رودس جزيرة يونانية ووجهة سياحية للجميع

الشرق الاوسط: 21نوفمبر/تشرين الثاني2008

رودس من الجزر اليونانية الكبرى، التي تتمتع بسمعة دولية منذ زمن، وهي أيضا من الجزر التقليدية الغنية بكروم العنب وبساتين أشجار الصرو والصنوبر والليمون والزيتون وغيره. وبالإضافة إلى العاصمة والمدينة الرئيسية رودس في رأس الشمال، تنتشر القرى والبلدات كبقع بيضاء إلى جانب الفنادق والمنتجعات السياحية على رقعة الأرض الصغيرة التي لا تساوي أكثر من عشرة بالمائة من مساحة لبنان أو ولاية ويلز في بريطانيا (1400 كلم مربع))

وتعتبر الجزيرة من الناحية السياحية من أهم الجزر اليونانية لكبر حجمها وشهرتها، وعادة ما تستقطب الكثير من السياح الإيطاليين، والكثير من الألمان والبريطانيين، ومعظم الجنسيات التي شاركت في الحرب العالمية الثانية ومنها الأمريكيين، بالإضافة إلى اليونانيين أنفسهم، وجنسيات أخرى كثيرة مثل اليابانيين والسويديين والكنديين. وقد كانت رودس التي اعتبرتها منظمة اليونيسكو تراثا إنسانيا يجب الحفاظ عليه والاهتمام به، موقعا لأحدى عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، وما يعرف بـ «Ø¬Ø¨Ø§Ø± رودس» في القرن الثالث قبل الميلاد، وكان هذا الجبار عبارة عن تمثال برونزي صممه النحات اليوناني تشيرز اوف ليندوس عام 280 قبل الميلاد، يرتفع على علو 30 مترا (107 أقدام). وقد تم نصب التمثال للاحتفال بانتصار أهل الجزيرة على أهل مقدونيا الغزاة، بقيادة ديميتري الأول أحد جنرالات إلكسندر الكبير. وجاء التمثال الشهير في العالم القديم وكتب التاريخ والخرافات، في أحد افلام المخرج السينمائي الشهير سيرجيو ليوني، ويقال إن ليندوس مات بسبب التمثال، والبعض الآخر يقول إنه مات حرقة على خطأ في التمثال الذي دمرته هزة أرضية في الجزيرة عام 226 قبل الميلاد. وتم وضع نصب للغزلان مكان التمثال حاليا في منطقة ميناء ماندراكي. ويقال إن أحد أبناء هيليوس سافر إلى مصر القديمة، وقام بتأسيس مدينة هيليوبوليس المشهورة، وتعليم المصريين القدماء علم الفلك، ومن هناك لا بد من الذكر أن الجزيرة أصبحت وبعد موت الكسندر الكبير عام 303 قبل الميلاد، مركزا للسيطرة الكاملة على مناطق شرق المتوسط ومعها مصر، أيام التحالف مع بتولومي ضد انطونيو في روما. ولم تصبح الجزيرة جزءا من اليونان التاريخي تحت سيطرة الكسندر الكبير إلا بعد طرد الفرس من الجزيرة عام 332 قبل الميلاد. لكن الجزيرة مأهولة ومسكونة منذ القرن السادس عشر قبل الميلاد، وعاشت في ظل الإمبراطورية البيزنطية، وتعرضت لاحتلال العرب والمسلمين قبل استعادتها خلال الحملة الصليبية الأولى. ولاحقا وقعت الجزيرة تحت سيطرة الأتراك أيام الإمبراطورية العثمانية حتى نهاية القرن التاسع عشر، أي قبل تأسيس اليونان الحديث.