حديث سياحي .. حي اثري مازال مغموراً

السويداء تلك المدينة الوادعة الساحرة في كرومها وطبيعتها ،بحجارتها البازلتية السوداء وبشعبها المضياف العريق بالاصالة والنبل والمشبع بحب الوطن والتفاني بالإخلاص للذود عنه، فمن السويداء انطلقت الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش وهي مركز مهم ثقافي وسياحي في سورية ،فإذا ماتجولت في المدينة وريفها الخلاب تشدك الأوابد الأثرية الماثلة بعظمتها وتنوعها .

من شهبا إلى القنوات إلى سيع وصلخد والنمارة، ففي كل بقعة تجد تاريخاً شامخاً بالشواهد الحية وقد اختزن متحف السويداء أجمل التماثيل واللوحات الفسيفسائية ...وتعود تلك التماثيل إلى العصر النبطي والروماني مع تمازج واضح كما نجد في منحوتة (ذي الشراة دوسارس مع اثينا وفينوس) حيث امتزج الفن العربي النبطي مع التأثيرات الرومانية. ‏

كما نجد في المتحف نسراً باسطاً جناحيه من الحجر البازلتي يمثل الهاً نبطياً.. ومن اللوحات المهمة لوحة ارتميس في الحمام وهي ربة الصيد، وتبدو محوطة بالحوريات وقد فاجأها احد الصيادين وهي خارجة من الحمام، وتعود هذه اللوحة إلى القرن السادس الميلادي، إضافة لوجود لوحات فنية ذات قيمة عالية كلوحة فينوس ، ولوحة جياربة الارض وهي تقدم لباخوس وأريان حصيلة الفصول الأربعة كما نقرأ في كتاب (سورية التاريخ والحضارة). ‏

وبعثات التنقيب بالرغم من السنوات الماضية التي قضتها في التنقيب ولاتزال فإنها لن تصل إلى وقت محدد لاكتشافاتها لما تختزنه السويداء من كنوز ثقافية مهمة عبر الأوابد الكثيرة في أرضيها. ‏

والزائر إلى مدينة السويداء يدهشه في حي المشنقة وجود موقع اثري مهم غمر جزء منه تحت الطريق ويستغرب الزائر وجود هذا الكنز الأثري والثقافي المهم دون أي اهتمام من قبل الجهات المعنية لتأهيله والحفاظ عليه وتوظيفه كموقع سياحي واثري ويحكي أهل المدينة قصصاً وحكايا عن هذا الموقع عن وجود مسرح، وربما كنيسة أو معبد لابل يقولون: إن هناك مدينة كاملة تحت الطريق ...تشرين زارت الموقع وقد نشرت تحقيقاً عنه منذ عام ونشرت صحف عديدة عن هذا الموقع إلا إن أحداً من الجهات المعنية في وزارة الثقافة والسياحة والمحافظة لم يحرك ساكناً. ‏

فإلى متى سيبقى هذا الموقع طي النسيان أو لنقل الكتمان حتى لاتتضرر مصالح البعض. ‏