عمرة الصيف: مصطلح جديد في جدول المناسبات الإسلامية

لندن-السياحة الإسلامية

يجري الحديث عن الحج والعمرة في العادة من دون تحديد فصل معين من فصول السنة، ولكن الحملة التي تقوم بها وزارة الحج السعودية قد تغير ذلك. ومن المعلوم أن هناك افتراقا بين السنة القمرية والسنة الغريغورية. والأخيرة لها مكان ثابت خلال السنة، وأما الأولى فأشهرها تختلف من وقت لآخر، ولذا فإن رمضان قد يأتي، مثلا، في الصيف تارة وفي الشتاء تارة أخرى. والأمر نفسه يصدق على الحج والعمرة. ولكن الحج في السنوات القليلة القادمة لن يكون في فصل الصيف، ولذا جرى تطوير مفهوم جديد لتشجيع العمرة خلال فترة الصيف (من منتصف تموز/ يوليو وإلى منتصف أيلول/ سبتمبر). وقد يبدو ذلك غريبا في البداية ولكنه أمر معقول، فإذا لم يكن الصيف موسما دينيا مزدحما لعدد من السنوات، وإذا كان السعوديون يفضلون قضاء عطلهم في الخارج، فهذا يعني أن هناك الكثير من المرافق السياحية التي لن يجر استخدامها في هذه الفترة. والفكرة الأفضل هي تشجيع سوق عمرة الصيف. وهذا هو بالضبط ما تهدف إليه الحملة التي تقوم بها وزارة الحج والعمرة السعودية.

وقد أعلن عن حملة عمرة الصيف في لندن في الخامس من آب 2004 من خلال مؤتمر ليوم واحد في مسجد ريجينت في لندن. وحضر المؤتمر نحو ربع أصحاب وكالات السفر العاملين في قطاع السفر إلى الحج والعمرة في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى عدد من مراسلي محطات التلفزيون وكذلك مجلة السياحة الإسلامية.

وترأس المؤتمر كل من وكيل وزارة الحج والعمرة السعودية الدكتور عيسى الرواسي والسيد خالد محمد الجهاني عضو لجنة العمرة وعضو غرفة التجارة السعودية. وافتتح المؤتمر الدكتور أحمد الذبيان مدير المركز الثقافي الإسلامي في مسجد ريجينت الذي أشار إلى أهمية الحج والعمرة لدى المسلمين وإلى التراث الضخم لأدب الرحلات إلى مكة المكرمة في اللغة العربية وغيرها من اللغات. وهناك نحو 700 كتاب ومخطوط لمثل هذه الرحلات، وهي تمثل وثيقة تاريخية واجتماعية لزمانها. وتطرق كذلك إلى علاقة المركز بقضايا الحج وأن المركز يقوم بدور استشاري مع وكالات الحج والعمرة ومع الحكومة البريطانية.

وشرح كل من الدكتور الرواس والسيد الجهاني البرنامج الجديد موضحين أن هناك 52 شركة سعودية منخرطة في البرنامج. والفكرة هي ببساطة توفير عمرة بكلفة أقل خلال موسم الصيف، بالإضافة إلى ترتيب زيارات لمواقع تاريخية في المملكة العربية السعودية، وفقا لنوع البرنامج الذي يجري اختياره. ويعتمد البرنامج على استعمال الإنترنيت وذلك لتسجيل ودفع المبالغ المستحقة وتحصيل تأشيرة الدخول، من خلال الموقع الألكتروني:

www.summerumrah.com

أو أن يتم الاتصال عن طريق التلفون أو من خلال وكيل الحج والعمرة. ويوفر البرنامج الفرصة للتمتع بزيارة المواقع المقدسة وغيرها من المواقع في السعودية في وقت لا يضج بالازدحام. ويعتمد البرنامج كذلك على أدلاء يتمتعون بتعليم عال يصل إلى المستوى الجامعي.

وتكلم المتحدثان بشكل تفصيلي عن البرنامج ولكنهما واجها أيضا مشاكل تفصيلية من قبل الجمهور، فوكلاء السفر يعتقدون أن البرنامج سوف لا يترك لهم عملا خلال الصيف، ولكن ربما يكون في اعتقادهم هذا شيء من المبالغة. وكل ما يطرحه البرنامج هو أن الأساليب التقليدية في العمل لا بد لها من مواجهة التحديث. هناك تطورات تكنولوجية جديدة، مثل الإنترنيت، وعلى المسلمين الاستفادة منها. وأيضا، كما طرحت مجلة السياحة الإسلامية في عدد سابق، على السياحة الدينية أن تطور وتطرح نفسها مهنيا عبر العالم وأن تتعلم كيفية تقديم نفسها إلى الجمهور بصورة حديثة، من خلال طرح برامجها عبر الإنترنيت وكذلك بواسطة نشرات تفصيلية مطبوعة.

إن البرنامج الجديد هو خطوة في الاتجاه الصحيح وكان لا بد من التفكير فيه بدقة قبل الصيف. ولكن على أية حال هناك صيف قادم بعون الله في السنة القادمة وقد أخبرنا السيد الجهاني أنهم سيقومون بحملة أوسع في الصيف القادم، كما أنه وعد بحل المشاكل العالقة مع وكلاء السفر. ولكن من غير الواضح حاليا هل أن البرنامج يخص مسلمي بريطانيا وحدها أم يتجاوزهم إلى غيرهم، ولا نرى مانعا في أن يعم المشروع المسلمين في كل مكان.

مهرجان ثقافة المسلمين حدث عالمي وليس أمرا محليا (العدد 12)