أذربيجان
الأردن
أفغانستان
ألبانيا
الإمارات
أندونيسيا
أوزباكستان
اوغندا
ايران
پاكستان
البحرين
بروناي
بنغلاديش
بنين
بوركينا فاسو
تركمنستان
تركيا
تشاد
توغو
تونس
الجزائر
جيبوتي
ساحل العاج
السعودية
السنغال
السودان
سوريا
سورينام
سيراليون
الصومال
طاجكستان
العراق
عُمان
الغابون
غامبيا
غويانا
غينيا
غينيا بيساو
فلسطين
جزر القمر
قرغيزيا
قطر
كازاخستان
الكاميرون
الكويت
لبنان
ليبيا
مالديف
مالي
ماليزيا
مصر
المغرب
موريتانيا
موزامبيق
النيجر
نيجيريا
اليمن
أثيوبيا
أرتيريا
الأرجنتين
أرمينيا
أسبانيا
استراليا
استونيا
أفريقيا الوسطى
إكوادور
ألمانيا
انتيجا وباربودا
أندورا
أنغولا
أورغواي
أوكرانيا
ايرلندا
ايسلندا
ايطاليا
باراغواي
بارباودوس
بالاو
جزر الباهاما
البرازيل
برتغال
بريطانيا
بلجيكا
بليز
بلغاريا
بنما
بوتان
بوتسوانا
بورندي
البوسنة
بولندا
بوليفيا
بيرو
تايلاند
تايوان
ترينيداد وتوبوكو
التشيك
تشيلي
تنزانيا
توفالو
تونجا
تيمور الشرقية
جامايكا
جنوب أفريقيا
جورجيا
الدنمارك
دومنيكا
جمهورية الدومنيكان
الرأس الأخضر
رواندا
روسيا
روسيا البيضاء
رومانيا
زامبيا
زيمبابوي
ساموا
سان مارينا
ساو تومي
سريلانكا
السلفادور
سلوفاكيا
سلوفينيا
سنت فينسنت
سنت كيتس ونيفس
سنت لوسيا
سنغافورا
سوازيلاند
جزر السولومون
السويد
سويسرا
جزر سيشيل
صربيا والجبل الأسود
الصين
غرينادا
غواتيمالا
غينيا الاستوائية
غينيا الجديدة
الفاتيكان
فانوتو
فرنسا
فلپين
فنزويلا
فنلندا
فيتنام
فيجي
قبرص
كرواتيا
كمبوديا
كندا
كوبا
كوريا الجنوبية
كوريا الشمالية
كوستاريكا
كولومبيا
الكونغو
الكونغو الديمقراطية
كيريباتي
كينيا
لاتفيا
لاوس
لكسمبورك
ليبريا
ليتوانيا
ليخشتاين
ليسوتو
جزر مارشال
مالاوي
مالطا
مدغشقر
مقدونيا
المكسيك
ملدوفا
منغوليا
مورشيوس
موناكو
ميانمار
ميكرونسيا
ناميبيا
النرويج
النمسا
نورو
نيپال
نيكاراغوا
نيوزيلنده
هايتي
الهند
هندوراس
هنغاريا
هولندا
الولايات المتحدة
اليابان
اليونان
غانا
    الصفحة الرئيسية اضغط هنا لتحميل الملف الإعلامي   
Français Español عربي Deutsch English
السعودية
Place your link here
                                   

شاهد صورة القمر الصناعي لـ


أدخل عنوانك الالكتروني



Listen and read the Quran

Prayer Times

General View

دولة عربية تتميز بعدة خصائص دينية واقتصادية وجغرافية تعطيها مكانة متميزة وفريدة فهي تضم أقدس البقاع الاسلامية ، فيوجد فيها بيت الله الحرام تتوسطه الكعبة المشرفة حيث يولي مئات الملايين من المسلمين وجوههم شطرها في صلواتهم الخمس يوميا وتضم المدينة المنورة مسجد وقبر سيد المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتشهد المملكة العربية السعودية أكبر تجمع إسلامي في العالم حيث يتوافد الى الاماكن المقدسة أكثر من مليوني مسلم من مختلق أصقاع العالم الأسلامي سنويا لأداء فريضة الحج. واكتسبت المملكة العربية السعودية أهمية اقتصادية عظمى إذ يحوي باطن أرضها واحدا من أعظم الاحتياطيات المعروفة للنفط والغاز الطبيعي في العالم ، وتتعهد مناحي أهميتها الجغرافية فهي عملاق شبه الجزيرة العربية بمساحتها الشاسعة وسواحلها البحرية الطويلة وأشكالها التضاريسية المتنوعة.

 

Population

20 مليون (2000) : سعوديين 74.8% ، 25.2% غير مقيمين في السعود

 

Area

2,331,000 كيلو متر مربـع

 

Ethnicity/ Race

90% عرب و10% أفارقة آسيويين

 

Major Languages

العربية

 

Religion

الإسلام:100%

 

Capital City

الرياض

 

Major Cities

الرياض، الطائف، مكة المكرمة، المدينة المنورة، جدة، جبيل وينبوع، أبها، الحسا، الباحة، بريدة، الظهران، هيل، جيزان، الجوف، الخبر، نجران، تبوك، عنيزة

 

Currency

الريال السعودي، 10 قروش

 

Passport and Visa

معلومات عن الفيزا
 

Tourist Information

الهيئة العليا للسياحة
اكتشف المملكة العربية السعودية
الفنادق
الخطوط الجوية السعودية
وزارة الإعلام السعودية
 

Other Information

السفارة السعودية في لندن
وكالة الأنباء السعودية
الإدارة التشريعية
وزارة تطوير البلديات
السفارة السعودية في واشنطن


جلسات تناولت دور مكة المكرمة الثقافي وحضورها في النص اÙ

 

الشرق الاوسط

8-4-2005

 

 

 

ملف من إعداد: ميرزا الخويلدي وحليمة مظفر

نظم النادي الأدبي الثقافي بمدينة جدة اخيرا ملتقاه السنوي تحت عنوان (ملتقى قراءة النص) تحت رعاية الشيخ عبد المقصود خوجة ولمدة يومين، قدمت فيه أبحاث ركزت على موضوع: (مكة المكرمة بوصفها نصا)، بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2005 من قبل دول العالم الإسلامي في اجتماع وزراء الثقافة للدول الاسلامية في الجزائر عام 2005 . وعن موضوع الملتقى قال الناقد عبد الفتاح أبو مدين رئيس النادي الأدبي الثقافي بجدة الجهة المنظمة للملتقى: «مكة المكرمة لها مكانة هامة في الثقافة الإسلامية والتاريخية عبر عصور عديدة منذ النبي إبراهيم عليه السلام الذي أسكن ذريته بها، وهي بأبعادها المختلفة لها تأثير كبير في ملامح الفكر الإسلامي والإنساني كونها منطقة مقدسة مما أدى إلى أن تكون محط أنظار الكثيرين من العلماء المسلمين والمستشرقين». وأضاف: «أردنا من خلال النادي الأدبي بجدة أن نقدم ما يثري الساحة الثقافية من خلال اختيار مكة محورا للنقاش في أوراق وأبحاث المشاركين فيه، وهي مشاركة منا في الاحتفاء بها لاختيارها عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2005 من قبل وزراء الثقافة للدول الإسلامية».

وعن قلة الأوراق المقدمة في مضمون الملتقى وموضوعه عن الأعوام السابقة يقول ابو مدين «الدعوة في المشاركة كانت مفتوحة للجميع لكن القليل ممن جذبهم الموضوع الذي طرحه الملتقى، إلى جانب أن الكثيرين للأسف ليست لديهم دراسة معرفية في كيفية إعداد أبحاث ذات مضمون جيد ولذلك كانت الأوراق المقدمة قليلة».

من جهتها وصفت الدكتورة إيمان التونسي التي افتتحت الملتقى نيابة عن المشاركين موضوع الملتقى بأنه ثري جدا في تناوله لنصوص نتجت من البيئة المكية وقالت «إن ما سطرته أقلام أبناء مكة الذين عاشوا في جنبات الحرم، وشغفوا بالعربية وسعوا سعيا حثيثا لمحو غبار الأمية عن أنفسهم وظلام الجهل عن مجتمعهم، في نتاج غاب عنه التوثيق في ظل زمن همشت فيه العربية بسبب تتريك العرب، يستحق الدراسة وهو موضوع يجذب فضول الكثيرين إليه». وأشارت إلى أن الأدب المكي ثري التجربة، «لأنها تجارب أطياف مختلفة من الحجيج الذين تقاطروا من مختلف الحضارات واللغات إلى البيت العتيق».

وتقول الكاتبة سهام القحطاني إحدى المشاركات في الملتقى ببحث حول مركزية مكة المكرمة في الثقافة العربية أن مكة المكرمة (عاصمة مقدسة ولها جذورها التاريخية المؤثرة في الثقافة العربية والثقافة الإسلامية ولذلك هي مجال بحثي ثري وخصب للباحثين). وتقول «لقد ظلت مكة رغم تعدد الثقافات الراعية الأولى لمهرجانات الأسواق العربية، لذلك كان الخطاب الثقافي القومي لا بد أن ينطلق من مركزية قرارها، ولا بد أن يصاغ بلغتها»، أما في العهد السعودي فتجد «أنها مثلت منذ البدء نواة لتكوين الخطاب النهضوي السعودي عبر احتضانها للعديد من الإنجازات الثقافية وخروج رواد الثقافة السعودية ومؤسسيها من البقاع الطاهرة، والذي امتدّ شعاع تنويره لباقي مناطق المملكة». ووصفت الناقدة الدكتورة سعاد المانع الملتقى بأنه «مثر في بعض أوراقه التي تم تقديمها خلال الجلسات»، وقالت إنها تحرص «على حضور الملتقى لتبادل الحوار الثقافي خاصة أن المرأة لها حضور في النادي الأدبي بجدة والذي نأمل أن يكون أيضا في النادي الأدبي بالرياض».

وشارك في الملتقى الكاتب حسين بافقيه الذي ركز في كلمته على رؤيته حول النهضة الأدبية في مكة المكرمة قبل الثورة العربية الكبرى وبعدها حيث يجدها «متدهورة وتقليدية يتمثل فيها الاهتمام بالخطاب الديني والنحوي واللغوي. أما في مجال الأدب فقد تركزت اهتمامات الأدباء حينها على البلاغة واللغة التي تعاملوا معها بجفاف نتيجة أنهم لم يتفرغوا للأدب، التفرغ الذي يستحقه فخرج ركيكا وضعيفا قبل الثورة». وهو يرى «أن النهضة الأدبية في مكة المكرمة بدأت بعد الثورة العربية الكبرى وأن الأدباء اهتموا بالثقافة من الخارج والآتية إليهم نتيجة الحج والعمرة وما كان يكسب مكة من تداخل وحوار ثقافي بين أهلها وزوارها». وأضاف «إن مثقفي وأدباء مكة طغت على أعمالهم الروح الرومانسية أدبيا والروح الليبرالية فكريا». واستشهد بافقيه بأجرأ طرح فكري وأدبي في ذلك الوقت، كما يقول، وهو كتاب «خواطر مصرحة» لمحمد حسن عواد الذي افتتحه بمقدمة بعنوان «مداعبة مع العلماء»، والتي يسخر فيها من بعضهم ممن يرفض أن يتطور مع متطلبات العصر حتى أن هؤلاء كتبوا فيه معروضا يطالبون فيه الملك بإعدام العواد أو نفيه أو سجنه تأديبا له».

وتكون الملتقى من خمس جلسات أقيمت على فترة يومين، الأربعاء : ثلاث جلسات كانت الأولى بعنوان «مكة بين التاريخ والواقع» ورأستها الدكتورة فاطمة إلياس، والجلسة الثانية بعنوان «حضور مكة المكرمة في النص الأدبي»، ورأسها الدكتور محمد عبد الرحمن الربيع. أما الجلسة الثالثة فكانت بعنوان «مركزية مكة المكرمة في الثقافة العربية» ورأسها حسين با فقيه، أما يوم الخميس فكانت هناك جلستان، الأولى بعنوان «كتب الرحلات إلى مكة» التي رأسها الدكتور حسن النعمي، والثانية بعنوان «مكة المكرمة المكان والمكانة»، ورأسها الدكتور عبد العزيز السبيل.

* مركزية مكة المكرمة في الثقافة العربية الإسلامية

* في ملتقى «قراءة النص» الذي نظمه النادي الأدبي الثقافي تحت عنوان «مكة المكرمة بوصفها نصا»، بمناسبة اختيارها مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2005 قدم الباحث السعودي زكي الميلاد ورقة عمل، فيما يلي ملخصها:

* تحليل المقولات

* بمنطق التحليل هناك ثلاث مقولات أساسية في مركب موضوع البحث. مقولة المركزية وهي تشير إلى عنصر الدور والفعل، ومقولة مكة المكرمة وهي تشير إلى عنصر المدينة والمكان الذي يصدر منه ذلك الدور والفعل، ومقولة الثقافة وهي تشير إلى عنصر المعنى والناظم الفكري.

من جهة أخرى، مقولة المركزية تشير إلى المستوى الكمي والنوعي في طبيعة الدور والفعل الذي يضفي عليه وصف المركزية. ومقولة مكة المكرمة تشير إلى أهمية وعظمة المدينة والمكان التي تتمثل ذلك الدور والفعل الموصوف بالمركزية. ومقولة الثقافة تشير إلى قوة وعظمة المعنى الحامل والمعبر عن تلك المركزية.

من جهة ثالثة تتجلى المركزية في صورتين، في صورة مادية وخارجية، هي صورة المدينة والمكان، وفي صورة ذهنية وداخلية، هي صورة الثقافة. فمركزية المدينة تشكل مركزية للثقافة. وتشكلت هذه المركزية منذ أن جعل الله فيها أول بيت للناس، ومع الحضارة الإسلامية تشكلت مركزية المدينة، ومع فريضة الحج تعززت مركزية المدينة في الثقافة العربية الإسلامية. وهذا ما سوف نشرحه ونتحدث عنه.

* مركزية البيت

* لقد جاء اختيار المكان الذي وصفه أول من وصل إليه على لسانه في القرآن الكريم، بأنه واد غير ذي زرع، ليكون هذا المكان تأسيسا لمركزية من نمط جديد في تاريخ العالم، وفي تاريخ الحضارات والثقافات والمجتمعات الإنسانية. وكان لهذا النمط من المركزية هوية وطبيعة، مغايرة ومختلفة عن المركزيات بأنماطها المختلفة، وجغرافياتها المتعددة، التي ظهرت فيما بعد. ومغايرة كذلك لمقاييس ومعايير الحضارات والمدنيات البشرية التي عرف عنها ارتباطها بالأمكنة والبيئات الزراعية والمائية، التي تتوفر فيها إمكانيات الوجود والاستيطان البشري، وبقاء واستدامة الحياة، وما يترتب على ذلك من بناء التراث الاجتماعي والثقافي المشترك، وإمكانية انتقال هذا التراث من جيل إلى جيل آخر، وخلق تراكمات مستدامة.. إلى غير ذلك من عناصر لها علاقة بقيام الحضارات والمدنيات. فالمجتمعات التي استفادت من موقعها، كما يقول الباحث الفرنسي فرناند بروديل، كانت المجتمعات النهرية في العالم القديم، كالتي كانت على شواطئ النهر الأصفر في الصين، وشواطئ نهر الأندوس في الهند، ونهر الفرات للحضارات السومرية وحضارة بابل وآشور، ونهر النيل في الحضارة المصرية، ومثلها حضارات أخرى متصلة بموقعها وتسمى نبات البحر، ومنها حضارة فينيقيا، وحضارة اليونان، والحضارة الرومانية.

والمكان الذي وصف بأنه واد غير ذي زرع، يراد من هذا الوصف أن هذا المكان لم يكن مأهولا بالسكان حينما وصل إليه نبي الله إبراهيم وذريته، ولم يكن مؤهلا للسكن والاستيطان، وله طبيعة مختلفة عن الأمكنة التي لها أودية وفيها زرع.

والذي لا شك فيه ان هذا الاختيار كان مقصودا من لدن حكيم خبير، ومن وراء هذا القصد هناك حكمة متعالية جعلت من اختيار هذا المكان ليكون تأسيسا لمركزية لها طبيعة تغاير المركزيات الأخرى البائدة والسائدة واللاحقة. فالله سبحانه وتعالى أراد من هذا المكان أن يكون فيه أول بيت وضع للناس مباركا وهدى العالمين، وبهذا البيت تحددت هوية وطبيعة ذلك النمط من المركزية حيث جعل من الدين والتوحيد أساسا وقاعدة، وهذا هو منشأ المغايرة والاختلاف مع المركزيات الأخرى.

* مركزية المدينة

* منذ ظهور الإسلام إلى فتح مكة، ارتبط مفهوم المركزية بمفهوم المدينة والبلدة التي محورها البيت الحرام. وأصبحت مكة المكرمة تمثل مدينة المركز للإسلام، ومن ثم للحضارة الإسلامية. فالمكان والبيت كان لهما دور مهم وأساسي في تحديد عنصر المركز في بناء وتأسيس الأمة والحضارة الإسلامية. وكل الحضارات التي ظهرت في التاريخ الإنساني ارتبطت في حركتها وتقدمها بمكان أو موقع مثل لها دور المحور وعنصر الانبعاث والانطلاق. فالحضارات كما يقول فرناند بروديل هي مواقع، ويرى أنه مهما علت أو صغرت حضارة من الحضارات فلا بد أن نجد لها بداية متصلة ومرتبطة بأرض ما، وأن جزءا كبيرا من واقع تلك الحضارات قد كان رهنا بمتطلبات وخيرات أتاحتها تلك الرقعة الجغرافية.

فكل أمة وحضارة صنعت لها مدينة لعبت دور المركز في حركة ونشاط تلك الأمم والحضارات، فأثينا لعبت دور مدينة المركز في الحضارة اليونانية، وقد أطلق عليها بعض القدماء تسمية مدرسة اليونان، واعتبرها بعض المعاصرين، المكان الذي ولدت فيه الحضارة الغربية. وروما القديمة التي لقبت في العصور الوسطى بمدينة المدن وصرة العالم، لعبت دور مدينة المركز في الحضارة الرومانية. ومكة المكرمة لعبت كذلك دور مدينة المركز في الحضارة الإسلامية. وقد اختار القرآن الكريم لمكة المكرمة اسما إلى جانب أسماء أخرى، يوحي بدلالة مفهوم المركز لهذه المدينة، وهو اسم (أم القرى) الذي ورد في القرآن الكريم مرتين، مرة في قوله تعالى «وكذلك اوحينا اليك قرآنا عربيا لتنذر ام القرى ومن حولها» (الشورى 7) وفي قوله تعالى «وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها» (الانعام 92).

* مركزية الفريضة

* مع فريضة الحج التي أوجبها الله على المسلمين كافة لمن استطاع إليه سبيلا، تحولت مكة المكرمة إلى أكبر وأعظم مكان ومركز في العالم يجتمع فيه الناس. وهذا الاجتماع الذي يتحقق في الحج بهذا العدد الكمي من الناس، وبهذا التنوع الإنساني ليس له مثيل في تاريخ الأمم والحضارات السالفة والمعاصرة. والحقل الدلالي لهذا الاجتماع فيه من التأمل والثراء ما يثير الدهشة والعظمة، فقد تحول هذا المكان من واد غير ذي زرع، إلى مكان تهوي إليه أفئدة من الناس، ويأتونه رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق، ليشهدوا منافع لهم، ويذكروا اسم الله في أيام معلومات. ونشأ عن هذه الفريضة طريق عرف بطريق أو طرق الحج لتعدد اتجاهاتها، وأصبح المسلمون يسلكون هذه الطرق بكل اتجاهاتها ذهابا وإيابا من أي مكان كانوا في العالم. وعدت هذه الطرق من طرق الحضارة الإسلامية، وأصبحت جزءا من جغرافيتها، واكتسبت المزيد من الأهمية والحيوية مع مرور الوقت. وقد اشتهرت كما اشتهر من قبل طريق الحرير الذي أطلق عليه من شدة أهميته طريق الحرير العظيم، وكان يبدأ من الصين ويمر بوسط آسيا وبحر الخزر والبحر الأسود، وينتهي في بيزنطة المعروفة الآن بمدينة اسطنبول. واكتسب هذا الطريق شهرة عالمية لتأثيراته ومساهماته في الاتصال بين أمم ومجتمعات متعددة الديانات والثقافات والقوميات. وما زال العالم يذكره إلى هذا اليوم، ويجري الحديث عنه ليس لإسهاماته التجارية فحسب، وإنما لإسهاماته فيما يمكن أن يعرف اليوم بحوار الحضارات أو الثقافات. وهذا ما التفتت إليه منظمة اليونسكو التي شكلت فريقا علميا مع بداية القرن الحادي والعشرين لإحياء طريق الحرير، وإعداد مجموعة من الدراسات تبرز التأثيرات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية له على تنمية المجتمعات التي كانت تقع في طريقه.

* تجليات المركزية في الثقافة العربية الإسلامية

* وعند النظر إلى الثقافة العربية الإسلامية وأنماط علاقاتها بمكة المكرمة تتجلى لنا مركزية هذه المدينة في منظومة تلك الثقافة، وفي حركتها واتجاهاتها. والأوصاف التي تطلقها الأدبيات والكتابات العربية لهذه المدينة تعكس مكانتها المركزية في الثقافة العربية الإسلامية. فهي حين يصفها المحقق حمد الجاسر يقول: كانت مكة وما تزال نقطة التقاء، ومركز تجمع لجميع المسلمين من مختلف الأقطار الإسلامية، ولهذا كانت من أقوى مراكز نشر الثقافة بين تلك الأقطار، وصلة وصل بين العلماء في شرق البلاد وغربها، شمالها وجنوبها، وفي مختلف العصور الماضية. وكان علماء الأندلس كما يضيف الجاسر يفدون إلى مكة المكرمة لا للحج وحده، ولكن لينشروا علما، وليستزيدوا منه، وليكونوا صلة بين شرق البلاد وغربها بالعلم والثقافة.

والمستشرقون الذين كانت لهم أبحاث حول مكة المكرمة أظهروا مثل ذلك الوصف وأكدوا عليه. ومن أشهر هؤلاء المستشرق الهولندي كريستيان سنوك هورجرونيه الذي وصل إلى مكة في 22 فبراير 1885 ومكث فيها ستة أشهر ونصف الشهر، وظل يحضر مجالس العلماء هناك، ووطد علاقاته بكثير منهم، ونشر كتاباً مهما من جزءين، يرجع إليه الدارسون باهتمام كبير عن مكة المكرمة، حمل هذا الكتاب عنوان «مكة المكرمة في نهاية القرن الثالث عشر الهجري». وفي هذا الكتاب اعتبر سنوك أن من المستحيل على المرء قراءة الآلاف العديدة من الإنتاج الأدبي العربي الذي سطر حول هذه المدينة. وبعد أن أسهب كثيرا في وصف تفاصيل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية فيها، اعتبر أن مكة المكرمة تمثل مركزا للعلم والثقافة. ومركزية مكة المكرمة في الثقافة العربية الإسلامية تظهر في صور عديدة من التجليات. ومن هذه الصور اختيار مكة المكرمة مكانا للبحث والتأليف وإتمام الأعمال الفكرية بصنوفها المختلفة، التوثيقية والتحقيقية والبحثية على اختلاف تخصصاتها ومجالاتها، في التفسير والحديث والفقه واللغة والأدب وغيرها من مجالات المعارف والعلوم الإسلامية. وغالبا ما يكون هذا الاختيار مقصودا ومطلوبا لذاته، كسبا للتشريف، وطلبا للتسديد، وزيادة في التبجيل، ورغبة في أن تعم الفائدة بهذا العمل.. إلى غير ذلك من محاسن تحدث عنها أصحاب تلك الأعمال، وبنوع من الاهتمام في مقدمات مؤلفاتهم. ومن هؤلاء الزمخشري الذي ألف كتابه الشهير في تفسير القرآن والمعروف باسم «الكاشف» في جوار بيت الله الحرام، وبهذا الجوار لقب الزمخشري بلقب الجار لله. ومن هؤلاء أيضاً، الإمام البخاري صاحب كتاب «الجامع الصحيح في الحديث»، وإلى جواره كذلك أنجز النحوي جمال الدين بن هشام الأنصاري كتابه في اللغة «مغني اللبيب في كتب الأعاريب»، كما أنجز أيضا عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي كتابه «الجمل» في جوار ذلك البيت العتيق وهكذا آخرون.

ومن هذه الصور أيضا أن مكة المكرمة كانت المكان الوحيد في العالم الإسلامي التي يجتمع فيها علماء الأمة على اختلاف مذاهبهم ومللهم ومناهجهم، طلبا للعلم ونشره، وتحصيلا للرواية والسماع والإجازة، ورغبة في التفاكر والتذاكر، وليس هذا فحسب، بل ولتحصيل الكتب التي يتعثر الوصول إليها، فكان بعض العلماء كما يقول شوقي ضيف إذا افتقد كتابا ولم يستطع الحصول عليه، رغم تطوافه في البلدان، لجأ إلى النداء عليه في الحج ليخبره عنه بعض من يراه في مكتبة من المكتبات المتناثرة بين الأندلس وأواسط آسيا حتى الهند.

 

Back to main page
السياحة الإسلامية: عن " جريد (06/12/2012)
السياحة الإسلامية: عن " Ø§Ù„Ù…Ø (20/11/2012)
السياحة الإسلامية: عن " العر (20/11/2012)
السياحة الإسلامية: عن " العر (07/11/2012)
السياحة الإسلامية: عن " مباش (05/11/2012)
السياحة الإسلامية: عن " الري (24/10/2012)
السياحة الإسلامية: عن " الري (19/10/2012)
السياحة الإسلامية: عن " الري (05/10/2012)
السياحة الإسلامية: عن " Ø§Ù„Ù…Ø (05/10/2012)
السياحة الإسلامية: عن " Ø§Ù„Ù…Ø (04/10/2012)
السياحة الإسلامية: عن " Ø§Ù„Ù…Ø (24/09/2012)
السياحة الإسلامية: عن " زاوي (17/08/2012)
السياحة الإسلامية: عن " مباش (09/08/2012)
السياحة الإسلامية: عن " وكال (09/08/2012)
السياحة الإسلامية:" الرياض " (03/08/2012)
السياحة الإسلامية: عن " ام ا٠(02/08/2012)
السياحة الإسلامية: عن " أم أ٠(19/07/2012)
السياحة الإسلامية: عن " باب " 11 (11/07/2012)
السياحة الإسلامية: عن " الري (10/07/2012)
السياحة الإسلامية: عن " أم أ٠(03/07/2012)
السياحة الإسلامية: عن " زاوي (02/07/2012)
السياحة الإسلامية: عن " مباش (28/06/2012)
السياحة الإسلامية: عن " أم أ٠(22/06/2012)
السياحة الإسلامية: عن " سفار (14/06/2012)
السياحة الإسلامية: عن " أم أ٠(14/06/2012)
السياحة الإسلامية: عن " جريد (11/06/2012)
السياحة الإسلامية: عن " جريد (07/06/2012)
السياحة الإسلامية: عن « الع (04/05/2012)
السياحة الإسلامية: عن « Ø£Ø®Ø¨Ø (04/05/2012)
السياحة الإسلامية: عن « الر (24/04/2012)
السياحة الإسلامية: عن « الر (10/04/2012)
السياحة الإسلامية: عن «الب (09/04/2012)
السياحة الإسلامية: عن "الوس (04/04/2012)
السياحة الإسلامية: عن " بال Ø (22/03/2012)
السياحة الإسلامية: عن " Ø§Ù„Ù…Ø (12/03/2012)
السياحة الإسلامية: عن " الر٠(17/02/2012)
السياحة الإسلامية: عن " دار Ø (17/02/2012)
السياحة الإسلامية: عن " ميد٠(13/02/2012)
السياحة الإسلامية: عن " الإ٠(31/01/2012)
السياحة الإسلامية: عن " الح٠(31/01/2012)
السياحة الإسلامية: عن " Ù…Ø¨Ø§Ø (27/01/2012)
السياحة الإسلامية: عن " Ø§Ù„Ù…Ø (23/01/2012)
السياحة الإسلامية: عن " الإ٠(19/01/2012)
السياحة الإسلامية: عن " الح٠(05/01/2012)

Showing 44 news articles
Back To Top

TCPH Ltd
Islamic Tourism
Unit 2B, 2nd Floor
289 Cricklewood Broadway
London NW2 6NX, UK
Tel: +44 (0) 20 8452 5244
Fax: +44 (0) 20 8452 5388
post@islamictourism.com
itmlondon@tcph.org

 

Other Contacts:

 


Publisher's View
by A S Shakiry

في رحاب بيت الله الحرام (العدد 16)

الحج والقرن الواحد والعشرون (العدد 17)

    Show year 2012 (44)
    Show year 2011 (71)
    Show year 2010 (69)
    Show year 2009 (59)
    Show year 2008 (41)
    Show year 2007 (50)
    Show year 2006 (45)
    Show year 2005 (64)
    Show year 2004 (64)
    Show year 2003 (1)
    Show all (508)

The articles which appeared in Islamic Tourism magazine

ساعة مكة المكرمة والتوقيت الإسلامي العالمي الجديد .. بديل توقيت غرينتش الكنسي البريطاني

  Issue 56

المتحف الوطني في المملكة العربية السعودية قيمة مضافة لكنوز التراث العالمي والعربي الأصيل

  Issue 51

كسوة الكعبة المشرفة حكاية إبداع فني عبر الأجيال

  Issue 42

ماء زمزم معجزة السياحة العلاجية

  Issue 41

المدينة المنورة: تألق بين الماضي والحاضر

  Issue 40

السعودية
تتطلع لآفاق سياحية جديدة
  Issue 33

إعلان

  Issue 27

مكة
رحلة المليار دولار
  Issue 27

أكور
تؤكد عزمها على توسيع سلسلة فنادقها في السعودية والشرق الأوسط
  Issue 20

فندق أكور
السعودية العربية
  Issue 19

مع مناسك الحج
هذا العام
  Issue 16

مكة المكرمة
في بطاقات بريدية
  Issue 16

عمرة الصيف مصطلح
جديد في جدول المناسبات الإسلامية
  Issue 13

أختر أخبار البلد



Founded by Mr. A.S.Shakiry on 2011     -     Published by TCPH, London - U.K
TCPH Ltd
Islamic Tourism
Unit 2B, 2nd Floor
289 Cricklewood Broadway
London NW2 6NX, UK

Copyright © A S Shakiry and TCPH Ltd.
Tel: +44 (0) 20 8452 5244
Fax: +44 (0) 20 8452 5388
post@islamictourism.com