ارتفاع تكلفة النقل وصعوبة التأشيرات ونقص الخدمات معوقØ

الأهرام: 16/01/2006

السياحة البينية العربية لم تعد مطلبا قوميا فحسب بل إنها أصبحت أيضا ضرورة اقتصادية تحقق عائدات مباشرة وللإفادة بالمميزات النسبية التي تحظي بها المنطقة من الناحية السياحية‏.‏ فإن العوائق الإدارية الموجودة في بعض تلك الدول مازالت تلعب دورا كبيرا في الحد من انطلاقة عربية للسياحة العربية البينية‏,‏ وقد كان المؤتمر الأخير لاتحاد رجال الأعمال العرب فرصة جيدة أمام الخبراء العرب لطرح تصوراتهم حول إمكانية توسيع مجالات التعاون السياحي المشترك لتعظيم الاستفادة من عناصر الجذب السياحي بالمنطقة‏.‏

يوضح محرز خليفة نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي ان صناعة السياحة المصرية من أهم الصناعات الخدمية وهي المصدر الأول للدخل من العملات الأجنبية والمصدر الأهم لتوفير فرص العمل لـ‏200‏ الف فرصة عمل لكل مليون سائح علاوة على أثرهما المضاعف الذي ينعكس علي مختلف أوجه النشاط إيجابا أو سلبا ويضيف أن مصر في توجهها السياحي نحو العالم العربي تؤمن تماما بأن المنتج السياحي العربي ثري ومتنوع ومتكامل‏.‏

ويكشف عن مفارقة رقمية مؤداها ان انخفاض نسبة السياحة العربية في السياحة الكلية الوافدة إلي مصر من النصف تقريبا إلي الربع لا يعني انخفاض الأعداد المطلقة للسائحين العرب وإنما مرجع انخفاض النسبة إلى ما شهدته الحركة الوافدة من أسواق أوروبا من زيادات كبيرة حيث تصل نسبة السياحة العربية الوافدة إلي مصر نحو‏19,7%‏ بينما العام الأخير كانت هذه النسبة‏43,4%‏ من السياحة الوافدة عام‏1982‏ وبالرغم من هذا الانخفاض في نسبة فان عدد السياح العرب تزايد ووصل إلي‏1,67‏ مليون سائح حاليا بعد ان كان نحو‏620‏ ألفا عام‏1982.‏

وأعرب محرز عن اقتناعه بأن السياحة المصرية في توسع مستمر‏,‏ كما ان الطلب السياحي على مصر في ازدياد مطرد وتمثل السياحة العربية نسبة مهمة من السياحة المصرية ثاني أهم سوق للسياحة المصرية‏,‏ ومع ذلك فان هناك مجالا واسعا لزيادة حجم حركة السياحة العربية الوافدة إلي مصر‏.‏

وإذا كانت صعوبة الحصول علي تأشيرات السفر تشكل واحدة من معوقات السياحة العربية البينية فإن ريم بدران عضو مجلس إدارة اتحاد رجال الأعمال العرب من الأردن قد أوضحت أن التكامل العربي يستلزم منح مزيد من المرونة في حركة السفر بين الدول العربية ومن أجل ذلك كان لي شرف التقدم بمشروع يسمح بإصدار بطاقة موحدة لرجال الأعمال العرب تتيح لهم حرية الانتقال من دولة إلي أخري بدون تأشيرة سفر وقد لاقي هذا المشروع تجاوبا من مجلس الوحدة الاقتصادية العربية وبدأ يتخذ طريقا للتنفيذ وقد كانت الأردن في مقدمة الدول العربية التي أخذت بهذا الاتجاه‏..‏

ومن شأن هذا القرار ان يتلوه مستقبلا قرارات تسمح بانتقال العمالة والسياح والمواطنين وغيرهم وتري بدران ان تشجيع الاستثمارات العربية البينية في مجال السياحة وغيرها يتيح الفرصة لزيادة حركة سفر السياح العرب فيما بين الدول العربية مشيرة إلي إمكانية تنظيم برامج مشتركة تضم أكثر من دولة عربية للوفود السياحية الأجنبية الوافدة من الخارج‏.‏

إلا ان اللواء حاتم القاضي رئيس الاتحاد العربي للتوكيلات الملاحية يركز على أهمية الاستفادة من الموقع الجغرافي للعالم العربي‏,‏ حيث يعتبر البحرين الأبيض والأحمر بحيرتين لنقل السياحة العربية وذلك من خلال دعم السياحية البحرية ذات الفرص الواعدة بالمنطقة ويجب تشجيع الاستثمار فيها. ويضيف بأن هناك حركة سياحية قائمة بين مصر والسعودية والخليج بصفة عامة ويستطيع المسافر ان يقطع المسافة فيما بين‏12‏ و‏18‏ ساعة بتكلفة محدودة بينما السفر جوا يحتاج إلي تكلفة عالية إضافة لقيود وزن الأمتعة وغير ذلك‏,‏ كما يجب توجيه الاستثمارات نحو امتلاك سفن نقل الركاب والعبارات المجهزة لنقل السيارات لتقليل فترات الانتظار للسيارات العابرة ويمكن الاستفادة بهذه الوحدات في البحر الأحمر شتاء وفي البحر المتوسط صيفا لربط شرق وغرب المتوسط‏.‏

ويقول مدحت محمود حاتم نائب رئيس احدي شركات الملاحة ان التسهيلات يمكن ان تكون جاذبة للسياحة البحرية إلا ان الأهم من ذلك هو توافر بنية أساسية جاذبة للسياحة مثل وسائل الانتقال الجيدة للمناطق السياحية ووجود سكك حديدية علي درجة عالية من الكفاءة والاهتمام باللافتات الإرشادية وتوفيرها باللغة الانجليزية وإجادة اللغات الأجنبية وتوافر دورات المياه داخل جميع المناطق السياحية وغير السياحة‏,‏ كما يجب العمل علي تطوير النشر عن المناطق السياحية علي الانترنت لان السائحين يلجئون للحجز حاليا عن طريق الانترنت‏.‏

إلا ان مازن الحمود مدير عام هيئة تنشيط السياحة بالأردن يشير إلي تفاوت نسبة السياح العرب إلي إجمالي السياح داخل الدول العربية حيث تصل النسبة إلي‏21%‏ في مصر‏,‏ و‏39,6%‏ في سوريا‏,‏ و‏40%‏ في لبنان‏,‏ و‏27,5%‏ في تونس‏,‏ و‏2,2%‏ في المغرب‏,‏ و‏62,5%‏ في الأردن ويصل إجمالي عدد السياح العرب الذين يزورون الدول العربية‏5,2‏ مليون سائح‏.‏

ويري ان ابرز المعوقات التي تواجه القطاع السياحي في الدول العربية تشمل عدم توافر المعلومات المتعلقة بالمعالم السياحية نتيجة لضعف السياسات الترويجية المشتركة وافتقار بعض الدول العربية إلي شبكات طرق برية وحديدية جيدة للربط بين الدول العربية وداخل البلد الواحد وعدم توافر الخرائط السياحية التي تعين السائح في جولاته وارتفاع تكلفة الخطوط الجوية وضعف المؤسسات التدريبية والمهنية المعنية بتأهيل العاملين بالقطاع السياحي في كثير من الدول العربية والحملات الإعلامية التي واكبت بعض الإحداث العالمية خلال السنوات القليلة الماضية والتي رسخت الصورة السلبية للعالم العربي وربطها بالإرهاب‏.‏