Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© الإسلامية: عن " الشرق الأوسط " 17 دجنبر /كانون الأول 2012
شكل هذا العام ØØ¯Ø«Ø§ مهما بالنسبة لسكان مدينة طنجة الساØÙ„ية المغربية ولكثرة من Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ«ÙŠÙ† عن التميز والاستثنائية ÙÙŠ رØÙ„اتهم، إذ أعيد ÙØªØ Ùندق «Ùيلا دو ÙØ±Ø§Ù†Ø³»ØŒ الذي اعتبر طويلا Ø£ØØ¯ Ø£ÙØ®Ù… الÙنادق العالمية من ÙØ¦Ø© «5 نجوم» على مدى قرنين، وذلك بعدما ظل مقÙلا Ù†ØÙˆ عقدين من الزمن. الÙندق ذائع الصيت، الشهير Ø¨ØØ¯Ø§Ø¦Ù‚Ù‡ ونخيله ومسبØÙ‡ وإطلالته الرائعة على شاطئ Ø§Ù„Ø¨ØØ±ØŒ إلى جانب علاقته الØÙ…يمة مع كبار الÙنانين العالميين، كان قد أغلق أبوابه عام 1992 بداعي الترميم. ولعل من ØØ³Ù† طالع مقدري هذه التØÙØ© المعمارية التراثية، أن بلدية مدينة طنجة ØµÙ†ÙØª الÙندق كـ«Ù…وقع تاريخي وأثري لا يجوز المساس به عام 2003. ÙˆØÙ‚ا، على ألوان Ù„ÙˆØØ§Øª الرسامين Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠÙŠÙ† العالميين الشهيرين أوجين دولاكروا وهنري ماتيس، اللذين عاشا ÙÙŠ الÙندق Ø±Ø¯ØØ§ من الزمن Ùيه وتركا بصماتهما على جدرانه ومعماره وروØÙ‡ØŒ استقبل الÙندق زواره الجدد الذين ØØ¸ÙˆØ§ Ø¨ÙØ±ØµØ© زيارة ØºØ±ÙØ© الÙنان ماتيس ذات الرقم 35 بعدما غدت متØÙا صغيرا يقصده Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ù…Ù† Ø£Ù†ØØ§Ø¡ العالم. «Ùيلا دو ÙØ±Ø§Ù†Ø³».. ذلك المبنى الأثري الجميل يختزل ÙÙŠ الواقع كل تاريخ طنجة وآثارها الÙنية، بدءا من الÙÙ† الÙينيقي ÙˆØ²Ø®Ø±ÙØ© Ø§Ù„ÙØ³ÙŠÙساء ومرورا بمختل٠الÙنون Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠØ©ØŒ وانتهاء بالاتجاهات العصرية ومنها ما يتصل بالتصاميم الأندلسية المغربية. لقد كان الـ«Ùيلا دو ÙØ±Ø§Ù†Ø³» ÙÙŠ الأساس مقر سكن القنصل Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠ Ù‚Ø¨Ù„ أن يتØÙˆÙ„ إلى Ùندق، غير أن الهيمنة الإسبانية عملت على تهميش هذا الأثر Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠ Ø§Ù„Ø¹Ø±ÙŠÙ‚. ولقد ارتبط اسم الÙندق – كما سبقت الإشارة – بالرسامين Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠÙŠÙ† الكبيرين دولاكروا وماتيس. ÙÙÙŠ عام 1832 مكث دولاكروا Ùيه وكان يومذاك يعد من الÙنادق Ø§Ù„ÙØ®Ù…Ø© جدا. وعام 1900 جاء دور ماتيس، الذي يعتبر أشهر الرسامين الذين مروا ÙÙŠ طنجة، لأنه قاد تيار الانطباعية ÙÙŠ أوائل العشرينات من القرن الماضي، وأطلق على مدينة طنجة «Ø¬Ù†Ø© الرسام». ولقد استوØÙ‰ ماتيس كثيرا من ألوان Ù„ÙˆØØ§ØªÙ‡ من شمس المغرب الساطعة، وألوان الÙÙ† المغربي التقليدي، وبدا ذلك جليا ÙÙŠ 20 Ù„ÙˆØØ© ورسمة تقريبا من أعماله التي أنجزها أثناء إقامته ÙÙŠ طنجة، إلى جانب أنه اكتش٠خطوطه التجريدية وصلته بالطبيعة المباشرة ÙÙŠ هذه البقعة بالذات. وكان ماتيس يجلس يوميا يتأمل المدينة من Ù†Ø§ÙØ°Ø© ØºØ±ÙØªÙ‡ ÙÙŠ الÙندق، مخلدا ØÙŠØ§ØªÙ‡Ø§ ÙÙŠ Ù„ÙˆØØ§ØªÙ‡ التي بلغت أسعارها الملايين من الدولارات واليوروات. ناهيك عن رسمه شخصية نسائية Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© ÙÙŠ المدينة هي «Ø²Ù‡Ø±Ø©»ØŒ كما رسم النساء الريÙيات اللواتي يجلسن ØªØØª زرقة سماء طنجة. وإلى جانب جذب الـ«Ùيلا دو ÙØ±Ø§Ù†Ø³» الÙنانين الكبار، ÙØ¥Ù†Ù‡ كان أيضا موضوعا للتألي٠والكتابة. إذ كتب المؤرخ الاجتماعي تيرينس ماكارثي كتاب «ØºØ±ÙØ© بمنظر: تاريخ Ùندق Ùيلا دو ÙØ±Ø§Ù†Ø³»ØŒ مستوØÙŠØ§ عنوانه من اسم Ù„ÙˆØØ© ماتيس التي اشتهرت بالاسم ذاته. وقد أل٠الكاتب كتابه من خلال ما كانت تنشره مجلة «Ø·Ù†Ø¬Ø© غازيت» من وص٠لØÙŠØ§Ø© رواد الÙندق الذين كانوا ÙŠØªÙˆØ§ÙØ¯ÙˆÙ† من مينائها الشهير عندما كانت «Ù…دينة دولية» تطبق معايير المنطقة Ø§Ù„ØØ±Ø©. إلى ذلك، ØØ±Øµ المسؤولون عن ترميم الÙندق وتهيئته للاستخدام على إعادة تأهيل ØºØ±ÙØ© ماتيس ذات الرقم 35 التي اعتاد أن يستأجرها لكي يرسم مناظره الشهيرة، وخاصة Ù„ÙˆØØ© «Ù…نظر من Ø§Ù„Ù†Ø§ÙØ°Ø©» التي أبهرت ألوانها Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠÙŠÙ†. على صعيد آخر، ØµØ±Ø Ù‡Ø´Ø§Ù… Ù…ØÙ…د سعيد الجمعة، المسؤول عن الÙندق لـ«Ø§Ù„شرق الأوسط» خلال لقاء معه، أن عمليات الترميم «ÙˆØ§Ø¬Ù‡Øª كثيرا من المصاعب، منها مشكلة السقو٠الآيلة للسقوط، وكذلك الأعمدة الأساسية، وهو ما ÙØ±Ø¶ على المرممين صب أعمدة من الخرسانة (الإسمنت) داخل الأعمدة القديمة التقليدية مما Ø£ØªØ§Ø Ù„Ù‡Ù… بذلك Ø§Ù„Ù…ØØ§Ùظة على الأعمدة الأصلية وأشكالها. كذلك جرى تدعيم كتلة البناء ØªØØª الأرض». ثم أضا٠«ÙˆØ¨Ù…ا يتعلق بالسقو٠الخشبية التي سقطت، عمد المهندسون إلى صب شبكة خرسانية تعوض عن تلك السقو٠الهشة. ÙˆØ¨ÙØ¶Ù„ هذه الخطوات الهندسية، ØØ§Ùظت عمليات الترميم على الشكل الأصلي لهذا البناء Ø§Ù„ÙØ±ÙŠØ¯ من نوعه، لأنه ØÙ‚ا يشكل هوية المكان ويعبر عن Ø±ÙˆØ Ø¹Ù…Ø§Ø±ØªÙ‡ ÙÙŠ ذلك الوقت». ÙˆØ¨ØØ³Ø¨ هشام، استغرقت علميات الترميم Ù†ØÙˆ خمس سنوات ÙˆÙƒÙ„ÙØª مبلغ 12 مليون يورو. أما ما يخص الديكور الداخلي، Ùلقد أخبرنا مسؤول الÙندق، أنه «Ø±ÙˆØ¹ÙŠ ÙÙŠ تصميم Ø§Ù„Ù…ÙØ±ÙˆØ´Ø§Øª أن تكون كما كانت ÙÙŠ الماضي، بنقوشها وزخارÙها، وكذلك مكتب الاستقبال الذي يعود إلى عام 1870 مع إبراز أشكال أوراق الزيتون والتين، التي استوØÙŠØª من Ù„ÙˆØØ§Øª ماتيس. أما موديلات وطرز الأثاث والكراسي والطاولات والخزائن (الدواليب) Ùلقد استخرجت أشكالها من ØªØØª الأنقاض الأرضية ÙÙŠ الغر٠المتهدمة والمكسوة بالتراب، وأعيد تصنيعها ÙÙŠ مصانع متخصصة بمدينة مراكش ÙÙŠ غضون خمسة أشهر، Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى قاعة الاستقبال والمطعم وشكل البانيو (المغطس) ÙÙŠ الØÙ…امات ÙˆØÙ†Ùيات (صنابير) المياه التي طليت بالذهب وكذلك مقابض الأبواب ومزاليجها. كما عثر على الشعار القديم للÙندق المرسوم على السكاكين والملاعق والصØÙˆÙ† وكلها كانت مدÙونة ØªØØª الأرض، وأعيد رسمها من جديد لكي ÙŠØØ§Ùظ الÙندق على خصوصياته الأصلية كما كان قبل قرنين. |