راميتا أقدم اسم لها .. لاذقية العرب بين الماضي والحاضر

راميتا هو أقدم اسم لمدينة اللاذقية وفي رسائل العمارنة سميت( باريموتا )وقد كشفت التنقيبات الأثرية أن اللاذقية كانت قرية صغيرة وكانت تتبع لمملكة اوغاريت في العصر السلوقي حملت اسم (لاوذكية) أو (لاودية) تيمناً باسم والدة (سلوقس نيكاتور) في العصر البيزنطي أحدث زلزال باللاذقية هدم قسماً كبيراً منها وكان ذلك عام 529م وقد أمر الإمبراطور جوستينيان بإعادة اعمارها.

وأبان الفتح الإسلامي عام 636 م أصبحت اللاذقية تابعة لجند حمص كما ذكر الأستاذ الدكتور عفيف بهنسي في كتابه سورية التاريخ والحضارة. عام 1108 م احتل الفرنجة اللاذقية وأطلقوا عليها اسم (لاليش) وانشؤوا فيها قلعة وبدأ صلاح الدين الأيوبي حملته لتحرير اللاذقية، حيث حاصر القلعة عام 1188 م ثم حررها ثانية الأمير حسام الدين طرنطاي 1287م.. من الأوابد التي خلفتها تلك الحضارات في اللاذقية بقي أبراج الميناء، والقلاع، وبعض القبور والحمامات والخانات. ‏

وفي محلة الصليبة نجد القدس المربع أو التترابيل حيث يوجد أربعة أعمدة غرانيتية بالجهة الشمالية من القوس وتعود إلى معبد باخوس. ‏ من الكنائس المهمة في اللاذقية كنيسة مارموس الحبشي، وكنيسة مارجرجس وتعود إلى عام 275م. ‏

أما أقدم الجوامع فهو الجامع المنصوري الكبير والذي بني عام 607 هـ ومسجد علاء الدين الخشاش الذي بني عام 807هـ كما يوجد جامع كبير بناه سليمان باشا العظم عام 1139 هـ. ‏

ـ جامع الميناء يعود بناؤه لعام 1161هـ ‏

ـ الجامع المغربي ‏

أما الخانات فنجد( خان الحنطة)، الذي بني عام 1139 هـ وخان الدخان الذي أصبح متحفاً. ‏

يذكر أن دخان اللاذقية المشهور بـ(أبو ريحة) لاقى رواجاً عالمياً وتعود زراعته للعصر العثماني وقد ألف تجار اللاذقية شركة باسم ( شركة تجار التبغ)، وكان مقرها في (خان الدخان). ‏

أول مخطط تنظيمي لمدينة اللاذقية وضع عام 1926 وشهدت المدينة تطوراً عمرانياً حتى وصلت إلى الحافة اليمنى للنهر الكبير الشمالي في الجهة الشرقية حيث مباني جامعة تشرين عام 1987 أقيمت في اللاذقية الدورة الرياضية العاشرة لدول حوض المتوسط وقد تطورت الخدمات وشيدت المرافق الاقتصادية والخدمية. كما توسع بناء المدارس والمعاهد والجامعات والمراكز الثقافية. ‏

و من المراكز المهمة في اللاذقية: ‏

ـ قصر الثقافة أو المركز الثقافي الذي أنيطت به مهام ثقافية وتدريبية متعددة ‏

ـ جامعة تشرين وباختصاصاتها المتعددة والتي استوعبت أعدادا كبيرة من الطلبة من المدن القريبة من اللاذقية. ‏

ـ المدينة الرياضية والملعب وتعد أضخم منشأة رياضية في القطر وعليها أقيمت فعاليات دورة المتوسط. ‏

ـ أما مرفأ اللاذقية فهو القلب الذي يضخ النشاط الاقتصادي داخل المحافظة وخارجها ويعود هذا المرفأ إلى العصر الفينيقي والسلوقي وقد تطور في العهد الروماني. ‏

الرصيف الشمالي شيد بعد الحرب العالمية الأولى وهو بطول 276م وعمق 4 ـ 4.5 م عام 1954 تم زيادة طول المكسر الرئيسي حتى أصبح طوله 3162 م وهو يحمي حوضاً مائياً مساحته 145 هكتاراً، وشيد فيه 14 مربطاًً لرسو السفن. ‏ عام 1984 شيد 14 رصيفاً إضافيا بطول 2100 م وعمق 1180 ـ 1330م وحماية حوض مائي مساحته 150 هكتاراً ، إضافة إلى توسيع حرم المرفأ. ‏يربط اللاذقية بحلب والجزيرة سكة حديدية كذلك تصلها بطرطوس وحمص ودمشق سكة أخرى ‏

 Ø£Ù…ا مطار الشهيد باسل الأسد في حميميم فيبعد عن المدينة حوالي 20 كم وقد توسع بناؤه وجهز بأحدث التجهيزات لاستقبال الطائرات . ‏

 Ø£Ù…ا متحف اللاذقية الذي كان فندقاً عثمانياً ثم خان الدخان ثم جعلته فرنسا مقراً لمندوبيها بعد الجلاء رممته المديرية العامة للآثار ...ويضم المتحف مجسماً للإله بعل بارتفاع 6 أمتار نفذه متحف برلين بمناسبة إقامة معرض من ايبلا إلى دمشق، وقد وضعت في حديقة المتحف، إضافة لوجود تمثال المصارع لبولكليت كما يضم المتحف أوابد متنوعة وقسماً للصناعات التقليدية والشعبية. ‏

تلك كانت لمحة تاريخية عن مدينة اللاذقية ...هذه المدينة الساحرة والتي يزينها البحر بشاطئه الذهبي، وقد شيد في اللاذقية فنادق ومنتجعات عديدة أهمها فندق المريديان، والشاطئ الأزرق، وشاليهات كثيرة تتوضع على طول الشاطئ واللاذقية تتميز بريفها الساحر القريب من البحر مما يعطي للزائر متعة مضاعفة تمكنه من زيارة السهل والجبل في يوم واحد ،ويقام كل عام في الثاني من آب مهرجان المحبة الذي ترافقه فعاليات ثقافية وفنية ورياضية متنوعة. ‏

اللاذقية عروس الشاطئ ونجمة البحر الساطعة على مر العصور. ‏