الشرق الأوسط 17/09/2004
سيوة (مصر): أميرة Ù…Øمد
ÙÙŠ ذلك المكان الساØر المختبئ بين شمال مصر وغربها، بين الساØÙ„ الشمالي والصØراء الغربية، عاشت واØØ© سيوة عمرها القديم والØديث معزولة عن المجتمع المدني والدولة إلا Øديثا واØتÙظت بكل خصائصها تقريبا من دون تغيير Ù„ØªØµØ¨Ø Ø£Ø´Ù‡Ø± واØØ© منغلقة على Ù†Ùسها بين واØات مصر العديدة، أهلها يتØدثون لغة خاصة بهم هي «السيوية»، والتي تعد واØدة من اللغات الخمس المنتشرة ÙÙŠ مصر،
وهي أيضا لغة غير مكتوبة مثل «النوبية» لكن أهلها أكسبوا مجتمعهم صÙØ© الغرابة وجعلوا من الواØØ© نموذجا Ùريدا يقصده عاشقو الÙطرة والغرابة ومØبو الطبيعة النقية ÙˆØتى هواة الآثار القديمة يجدون مطلبهم هناك بعيدا عن الأقصر وأهرامات الجيزة.
وسيوة هي Ø¥Øدى خمس واØات ÙÙŠ مصر هي: الداخلة والخارجة والÙراÙرة والبØرية وسيوة التي تبلغ مساØتها Ù†ØÙˆ 55 كم مربعا والوصول إليها لابد أن يمر عبر مدينة مرسى Ù…Ø·Ø±ÙˆØ Ø§Ù„ØªÙŠ يوجد بها مطار يعمل ÙÙŠ الصي٠Ùقط، ÙˆÙÙŠ Ù…Ø·Ø±ÙˆØ ÙŠØ³Ù„Ùƒ السائØون الطريق البري وهو Ù†Ùسه الذي سلكه الإسكندر الأكبر «المقدوني»عندما غزا مصر عام 331 قبل الميلاد.
ورغم تشابه واØØ© سيوة مع غيرها من الواØات إلا أنها تختل٠ÙÙŠ بعض السمات الخاصة مثل المعمار والأزياء والطقوس التي تشعرك بأنك انÙصلت عن مصر كلها بمجرد أن تطأها قدماك.
وعرÙت سيوة بأكثر من اسم منذ القدم وكان أولها هو «بنتا» ثم عرÙت باسم واØØ© «آمون» نسبة إلى معبد آمون القديم، وذكرها المؤرخ العربي المقريزي ÙÙŠ القرن 15باسم «سنتازية» بينما عرÙها ابن خلدون ÙÙŠ مذكراته باسم «تاسواة» وهو اسم مأخوذ من لهجة البربر سكان الواØØ© منذ القدم.
ولأهل سيوة لغة خاصة بهم تشبه لهجات قبائل البربر التي تسكن صØراء شمال Ø£Ùريقيا، ÙˆØتى عام 1820لم تكن ÙÙŠ الواØØ© سوى عائلة واØدة تÙهم اللغة العربية كانوا مسؤولين عن التÙاهم مع القواÙÙ„ التجارية المارة عبر مدينتهم.
وتØتÙظ اØدى العائلات الكبيرة بمخطوطات تقول إن المدينة القديمة التي تعد أطلالها أثرا هاما يقصده السائØون أقامها أربعون شخصا ينتمون إلى سبع عائلات قرروا الخروج من القرية القديمة عام 1203وأقاموا Øصنا منيعا على قمة Ø£Øد التلال Øول قريتهم وعر٠باسم «السØالي» أو المدينة ÙÙŠ اللغة السيوية، وكان لها مدخل واØد لا يزال موجودا Øتى الآن.
ومع هذا يؤكد بعض المؤرخين إن أصول أهالي سيوة تعود إلى قبائل البدو العربية الذين استقروا ÙÙŠ تلك المنطقة ÙÙŠ Øين ترجع بشرتهم السمراء إلى كون سيوة Ø£Øد أسواق بيع العبيد الزنوج ÙÙŠ العصور الوسطى.
وساعدت السلطات القديمة ÙÙŠ ترسيخ العزلة عن المجتمع العربي، Ùلم تكن ØªØ³Ù…Ø Ù„Ø£Ù‡Ø§Ù„ÙŠ سيوة ببناء أية منازل خارج سور الØصن القديم Øتى استولى Ù…Øمد علي على المدينة وبدأ السكان يشعرون بالأمان ويخرجون للØياة خارج أسوار الØصن.
وتتميز المدينة بوÙرة آثارها التي تعود لأبعد من عهد الØصن القديم، مثل جبل الموتى الذي يقع على بعد كيلومتر جنوب الواØØ© ويبلغ ارتÙاعه 50 مترا، وتأخذ المقابر الÙرعونية شكل خلية النØÙ„ من أسÙلها إلى أعلاها وتعرضت هذه المقابر للتخريب أثناء الØرب العالمية الثانية عندما دخلت قوات المØور وهاجمت الجبل ونهبت الآثار والكنوز التي كانت بداخله.
أما معبد آمون المعرو٠باسم معبد «أم عبيد» كما ذكرت الوثائق السيوية Ùقد ظل مكتملا Øتى بدأية القرن التاسع عشر عندما تهدم بÙعل زلزال عام 1811ØŒ ثم أمر الملك Ùؤاد بهدمه واستخدام Ø£Øجاره ÙÙŠ بناء درجات استراØته الملكية.
ولكن أشهر آثار الواØØ© التي يقصدها 5000 Ø³Ø§Ø¦Ø Ø³Ù†ÙˆÙŠØ§ هو ذلك المعبد المعرو٠بمعبد الوØÙŠ الذي كان يعد Ø£Øد أهم مصادر الØصول على النبوءات للملوك، وأشهرها الإسكندر المقدوني الذي زار الواØØ© وتم تتويجه بمعبد الوØÙŠ ابنا للإله آمون.
وقد ظلت آثار المعبد الذي بناه الÙرعون أمازيس من الأسرة 26 ÙÙŠ أعلى نقطة بهضبة أجورمي، ظلت مختÙية خل٠Øوائط منازل قرية آجورمي القديمة Øتى هدمتها السيول عام 1919وكشÙت آثار المعبد.
ويؤمن السيويون بشدة بالسØر والتنجيم ويمارسون طقوسا خاصة به تقترب من الخزعبلات والشعوذة، Ùيقيمون اØتÙالات خاصة Ù„Ù„ØµÙ„Ø ÙÙŠ سÙØ Ø¬Ø¨Ù„ الدكرور تخرج العائلات المختلÙØ© للإقامة ÙÙŠ غر٠مÙتوØØ© من الجانبين ويتجمع المختلÙون Øول وليمة كبيرة تعد من الأرز واللØÙ… بعد توسط Øكماء يختارهم الطرÙان.
ÙˆÙÙŠ سيوة لا مكان للطب الØديث بل يعتمد الأهالي على العلاج بالأعشاب وإذا Ùشل يلجأون للسØر وأخيرا بركات الأولياء، Ùعلاج الصداع يكون بدعك الرأس بالخل المستخرج من عسل النØÙ„ وعمل لبخات من الØناء والملØØŒ أما الزكام Ùيعالج باستنشاق البخار المتصاعد من Øرق السكر ÙÙŠ النار.
وإذا اشتد المرض بأØدهم يعقدون مجلسا برئاسة امرأة عجوز لها خبرة ÙÙŠ اكتشا٠مكان المرض ويشعلون النار لطهو Øبوب Ø§Ù„Ù‚Ù…Ø ÙˆÙŠØªÙ†Ø£ÙˆÙ„ÙˆÙ†Ù‡Ø§ ÙÙŠ صمت ثم يتركون جزءا من الطعام للملائكة Øسب زعمهم ثم ÙŠØرقون البخور وتتلو العجوز التعاويذ السØرية التي ØªØ´Ø±Ø Ùيها Øالة المريض وضعÙÙ‡ ÙˆÙقره، ÙˆÙÙŠ Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø Ø¥Ø°Ø§ وجد الطعام على Øالة أعتبر هذا رضاء من الملائكة ويقدم الطعام للمريض لتناوله ÙيشÙÙ‰.
ÙˆÙÙŠ تجوال الزائرين ÙˆØ§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø¨ÙŠÙ† الآثار والمزارع والتجمعات الخاصة لأهالي سيوة، يتلقى الزائرون نصيØØ© غالية بعدم تصوير أية Ùتاة أو امرأة سيوية ولا Øتى من باب الإعجاب بالزي المزخر٠الذي ترتديه، بل يجب تØويل العين عن مسارها على الÙور رغم أن المرأة ÙÙŠ سيوة تتدثر بعباءة ثقيلة تغطي رأسها وجسمها ولا تظهر ولا Øتى عينيها، Ùأهالي سيوة يرÙضون تماما تصوير نسائهم وبناتهم أو التطلع إليهن أثناء سيرهن وان Øدث ذلك يقيمون مجلسا عرÙيا ÙŠØكم بالغرامة على من تعدى على Øرمة المرأة السيوية.
ÙˆÙÙŠ أي مكان تخرج اليه المرأة ÙÙŠ سيوة ÙŠØظر على الرجال الاقتراب منه، Øتى أثناء قيامها بغسيل الملابس ÙÙŠ Ø¥Øدى عيون الآبار المنتشرة تعلق قطعة من ثيابها على نخلة عالية علامة على وجود امرأة Ùلا يقتربون منها Øتى تنتهي أعمالها.
أما أشهر أكلات السيويين Ùهي «الشاورمة» وهي مختلÙØ© عما نعرÙه، Øيث تقدم ÙÙŠ ØÙÙ„ تشوى Ùيه الخرا٠بعد أن تنتزع Ø£Øشاؤها وتملأ بالبهار والمتبلات وتقدم Ùقط للضيو٠والزائرين الكبار، ويشتهرون أيضا بعمل طعام «التاجلانتين» ويعدونها بالعجوة المخلوطة بعجينة الدقيق ونصب السمن البلدي أو زيت الزيتون ÙÙŠ ØÙرة ÙÙŠ منتصÙها وتقدم ساخنة ÙÙŠ الشتاء.
أما أغلى طعام يقدمه السيوي لضي٠عزيز Ùهو «قلب النخلة»، Ùيقطع Ø¥Øدى نخيله تماما كما ÙŠØ°Ø¨Ø Ø§Ù„Ø¨Ø¯ÙˆÙŠ Ø£Øد رؤوس أغنامه إكراما للضيÙØŒ Ùيقدم القلب أو الجمار مقطعا إلى Ø´Ø±Ø§Ø¦Ø Ù…Ø¹ أطباق Ø§Ù„Ø¨Ù„Ø ÙˆØ§Ù„Ùول السوداني.
وتوجد بواØØ© سيوة أجمل مناطق الطبيعة البكر وتتمثل ÙÙŠ جزيرة «Ùطناس» التي تقع على بعد ستة كيلومترات إلى الغرب من قلب المدينة، ÙالواØØ© ينمو بها أكثر من مليون ونص٠مليون نخلة من النوع القصير المØمل Ø¨Ø§Ù„Ø¨Ù„Ø Ø§Ù„Ø£ØµÙر شديد الØلأوة، لكن ÙÙŠ جزيرة Ùطناس ينمو النخيل بأشكال بديعة ÙÙŠ اتجاه Ø£Ùقي، بعضها يسير بجذوعه تØت الأرض من Øقل Ù„ÙŠØ·Ø±Ø Ø¨Ø«Ù…Ø§Ø±Ù‡ ÙÙŠ Øقل آخر، وينظم وكلاء السياØØ© رØلات خاصة إضاÙية إلى تلك الجزيرة، Øيث يستطيع الزائر الانضمام إلى معسكر لمدة يوم أو يومين لاستكشا٠الجزيرة والاستمتاع بطبيعتها الخلابة، Ùالجريرة للغرابة Ù…Øاطة بمصار٠الزراعة التي تج٠ÙÙŠ شهر الصي٠الساخن وتشكل طبقة سميكة يلهو عليها الزائرون على غرار اللعب Ùوق مياه البØار المتجمدة.
وبسبب هذه الطبيعة البكر والابتعاد عن مظاهر المدينة وتعقيداتها سجلت واØØ© سيوة أقل نسبة تلوث ÙÙŠ العالم وهي نص٠ÙÙŠ المائة، واستØقت أن تكون أنقى منطقة على وجه الأرض، وهو ما دÙع العديد من المستثمرين الأيطاليين والسويسريين لإقامة منتجعات علاجية باستخدام الرمال ومياه العيون والطبيعة النقية ÙÙŠ سيوة. وتنتشر عيون المياه ÙÙŠ الواØØ© بشكل لاÙت بعضها قديم وأثري وبعضها يكتسب شهرة خاصة ÙÙŠ العلاج أو ÙÙŠ مساعدة المرأة على الإنجاب وبعضها أيضا ÙŠØظر الاقتراب منه لخطورة يعتقدون Ùيها أو لعدم صلاØية مياهها للشرب. وأشهر تلك العيون «عين كيلوباترا» التي سجلها المؤرخ الإغريقي هيرودوت والتي تزداد درجة Øرارة المياه Ùيها وتنقص Øسب توقيت ساعات اليوم المختلÙØ© Ùتبدأ ساخنة ÙÙŠ Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø Ø«Ù… تنخÙض درجة Øرارتها تدريجيا ÙˆØªØµØ¨Ø Ø¨Ø§Ø±Ø¯Ø© وقت الظهيرة، ثم تعود للدÙØ¡ تدريجيا Øتى تعود لدرجة Øرارتها الأولى.
ويبلغ قطر العين 40 مترا ويتجأوز عمقها الأمتار العشرة، وتتدÙÙ‚ المياه إليها من ÙتØات صغيرة، بأسÙÙ„ قاع العين، ÙÙŠ Øين تØيطها عشرات النخيل من كل جانب.
أما عين الدكرور التي تصل درجة عذوبتها إلى 220 ÙˆØدة ÙÙŠ المليون أي أكثر عذوبة من ماء النيل، Ùتصل درجة Øرارة مياهها إلى 40 درجة مئوية ÙÙŠ أيام الصي٠الØارة وتستخدم Øاليا للشرب بشكل واسع وللعلاج أيضا بأØد المنتجعات الأيطالية القريبة منها. |