مدن وقرى في مصر تجذب الكثير من الزوار للسياحة العلاجية
24/08/2004

خالد الزيد‏   

‏ القاهرة 16/ 8/2004 (كونا)

قليلة هي الأماكن التي يتحقق فيها علاج الجسد والنفس معا ولا شك إن مصر من هذه الأماكن التي يمتزج فيها الاستشفاء من أمراض الجسد بالترويح عن النفس وذلك بفضل الطبيعة التي جادت على الأرض المصرية بمقومات ‏العلاج الطبيعي من مياه حارة غنية بالأملاح.‏   

‏وتعد مصر من الدول المهمة في مجال السياحة العلاجية التي ظهرت فيها أواخر القرن الـ18 نظرا لما حبته الطبيعة لبعض المدن المصرية وبخاصة مدينتا حلوان وأسوان ‏من ثروات طبيعية مختلفة.‏   

‏وتعتبر المياه الكبريتية إحدى هذه الثروات الطبيعية المهمة مطلبا علاجيا للكثير من السياح العرب والأجانب وأيضا للمصريين لفوائدها الصحية واحتوائها على الكثير من الأملاح المعدنية وخلوها من الشوائب الصناعية.‏   

‏وتشير الدراسات العلمية إلى إن الفوائد الصحية للعلاج بالمياه الكبريتية لمرضى الروماتيزم والعظام والأمراض الجلدية تزيد على 35 فائدة وكذلك لمرضى التهابات ‏العظام والمفاصل وحالات شلل وضعف الأطراف والنقرس وأمراض الجهاز التنفسي واضطرابات الدورة الدموية.‏   

‏وفي هذا السياق أعدت وزارة السياحة المصرية خطة للترويج للسياحة العلاجية الطبيعية باعتبارها بديلا عن الأدوية الكيماوية ولمصر مواقع طبيعية تفتح الباب أمام مثل هذه السياحة لعلاج العديد من الأمراض المستعصية.‏   

‏وحددت الوزارة مدنا ومواقع مصرية تحتل الصدارة في مجال السياحة العلاجية من ‏أبرزها سفاجا والوادي الجديد وأسوان وسيناء والفيوم والعين السخنة وعين الصيرة ‏وبرج العرب.‏   

‏ونجحت مصر بخبرتها في تحويل هذه المناطق إلى منتجعات للسياحة العلاجية بعد استثمار المياه الكبريتية الكامنة في باطن الأرض لأغراض طبية.‏   

‏وتعتبر مدينة حلوان الواقعة بجنوب القاهرة من أقدم المدن التي كان يرتادها السياح لما تتصف به من مقومات طبيعية عدة تؤهلها لتكون مدينة متكاملة للعلاج ولاحتوائها عددا من الينابيع الطبيعية والمياه الكبريتية والحمامات وأهمها تلك ‏الواقعة في عين الصيرة.‏   

‏وحلوان القديمة ذات العيون الكبريتية والمعدنية الحارة موجودة منذ الحقب الفرعونية والرومانية وبلغت أوج مجدها في عهد "محمد علي باشا " إذ كانت مركزا ‏للسياحة في العالم وأنشأ فيها الخديوي إسماعيل منطقة الحمامات (شرق حلوان البلد) ‏بعد أن رأى أهمية الاستفادة من عيون الماء الكبريتية للسياحة والترفيه والعلاج.‏   

‏وفي القرن الماضي اتجهت الخطط المصرية إلى الاستثمار السياحي الأمثل لمنطقة ‏حلوان لتكون أجمل منطقة سياحية في العالم تتناثر فيها شاليهات حول العيون ومتاحف وحديقة حيوان صغيرة لكن هذه المحاولات لم تتم لانتشار التلوث الناتج عن الكثير من ‏المصانع في هذه المدينة فيما تعتبر مدينة أسوان الواقعة في جنوبي مصر مشتى سياحيا متميزا ‏يقصده طالبو الاستشفاء والعلاج والاسترخاء في فصل الشتاء البارد ولرمالها المتلونة بالسواد التي تحتوي على عناصر طبيعية مشعة فوائد طبية في الاستشفاء.‏   

‏وتعد كذلك منطقة سيناء من أهم مناطق السياحة العلاجية لاشتهارها بينابيع مياه كبريتية ساخنة تقع في حمام فرعون على خليج السويس وعيون موسى الواقعة قرب مدينة الطور وتضم سبعة عيون مياه كبريتية ساخنة.‏   

‏كما توجد أماكن أخرى للسياحة العلاجية والاستشفاء الطبي في مصر منها آبار موط ‏وبئر عين الجبل وأبار بولاق وآبار جناح والفرافرة وعيون الفيوم وحمامات كليوباترا في مرسى مطروح وجزيرة مرير والعين السخنة في السويس.‏   

‏ويعد منتجع عين السخنة من أشهر المنتجعات السياحية بمصر وترجع تسميته إلى كثرة ‏عيون الكبريت فيها ولقربه من القاهرة حيث يتوافد إليها معظم المصريين في أيام ‏العطلة الأسبوعية ويعتبرونها منتجع آخر الأسبوع.‏   

‏وتعد أيضا منطقة سفاجا من مناطق الاستشفاء الطبيعي في مصر خلال السنوات العشر الأخيرة عندما لوحظ شفاء بعض مرتاديها ممن يشكون أعراض الأمراض الجلدية المذكورة.‏   

‏وتضم المنطقة قرى تكمن فيها مصادر طبيعية مهمة للعلاج ومن أهمها قرية مينا التي يقصدها ممن يشكون أمراض الربو والعظام والمفاصل والالتهابات الجلدية بإشراف طبي كامل.‏   

‏وكانت منظمة الصدفية العالمية (ان بي اف) الأمريكية قد اعتبرت منطقة سفاجا الواقعة على بعد 600 كلم جنوب القاهرة أنسب الأماكن العالمية للاستشفاء الطبيعي ‏من مرض الصدفية الجلدية.‏   

‏وتتفرد منطقة سفاجا بخاصية طبيعية توفرها جبال مرتفعة تحيط بالمنطقة وتحجز الرياح والعواصف عنها مما يؤدي إلى نقاء جوها وتركز الأشعة فوق النفجسية فيها ‏وهذا النوع من الأشعة مهم في علاج مرض الصدفية.