الإيسيسكو تحتفل بذكراها الفضية

أعلن الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكو ـ في افتتاح الحفل الرسمي الذي أُقيم في المقر الدائم للإيسيسكو بالرباط الذي حضره الدكتور عباس الجراري مستشار الملك محمد السادس، وبعض أعضاء الحكومة المغربية وسفراء الدول الأعضاء وشخصيات سامية وعدد من رجالات الفكر والثقافة والإعلام : "إنّ النجاح المطّرد الذي تحرزه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في عملها الذي انتُظم منذ تأسيسها في ثماني خطط عمل ثلاثية وخطة تأسيسية وخطة عمل ثنائية، يشهد لها بأنها منظمة ذات مصداقية وحضور متميّز في الساحة الدولية، فضلاً عن حضورها الفاعل والمؤثّر والمشع في الساحة الإسلامية، في الدول الأعضاء، أو في المجتمعات الإسلامية في بلاد المهجر".

وأشار إلى أن الإيسيسكو حققت منذ تأسيسها في سنة 1982 وإلى اليوم، إنجازاتٍ مهمةً ساهمت في دعم التنمية التربوية والعلمية والثقافية في العالم الإسلامي، فقد نفذت المنظمة 2195 دورة تدريبية وورشة عمل واجتماعاً متخصّصاً وندوة تربوية وعلمية وثقافية ومؤتمرات وندوات دولية شارك فيها مفكرون وأكاديميون وشخصيات إسلامية ودولية شهيرة في مجال تخصّصها، وأصدرت 629 كتاباً ودراسةً، تأليفاً وترجمةً وتحقيقاً، بالعربية والإنجليزية والفرنسية، في الموضوعات والقضايا التي تدخل ضمن اختصاصاتها، والتي تشمل حقول التربية والعلوم والثقافة واِلاتصال وحوار الثقافات والحضارات وغيرها من القضايا التي تستقطب اهتمامات الرأي العام العالمي في هذه المرحلة من تاريخ البشرية، وقدمت المنظمة 2790 منحة دراسية إلى طلاب من الدول الأعضاء، ومن المجتمعات الإسلامية في العالم، لمتابعة دراساتهم العليا في مختلف التخصصات، كما قدمت الدعم المالي والتقني والفني والعلمي في مجال اختصاصاتها، إلى الدول الأعضاء والأقليات والجاليات الإسلامية.

وذكر أن الإيسيسكو وضعت على مستوى التخطيط المستقبلي اِلاستراتيجي للنهضة التربوية والعلمية والثقافية والاتصالية للعالم الإسلامي، عشر (10) استراتيجيات مع آليات تنفيذها، إضافةً إلى (الإعلان الإسلامي حول التنوّع الثقافي)، و(الإعلان الإسلامي حول التنمية المستدامة)، و(تعهدات جدة حول التنمية المستدامة)، تشكّل في مجموعها، الإطارَ الجامعَ المتكاملَ لإستراتيجية المعرفة من المنظور الإسلامي، وهي إستراتيجية تطوير التربية، والإستراتيجية الثقافية، وإستراتيجية تطوير العلوم والتكنولوجيا، وإستراتيجية العمل الثقافي الإسلامي في الغرب، وإستراتيجية تطوير التقنية الإحيائية، وإستراتيجية تدبير الموارد المائية، وإستراتيجية التقريب بين المذاهب الإسلاميـة، وإستراتيجية الاستفادة من الكفاءات المسلمة في الغرب، وإستراتيجية تطوير التعليم العالي، وإستراتيجية التكافل الثقافي الإسلامي.

كما أشار إلى أن الإيسيسكو أنشأت قسماً لتعليم اللغة العربية والحضارة الإسلامية في جامعة الدولة للمعلمين في موسكو في روسيا الاتحادية، وكرسي الإيسيسكو في جامعة روتردام بهولندا، وكرسي الإيسيسكو في كلية الاستشراق بجامعة باكو الحكومية بجمهورية أذربيجان للحوار بين الحضارات، كما أنشأت الإيسيسكو بالتعاون مع منظمة اليونسكو: كرسي الإيسيسكو واليونسكو للنساء العالمات في المنطقة الأفريقية : جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا بجمهورية السودان ، وكرسي الإيسيسكو واليونسكو للنساء العالمات في المنطقة الآسيوية : جامعة لاهور بالجمهورية الإسلامية الباكستانية، ووضعت برنامج سفراء الإيسيسكو للحوار بين الحضارات، وأقامت شبكة واسعة من علاقات التعاون مع عدد كبير من مؤسسات الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، والمنظمات الدولية والإقليمية، ومع المنظمات غير الحكومية، ومع المؤسسات الأكاديمية والثقافية، ومع الجمعيات والمراكز الإسلامية، ومع المؤسسات الوطنية في الدول الأعضاء، ومع مؤسسات الإعلام والنشر والتوزيع. وذكر أن عدد اتفاقيات التعاون التي وقعتها الإيسيسكو حتى الآن بلغ مائة واثنتين وخمسين (152) اتفاقية، وأشرفت الإيسيسكو على عقد المؤتمرات الوزارية المتخصصة في الثقافة والتعليم العالي والبحث العلمي والبيئة والطفولة، وأنشأت مكتبين إقليميين؛ الأول في الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والثاني في طهران بالجمهورية الإسلامية الإيرانية. كما أنشأت مركزاً تربوياً في نجامينا بجمهورية تشاد، ومكتباً تمثيلياً في مقر اليونسكو في باريس.

وأعلن أن إنجازات الإيسيسكو تتواصل في شتى المجالات، بعون من اللَّه تعالى وفضله، وبدعم من الدول الأعضاء كافة لها وثقتها في نجاعة السياسة التي تنهجها، متطلعة إلى المستقبل الذي قال إنه ينطلق العمل في بنائه من إقامة مجتمع المعرفة، وترسيخ القاعدة العلمية والتقانية، ودعم التنمية البشرية المستدامة.

وتحدث في هذا الحفل رئيس المؤتمر العام التاسع للإيسيسكو الدكتور حبيب المالكي، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي المغربي، فقال إن التذكير بأهمية ما تقوم به الإيسيسكو من خلال خططها لمستقبل العالم الإسلامي والمشروعات الحضارية الكبرى ورعاية المؤتمرات الدولية والإسلامية والمشاركة فيها، يعكس مدى التطوّر الحاصل في أدائها.

وعرض بالمناسبة فيلم تسجيلي وثائقي عن مراحل تطوّر الإيسيسكو من خمس عشرة دقيقة. كما تم تدشين معرض لإصدارات الإيسيسكو، ووزّع على ضيوف الحفل كتاب (الإيسيسكو : 25 سنة من الإنجازات) الذي صدر بالمناسبة في ثلاث طبعات بالعربية والإنجليزية والفرنسية.