بدعوة من أميرها: السياحة الإسلامية في ربوع قطر

الدوحة- منير الفيشاوي

إذا كان أمير البلاد عاشقاً للسياحة، فلابد وأن تخرج من بين يديه دولة سياحية واعدة من الطراز الأول. هذا هو حال أمير دولة قطر سمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني والذي التقيته صدفة بمقهى الفيشاوي التاريخي الشهير بحي خان الخليلي بالقاهرة. لقد دلفت إلى غرفة بهذا المقهى العريق لأشرح لأحد الأصدقاء تاريخ بعض المقتنيات والتحف والمرايا الأثرية بها، ففوجئت بأحد الجالسين يستأذن ببساطة راقية أن يشترك معي وصديقي في هذا الاستعراض التاريخي لأكتشف بعد بضع دقائق أن المستأذن هو أمير قطر ذاته!

يا لها من مفاجأة . . شارك في إحكامها وحبكها بساطة هذا الرجل وتواضعه، فكانت فرصة ذهبية للتحاور السياحي الشيق مع سموه، تجولنا خلالها في عوالم السياحة المصرية والعالمية ثم دلفنا إلى أوضاع السياحة الحالية في قطر والتي عبر عنها قائلاً:

"إن قطر - وإن كانت دولة حديثة التأسيس- إلا أن جذورها التاريخية تتشابك وتتعانق مع التاريخ العريق والمجيد لشبه الجزيرة العربية، ويقصدها حالياً - خصوصاً في نوفمبر وديسمبر من كل عام - بعض الأفواج السياحية الأوربية التي تكرر زيارتها إليها كل عام لتستمتع بسياحتها الصحراوية والشاطئية غير التقليدية، وستشهد قطر قريباً نهضة سياحية مدوية" .

وكانت النتيجة الطبيعية لثراء هذا الحوار، واستعراض سمو الأمير لأغلفة وصفحات بعض أعداد مجلة السياحة الإسلامية التي كنت أحملها معي، أن بادر بدعوتنا لزيارة قطر، وليتني كنت أحمل آلة التصوير الفوتوغرافي، وإلا لتصدرت صورة هذا اللقاء الرائع مقالنا عن السياحة القطرية.

وكانت الزيارة

شهدت الأسابيع التالية لهذه الواقعة النادرة متابعات دؤوبة من سعد الرميحي سكرتير سمو الأمير لشؤون المتابعة ومحمد بن حمد آل خليفة سفير دولة قطر بالقاهرة واللذين كانا حاضرين هذا اللقاء، أسفرت عن تحديد موعد الزيارة وإتمام إجراءاتها. وسافرت إلى هناك يأكلني شغف المشاهدة لما سمعت وقرأت عن التطورات الحادثة في هذا البلد في السنوات الأخيرة، ولقاء المسؤولين هناك والتحاور معهم للوقوف على حاضر ومستقبل السياحة القطرية.

ومنذ وطئت قدماي أرض هذا البلد، تلقفتني أيادي عبد السلام الجاعوني من الديوان الأميري لتسهيل مهمتي طيلة مدة الزيارة، وراغدة حداد المدير العام للعلاقات العامة والإعلام بالهيئة العامة للسياحة القطرية، ومحمد عهدي خيرت سفير مصر بالدوحة والذي أثرى مسيرة هذه الزيارة الصحفية بنصائحه وإرشاداته القيمة.

التاريخ والعراقة

تقع قطر في منتصف الساحل الغربي من الخليج العربي شرقي شبه الجزيرة العربية. وقد دلت الحفريات والنقوش ورؤوس الرماح الحجرية ومجموعة الفخاريات المتقنة الصنع التي عثر عليها في مناطق متفرقة من البلاد على أن أرض قطر كانت مأهولة بالسكان منذ القرن الرابع قبل الميلاد حيث تم اكتشاف حوإلى مائتي موقع لآثار ما قبل التاريخ، ترجع إلى فترات مختلفة من العصر الحجري، كما دلت الحفريات على امتداد الحضارة العبيدية التي قامت جنوبي العراق وشمالي الخليج العربي إلى شبه جزيرة قطر.

وتروي مصادر التاريخ العربي الإسلامي شواهد متعددة على براعة أهل قطر في ركوب البحر، ومشاركتهم في تجهيز أول أسطول بحري لنقل الجيش الإسلامي. وفي ظل الدولة العباسية، شهدت قطر مرحلة من الرخاء الاقتصادي، ويستدل على ذلك من المدونات المكتوبة في "قلعة مروب" الموجودة على الساحل الغربي والتي تمثل الطابع المعماري العباسي.

الدوحة . . العاصمة

تعتبر مدينة الدوحة أهم المدن القطرية بوصفها عاصمة لدولة قطر، حيث تتركز بها معظم الأنشطة الاقتصادية الرئيسية، وكذلك الوزارات والدوائر الحكومية والسفارات كافة.

ويبلغ عدد سكان قطر حوإلى الثمانمائة ألف نسمة، يعيش نصفهم تقريباً في مدينة الدوحة وثلث هؤلاء السكان -تقريباً- قطريو الأصل والجنسية، ومن المعروف أن سكان قطر الأصليين ينتمون إلى حوالي ثلاثمائة أسرة، أشهرها أسرة آل ثاني (الأسرة الحاكمة) وأسرتي السويدي والمهندي، كما أن هناك العديد من الأسر ذات الجذور الإيرانية وأنساب أخرى مختلطة، وعلى الرغم من أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية الأولى في قطر، إلا أن تواجد العشرات من الجنسيات الأجنبية المختلفة في معظم الدوائر والأنشطة التجارية والاقتصادية والعلمية في قطر، جعل استخدام اللغة الإنكليزية يتم بشكل واسع في الحياة اليومية.

وتقع مدينة الدوحة في منتصف الساحل الشرقي للبلاد، حيث تطل على مياه الخليج العربي، مما أتاح الفرصة لاستغلال تلك الميزة الجمالية الطبيعية في التركيز على بناء معظم الفنادق الكبرى بالعاصمة القطرية مباشرة على الشريط الساحلي.

وقد اهتم المخططون والمطورون للعاصمة بتجميل طريق الكورنيش بالدوحة، فنشروا على امتداده المساحات الخضراء المزهرة والمزدهرة بالورود والأشجار الأخرى الباسقة، كما أقاموا على أجزاء منها بعض المعارض الدائمة بحدائقها، مثل المعرض العالمي للصور الملتقطة من الجو للعديد من دول القارات الخمس، وحديقة البدع والتي تزخر بالنافورات ومناطق لألعاب الأطفال والعديد من المقاهي والمطاعم بالإضافة إلى سوق شعبي يتم فيه تصنيع وبيع السلع التراثية القطرية وتسويق بضائع أخرى متنوعة.

الدوحة .. المدينة السياحية

والوصول إلى دولة قطر التي تتماس حدودها البرية مع المملكة العربية السعودية يأتي عبر منفذين بريين رئيسيين هما "أبو سمرة" و"سودانثيل"، ولكونها مطلة على مياه وساحل الخليج العربي من جهة الشرق، فيمكن السفر إليها بحراً عن طريق مينائي"الدوحة" و"مسيعيد"، أما وصولي إليها جواً، فقد كان عبر مطار الدوحة الدولي، والذي هو- رغم صغر حجمه- عنوان جيد لدولة حديثة ونظيفة ومنظمة وآمنة، فالإجراءات الأمنية والجمركية والجوازات تتم في سهولة ويسر وتتابع سريع.

وتتوالى المشاهد على طول الطريق المؤدي من المطار إلى مدينة الدوحة، حيث تظهر بعد قليل من مغادرة المطار المحال التجارية الراقية وأحد الأسواق المجمعة، ثم الميادين التي تتوسطها نافورات أو نماذج ضخمة لأشياء متنوعة، أشهرها نموذج ضخم لدلة القهوة، وكذلك نموذج محارة اللؤلؤ التي كانت أحد الأنشطة الرئيسية لصيادي البحر في الماضي.

وتأتي النهضة الفندقية بالدوحة كشاهد على مدى الاهتمام الذي توليه دولة قطر الحديثة للسياحة، وفي مقدمتها صروح فندقية عملاقة من فئة فنادق الخمس نجوم: شيراتون الدوحة، وريتز كارلتون، وماريوت، وانتركونتيننتال، ورمادا. وكذلك الفنادق ذات الأربع نجوم: سوفتيل، وريدجز بلازا، وموفنبيك، والواحة، والبستان. يضاف إليها العديد من الفنادق ذات الثلاث نجوم والفنادق الصغيرة والشقق الفندقية. ومعظم هذه الفنادق تزخر بالرواد الأجانب والقطريين على السواء، لما تقدمه من خدمات بالمطاعم والكافتيريات والنوادي الصحية التابعة لها، وكذلك لقدرتها على استضافة المؤتمرات والمهرجانات الدولية والحفلات الفنية الكبرى بمسارحها وقاعاتها الضخمة. كما تلعب وكـالات الرحـلات السياحيـة، وأهمـها وكالات: هوليديز، وفهد للسيــاحة، وأربــيان أدفنتشرز، أدواراً هامة لخدمة السائحين والزوار في مجال تنظيم السفرات السياحية الداخلية لمعالم البلاد، أثرية كانت أو صحراوية.

أسواق الدوحة . . ومطاعمها

ومن معالم النهضة الحديثة في الدوحة، تأتي الأسواق والمراكز التجارية الحديثة لتزاحم الأسواق القديمة التقليدية والتراثية القطرية في تناغم يرضي جميع الأذواق. وتتناثر في جنبات العاصمة هنا وهناك الأسواق التقليدية، وأهمها: سوق واقف، وسوق الخميس، والجمعة، وهي جميعا تزخر بالبضائع المتنوعة والحرف اليدوية والتقليدية والعطارة والتوابل والذهب والسيوف والخناجر. وفي وسط مدينة الدوحة أسواق ومحلات تجارية، مثل: فالح، والعسيري، والجبر، والديرة، والأحمد، وغيرها.

كما شهدت مدينة الدوحة مؤخراً نهضة كبري في مجال المراكز التجارية الراقية التي تحاكي في حداثتها وفخامتها أشهر وأكبر المراكز العالمية، يأتي في مقدمتها: السيتي سنتر، والمول، ولاندمارك، وحياة بلازا، والمانع، والمفتاح، والسلام بلازا والصالون الأزرق، ومركز اللولو، وغيرها، علاوة على المراكز الأخرى التي ما تزال تحت الإنشاء. وقد زرت العديد منها لأرى بعيني ما تتضمنه هذه المراكز من سلع ومطاعم ودور سينما ومقاهي، وطوابق لألعاب الأطفال، بل والكبار أيضاً، فمن منا كان يتصور أن يمارس رياضة التزلج على الجليد في بلد خليجي حار المناخ مثل قطر، كما رأيت بأم عيني بمركز "السيتي سنتر" التجاري بالدوحة. بل ويجري حاليا تشييد مسرح جليدي بالقرب منه لاستقبال فرقة "هوليداي أون آيس" الاستعراضية العالمية بأعضائها الثمانين في الصيف المقبل.

وقد أثرت هذه المراكز التجارية العملاقة في الحياة اليومية للمقيمين بالدوحة، بل ويقصدها أيضاً المقيمين بالمدن والمناطق الأخرى من خارج العاصمة، كما أصبحت مقصداً للسائحين والزائرين لدولة قطر. وللساهرين نصيب في التمتع بليل الدوحة، حيث إنهم يتنقلون عبر شوارعها المضاءة بأضواء مبهرة والليزر الملونة. وأما مقاهي الدوحة فهي تتراوح ما بين المقاهي الشعبية والمقاهي ذات المسحة الأوروبية والأمريكية التي تقدم لروادها الآيس كريم والإكسبرسو والكابتشينو. كما تنتشر في أرجاء العاصمة القطرية المطاعم الساهرة والتي ترضي في تنوعها جميع الأذواق، حيث تقدم تلك المطاعم الأكلات الشرقية (كالمطاعم اللبنانية) والغربية (فرنسية وإلإيطالية) والآسيوية (تايلندية وهندية وكورية وصينية ويابانية)، علاوة على المطاعم القطرية التي تقدم المأكولات البحرية والمشويات، وأشهر الأطباق القطرية والخليجية مثل: البرياني، والذي يتكون من الأرز المختلط بالبهارات ذات النكهة الخاصة جداً مع اللحم أو الدجاج أو السمك أو الجمبري، وكذلك طبق "البلاليط" وهو أكلة شعبية قطرية قوامها الرئيسي: الشعرية والبهارات والبيض، وأكلة "الهريس" المجهزة من القمح المطحون مع البهارات والمحشوة باللحم أو الدجاج.

معالم ومزارات الدوحة

وتزخر مدينة الدوحة بالكثير من المعالم والمزارات السياحية، فعلاوة على الجمال الساحر لشارع الكورنيش والذي يزينه شريط من سندس أخضر بوروده الملونة وأشجار النخيل الباسقة والنافورات والفنون التشكيلية المتنوعة، يمكن للزائرين من عشاق السياحة الثقافية أن يشبعوا نهمهم بزيارة "متحف قطر الوطني" والذي تعرض إحدى صالاته تاريخ قطر الجيولوجي، وأخرى آثار وتحف إسلامية، كما يضم في إطاره متحفاً بحرياً تظهر فيه ثروة قطر السمكية، وبحيرة صغيرة تعرض فيها المراكب الخشبية التقليدية المصنوعة في قطر.

أما "متحف السلاح" بحي اللقطة بالدوحة فيضم مجموعة نادرة من السيوف والبنادق والدروع وملحقاتها. و هناك "قلعة الدوحة" العسكرية القديمة القابعة في شارع جاسم بن محمد بالدوحة، و"بيت التقاليد الشعبية" وهو منزل قديم بشارع محمد الكبير بالعاصمة.

وتضم مدينة الدوحة بين جنباتها العـديد من النـوادي الرياضـية والاجتماعـية، من أهمها نـادي "الدانة" الذي يتميز بهندسته المعمارية المستلهمة من التراث القطري العريق والذي يقع ضمن إطار "مجمع خليفة للتنس والإسكواش" والذي تقام به البطــولات العــالـمية في اللعبتيـــن، و"النادي الدبلوماسي" الذي يضم العديد من القاعات الاجتماعية وتمارس فيه الرياضات والألعاب الرياضية المختلفة، علاوة على النوادي الأخرى، مثل نوادي: الدوحة والدوحة للغولف، والصقر، والغزال، ونادي السباق، والفروسية وغيرها .

أما عن أهم المنتجعات السياحية بالدوحة، فهناك "جزيرة النخيل" على بعد عشرات قليلة من الأمتار من فندق شيراتون الدوحة، وهي جزيرة صغيرة تضم عددا قليلا من المطاعم والمقاهي علاوة على منطقة لألعاب الأطفال، وكذلك "مملكة علاء الدين" أو المدينة الترفيهية بالدوحة، وهي متخصصة في ألعاب الأطفال.

الأب الروحي للقطرية . . والسياحة القطرية

حين حل موعد لقائي بـ"أكبر الباكر"، الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والمضطلع بمهام أخرى تخص الديوان الأميري، إستقبلتني سلام الشوا مديرة التسويق والإعلام بالخطوط القطرية، حيث أطلعتني قبل بدء اللقاء على خلفيات شخصية هذا الرجل والذي وصفته بـ"العبقري"، وأشارت إلى أنه "عملاق" في الإدارة، ووقته ثمين للغاية ويفضل الحوار بالإنكليزية!

 ÙˆØ¯Ø®Ù„ت مكتب أكبر الباكر لأفاجأ بأن هذا الرجل يحمل عددا من المتناقضات الإيجابية وكأنها عوارض للعبقرية، فاسمه "أكبر" وعمره "أصغر" مما تخيلت في رجل بهذا الوصف وتلك المكانة، وعملاق في الإدارة ولكنه نحيل الجسم قصير القامة، يرتدي دائماً الدشداشة البيضاء وغطاء الرأس والعقال، ويفضل الحوار باللغة الإنكليزية، لقبه "الباكر" وهي كلمة عربية أحيانا ما تعني التأجيل أو الغد .. ولكن قراراته فورية واجبة التنفيذ الفوري دون تأجيل ولا يجيد من "الغد" سوى صناعته.

رأيت أن أبادر في حواري مع أكبر الباكر بصفته المسؤول الأول تنفيذياً عن الطيران والسياحة في قطر بتقديم فاتح للشهية يدفعه للاسترسال، فكان لزاماً علي أن أبدأ حواري معه عن "الخطوط القطرية" والتي يتيه بها عشقاً وفخراً، فالتقط الباكر طرف الخيط قائلاً:

تأسست الخطوط القطرية عام 1994 برأسمال قطري 100% وبدأت أسطولها بأربع طائرات، ثم كانت بداية إنطلاقتها الكبرى عام 1997 بزيادة عدد طائرات أسطولها الذي وصل حالياً إلى 29 طائرة سوف تزاد في نهاية العام الحالي لتصبح 42 طائرة، أربع منها فقط مستأجرة، وعشر أخرى ستنضم للأسطول في غضون السنوات الأربع المقبلة، لتسجل بذلك أسرع معدل للنمو في العالم بين أقرانها. وكذلك وصلت نسبة النمو في أعداد المسافرين إلى حوالي 40 % من خلال جهود دؤوبة لأربعة آلاف وخمسمائة من العاملين بها في كافة المجالات المتعلقة بالطيران وخدماته، حيث بلغت عدد المحطات التي تصل إليها طائراتنا 48 محطة موزعة ما بين الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشبه القارة الهندية وأوربا والشرق الأقصى، ونسعى لزيادة عدد هذه المحطات إلى 60 وجهة عالمية بحلول العام 2005.

وبسؤاله عن موقع الخطوط القطرية بين أقرانها بمنطقة الخليج وأساليب مواجهة المنافسات الشرسة في مجال الطيران المدني، رد الباكر بثقة قائلاً: نحن لا نقارن أنفسنا بأحد سواء بمنطقة الخليج العربي أو حتى خارجها، فالخطوط القطرية أصبحت في مصاف - بل وفي مقدمة - الشركات العالمية في مجال الطيران وخدماته، فقد تبوأت" القطرية "المركز الثالث عالمياً بحيازتها على تصنيف فئة الخمس نجوم مع شركتي كاثي باسيفيك والسنغافورية من مؤسسة سكايتراكس لمراقبة الجودة بقطاع الطيران، كما حازت على المرتبة السابعة كأفضل شركة طيران عالمياً في العام 2004 بعد أن كانت في المركز الرابع والعشرين في العام 2003 وذلك في الاستبيان الذي أجرته نفس المؤسسة، من خلال مشاركة 10.8 مليون مشارك من 92 جنسية.

ولأن الحديث عن السياحة القطرية يطول، لذا استأثر أكبر الباكر بصفته هنا رئيساً لمجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة في قطر بقضيتين رئيسيتين وأوكل الباقي إلى "فرد فان آيك" الرئيس التنفيذي لنفس الهيئة. وأشار الباكر إلى النهضة السياحية التي ستشهدها قطر خلال السنوات المقبلة وحتى العام 2015 باستثمارات تبلغ 15 مليار دولار أمريكي، والتي يتم بموجبها تشييد ثمانية فنادق فاخرة جديدة من فئة الأربع والخمس نجوم، وكذلك مبان متطورة للمتاحف والمنتجعات، علاوة على تطوير منطقة الشاطئ العام في السميسمة، و المنشآت الرياضية الحالية، وبناء منشآت رياضية جديدة.

وبالنسبة لدورة الألعاب الآسيوية التي تستضيفها قطر في ديسمبر 2006، فقد أشار إلى أن العمل يجري على قدم وساق للخروج بهذه الدورة إلى أعلى مستويات التنظيم والخدمات والإقامة.

وعند سؤالنا فان آيك عن السياحة القطرية، أجاب:

تأسست الهيئة العامة للسياحة في قطر بموجب مرسوم أميري في العام 2000، واتبعت الهيئة منذ تأسيسها أساليب علمية حديثة في إدارة السياحة بالبلاد، حيث مارست خلق ودعم الوعي السياحي لدى المواطن القطري والنهوض بالمنشآت والمنتجعات السياحية الموجودة وتشييد العديد من الفنادق الفاخرة الجديدة والشقق الفندقية، وإقامة المهرجانات الدولية، وتكثيف عمليات الترويج للسياحة القطرية من خلال دعوة الإعلاميين وكبار الشخصيات العالمية لزيارتها، والمشاركة بمعظم المعارض الدولية المتخصصة في السياحة والسفر، كما أنشأنا العديد من المكاتب ببعض عواصم دول الاتحاد الأوربي للتسويق والترويج للسياحة القطرية، علاوة على موقعنا على شبكة الإنترنت والرسائل والأخبار التي نبعث بها يومياً لمعظم الصحف العربية والأجنبية.

وأضاف فان آيك قائلاً:

وتأكيداً على الأسلوب العلمي في الإدارة، فقد تم إنشاء فرع لجامعةCHN المتخصصة في إدارة السياحة بالدوحة، وتقوم الهيئة العامة للسياحة بدعم بعض الدارسين بها، وتعيين خريجيها فور الانتهاء من دراستهم المتخصصة، علاوة على الدورات التدريبية لكوادر السياحة والفندقة التي يتم عقدها بين الحين والآخر.

مزارات قطر

تتعدد المواقع والمزارات في قطر، فإلى الجنوب من مدينة الدوحة وعلى مسافة 15 كم منها تقع مدينة " الوكرة " الزاخرة بالعديد من المواقع الأثرية، وبالمدينة ذاتها "متحف الوكرة" والذي يعرض كل ما يتعلق بالحياة البحرية والتاريخ الطبيعي. وعلى بعد 5 كم من الوكرة "حديقة الحيوان" التي تعج بالكثير من الحيوانات والطيور وألعاب الأطفال، كما تقع مدينة "مسيعيد" على مسافة 45 كم جنوب الدوحة وهي المدينة الصناعية الأولى في قطر، والملحق