اسطنبول– معتز عثمان

شاركت وزارة الثقافة والسياحة الأندونيسية مشاركة إيجابية وفعالة في معرض "ايميت" الذي أقيم في مدينة اسطنبول في شهر فبراير/ شباط الفائت، وتمثلت بالجناح المميز داخل المعرض الذي غصّ بالزوار والمؤتمر الصحفي والإعلامي والذي حضره معظم ممثلي وسائل الإعلام المحلية والأجنبية. واختتم بالحفل الفني الذي أقيم تحت عنوان "ليلة أندونيسية" وحضره عدد كبير من المدعوين. وقدمت في الحفل الموسيقى والرقصات الشعبية والفولكلورية الرائعة من مناطق مختلفة عكست التنوع الثقافي الكبير والأصيل في أندونيسيا.

وقد شارك سفير أندونيسيا في تركيا السيد أمين ريانوم وحرمه في كافة الفعاليات. وألقى السفير كلمة رحب فيها بالحضور وشكرهم على حضورهم، كما أنه أوجز مناطق الجذب السياحي والتنوع الكبير الذي توفره أندونيسيا لزوارها، وقال إن السونامي قد أثر على جزيرة واحدة فقط في أندونيسيا من أصل 17,000 جزيرة والتي تستقبل ما يزيد على 5 ملايين سائح من مختلف دول العالم.

ثم عرض فيلم عن التنوع السياحي الضخم في أندونيسيا. وتحدث بعد ذلك السيد سيامسول لوسا مدير الترويج الدولي في وزارة السياحة الأندونيسية وهذا بعض ما جاء في كلمته:

إن أندونيسيا هي رابع أكبر بلد في العالم من حيث السكان، وقدرت نفوسها عام 2003 بحوالي 235 مليون نسمة. وأكثر من نصف السكان يعيشون في جاوه، حيث تقع جاكارتا عاصمة أندونيسيا وأكبر مدنها. ويبلغ تعداد المسلمين فيها حوالي 87 % من السكان، مما يجعل أندونيسيا أكبر بلد إسلامي في العالم.

وجزر أندونيسيا الرئيسية هي: جاوه، سومطرة، وسلاويزي. وتتشارك أندونيسيا مع كل من ماليزيا وبروناي في جزيرة كلامنتان (البورنيو).

وهناك 40 ألف نوع من الورود، وبضمنها 3 آلاف نوع من الأشجار و5 آلاف من الأوركيد. وهذا ما يجعل أندونيسيا تملك تنوعا في النباتات يفوق المناطق الاستوائية في أفريقيا أو الأمريكيتين. وفي أندونيسيا أيضا الزنابق (الرافليسيا) الصغيرة والكبيرة ذات الرائحة الزكية، والأوركيد متوفر بغزارة، كما أنها الموطن الأصلي لأكبر أوركيد، وهو أوركيد النمر.

وهناك غابات الأمطار في الشمال المنخفض في أندونيسيا. وتهيمن الأشجار الاستوائية الطويلة على الغابات والتي توفر حصادا جيدا للخشب، الصمغ، الدهن النباتي والجوز. وأشجار القرم (وهي أشجار عالية تطلع من الماء)، ونخيل النيبا تهيمن على غابات المناطق المنخفضة الجنوبية. وتتألف غابات التلال من البلوط والكستناء والنباتات الجبلية.

ولأندونيسيا مخزون ضخم من النفط والغاز الطبيعي، حيث إن أندونيسيا تنتج أكثر من 80% من نفط جنوب شرقي آسيا وأكثر من 35% من الغاز السائل في العالم. وتوجد كميات قليلة من الفضة والذهب والماس والياقوت. وتنتج البحار المحيطة بأندونيسيا كميات كبيرة من سمك الماء المالح، اللؤلؤ، الأصداف، والأكار (وهو مادة تستخرج من أعشاب البحر).

 ÙˆØ§Ù„معدل اليومي للحرارة في جاكارتا هو 21 إلى 33 درجة مئوية (69 إلى 92 درجة فهرنهايتية)ØŒ وهي تتغير بعض الشيء ما بين الشتاء والصيف.

وهناك أكثر من 600 لغة ولهجة في أندونيسيا، ولكن الباهاسا الأندونيسية هي اللغة الرسمية وأوسع اللغات استعمالا. واليوم فإن البرامج التلفزيونية، الصحف الكبرى، المدارس والجامعات، كلها تستعمل الباهاسا الأندونيسية.

والرز هو الغذاء الرئيسي في معظم الأكلات الأندونيسية، وتختلف طريقة إعداده بين مختلف المناطق. وهناك الطعام الحار والغني بالتوابل في منطقة بدانغ والذي يتوفر في معظم المطاعم المتخصصة بأكلات بدانغ في طول أندونيسيا وعرضها، بينما يوجد في معظم المناطق أكلات خاصة بها، مثل السمك المشوي والأكلات البحرية في مكاسر.

السياحة الأندونيسية

وتعتبر الحكومة الأندونيسية أن السياحة هي واحدة من أهم القطاعات الاقتصادية. وهي تولد ثاني أكبر مورد للناتج المحلي بعد النفط والغاز. وبالإضافة إلى ذلك، فإن السياحة سبيل إلى تأكيد الوحدة الوطنية، ولربط المجموعات البشرية الأندونيسية، وكذلك ربطها بالعالم الأوسع. وتوفر السياحة فرص عمل لنحو 6 ملايين شخص. وبعض الوجهات السياحية الجميلة، مثل بالي، جوق جاكاترا، باتام وغيرها تعتمد على السياحة باعتبارها المورد الاقتصادي الرئيسي.

وهناك 33 إقليما تتألف منها أندونيسيا، وهي تتميز بتفرد كل منها في جاذبيته الخاصة التي ربما لا تتوفر في الأقاليم الأخرى، وربما في العالم. ونظرا لهذا التنوع والتباين، بالإضافة إلى منتوجاتها، وهي في الغالب ترتبط بالطبيعة والثقافة المحلية، فإن الحكومة قد عززت من وضع وزارة السياحة والثقافة وأعطتها دورا يفوق القدرة التشريعية إلى القدرة النتفيذية.

السياحة البحرية

وباعتبار السياحة البحرية هي أكبر ثروة مخزونة لأندونيسيا، فإن أندونيسيا تولي عناية كبيرة للبحار من حولها والجزر وسكان السواحل. ولذا فإن السياحة البحرية قد وضعت في مقام الصدارة، مع اهتمام خاص بتطوير الجزر الصغيرة.

وشرق أندونيسيا الذي يحتفظ بمياهه البكر له إمكانيات كبيرة على جذب الغواصين والمتزلقين واليخوت والبواخر من مختلف أنحاء العالم. وأيضا، هناك ما مجموعه 300 جزيرة في إقليم ريو في غرب أندونيسيا ولها إمكانيات هائلة لجذب السياح.

تأثير السونامي على السياحة الأندونيسية

بالرغم من التأثير الهائل للسونامي والذي شل الحياة في إقليم إيشه الأندونيسي، والذي وقع في 26 كانون الأول/ ديسمبر 2004، فإن المجموع الكلي لزوار أندونيسيا قد زاد إلى 500 ألف زائر، أي من 4.8 مليون في عام 2003 إلى 5.3 مليون في عام 2004. وواحد من الأسباب التي تشرح هذه الزيادة هي أن السونامي وقع في نهاية العام ولذا لم يؤثر على حساب أعداد الواصلين خلال العام.

ومن جهة أخرى، ليس هناك ما يدعو إلى انخفاض عدد الزوار إذ أن النطقة المتضررة هي بشكل عام ليست المنطقة التي يدعى السياح الأجانب لزيارتها. إضافة إلى ذلك، فإن المناطق الأخرى التي يرغب السياح في زيارتها لم تتضرر جميعا.

وشمال سومطرة هو أمر مختلف. إنها واحدة من المناطق التي يدعى السياح لزيارتها. وبالإضافة إلى جمالها الطبيعي والثقافي، فإن جزيرة نياس تشتهر بأنها وجهة سياحية للتزلق على الماء. وبسبب تأثير السونامي النسبي على هذه الجزيرة فقد أعلنت الحكومة أنها لا تنصح مؤقتا التزلق فيها.

ومن الواضح جدا أن تأثير السونامي على شمال سومطرة هو محدود جدا. ولذا فإن عددا من المناطق السياحية في شمال سومطرة ما يزال ينصح بزيارته. وفي جزيرة سومطرة نفسها، حيث تشترك إيشه مع سبع مناطق أخرى في النقطة الغربية، فإن الحالة طبيعية هناك. وجميع المطارات، والقطارات والطريق البرية ما تزال مفتوحة. وهذا يدل على أن الأقاليم الأخرى، وتعدادها 30، لم تتأثر مطلقا ولذا يمكن زيارتها.

وللأسف فإنه بسبب نقص المعلومات في عدد من الأسواق، واعتبار أندونيسيا متضررة بالكامل قد أدى إلى إلغاء عدد من الرحلات. يضاف إلى ذلك أن عددا من الرحلات التي ألغيت كانت تتضمن زيارات لعدد من بلدان منطقة الآسيان المتضررة.

وفي ختام الليلة الأندونيسية أجريت القرعة على بطاقات الزوار حيث فاز ممثل السياحة الإسلامية وعدد من الحضور بهدية قيمة من التراث الأندونيسي سلمتها حرم السفير إلى الفائزين.