الاسكندرية تجذب النجوم والمشاهير

عندما قمت بزيارة القاهرة لاول مرة في حياتي في شهر ديسمبر (كانون الاول) الماضي وجدتها أجمل مما كنت اتصور فهي جميلة تاريخية يتميز شعبها بروح النكتة والفكاهة، فيها القديم وفيها الحديث ووجدتها ترضي جميع الاذواق وجميع الشرائح التي ينتمي اليها السياح الذين يتدفقون عليها من كل بقاع العالم.

فالسفر تجربة شخصية، وما يناسبني ويعجبني قد لا يعجب الغير وهذا الشيء ينطبق على الاماكن التي نزورها، فكثير من الناس يجدون القاهرة مدينة متربة، تنتشر فيها المباني القبيحة، تصل فيها درجات الحرارة في فترات الظهر الى الاربعينات، لذا نجدهم يفضلون مدنا اخرى في مصر فيها الاثار وتحاكي التاريخ وفي نفس الوقت حديثة وأقل ازدحاما. لذا نجد عددا كبيرا من السياح الذين يتوجهون الى الاسكندرية بالرغم من كونها ثاني اكبر المدن في مصر، غير انها تتحول تدريجيا الى الاختيار الاول لرحلات عطلة الاسبوع في مصر، فشوارعها نظيفة، وطرازها المعماري الفرنسي واليوناني والعربي ادى الى خلق طراز مميز يطل على ساحل البحر الابيض المتوسط وهذا ما يضمن مناخا معتدلا بالمقارنة بأي مدينة شمال افريقية.تتميز الاسكندرية بمحافظتها على رونقها العمراني، فخلف الواجهات الانيقة توجد ديكورات تعود للعصر الادواردي الانجليزي ونذكر على سبيل المثال فندق وندسور الذي يضم ارضية من الرخام وورق جدران مبهرج يعود الى القرن التاسع عشر وتطل معظم غرفه على الكورنيش.

بالطبع السبب الرئيس للحضور الى الاسكندرية هو التاريخ، فمن منا لا يعرف قصة تلك المدينة التاريخية العريقة التي اسسها الاسكندر المقدوني في القرن الرابع قبل ميلاد المسيح، وحكمها البطالمة الذين اقاموا فنارة الاسكندرية (واحدة من عجائب الدنيا السبع) ومكتبتها الضخمة. وكانت كليوباترا اخر حكام البطالمة قبل 300 سنة من حكم الرومان.

زيارات مميزة

* من بين الاماكن المميزة التي ننصح بزيارتها، هناك المتحف الاغريقي الروماني الذي يحتوي على معروضات كثيرة منها جندي روماني محنط، وتمثال نصفي لكليوباترا، قد يكون بمثابة مفاجأة لمحبي هذه الايقونة بحيث ان التمثال لا يصورها بالشكل الجميل كما يتخيله البعض. ولا تفوتوا عليكم فرصة اكتشاف السراديب الرومانية، وزيارة المسرح الروماني في كوم الدكة. فبعد تمحص التاريخ العريق في الاسكندرية تعود الى الفندق لتجد نفسك تعيش في حفاوة الحاضر وحداثة ايامنا الحالية.

حدائق قصر المنتزه

* «حدائق قصر المنتزه» هي عبارة عن حديقة عامة كانت مقرا صيفيا للاسرة المالكة خلال فصل الصيف. وتنتشر فيها احواض الزهور ومساحات خضراء تغطيها الحشائش فبعد التجول في الربوع الخضراء الجميلة والتمتع بتصماميم الحديقة الانيقة يمكنكم تناول الغداء في مطعم «الفريدة» في فندق السلاملك وهو واحد من افخم فنادق الاسكندرية المقام داخل حدائق القصر. وعندما تدخل الفندق تشعر وكأنك أمام مشهد من مشاهد روايات اغاثا كريستي.

مكتبة الإسكندرية

* وقبل مغادرة المدينة تجدر بك زيارة مكتبة الاسكندرية الجديدة التي افتتحت في عام 2002 في نفس موقع المكتبة القديمة. وقد صمم المكتبة فريق من المهندسين النرويجيين والنمساويين. ويشبه المبنى شروق الشمس، ومنح دفعة قوية للاسكندرية حيث ترى الكثير من السياح الاوروبيين والعرب يصطفون لدخول المكتبة. وهناك مشروع طموح آخر لتشييد متحف تحت البحر في الميناء الشرقي. حيث من المتوقع اقامة انفاق من الزجاج في قاع البحر حيث تنتشر بقايا فنارة الاسكندرية وقصر كليوباترا. أين تقيم

* فندق سيسيل هو اكثر فنادق الاسكندرية شهرة، فقد اقام فيه لورنس دورل الذي كتب رباعيات الاسكندرية واغاثا كريستي وسومرست موم.

فندق السلاملك، الذي كان مقر اقامة العشيقة النمساوية للخديوي عباس حلمي الثاني. ويقع في حدائق قصر المنتزه ويضم مطعمين واحد فرنسي والاخر ايطالي.

فندق متروبول الذي يأخذ بك مائة سنة الى الوراء، اثاث كل اجنحته من التحف القديمة. نجوم في الاسكندرية

* تعتبر الاسكندرية من المدن المصرية التي تجذب اليها النجوم والمشاهير، فمن بين الشخصيات التي تتردد على تلك المدينة العريقة فنانو مصر من دون استثناء بالاضافة الى النجم العالمي الشهير عمر الشريف وملكة الاردن رانيا العبد الله وبطل فيلم جيمس بوند الاكثر شهرة روجر مور وغيرهم من المعروفين محليا وعالميا.

فبعد التمعن بالتاريخ يمكنك العودة الى الحاضر والتطلع الى آفاق المستقبل من خلال شواطئ الاسكندرية النظيفة ومن خلال التنزه على الكورنيش المحاذي لها.

أين تأكل

* حياة الليل في الاسكندرية تتميز بالاسترخاء والتطور، مقارنة بالقاهرة، فالمقاهي مزدحمة بمحبي الشيشة، ويعتبر افضل مكان في الاسكندرية لتناول وجبة من الاسماك هو مطعم «سي ماركت» حيث يختار الزبائن الاسماك والمنتجات البحرية التي يريدونها (ويتم شراء السمك بالقطعة) ويتم طهيها مباشرة بعد اختيار الصنف الذي تريده. لا يجوز ان تزور الاسكندرية من دون تذوق اسماكها وثمارها البحرية اللذيذة والطازجة ومن أشهرها الجمبري battered prawns، والسمك البوري mullet المشوي والسبيت او الكالاماري وسمك دنيس والاستاكوزا.

بالاضافة الى ما يقرب من عشرة اطباق من المازة من بينها البطارخ، وخلطات عجيبة من السلطات التي تتميز بنكهات لا تجدها الا في مطاعم الاسكندرية. أما بالنسبة للاسعار فهي مقبولة جدا بحيث أن سعر وليمة كاملة من الاسماك مع كل ما ذكرناه آنفا في واحد من افضل الاماكن لا يتعدى الـ 20 دولارا.