المجمّعات السياحية المتكاملة في مصر: من الغونا إلى مينØ
29/10/2004

إن منتجع الغونا على البحر الأحمر هو مثال جيد على الإستراتيجية المصرية الجديدة لتطوير الوجهات السياحية. والمنتجع الذي تأسس من قبل شركة أوراسكوم تلكوم التي تملكه وتديره بشكل جزئي، يمثل مجمّعا متكاملا يضم ملاعب للغولف، مرسى للقوارب، فنادق من مختلف الدرجات، فيلات وشقق خاصة، بالإضافة إلى عدد من الخدمات التي تمثل البنية التحتية، مثل مستشفى، مدرسة، مساكن للعاملين، مسجد، كنيسة، محطة كهرباء، محطة لتصفية المياه، محطة تحلية المياه المالحة وحتى مطار صغير. وقد شجع نجاح الغونا شركة أوراسكوم للقيام بمشاريع أخرى مشابهة وإن كانت أصغر حجما، مثل "طابا هايت" في سيناء، و"تالا مارينا" في العقبة. وقيام مثل هذه المجمّعات تم بفعل تشريعات الاستثمار في منطقة البحر الأحمر وتوفر مساحة شاسعة من الشاطئ الذي لم يستثمر من قبل.

وهناك مجمّع سياحي فخم أنشأته مجموعة الخرافي الكويتية، هو "ميناء غالب" الواقع في الجزء الجنوبي من الساحل المصري على البحر الأحمر بالقرب من مطار مرسي علم الدولي، والذي تملكه أيضا نفس المجموعة. وهناك مساحة تقدر بنحو 22 مليون متر مربع، وتشمل 18 كم من الشاطئ الذي لم يدشّن من قبل، سوف تتحول إلى مجمّع سياحي. والمشروع المتكامل سوف يضم ميناءً يتسع لنحو 1000 يخت، مما يجعله الأكبر في المنطقة. وستقوم شركة السان إنترناشونال المتميزة، وهي من جنوب أفريقيا، بإدارة 940 غرفة في ثلاثة فنادق ذات الاختصاصات المتنوعة. وتشارك في المشروع أيضا شركة شانغري لا وغيرها من شركات الفنادق. وهناك خطة لإنشاء مركز للمعارض، كازينو، ملعب للغولف ومركز عالمي للغوص، وكذلك مراكز للتسلية والتسهيلات الرياضية.

والهندسة المستعملة والتي لا تؤثر على البيئة هي نموذجية حقا، ليس فقط لمنطقة البحر الأحمر، ولكن للعالم كله. وقد بني الميناء من دون المساس بالشواطئ المرجانية والعناصر الحيوية في نظام البيئة البحرية. وأعلنت الحكومة المصرية المنطقة الجنوبية من منطقة البحر الأحمر "منطقة محمية بيئيا ومفتوحة للسياحة التي لا تخرّب البيئة".ويبدو أن الغونا وميناء غالب هما طليعة تنمية سياحية مستقبلية في المنطقة.

وهذه هي النتائج التي خلصت إليها الشبكة العالمية لدراسة التنمية السياحية في العالم العربي. ولمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بالدكتور علاء الحمارنة: (www.ceraw.uni-mainz.de)