رحلة مع العمارة الإسلامية في أسبانيا

لندن-السياحة الإسلامية

أصدر الكاتب والفنان الدكتور كاظم شمهود طاهر كتابين جديدين عن "العمارة الإسلامية في أسبانيا"، وهما جزء من مشروع واسع عن التأثيرات الإسلامية على المعمار الأسباني شرع الكاتب بنشره، وقد كتب منه عددا من المقالات التي نشرتها مجلة "السياحة الإسلامية" في أعدادها خلال أكثر من عام.

ويشتمل الكتاب على ثلاثة فصول، يتناول الأول منها عمارة "مجريط"، وهو الإسم العربي لمدينة "مدريد" العاصمة الأسبانية حاليا، ويدرس الكتاب تاريخ اختطاطها من قبل الأمير محمد الأول بن عبد الرحمن الثاني سنة 855م، ومعنى اسم مجريط وهو اسم مركب من "مجرى" وهو كلمة عربية، و"يط" وهو مقطع لاتيني يدل على الكثرة، فيكون المعنى، كما يقول المؤلف "المدينة التي تكثر فيها المجاري". ثم يتحدث المؤلف عن أسوار مجريط ومرافقها الحيوية وأبوابها وأبراجها. ووضع المؤلف في ختام الفصل ملحقا بالخرائط القديمة لمجريط وبعض الصور الحديثة للمواقع التي ذكرها في هذا الفصل من الكتاب.

أما الفصل الثاني فيعمق البحث في الانشاءات الإسلامية في المدينة والخطط التي أحدثها المسلمون فيها، خصوصا النواحي الإروائية والزراعية، والقصور والعمائر والأسوار، وتتبع الحفريات الحديثة التي كشفت عن الوجود الإسلامي في المدينة.

وتحدث الفصل الثالث عن مصير مجريط بعد انحسار الوجود الإسلامي فيها، فتطرق إلى التأثير الإسلامي في العمارة وغيرها، وكذلك تحوّل المساجد إلى كنائس، ثم تطرّق إلى المعالم الحضارية عموما في مدريد الحالية التي ورثت مجريط. وقد ألحلق الفصلان الثاني والثالث أيضا بعدد من الصور التي التقطها المؤلف بنفسه للمواقع التي تكلم عنها، كما أن دراسته لهذه المواقع تتميز بأنها دراسة ميدانية موثقة.

وأما الكتاب الثاني، "العمارة الإسلامية في أسبانيا: فن المدجنين في قرى ومدن محافظة مدريد"ØŒ فهو  Ø¯Ø±Ø§Ø³Ø© تفصيلية للتأثيرات الإسلامية على العمارة الأسبانية بعد خروج مجريط من السيطرة الإسلامية. والمدجنون هم المسلمون الذين بقوا تحت سيطرة النصارى بعد سقوط مجريط، وهم غير المسلمين الذين أجبروا على التخلي عن اسلامهم.. وكان المعماري الإسلامي يعرف بـ"العريف". ويقول المؤلف أن هذا الإسم ما يزال مستخدما في اللغة الأسبانية. وقد أشاع المدجنون طراز طليطلة في المعمار. وأبرز خصائص معمار المدجنين، هي: استخدام الآجر، ووضع الشبابيك الصغيرة، والأقواس، والسقوف الخشبية والجدران الطينية. ويتطرق المؤلف إلى ذكر ووصف عدد من القلاع والحصون التي بناها المدجنون، وقد قام المؤلف بزيارتها ودراسة معمارها وتصويرها.

وفي الفصل الثاني من الكتاب، يتطرق المؤلف إلى ذكر عدد من المدن والقرى الإسلامية الأصل في مدريد أو المتأثرة بالطراز العربي الإسلامي، ومنها طلمنكة التي ذكرها ياقوت الحموي، والكالا هينارس، وفندق لاريدو، والبيتراغو دي لوثويا، وتوريلاغونا، والخيتي، وأوثيدا. والفصل الثالث من الكتاب يركز على عمارة الأبراج، وكذلك تأثير أسلوب المدجنين على عمارة الكنائس قديما، وعمارة غاودي أبرز معماريي أسبانيا في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.