متحف إسلامي مفتوح: مشروع لإنقاذ الآثار الاسلامية بالشا
08/10/2004

الأهرام-ناديه يوسف

عقد الرئيس حسني مبارك اجتماعا حضره رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء لمناقشه العديد من القضايا والمشروعات ومنها مشروع تطوير شارع المعز بمنطقه الإمام الحسين وترميم آثاره وتحسين بنيته الاساسيه‏.‏ ويعتبر شارع المعز لدين الله من أقدم شوارع القاهرة ويزيد عمره علي الألف عام وهو يضم عددا ضخما من أهم الآثار الاسلاميه التي توهه لكي يصبح أول متحف إسلامي مفتوح في مصر في حاله نجاح خطط التطوير كما هو متوقع لها‏..‏ تحقيقات الأهرام زارت الشارع لترصد كيف يجري العمل في المشروع علي ارض الواقع وهل ستنجح محاولات تحويل شارع المعز إلي متحف مفتوح؟‏!

الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة يتناول بالحديث أهميه المشروع لحماية آثارنا وتأهيل المناطق التي تضمها قائلا‏:‏ إننا نحاول أن نعيد الكنوز الاسلاميه المدفونة وراء البوابات ونظرا لان المشروع يحتاج تضافر جهود عده جهات فقد تم تشكيل مجموعه وزارية تضم عده وزارات معنية لان المشروع يشمل العديد من الآثار الهامة منها سبيل محمد علي ومتحف النسيج الإسلامي مع أعاده العمارة إلي ما كانت عليه من قبل وتقدم المحافظة جميع الخدمات الخاصة باعاده تأهيل المناطق السكنية والاثريه ونقل السكان في حاله إخلائهم أيضا تقوم المحافظة بالرصف والاناره والتجميل والتنسيق بين الاجهزه خلال فتره العمل‏..‏ كذلك اعاده المعمار إلي الشكل القديم المتمثل في البلاط البازلت مع الشكل القديم وازاله أي إشغالات أو إعلانات تشوه الشوارع كما سيتضمن أيضا اكبر مشروع للصرف الصحي في القاهرة التاريخية بتكلفه‏70‏ مليون جنيه لإنقاذ الآثار من المياه الجوفية لتجديد شبكه الصرف الصحي في منطقه الجمالية والغوريه وأيضا تقوم ألمحافظه بإخلاءات لترميم سور القاهرة الشمالي وجار حاليا إخلاء‏39‏ عقارا‏،‏ أيضا تم إخلاء‏30‏ عقارا و‏24‏ محلا في منطقه فاطمة النبوية وسيتم إخلاء‏275‏ عشه في منطقه عشوائية بملاعب شيحا‏.‏

وحاليا يتم التفكير جديا في تحويل شارع المعز إلي متحف مفتوح وخاصة أن ما تم تنفيذه من إجراءات في هذا المشروع الضخم والذي تضمن ترميم وإنقاذ‏112‏ أثرا إسلاميا تضررت بسبب الزلزال تم الانتهاء من‏37‏ أثرا جاهزة للافتتاح‏،‏ كما انه سيتم عرض‏28‏ أثرا اخري علي الشركات المتخصصة للبدء في ترميمها وتشمل الاجراءات أزاله التعديات الموجودة في شارعي الأزهر والمعز‏.‏

الترميم والإخلاء

يوضح اللواء محمود ياسين نائب المحافظة للمنطقة الغربية إن القاهرة تمتلك‏544‏ أثرا مسجلا تم خلال الفترة من زلزال‏1992‏ وحتى ألان ترميم‏70‏ أثرا أهمها باب زويله الذي تحول الي متحف للفن الإسلامي ومسجد علي زين العابدين بتكلفه‏12‏ مليون جنيه ومسجد السيدة فاطمة النبوية بتكلفه‏11‏ مليون جنيه ويجري حاليا ترميم‏103‏ أثار من أهمها مسجد ألسيده سكينه والسيدة رقيه وسور القاهرة الشمالي وتطوير المنطقة المحيطة به شرق باب النصر بتكلفه‏21‏ مليون جنيه بالاضافه إلي الآثار التي يتم ترميمها وأهمها وكاله قايتباي بشارع النصر وبالنسبة لمشروع ترميم سور مجري العيون فيتم تجديد وإحلال البنية الاساسيه بالمنطقة‏،‏ كما يجري حاليا العمل في المرحلة الثالثة من محور شمال الجمالية من شارع بورسعيد حتى ميدان رمسيس‏،‏ حيث تمت ازاله‏40‏ عقارا شملت‏58‏ وحده سكنيه و‏69‏ محلا وتم تعويض أصحابها بمبلغ‏2‏ مليون جنيه وتم توسعه شارع كامل صدقي ليصبح عرضه‏15‏ مترا علي الأقل ويتم حاليا رصف الشارع وإنارته‏.‏

ويضيف اللواء عيد عبد المعطي رئيس حي وسط ان المشروع متكامل ويتضمن الامور المتعلقه بالمرافق واعاده تخطيط الطرق والعوده بالمدينه الي حالتها القديمه بعد ان اصاب التشويه بعض الاجزاء وخاصه بالنسبه للرصف والاناره والتعديات الكثيره التي تتمثل في الاسواق النوعيه التي تحتل شوارع المدينه القديمه منذ مئات السنين والخاصه بتجاره البصل والثوم والليمون والزيتون وتشغيل المعادن الذي يمثل خطوره مباشره علي الاثار كما انه يشوه الجمال بشكل عام وكل ماتتمناه ان يتم نقل جميع الاسواق النوعيه الي مكان خارج المدينه القديمه ان كان هناك نيه في تحويلها الي مدينه اثريه تماثل المدن الاثريه في العالم‏.‏

وهناك عده جهات تساهم في تطوير قاهره المعز واهمها وزاره الثقافه التي تقوم بترميم هذه الاثار الهامه‏..‏ ودور الحكومه هنا هو التنسيق بين الجهات العديده وحل المشاكل التي قد تطرا اثناء العمل وخاصه شكاوي بعض المواطنين واعاده تسكين المتضررين واعاده الرصف والاناره والنظافه وازاله الاشغالات‏.‏

ويشير ايمن عبد المنعم المشرف علي عمليات الترميم لمعظم اثار شارع المعز ان شارع المعز الدين الله الفاطمي هو من اقدم الشوارع في العالم وعمره يناهز‏1040‏ سنه وهو منذ انشيء ولم يتغير اسمه ويعتبر واحدا من اهم الشوارع في القاهره الفاطميه القديمه ويحتوي علي‏33‏ اثرا يبدا من باب الفتوح وينتهي بباب زويله وعلي جانبيه‏31‏ اثرا ويحيط به‏170‏ اثرا ورغم اهميه الشارع التاريخيه وما يحويه من كنوز يعاني من مشاكل كثيره فالاثار التي توجد حوله كانت في حاجه الي ترميم علمي مدروس يحمل اقصي درجات الاهتمام والتباطو في اعمال الترميم يعني فقدان العديد من المباني الاثريه وخاصه ان عددا كبيرا منها في حاله سيئه ولذلك بدا العمل لحصر ماهو موجود بشارع المعز وما حوله فاظهرت الدراسه ان هناك‏147‏ اثرا في شارع المعز وما حوله في حاجه ملحه للترميم السريع ولكن ليس لدينا القدره للعمل في الترميمات كلها في وقت واحد ولذلك قمنا بعمل اولويات فحددنا اكثر الحالات خطوره وتحتاج الي تدخل فوري ومشروع الترميم عمليه معقده لانها تحتاج لكوادر موهله وعمليه جاهزه لترميم الاثار بكل اعماره بالاضافه لمهندسين معماريين وانشائيين ومهندسي تربه ومتمرسين بالعمل في المدن القديمه‏،‏ ويستطرد بان الاثر هو منشا يمر عليه اكثر من مائه عام ولذلك فهو في الاصل منشا تحول الي اثر مع مرور السنين وتتميز القاهره بانها مدينه ذات طوابق تاريخيه منها الفاطميه ثم الايوبيه والمملوكيه البحريه والمملوكيه الشركسيه والعثمانيه واسره محمد علي وفي القاهره القديمه بعض الاثار الفاطميه في شارع المعز ولكن الباقي تحت الارض فهناك مدن فوق مدن ولذلك لابد ان يكون هناك من يدرس الطبقات ومن هنا بدا مشروع الترميم باعمال المراجعه العلميه والحصول علي المعلومات ويتم مراجعتها ثم بدات الخطه بترميم‏47‏ اثرا تم تنفيذها ثم‏26‏ اثرا في مرحله الاعداد ثم‏44‏ اثرا في مرحله الدراسات ثم المرحله الرابعه الاعداد ثم‏44‏ اثرا في مرحله الدراسات ثم المرحله الرابعه والتي تضم‏33‏ اثرا مرحله التجميع‏.‏

وكان نتيجه لهذا المنهج اننا قاربنا علي الانتهاء من تنفيذ المرحلتين الاولي والثانيه وهذا معناه ان‏28‏ اثرا من المتواجدين بشارع المعز تم الانتهاء من ترميمها‏،‏ هذا بالاضافه الي باب زويله الذي تم ترميمه من قبل مركز البحوث الامريكي وسبيل نفيسه البيضا وسبيل محمد علي بالعقادين ثم جامع الغوري وواجهتنا خلال فتره الترميم مشكله تتمثل في ان شارع المعز يحمل الطابع التاريخي للتخطيط العمراني في مصر لان مصر هي شريط ضيق لنهر النيل يجري من الجنوب للشمال ايضا شارع المعز ينتقل من الجنوب للشمال‏.‏

ايضا شارع المعز لاتوجد به شبكه مجاري او مياه شرب وتعيش المنطقه علي البيارات كذلك الكهرباء في حاجه الي احلال سريع ايضا لابد ان يوقف استخدام الاسفلت في المدينه القديمه لان المدينه القديمه ارتفع مستواها‏2‏ متر عن المنسوب الاصلي ومعني ذلك ان المدينه تختفي فيجب ازاله الاسفلت واستخدام الحجر او البازلت لتغطيه الارضيه ايضا تعاني المنطقه الاثريه القديمه من ان هناك كما كبيرا من الحرائق نتيجه ورش تشغيل معادن وهي تهدد المنطقه بالفناء ايضا المياه الجوفيه وصلت الي‏26‏ سم من تحت الارض وهو اعلي معدل منسوب وقد يودي الي فناء المدينه‏.‏

هيكله البنيه الاساسيه

ويشير الدكتور عبد الله كامل موسي رئيس قطاع الاثار الاسلاميه بوزاره الثقافه الي ان هذا المشروع القومي قد تاخر سنوات عديده بشكل اصبح يهدد كافه الاثار في المدينه القديمه وقد يودي الي هدمها واندثارها فالبنيه الاساسيه في حاجه الي اعاده هيكله كامله لاننا نتعامل مع تجربه تعاني من المياه الجوفيه ونعاني من تهالك شبكات التليفونات والكهرباء وكل ماتحت الارض يحتاج اعاده صياغه من جديد ولذلك كانت المجموعه الوزاريه التي تضم لاول مره وزارات السياحه والكهرباء والاسكان والبيئه ومحافظه القاهره لاعاده هيكله الشارع بالكامل من باب زويله وحتي باب الفتوح ويشمل برنامج العمل الشامل لترميم اثار منطقه المشروع بالقاهره التاريخيه لترميم‏48‏ اثرا بتكلفه‏151‏ مليون جنيه والمرحله الثانيه ترميم عدد‏126‏ اثرا بتكلفه‏60‏ مليون جنيه وترميم‏44‏ اثرا بتكلفه‏3‏ ملايين جنيه للمرحلتين الثالثه والرابعه و‏29‏ اثرا جار طرح الدراسات‏.‏

وقد اوصت اللجنه الخاصه بالندوه الدوليه لترميم القاهره الاسلاميه بضروره حمايه القاهره القديمه من المخاطر البيئيه والاهمال وسائر اسباب التدهور‏.‏

ويهدف المشروع لوضع صياغه عمرانيه لشارع المعز الدين الله والتي تتضمن اظهار واحياء القيم التاريخيه والعمرانيه والجماليه بالشارع وتحسين وضعها والحفاظ علي الطابع التاريخي للشارع وصياغه الاشتراطات التفصيليه المتعلقه بالتعامل مع المباني القائمه واعاده الطابع المعماري للمباني القديمه وتنظيم اعاده استغلال المناطق الفضاء وتعاني المنطقه من مشاكل عديده من انهيار وتحلل شبكات الصرف وضروره ايقاف جميع اعمال الهدم والبناء داخل المدينه الجديده لحين دراسه جميع الحالات‏.