بلاغ صحفي حول مهرجان " ماطا" بالمغرب

السياحة الإسلامية: 02 أيار/ مايو 2012

توصلت  مجلة السياحة الإسلامية ببلاغ من اللجنة المنظمة لمهرجان "ماطا" حول الدورة الثانية Ùˆ هذا نص البلاغ: "تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس Ùˆ الرئاسة الفعلية  لصاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة  للا أمينة تنظم جمعية العلمية العروسية  للعمل الاجتماعي Ùˆ الثقافي  الدورة الثانية لموسم  "ماطا " بالشراكة مع المهرجان الدولي للتنوع الثقافي لليونسكو أيام 18, 19, 20   مايو ØŒ بمدشر زْنِيِّدْ ØŒ جماعة عياشة  قبيلة بني عروس، إقليم العرائش ولاية جهة طنجة – تطوان، بالمملكة المغربية تحت شعار " حكاية يرويها الأمس  للغد ". موسم  لتراث تليد  موغل  في القدم  تجسده فروسية  "عروس ماطا " تظاهرة تنفرد بها قبيلة بني عروس Ùˆ بعض القبائل المجاورة شكلا Ùˆ مضمونا , إرث استأثر بعناية ووفاء أبناء المنطقة , رسالة  من الأمس  تروى اليوم  من أجل  الغد , رابط بين  دينامية الحاضر Ùˆ مستقبل  واعد . تراث ثقافي متجذر حافظت عليه ساكنة هذه  الجهة  باعتزاز  Ùˆ بإرادة تروم الجمع  بين  الأصالة Ùˆ الحداثة  في اعتقاد جازم بأن  التنمية جزء لا يتجزأ من  الانتماء Ùˆ المواطنة . "عروس ماطا " صراع  يجري في أحضان  الطبيعة  بين  أمهر فرسان بني عروس Ùˆ باقي القبائل المجاورة ( بني جرفط  سوق  الطلبة.....الخ ) , حيث التنافس على الظفر بدمية حبلى برمزية الخصوبة  Ùˆ دلالات عزة القرية Ùˆ شجاعة أبنائها. عرض حي ينصهر فيه الفارس بالفرس في سباق حامي الوطيس على دمية صنعتها نساء القرية من ساق  البرواق  Ùˆ لباس من الزي المحلي التقليدي , ليحقق بذلك انتصارا Ùˆ تفوقا لقريته لتتصدر مفاخر قرى قبائل جبالة. هذا السباق الذي ينطلق حسب مرويات شفوية لأهالي قبيلة بني عروس بعد صلاة العصر Ùˆ بعد قيام نساء القرية المضيفة بتنقية حقول  الزرع من الأعشاب Ùˆ الطفيليات في إطار عملية توازى. وهي عبارة عن عمل تضامني عرف ب " دق الزرع " تشدو فيه أصوات النساء بالتصلية على النبي صلى الله عليه Ùˆ سلم  Ùˆ زغاريد الاستبشار  Ùˆ أعيوع  للتحميس  على نغمات الغيطة Ùˆ إيقاعات الطبول  الجبلية  التي تتميز بها منطقة جبالة .Ùˆ بغض النظر عن أصول هذه اللعبة Ùˆ التي يحيلها البعض إلى لعبة مشابهة انتشرت في مناطق عدة بأسيا الوسطى بأفغانستان Ùˆ طاجاكستان Ùˆ أوزباكستان على لخصوص يتنافس فيها الفرسان على الظفر بضأن من المعز أو عجل  مذبوح.  هذه اللعبة ظهرت في تلك البلدان حسب بعض الدراسات في القرن السابع للهجرة / الثالث عشر للميلاد في عهد جنكيز خان  Ùˆ هي فترة معاصرة لمولاي عبد السلام بن مشيش الذي عرف بالزهد Ùˆ العلم Ùˆ الميل  إلى الجهاد. كما أن أخاه الأكبر الحاج موسى الذي قاد الشرفاء العلميين  في تحرير بيت المقدس عرف بصاحب الخيل  الأبيض Ùˆ السيف الأبيض.  وشواهد كثيرة تدل  على أن الفروسية كانت حاضرة بقوة في الحياة العامة لجبالة. هذه اللعبة وإن كانت تعرض على محمل  الفرجة Ùˆ التسلية , إلا أن لها  دلالة أعمق من ذلك , فهي امتداد مجتمعي للمدرسة الصوفية المشيشية الشاذلية، Ùˆ التي من  مقوماتها ترسيخ سلوك التحلي بأخلاق الفرسان  Ùˆ شجاعتهم Ùˆ التأهب للجهاد Ùˆ مقاومة الاجتياح الأجنبي الذي ظل جاثما على أنفاس  المنطقة عبر التاريخ. إن "موسم ماطا "ثري برموز  تزخر بها ثقافة منطقة جبالة، التي تغمرها الأجواء الروحية في تقدير الأولياء Ùˆ احترام الأضرحة Ùˆ نشدان  البركة من أنوار  القطب الكامل مولاي عبد السلام بن مشيش جد الشرفاء العلميين ,  الذي أفاض الله عليه من عطاء الاستجابة، فثبتت همته العالية في حب الجهاد Ùˆ الدفاع عن الدين Ùˆ الوطن عند النداء، حمل أبناِؤه Ùˆ محبوه هذا الإرث النبيل  عبر حقب متتالية في استجابة لكل نداء فيه نفع للبلاد Ùˆ العباد. Ùˆ بعد النجاح الذي أحرزته الدورة الأولى لموسم  "ماطا  "من خلال النتائج التي حققتها Ùˆ ارتسامات كل المشاركين Ùˆ ووسائل الاعلام سواء منها الوطنية Ùˆ  الأجنبية , فمن  المنتظر من   هذه الدورة الثانية أن يصل عدد المشاركين Ùˆ الزائرين للموسم  إلى أكثر من مائة ألف , ليستمتعوا بجمالية التحام الإنسان بالفرس  في انسجام قل نظيره , كما أن  الأجواء العامة والمشاهد المتنوعة للموسم مجال  خصب للقيم النفيسة , قيم السلام والتسامح والمحبة والحوار بين  الشعوب والثقافات وحتى الأديان  . حدث يرقى بالإنسان  والطبيعة إلى ذروة التكريم . حفل   أخاذ بإبداعات جادت بها يد الإنسان الجبلي، يندمج فيه الجمهور  بتلقائية مستمتعا بأروقته الجذابة. وإذا كانت فروسية " ماطا " هي الحدث الرئيسي للموسم  , فإن موادا أخرى سيتم عرضها لا تقل  أهمية, وسيجد كل  زائر ما يشبع ذوقه في عروض الحرف اليدوية التقليدية والمنتوجات المحلية , وبالإضافة إلى أمسيات فنية وموسيقية , يحييها أشهر فناني الجهة ونجوم باقي مناطق المغرب . حفل  على مدى ثلاثة أيام تعلوه الفرجة ويحفه الاستمتاع. ولهذه المناسبة قامت الجمعية بتوفير كل الوسائل في مستوى يليق بهذا الحدث الفريد من نوعه عالميا. من  تنظيم وبنية وخدمات تستجيب لرغبات كل  الزائرين  ,وأملها معقود في أن تدعموا هذا العمل من أجل خدمة قبائل جبالة خاصة والمجتمع ككل , وعرض صورة مشرفة لبلدنا المغرب.كما نناشد جل وسائل  الإعلام التي نرى فيها محركا أساسيا للتنمية الثقافية , ومساهما مهما في ترسيخ مقاربة الشراكة بين الجمعيات  والمؤسسات ذات التوجه المشترك , والتي تعتبر الداعم الاستراتيجي لأي تنمية سوسيو ثقافية ,سياحية واقتصادية. واستلهاما لروح التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس   أبت الجمعية إلا أن تنخرط في هذه النهضة الشاملة التي يعرفها المغرب الحديث , والتي عبرها وبفضل مساهمتكم يمكننا تحقيق الأهداف المتوخاة , والتي من أولوياتها الرفع من المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للمواطن المغربي ,والذي هو محور كل تنمية مستدامة.