البطاقات القديمة تستهوي الزوار والسياح الأجانب في الجØ

من فتيحة زماموش‏   

‏الجزائر10/ 8/2004 (كونا)

في احد أكبر شوارع العاصمة الجزائرية يبيع احد المواطنين البطاقات القديمة التي تحتوي صورا تذكارية عن بعض الأماكن والشوارع في المدن الجزائرية الكبرى مثل العاصمة وقسنطينة ووهران.‏   

‏وأصبح رصيف شارع شهيد الثورة الجزائرية العربي بن مهيدي أو شارع "دوزلي" كما كان يسمى في عهد الاستعمار الفرنسي مكان التقاء لهواة جمع البطاقات القديمة ‏والزوار وكذا السياح خصوصا في فصل الصيف باعتبار هذه البطاقات تمثل جزء من تاريخ الجزائر الذي لا يمكن أن نلغيه بل هي صور تبقى راسخة في ذاكرة الجزائريين.‏   

‏يعد شارع الشهيد العربي بن مهيدي احد الشوارع الكبرى حيث يقع في قلب العاصمة ‏الجزائرية يتواجد هذا الموقع لبيع البطاقات القديمة حيث يجلس أحد الباعة لهذه ‏البطاقات ويدعى عمي الحاج وهو رجل تجاوز الستين من عمره. ‏   

‏وللوهلة الأولى من حديث وكالة الأنباء الكويتية (كونا) معه تبين إن الحاج مولع ‏بهذه الهواية التي لا يريد منها المال فقط ولكنه يحبها بل حسب قوله "لا يمكنه أن ‏يتخلى عنها" لأنه كما قال "أصبحت كالدم يجري في العروق".‏   

‏في نفس السياق قال الحاج إن هوايته هذه عمرها أكثر من أربعين سنة حيث بدأ ‏هواية جمع البطاقات القديمة منذ أن كان عمره عشر سنوات حيث تبدأ قصته مع جمع ‏البطاقات منذ مقتل والده أبان الثورة الجزائرية في ساحة "اول ماي" التي ‏تسمى حاليا "ساحة الوئام" فهو مازال يحتفظ بصورة الساحة ويحمل معها ذاكرة والده ‏الشهيد.‏   

‏وأخرج الحاج بطاقة قديمة لساحة أول ماي منذ سنة 1889 أي منذ الاستعمار الفرنسي ‏وغيرها من البطاقات الخاصة بنفس الساحة ترجع إلى سنوات نهاية الثمانينات وبداية التسعينات إلى غاية سنة 1980 وسنة 1990 وهي الصور التي توقف عندها.‏   

‏وحول الساحة قال الحاج "لقد تغيرت الساحة طيلة هذه السنوات Ùˆ بطبيعة الحال مع تغير الزمن يتغير المكان ولكن الحمد لله لا تتغير المبادئ ".‏   

‏وتحدث الحاج أيضا عن تغير المكان الذي أصبح جميلا Ùˆ لكن مازال يحافظ على أشياء ‏تعود للعهد الاستعماري بوجود العمارات القديمة ذات المعمار الفرنسي.‏   

‏وعلى نفس الصعيد قال الحاج أن "البطاقات القديمة Ùˆ جمالها يبقى محفوظا عندما ‏تكون باللونين الأسود Ùˆ الأبيض لأن اللونين يحافظان على قيمتها أكثر من الألوان الأخرى" مضيفا "اللون الأبيض والأسود لهما جمال خاص ".‏   

‏وأوضح انه يملك أكثر من 10 آلاف بطاقة لكنه يعرض للبيع سوى ألف بطاقة وأحيانا ‏يبيعها تحت الطلب أي بطلب من الزبائن الذين يفدون عليه من كل مكان.‏   

‏وحول الزبائن يقول الحاج أنهم يكثرون في فصل الصيف Ùˆ هذا نظرا للعطلة الصيفية التي تجعلهم يقبلون على اشتراء البطاقات القديمة من جهة.‏   

‏ومن جهة اخرى هناك انواع من الزبائن الذين يفدون لاقتناء البطاقات القديمة هم ‏بالأخص زوار جاؤوا لأول مرة للعاصمة أو بالأحرى سواح أو من الطلبة أو من هواة جمع ‏البطاقات القديمة.‏   

‏منذ بداية شهر يونيو أي مع بداية فصل الصيف يقبل الزوار بكثرة على بائع ‏البطاقات القديمة بل أصبح قبلة لعشرات من المواطنين Ùˆ هذا ما أكده البائع الحاج.‏   

‏وتابع الحاج انه يبيع للسياح والزوار بكثرة وحتى الصحافيين والإعلاميين ‏الأجانب الذين يقبلون بقوة على الجزائرو يشترون هذه البطاقات النادرة على حد ‏قوله وهذا ليتعرفون أكثر على شوارع العاصمة الجزائرية.‏   

‏ومضى يقول إن البطاقات أصبحت دليلا سياحيا بالنسبة للأشخاص الذين يزورون ‏العاصمة لأول مرة أو يريدون معرفة الشوارع Ùˆ المناطق التي سيزورونها لأول مرة.‏   

‏وأضاف الحاج إن البطاقات المطلوبة بكثرة من طرف الزوار هي بطاقات العاصمة القديمة كشوارع "أول ماي" Ùˆ"ديدوش مراد" وساحة "أودان" وساحة "الأمير عبد القادر" وكذا القصبة القديمة Ùˆ باب الوادي المساجد القديمة بالجزائر.‏   

‏وفي سياق آخر أضاف البائع أن " هناك الكثير من السياح يطلبون منه صور قديمة ‏للقصبة وباب الوادي خصوصا الأخيرة التي عرفت الفياضانات وأصبحت معروفة في الداخل ‏والخارج.‏   

‏ويرتب البائع الحاج البطاقات التي يبيعها حسب الشوارع والأماكن والمدن فهناك ‏علبة مخصصة للقصبة العتيقة لوحدها وبكل إحياءها القديمة التي تخزن الكثير من الذكريات.‏   

‏وقال حول "قصبة الجزائر" انه يبيع هذه البطاقات ويتحدى كل شخص آخر يملك ‏البطاقات القديمة التي يملكها حتى بالنسبة للمكتبات الخاصة مؤكدا أنهم يبيعون ‏بطاقات تم إعادة طبعها أو نسخها فقط عن البطاقات الأصلية والتي تباع هنا وهناك.‏   

‏وبين إن "بطاقات القصبة مطلوبة بشدة من طرف الزبائن Ùˆ هذا لكونها تعتبر مكانا ‏تاريخيا عريقا في الجزائر وتحمل دلالات كبيرة بالنسبة للجزائري كما إن السياح ‏يترددون على زيارتها Ùˆ يطلبون صورها القديمة.‏   

‏وبجانب هذه البطاقات هناك صور لمطربي الغناء الشعبي العريق والذي يعتبر ثقافة ‏الجزائر التي بدأت تزول بوفاة المطربين الشعبيين المعروفين والمشهورين من أمثال العنقى والشيخ الغافور.‏   

‏كما إن صور الفنانين القدماء Ùˆ خصوصا مغنوا الفن الشعبي العاصمي هي صور نادرة ‏وكثيرا ما يطلبها مختلف الزوار. ‏   

‏وختم الحاج بقوله "انه بإمكاننا أن نقدم للزوار و السياح هذه الصور التي تبقى لهم تذكارا من الجزائر القديمة وغيرها من المدن الجزائرية العريقة التي طمسها ‏العمران الحديث.