مآذن هراة مهددة بمشروع لبناء ضريح

القناة

مآذن هراة مهددة بمشروع لبناء ضريح

16/3/2004 

  بعد أن نجت من عمليات النهب والزلازل والغزو البريطاني وعمليات القصف السوفيتية، يمكن إلا تتمكن المآذن الخمس الهشة في هراة (غرب أفغانستان) من مقاومة مشروع لإقامة ضريح في الموقع.

وتعد هذه المآذن الخمس التي بنيت في القرن الخامس عشر وتتفتت شيئا فشيئا وتهدد حتى بالانهيار، من الكنوز الأثرية النادرة التي ما زالت موجودة في أفغانستان.

ووسط دهشة علماء الآثار الأفغان، ظهرت جرافات وحفارات في الموقع على بعد حوالي خمسين مترا عن المآذن الخمسة، لإزالة بقايا ضريح مجاورة يعود إلى مئات السنين. وبدأت الآليات حفر ثقب عميق لإرساء أسس مبنى لم يعرف عنه شيء.

وترفض الحكومة حاليا الإدلاء بأي تعليق رسمي على المشروع الذي حصل على ما يبدو على موافقتها ويهدف إلى إعادة أعمار الضريح السابق بأموال قدمتها الحكومة الاوزبكية.

وتؤكد منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) التي تمول مشروع ترميم المآذن إن بناء الضريح بين الأبراج المشيدة بحجر الآجر يمكن أن يؤثر على إدراج الموقع على لائحة التراث العالمي ويسبب مزيدا من الأضرار للمآذن التي تشكل شهادة ثمينة عن الفن الإسلامي.

وهذه المآذن التي شيدتها الملكة جوهر شاه زوجة رخ شاه ابن الفاتح المغولي تيمورلنك وكانت مغطاة بالفسيفساء أصلا، هي كل ما تبقى من مجمع رائع من المساجد والمدارس الدينية التي تشهد على الفن المعماري للمغول.

ولم تنج سوى تسع من اصل ثلاثين مئذنة عند مرور القوات البريطانية في 1885. وكان الكاتب روبرت بايرون حذر في كتابه طريق امو-داريا في 1933 من قرب انهيارها قريبا ما لم يتم ترميمها وتعزيز أساساتها.

وحاليا يتجمع الفسيفساء في أسفل المآذن الخمس المتبقية. وقال المسؤول في اليونيسكو كريستيان مانهارت ان إنشاء مبنى ضخم سيكون مخالفا للاتفاقات حول التراث العالمي. وأضاف إن هذه الأشغال ستسبب اهتزازات خطيرة في الموقع.

وتوجه وفد من الخبراء أرسلته الحكومة المركزية في كابول، إلى هراة للتحقيق في المشروع. وسيكون عليه تقديم تقريره خلال الأسبوع الجاري. وكغيرها من المباني التاريخية في أفغانستان، تعاني مآذن هراة من القدم بينما تنقص الوسائل اللازمة للمحافظة عليها. وأكدت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إن اليونيسيكو مولت مشروع دعم للأبراج بكابلات كانت المآذن ستنهار يدونها. وقال رئيس إدارة الإعلام والثقافة في هراة عبد الهادي فايق إن المباني التاريخية في هراة تضررت بشكل خطير خلال الغزو السوفياتي بقصف مدفعية الهاون والصواريخ والدبابات والغارات الجوية وإصلاحها يتطلب اليوم مبالغ كبيرة. وأوضح إن موارد هراة التي تضم 425 موقعا اثريا لا تكفي لحماية هذا التراث ونحتاج إلى مساعدة دول أخرى. وبذلك تولت المحافظة أمر ترميم مسجد جامع وعدد من المآذن حول المدينة، لكن الوسائل التي تملكها محدودة جدا. وقال فابق حاليا لا يمكننا إن نفعل شيئا لذلك ننتظر.