù...
> 43 . السÙ...
> 42 . لنجØ...
> 41 . المØ...
> 40 . الرÙ...
> 39 . الرÙ...
> 38 . زيار...
> 37 . السÙ...
> 36 . السÙ...
> 35 . سياح...
> 34 . السÙ...
> 33 . الفÙ...
> 32 . فضاء...
> 31 . الفØ...
> 30 . المØ...
> 29 . أهمÙ...
> 28 . الجÙ...
> 27 . بغدا...
> 26 . حجاب...
> 25 . مشرÙ...
> 24 . الثÙ...
> 23 . السÙ...
> 22 . أرقØ...
> 21 . سياح...
> 20 . اللØ...
> 19 . السÙ...
> 18 . كيف Ø...
> 17 . الحØ...
> 16 . في رØ...
> 15 . الإØ...
> 14 . الأÙ...
> 13 . الضÙ...
> 12 . مهرØ...
> 11 . السÙ...
> 10 . السÙ...
> 9 . الأÙ...
> 8 . السÙ...
> 7 . هل س...
> 6 . نحو Ø...
> 5 . السÙ...
> 4 . السÙ...
> 3 . بين Ø...
> 2 . السÙ...
> 1 . نعم ....

 


Founded by Mr. A.S.Shakiry on 2011     -     Published by TCPH, London - U.K
TCPH Ltd
Islamic Tourism
Unit 2B, 2nd Floor
289 Cricklewood Broadway
London NW2 6NX, UK

Copyright © A S Shakiry and TCPH Ltd.
Tel: +44 (0) 20 8452 5244
Fax: +44 (0) 20 8452 5388
post@islamictourism.com