استراتيجية جديدة للسياحة التركية في المنطقة العربية
19/09/2008

السياحة الإسلامية:18 سبتمبر /أيلول2008

تبنت الحكومة التركية استراتيجية جديدة، هدفها زيادة عدد السياح الخليجيين إلى تركيا من 10 % إلى 20% خلال السنوات المقبلة، إضافة إلى استقبال 30 مليون سائح بموارد مادية تصل إلى 30 مليار دولار وتحقيق ما نسبته 4.5 % من الدخل القومي سنويا من القطاع السياحي بحلول عام 2010. كما أقرت الحكومة خطة طويلة الأمد وذلك حتى 2023 تهدف إلى تعزيز السياحة الصحية والعلاجية واستغلال الإمكانيات الفريدة التي تتمتع بها تركيا في هذا القطاع حيث المياه الطبيعية والمصحات المتخصصة والمراكز الصحية المتخصصة.

وفي هذا الموضوع، أكد السيد أمين كايا المدير الإقليمي للسياحة التركية في منطقة الشرق الأوسط، تقدم القطاع السياحي الذي يعتبر من أهم مصادر الدخل القومي في تركيا بعد الأضرار التي إصابته بسبب بعض الحوادث الأمنية التي أثرت بشكل أو بآخر على نسبة توافد السياح إلى مناطق مختلفة من تركيا، وأن السلطات التركية أصدرت إجراءات تقضي بحصول مواطني دول مجلس التعاون على تأشيرات الزيارة في مطارات تركيا عند الوصول لمدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر بهدف تشجيع السياحة الخليجية والعربية. وأضاف كايا قائلا: إن بلاده تولي أهمية خاصة للسياحة الخليجية والعربية وخاصة أن تركيا تدرك المتطلبات الإجتماعية والدينية للسياح العرب، إضافة إلى مراعاة العادات والتقاليد التي تحترم الثقافة الإسلامية، وذلك في إطار ترسيخ ما يسمى بالسياحة البديلة المعتمدة على الخدمات التي يتم تقديمها بما يتناسب مع قواعد الشريعة الإسلامية.

وحول السياحة الصحية قال كايا: إن بلاده تسعى لاحتلال مركز الصدارة في صناعة السياحة العلاجية بحلول عام 2023 مشيرا إلى أن تركيا تحتضن أكثر من 1500 مركز علاجي طبيعية منتشرة في كافة أنحاء البلاد حيث ارتفعت إيرادات هذا القطاع العام الماضي بنسبه 17.3 % عن العام الذي سبقه، وأضاف بأننا نسعى لاحتضان السياح الراغبين في قضاء عطلة مزدوجة سياحية وعلاجية في آن واحد مشيرا إلى إن ميزانية السياح العرب على السياحة العلاجية في الدول الأوروبية تصل إلى مليارات الدولارات سنويا. وأشاد كايا بالعلاقات السياحية التي تربط بين الدول العربية والإسلامية وقال: تشكل العلاقات السياحية وغيرها من المجالات بوابة واسعة ذات اتجاهين، الأول على تركيا والثاني على الدول العربية والإسلامية الشقيقة، حيث يجسد ذلك وحدة التاريخ والمصير والجغرافيا ومن ثم الدين، والدليل على ذلك التزايد المتواصل لعدد السياح العرب والمسلمين إلى تركيا خلال السنوات الخمس الماضية بصورة واضحة جدا، وإننى على أمل في أن تصبح السياحة البينية بين الدول الإسلامية إحدى الملامح الأساسية على طريق إعادة التلاحم والتكامل بين الجانبين. وأضاف المدير الإقليمي للسياحة التركية في الشرق الأوسط: سياستنا تجاه العرب تنحصر في تحقيق الفائدة للجميع من خلال تبادل الخبرات والإمكانيات حيث أننا على قناعة بان العلاقات مع العرب ليست حكرا على حكومة معينة أو حزب معين، بل هي استراتيجية عامة مفادها المزيد من التواصل والتعاون السياحي مع كافة الدول العربية والإسلامية بدون استثناء، وأوضح بأن بلاده تبذل الجهود المتواصلة للترويج للأماكن السياحة المناسبة للدول العربية إضافة إلى التركيز على البرامج الثقافية والتراثية التي تهم زوار منطقة الشرق الأوسط.

وحول متطلبات السائح العربي قال كايا : السياحة العربية تلعب دورا بارزا في صناعة السياحة التركية بشكل عام، فيما نسعى حاليا إلى المزيد من الإنفتاح على العالمين العربي والإسلامي من خلال توفير ما يناسب السائح هناك، وخاصة أن تركيا تشتهر بما يسمى بالسياحة المحافظة والتي ظهرت خلال السنوات القليلة الماضية، وقد أثبتت إحصائيات العام الماضي أن تركيا محطة هامة للسياح العرب وخاصة من المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات ومصر وسوريا. بل يمكنني القول بأن توجهات الحكومة التركية الحالية هو تفعيل وتجسيد التعاون السياحي الكامل مع الدول العربية والإسلامية بما يخدم مصلحة كافة شعوبها في كافة المجالات، بل ونعمل على إقرار خطط جديدة تساهم في تسهيل وصول السائح العربي وتوفير كافة الظروف التي تمكنه من قضاء أفضل الأوقات والاستفادة ثقافيا ومعلوماتيا، إلى جانب الاسترخاء والترفيه والاستمتاع لكافة أفراد العائلة.