سويسرا: المزيد من السياح القطريين والخليجيين

السياحة الإسلامية: عن  " الشرق " 09 نيسان/ أبريل 2012‎

تعمل الجهات القائمة على قطاع السياحة في سويسرا على انتهاج سياسة إستراتيجية تهدف إلى استقطاب أعداد كبيرة من الزوار خاصة من منطقة الخليج، خصوصا قطر بفضل ما يتمتع به المواطنون من دخل مرتفع وقوة شرائية عالية، وهو ما يجعل من السائح القطري عنصرا مرغوبا فيه، تسعى مختلف الدول إلى استقطابه ليقضي إجازته فيها، وتمثل نسبة السياح القطريين لسويسرا %10 من سياح منطقة الخليج. من خلال زيارتنا إلى سويسرا مؤخرا لاحظنا الكثير من السياح متواجدين في عدة مناطق بسويسرا حيث بدت علامات الارتياح ظاهرة على ملامحهم وهم يتنقلون بين مختلف الأماكن السياحية والمدن في طمأنينة وهدوء وسلام، ذلك ما يميز الأجواء السويسرية التي تمتزج بين عتيق الحضارة وامتداد الحداثة. وتقع سويسرا في جنوب أوروبا الوسطى، تحدّها ألمانيا من الشمال، فرنسا من الغرب، إيطاليا من الجنوب، النمسا من الشرق، ولموقعها أهميته في وسط قارة أوروبا، حيث ممرات جبال الألب التي تربط عديد الدول الأوروبية. كانت الانطلاقة بالوصول إلى مطار زيورخ، حيث كان في الاستقبال السيد مجد مصطفى حسونة مدير التسويق الإلكتروني والإنتاج في هيئة السياحة السويسرية. تم التنقل إلى مدينة لوسارن عبر القطار، حيث دامت الرحلة قرابة الساعة، وبمجرد الوصول استقبلنا من السيدة جسمينا كوهن أحد المسؤولين عن الرحلة بحفاوة، ثم انطلقنا إلى معرفة مختلف معالم مدينة لوسارن برفقة السيدة مونيكا أشورمان وهي دليل سياحي قامت بسرد تاريخي حول مختلف معالم المدينة التي تتميز بجمالية وعمق في التاريخ. وتواصل التنقل بين مختلف أرجاء المدينة حيث التقينا كثيرا من السياح الذين بدوا مستمتعين بالجمال وهم يتفحصون باهتمام الأماكن الأثرية وتلتقط الصور التذكارية. وتتميز مدينة لوسارن بانتشار المطاعم والمقاهي على ضفاف البحيرة، إضافة إلى وجود جسر خشبي يمثل أحد أيقونات المدينة. كما أن الهدوء ونقاوة الأجواء يزيدان من جمالية المدينة. وتتميز مدينة لوسارن بقربها من مطار زيورخ حيث إنه من السهولة الوصول إليها بأريحية دون أن يتكبد الزائر معاناة انتظار وسائل النقل التي ستحمله إلى مدينة لوسارن. كما تتميز المدينة بنظافة شوارعها وكثرة المناطق الخضراء، فهي تمثل في الحقيقة منطقة سياحية جميلة يطيب فيها التجول والاستمتاع بالتسوق إلى جانب غياب ضجيج حركة السير. وهو شيء يجعل من مدينة لوسارن مكانا مفضلا لكون من يرغب في الحصول على الجمال والهدوء. ودعنا السيدة أرشومان ثم اتجهنا بالباخرة في أجواء بدت تلاطفها نسائم البحيرة وتدغدغها نسمات البرد المنعشة. وببلوغ منطقة " أنتنبورجن " توجهنا إلى فندق فيلا "هونيج " الذي يقع على ارتفاع 914 مترا على سطح الأرض تحيط به السلاسل الجبلية من الاتجاهات الأربعة إضافة إلى إطلالة رائعة من فوق على المدينة، وقد تم بناء الفندق سنة 1905 وتم افتتاحه في أبريل 2011 بعد أن شهد عملية تجديد. تعرفنا على السيد بيتر دوري المدير العام لفندق "هونيج" الذي أكد أن الفندق يحتوي على 23 غرفة وسويت وهو يشهد إقبالا كبيرا من السياح منذ أن افتتح نظرا لتفرده بعدة امتيازات بما فيها الموقع الجغرافي المميز الذي يوجد فيه. وأشار إلى أن الفندق استضاف العديد من السياح من منطقة الخليج خاصة في فترة الصيف، موضحا أنه يقدم لهم أجود الخدمات إضافة إلى أشهى وأعرق المأكولات السويسرية. وأعرب دوري أنه خلال شهر رمضان هناك استعدادات خاصة من الفندق ليوفر أحسن الظروف للسياح المسلمين عبر توفير الأجواء الملائمة للصائمين. في الصباح اتجهنا عبر القطار مجددا إلى" لوسارن" ثم انتقلنا إلى "بيلاتوس" وهو جبل تكسوه الكثبان الثلجية. يتم الوصول إليه عبر المركبات المشدودة بين السماء والأرض بكوابل تنقل المتجهين إلى قمة الجبل بأريحية وسط إطلالة رائعة على كامل مدينة لوسارن. كان في الاستقبال السيدة كولت ريختر مديرة المبيعات" ببيلاتوس"ØŒ التي قامت بالتعريف بمختلف مكونات المحطة السياحية التي تتكون من فندق فخم إضافة إلى إعطاء فكرة عن مختلف التحسينات والتوسعة التي أقيمت استجابة لشروط السلامة خاصة وأن المنطقة تشهد عواصف ثلجية في فصل الشتاء مما جعل من مسألة سلامة الزوار أولوية. ويمثل بيلاتوس مكانا مثاليا لمحبي الارتفاعات وممارسة رياضة التسلق، إضافة إلى كونه يعطي إمكانية لأن تغوص بين جبال الألب من خلال رحلات يؤمها قطار يأخذك لتستمتع بعذرية المكان ويجعلك مالكا للمكان في لحظات تتميز بصفاء الروح.  Ø§Ù„ليلة الثانية من الرحلة توجهنا فيها إلى مدينة" لوزان" انتقلنا إلى فندق" بو ريفاج" المطل على البحيرة وهو واحد من الفندقين الوحيدين من فئة خمسة نجوم في المدينة يتميز بموقعه المتميز مما يجعل منه إحدى أيقونات مدينة لوزان. كما أنه يتميز بكبر حجمه إضافة إلى قدوم عدة مشاهير للإقامة فيه. التقينا فيه بالسيدة تانيا دوبا مديرة المبيعات والتسويق والسيدة انينا هارت هوينج تم خلالها التعريف بمزايا مدينة لوزان إضافة إلى خصائص فندق" بوريفاج" وما يوفره من جودة في الخدمات لزواره. في الصباح التقينا بالسيدة انات مزيراس من جمعية الدليل السياحي بلوزان قمنا من خلالها بمعرفة مختلف مكونات المدينة التي بنيت على هضبتين تم ربطهما بجسور لتسهل حركة التنقل، كما تحولنا إلى محل لصناعة الشوكولاتة في المدينة يتميز بالعراقة في هذا الميدان إضافة إلى جودة المنتج الذي يقدمه. وتتميز المدينة بحركة نشيطة إضافة إلى وجود أجواء ترفيهية. واستمرت الرحلة في لوزان حيث التقينا بالسيدة كارول شويزقار مديرة المبيعات في فندق" لوزان بلاس" الذي يتميز بموقع استراتيجي جعل الكثير من الزبائن ترتاده في ظل الخدمات الجيدة والراقية التي يوفرها لزواره، إضافة إلى قربه من مختلف المناطق السياحية وسهولة الوصول إليها. وتمثل مدينة لوزان وجها آخر للسياحة في سويسرا بطابعها المميز وقطارها الخاص الذي يتميز بانتظام مواقيت قدومه وانصرافه مما يجعل عملية التنقل بين مختلف أرجاء المدينة يكون يسيرا. خاصة وأن المدينة شيدت على هضبتين مما جعل ارتفاعها علامة مميزة لها.  Ø§Ù„محطة الأخيرة للرحلة كانت مدينة "برن" عاصمة سويسرا التي تقع في وسط البلاد وصلنا إلى فندق "شويزروف" الذي يقع على مقربة من محطة القطارات يتميز بموقع ممتاز يجعل من السهولة الاتصال بمختلف أرجاء المدينة إضافة إلى عراقته، ما يمثل أحد معالم المدينة والذي شهد مؤخرا تحسينات. أخذنا في جولة للتعرف على المدينة على غرار ساحة الساعة ومتحف اينشتين والبرلمان. التقينا بالسيدة ساندرا هيبار مديرة المبيعات في فندق "شويزروف" حيث قمنا بجولة للتعرف على مختلف مكونات الفندق الذي شهد مؤخرا عملية تجديد. وتواصلت الرحلة في برن والتعرف على مختلف المناطق فيها حيث إنها مدينة تعج فيها الحياة وسط هدوء، حيث تجد الشوارع مليئة بالناس وكل يتجول في طمأنينة. توجهنا إلى فندق ومنتجع فيكتوريا الذي يتكون من 212 غرفة من بينها 99 جناحا كبيرا وصغيرا ويحتوي منتجع فيكتوريا على حمام سباحة وساونا وحمام بخار ومعالجات "إيسبا" للجسم والوجه Ùˆ "سينسا سلكت سبا " الأول من نوعها في العالم بالإضافة إلى توفير تدريب رياضي وصحي. التقينا بالسيد مارك ستيفن مدير قسم المحاسبة والتسويق في هيئة السياحة في برن والسيدة ازبال فورر من العلاقات العامة بهيئة السياحة ببرن تعرفنا من خلالهما على عديد الأماكن في برن التي تشهد نشاطا كبيرا إضافة إلى إقبال الناس على المطاعم والمقاهي في أجواء احتفالية خاصة وأن الطقس خلال هذه الفترة تميز بارتفاع نسبي لدرجات الحرارة مما جعل الجميع مستبشرا بالربيع ويحاول أن يستفيد من جمالية المكان وسهولة التسوق والتنقل بين مختلف أقسام المدينة بشكل سلس نظرا لتوافر وسائل النقل العمومي التي تتميز بانتظام أوقاتها حتى أنك تستطيع أن تعدل عقارب ساعتك عليها. وتتميز مدينة برن باتساع شوارعها ونظافتها إضافة لانتشار محلات التسوق بمختلف أنواعها وفئاتها، مما يجعل الفرد يتذوق المتعة في "برن " وتكون ضمن أجندة المناطق التي يرغب في زيارتها خاصة وأنها تقع في وسط سويسرا. وهو ما يجعل الزائر قريبا من مختلف المناطق السياحية بسويسرا حيث بإمكانه زيارتها دون أن يكلفه ذلك مشقة التعب. وتبقى سويسرا بمختلف مناطقها السياحية وجهة مميزة لمن يبحث عن الهدوء والتسوق والراحة نظرا لما يتوافر فيها من مخزون سياحي قادر على تلبية مختلف أذواق الزوار.