السياحة «الكروية» في ألمانيا خلال مونديال 2006

الشرق الاوسط: 31/05/2006

 ØªØ³ØªÙ‚بل المدن الألمانية وقائع مباريات كأس العالم لكرة القدم 2006 بشعار جذاب يقول «لنحتفل في النصف الثالث من المباراة». والمقصود هو السياحة والتمتع بعد نهاية كل مباراة في آلاف الفعاليات الفنية والثقافية التي تقيمها المدن خلال فترة المونديال(9/6-9/7/2006).

فتحت المدن التي تجري المباريات على ملاعبها فنادقها وبيوت شبابها وبيوتها ونواديها أمام السائحين المشجعين، وستعرض المباريات على شاشات ضخمة في ساحات المدن تحت رقابة أكثر من 20 ألف شرطي مسؤول عن الأمن خلال الدورة. وهذه المدن هي برلين وهامبورغ وميونخ وفرانكفورت وكولون ودورتموند وشتوتغارت ونورمبيرغ ولايبزغ وغيلزن كيرشن وكايزرزلاوترن وهانوفر. وينتظر أن تنتعش السياحة في المدن الصغيرة القريبة من هذه المدن الكبيرة بفعل سيل المشجعين الذين يقدرون بأكثر من 1.2 مليون سائح من الخارج وأضعاف هذا العدد من ألمان المدن الصغيرة والقرى.

وقدر اتحاد التجارة الألماني أن يدر المونديال على الاقتصاد الألماني مبلغ 1.8 مليار يورو. وتركت الحكومات المحلية في الولايات للمحلات تقرير فترة افتتاح أسواقها، وعلى هذا الأساس فقد قرر العديد من المحلات الكبيرة فتح أبوابها على مدار الساعة طوال فترة الدورة. كما ستقيم كافة المدن مناطق لتخييم الزوار، وأقامت دورتموند خيمة هائلة تتسع للرقص والاحتفال، ومن ثم تتسع لنوم الآلاف من المشجعين لقاء مبلغ زهيد.

فرانكفورت تعرض المباريات على ناطحات السحاب ورغبة في اجتذاب المشجعين إلى ساحاتها، تقيم بلدية فرانكفورت بالتعاون مع شركة سيمنز التقنية عرضا يوميا فريدا من نوعه للمباريات على واجهات ناطحات السحاب في قلب المدينة. وسيتركز العرض على مبنى «سكاي لاينز»، حيث ستتنقل الكرة على سطوح مباني الدويتشة بانك والمصرف الأوربي وبرج المعرض وغيرها من المباني العالية المتقاربة. وتبلغ المساحة الكلية للفيلم المعروض بهذه الطريقة نحو 1600 متر مربع. وستعرض الأفلام السينمائية على ناطحات السحاب بعد انتهاء المباريات. وسيتابع الجمهور مباريات انجلترا ضد البارغواي وهولندا ضد الأرجنتين والبرتغال ضد إيران.

ميونخ تفتح ملاعبها: ومن يزور كنيسة ميونيخ الشهيرة «فراون كيرشة» وساحة مارين والحديقة الانجليزية فيها، سيفاجأ بملايين الأعلام الصغيرة الملونة التي تحمل عنوان «ميونيخ تحبكم». وستقام الشاشات الضخمة أمام أبواب ميونيخ الأربعة لاحتواء العدد الكبير من المشجعين الذين لم تتسع لهم مدرجات الملاعب.

وفي ساحة مارين الشهيرة بالذات تقيم ميونيخ برنامجا موسيقيا فنيا تشارك فيه فرق موسيقية عالمية من فنلندا وأوكرانيا والمجر والمكسيك والبرازيل..وغيرها. كما ستفتح المدينة قريتها الأولمبية «الأولمبيا بارك»، التي شهدت أولمبياد 1972، أمام الزوار، حيث ستتحول القرية إلى مكان للمبيت وتناول الأطعمة والاستعلام. كما ستفتح ملاعب التنس والمسابح وساحات الكرة أبوابها للجمهور لممارسة مختلف أنواع الرياضة. وتلعب في ميونيخ ألمانيا ضد كوستاريكا (الافتتاح) وساحل العاج ضد صربيا والبرازيل ضد استراليا ومباراة المواجهة العربية العربية بين السعودية وتونس.

برلين ترقص طوال 33 يوما: وعند بوابة براندنبورغ الشهيرة ببرلين، التي لا تبعد كثيرا عن البرلمان (الرايخستاغ) ونهر الشبري، ستنصب العاصمة أكبر شاشة تلفزيون لنقل المباريات بمساحة 60 مترا مربعا. وقرب البوابة وحولها ستقيم المدينة حفلا موسيقى ومنوعات على مدار الساعة تبدأ يوم 7/6 وتنتهي مع انتهاء الدورة يوم 9/7. وستنشر الشاشات الكبيرة في الساحات المهمة، مثل نصب النصر، وجزيرة المتاحف، وساحة بوتسدام لتحقيق المزيج المطلوب بين السياحة وكرة القدم. وتحتضن برلين مباراة الختام إضافة إلى مباريات الاكوادور ضد ألمانيا والسويد ضد بارغواي والبرازيل ضد كرواتيا.

وتحتضن عروس الراين (كولون) جمهورا غفيرا سيشكل الانجليز والسويديون والهولنديون والبلجيكيون معظمه بسبب وقوع المدينة في أقصى الغرب المحاذي لبلدان بينولوكس. ولهذا فقد أعدت برنامجا موسيقيا يوميا تشارك فيه فرق من هذه البلدان على ساحة الكاتدرائية الشهيرة (الدوم) التي ترتفع إلى 157 مترا. ويشارك في الغناء والرقص طوال أيام الدورة 1600 فنان وموسيقي في أكثر من 7600 فعالية. وسيتولى منطاد ضخم تنسيق عمليات الشرطة على الأرض وضمان السير على الطرقات من دون توقف. كما ستقام حفلة موسيقية يومية في «قبو الرقص» الذي اختارت المدينة أن يكون الطابق الـ45 من مبنى «أكسا» على الراين مسرحا له. وعلى ملعب «راين اينرجي» الكولوني ستلعب السويد ضد إنجلترا وأنغولا ضد البرتغال وبلجيكيا ضد غانا.

كرنفال كاريبي في نورمبيرغ. ونورمبيرغ هي المدينة البافارية القديمة ذات الحصن المنيع والسور الجبار، المحاط بالماء، الذي يسورها. وداخل «أسوار» ملعبها، الذي يتسع لخمسين ألفا، ستلعب انجلترا ـ ضد ترينيداد توباغو والمكسيك ضد إيران وغانا ضد الولايات المتحدة. ورغم استعدادات المدينة لاحتضان 300 ألف زائر، ونشرها الشاشات الكبيرة في الساحات، إلا أنها ستعتمد على ترينيداد وتوباغو والمكسيك في برنامجها. ووعدت ترينيداد وتوباغو بتحويل المدينة، طوال أيام المونديال، إلى كرنفال كاريبي يشارك فيه 10 آلاف مشجع من الجزيرتين يرافقهم 150 فنانا. وسيجلب المشجعون معهم ملابسهم التنكرية وطبولهم وأدواتهم الموسيقية بهدف تدفئة أجواء نورمبيرغ الباردة بشيء من موسيقى السامبا.

عدا ذلك، تستعد هامبورغ لإقامة حفلات دائمة على سواحل بحيرتها الكبيرة الواقعة في قلب المدينة، حيث تلعب الأرجنتين ضد ساحل العاج والمملكة العربية السعودية ضد أوكرانيا والاكوادور ضد كوستاريكا. وأعدت المدينة كتيبا من 50 صفحة بعدة لغات يسهل أمور حركة وسكن وتغذية مئات الآلاف من المشجعين، ووضع 270 فندقا و100 ناد وعشرات بيوت الشباب تحت تصرف الباحثين عن وسادة ناعمة في المساء. وتبدأ هانوفر، حيث تلعب كوستاريكا ضد بولندا والمكسيك ضد أنغولا وايطاليا ضد غانا، مهرجان صيدها السنوي بشكل مبكر. وينتظر أن يحضر المهرجان الدولي هذا العام نحو مليوني شخص ليستمعوا إلى عشرات الفرق الموسيقية.

وأظهرت مدينة السيارات (مرسيدس) شتوتغارت قلبها للجمهور الذي سيحضر مباريات هولندا ضد ساحل العاج وكرواتيا ضد استراليا وفرنسا ضد سويسرا. فهي تقريبا المدينة الوحيدة التي أعدت مركزا لرعاية المشجعين المقعدين. ويتولى المركز مساعدة الجمهور في توفير الكراسي المتحركة وورش تصليح هذه الكراسي وعناوين الفنادق والمطاعم المهيأة لاستقبال المقعدين وتوفر وسائل بلوغهم بسهولة إلى الحمامات والأسرة... وعلى أية حال، يمكن التعويل تماما على القدرات التنظيمية للألمان خلال المونديال، إلا انه على السائح أن يحسب حسابا لجوها المتقلب. إذ لم يستطيع علماء الأنواء الجوية حتى الآن سوى «التنبؤ» بالشيء اليسير عن حالة الطقس، وهو في كافة الأحوال بارد نسبيا، قياسا بصيف ريو أو الرياض، ويتراوح حول الـ 20 درجة مئوية.