السياØØ© الثقاÙية وأبعادها الØضارية
ÙŠ المؤتمر الدولي للسياØØ© الثقاÙية ÙÙŠ دمشق بتاريخ 9 – 11 أيلول / سبتمبر 2001ØŒ الذي انعقد بمساهمة وزارتي الثقاÙØ© والسياØØ© ÙÙŠ الجمهورية العربية السورية، وبالتعاون مع منظمة اليونسكو ومركز التراث العالمي ومؤسسة عائدي للتراث والشام للÙنادق، وبمشاركة العديد من الدول والمؤسسات العربية والدولية، كان Øضورنا موÙقاً إذ وزع العدد الأول من مجلة "السياØØ© الإسلامية" Ùلقيت استØساناً من قبل المشاركين والØاضرين.
وعلى امتداد ثلاثة أيام خرجنا من الندوة ببعض التصورات والملاØظات، نوجزها كما يلي:
على الرغم من أن السادة المØاضرين كانوا من بلدان مختلÙØ© وذوي اختصاصات متعددة وشملت Ù…Øاضراتهم مواضيع أغنت الندوة، إلاّ أن التركيز ÙÙŠ معظم الدراسات التي قدمت كان عن المعالم الأثرية والتراثية وكيÙية المØاÙظة عليها . وهذا يعني ان مجالات أخرى ترتكز عليها السياØØ© الثقاÙية ولها أبعاد Øضارية لم تØظ بالاهتمام الكاÙÙŠ ومنها على سبيل المثال:
1. الكنوز المخطوطة وما تØتويه المكتبات من مخطوطات علمية، والتي هي ركن من أركان التراث الثقاÙÙŠ والØضاري الإنساني عبر العصور، وقد قدمت للإنسانية صنو٠المعرÙØ© كالعلوم والآداب والعمران.
2. معالم الØضارة الإسلامية كالمشاهد والأضرØØ© ومراقد الأنبياء والأولياء والصالØين من مختل٠الديانات السماوية، وكذلك أضرØØ© القادة المصلØين والمÙكرين الّذين اضاءوا للبشرية الطريق لتواصل تقدمها وازدهارها. إن هذه المواقع هي المعول عليها ÙÙŠ استقطاب Ø§Ù„Ø³ÙˆØ§Ø Ù…Ù‡Ù…Ø§ كانت نوعيتها، دينية أو ثقاÙية أو علمية، Øيث أنها نابعة من معتقدات وتراث الإنسانية جمعاء وخاصةً شعوب بلداننا الإسلامية.
اما ÙÙŠ ما يتعلق بمسألة تطور وتشعب السياØØ©ØŒ Ùاني أوجزها ÙÙŠ خمسة أبواب ليتمكن المعنيون من ايجاد أكثرها أهمية ورواجاً ومردوديةً:
1. السياØØ© الثقاÙية ومنها مواقع الآثار المكتشÙØ© والمتاØ٠والقصور وزيارة المدن والإطلاع على تطورها الØضاري المعاصر، وغيرها من الأمور التي تدخل ÙÙŠ هذا الباب.
2. السياØØ© الاقتصادية، أي المعارض والمؤتمرات والزيارات الشخصية للتجار والصناعيين وغيرهم.
3. السياØØ© الرياضية بأنواعها المعروÙØ© على المستوى الدولي، ومنها الصيد وسباقات اليخوت والسيارات والدراجات وغيرها.
4. سياØØ© العطل الصيÙية ومنها سياØØ© رواد البلاجات وسياØØ© رواد الجبال وخاصة ÙÙŠ منطقتنا Øيث الØر الشديد ÙŠÙرض على كل Ùرد أن يعطي لنÙسه Ùترة للراØØ© والاستجمام ÙÙŠ Ùترات الصي٠الطويلة أو خلال Ùصول السنة الأخرى، وذلك Øسب متطلبات العمر والظرو٠الØياتية لكل Ùئة من Ùئات السواØ.
5. السياØØ© الدينية وهي الØج والعمرة وزيارة مشاهد الأئمة والأولياء الصالØين والمساجد ومراقد وآثار الأنبياء كما وردت أسماؤهم ÙÙŠ القرآن الكريم والكتب المقدسة الأخرى.
أولاً: السياØØ© الثقاÙية المطروØØ© ÙÙŠ المؤتمر
لابد لنا من الاعتبار بأن الهد٠الأول من انعقاد المؤتمر كان لغرض تنمية اقتصاديات الدول العربية ودول المنطقة عن طريق السياØØ©ØŒ وإن الاتجاه Ù†ØÙˆ ابراز ما تكتنÙÙ‡ أراضي دول المنطقة من مواقع آثار الØضارات الإنسانية الغابرة هو Ø¥Øدى الوسائل ÙÙŠ جلب Ø§Ù„Ø³ÙˆØ§Ø Ù„Ù‡Ø°Ù‡ البلدان، وهذا ÙÙŠ Øد ذاته عمل عظيم ومÙخرة لكل مواطن يعتز بوطنه. إلاّ أننا يجب أن ننظر من الناØية الاقتصادية ماذا يكل٠تطوير هذه المواقع وما هو مردودها، أي كم سيكون عدد Ø§Ù„Ø³ÙˆØ§Ø Ø§Ù„Ù‘Ù‘Ø°ÙŠÙ† يأتون من كاÙØ© أنØاء العالم خصيصاً لزيارتها ØŒ ما هي دواÙعهم واهتماماتهم لزيارة هذه المواقع ØŸ وخلاصة ما أود قوله هنا هو ان لا تنظر الدولة إلى هذا النوع من السياØØ©ØŒ أي سياØØ© الآثار، وتركز عليه وتنسى النشاطات السياØية الأخرى.
إن سياØØ© الآثار لا يمكن أن تكون هي السياØØ© المقصودة بالكم، ولا يمكن لها أن تزدهر بمعزل عن السياØات الأخرى . بل لابد من تسويقها داخلياً على الواÙدين للقطر من Ø³ÙˆØ§Ø ÙˆØ²ÙˆØ§Ø± ØŒ كمنتج سياØÙŠ ثانوي، وكذلك بين المواطنين على شكل مهرجانات وسÙرات سياØية مدرسية ومهنية وعائلية وغيرها .
ثانياً: السياØØ© الاقتصادية
إنّ هذه السياØØ© تتطلب الانÙØªØ§Ø Ø§Ù„Ø§Ù‚ØªØµØ§Ø¯ÙŠ على العالم وإزالة عوائق السÙر وتعزيز التبادل الاقتصادي ما بين بلدان المنطقة أولاًَ ثم مع العالم ØŒ وطبعاً لا بد لها من مهرجانات اقتصادية مثل المعارض خاصةً النوعية منها، والمؤتمرات العلمية والمهنية وغيرها. ولا بد من استغلال وقت Ø§Ù„Ø³ÙˆØ§Ø Ø£Ùˆ الزوار لتنظيم سÙرات لهم إلى المواقع الأثرية والØضارية. وهذه خطوة مهمّة ومÙيدة للمستقبÙÙ„ وللزائر على Øد سواء، بالإضاÙØ© إلى الكثير من الإيجابيات والÙوائد الّتي سيجنيها البلد.
ثالثاًَ: السياØØ© الرياضية
ينطبق عليها ما ورد أعلاه.
رابعاً: سياØØ© العطل الصيÙية والاستجمام والراØØ©
لابد من اعداد برامج رØلات الى المواقع الأثرية والمتاØÙ Øتى ØªØµØ¨Ø Ø§ÙˆÙ‚Ø§Øª الزوار ذات Ùائدة ومليئة بالراØØ©ØŒ Ùلا يتسرب الملل الى Ù†Ùوسهم خلال الزيارات .
خامساً: السياØØ© الدينية
تعد السياØØ© الدينية الأكثر Ùائدة لبلداننا الإسلامية للأسباب التي أشرنا إليها ÙÙŠ العدد الأول من مجلة "السياØØ© الإسلامية"ØŒ وهي ستÙØªØ Ø¢Ùاقاً عديدة ÙÙŠ المجالات الثقاÙية والاقتصادية، ذلك إن الاهتمام بالمواقع الدينية واكتشا٠معالمها ومراÙقها وتطويرها هي التي ستقود النهضة السياØية ÙÙŠ البلدان الإسلامية.
والدليل على ذلك ما نراه من صØوة واهتمام ÙÙŠ بعض الدول لأÙاق السياØØ© الدينية والعمل على تطويرها، ما أعطى مردوداً سريعاً. وكمثال على ذلك:
1- توجه المملكة العربية السعودية إلى السياØØ© الدينية وخاصة امتداد العمرة لتشمل عشرة أشهر اضاÙØ© إلى Ùترة الØج شهرين، ÙˆØ§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„Ù‘Ø°ÙŠ Øققته ÙÙŠ هذا المضمار مما شجعها على توسيع العمل والإعلان لاستقطاب Ø³ÙˆØ§Ø Ø£ÙƒØ«Ø± لزيارة المعالم السياØية الأخرى التي تزخر بها بلاد الØجاز، والتي تعتبر من الدول الرائدة ÙÙŠ التنظيم والإعداد اللائق لاستقبال عشرات الآلا٠من Ø§Ù„Ø³ÙˆØ§Ø ÙŠÙˆÙ…ÙŠØ§Ù‹.
2- مدينة السيّدة زينب ÙÙŠ ضواØÙŠ الشام، كي٠كانت قبل خمسين سنة Øيث ضمت مسجداً وضريØاً صغيراً، بناؤه ÙÙŠ غاية البساطة، ÙÙŠ وسط منطقة زراعية نائية من ضواØÙŠ دمشق، وكي٠أصبØت اليوم بعد توسعتها جزءاً من أجزاء الشام الكبرى، ويبلغ عدد سكانها المائة أل٠نسمة .. ناهيك عن عشرات بل ومئات الآلا٠من الزوار ÙˆØ§Ù„Ø³ÙˆØ§Ø Ø§Ù„Ù‘Ø°ÙŠÙ† يؤمونها شهرياً، ويشكلون أعداداً هائلة من Ø§Ù„Ø³ÙˆØ§Ø Ø§Ù„ÙŠÙˆÙ….
3- بدأت Øكومة جمهورية مصر العربية بإعداد مشروع سياØÙŠ كبير لمواقع الآثار الÙاطمية ÙÙŠ القاهرة وأعدت كل المخططات اللازمة لتطوير هذه المواقع بما يسهل دخول Ø§Ù„Ø³ÙˆØ§Ø ÙˆØ§Ù„Ø¥Ø·Ù„Ø§Ø¹ على معالم هذه المنطقة بكل سهولة ويسر.
4- السياØØ© الدينية ÙÙŠ العراق، Øيث ذكر الأستاذ عبود الطÙيلي، رئيس غرÙØ© تجارة النج٠الذي Øضر ندوة السياØØ© الثقاÙية ÙÙŠ دمشق، إن Ø£Ùضل استثمار ÙÙŠ العراق هو السياØØ© الدينية التي يمكن أن تعطي مردود ما يستثمر Ùيها خلال سنتين خاصة ÙÙŠ مجال الÙنادق والسكن والمطاعم والخدمات السياØية الأخرى.
5- وهذه جمهورية ايران الإسلامية التي سبقت الجميع عبر العصور ÙÙŠ السياØØ© الدينية، الداخلية منها والخارجية. وبÙضل Øركة مواطنيها Ø£ØµØ¨Ø Ù„Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© الدينية ÙÙŠ المنطقة كيان وأهمية، ÙˆØªØµÙ„Ø Ù„Ø£Ù† تكون نموذجاً للتØليل والدراسة ÙÙŠ هذا القطاع السياØÙŠ.
وعلينا أن لا ننسى المعالم السياØية الإسلامية ÙÙŠ بلدان العالم الأخرى مثل تركيا ودول آسيا الوسطى وغيرها.
إن توصيات مجلة "السياØØ© الإسلامية" ÙÙŠ هذا العدد موجهة الى الØكومات التي يهمها تطوير السياØØ© الثقاÙية والسياØات الأخرى، وذلك ÙˆÙÙ‚ الطرق التالية:
1. إعداد وتأهيل السكان المØيطين بالمناطق السياØية ثقاÙياً والّذين هم على اØتكاك مباشر مع السواØØŒ والاستÙادة منهم ÙÙŠ العديد من المجالات، ومنها: تعريÙهم بتاريخ ÙˆØضارة المنطقة التي يعيشون Ùيها، والمØاÙظة على معالمها.
2. المØاÙظة على البيئة وتجميل المناطق المØيطة بالمواقع السياØية وتوÙير الخدمات الضرورية Ùيها وإنشاء الطرق التي تسهل الوصول إليها.
3. تأسيس شركات سياØية Ù…Øلية تقوم بتنظيم سÙرات منتظمة Ù„Ù„Ø³ÙˆØ§Ø ÙˆØ§Ù„Ø²ÙˆØ§Ø± والمواطنين بواسطة ØاÙلات مكيÙØ© إلى المعالم الأثرية والØضارية والسياØية مع إعداد برامج منوعة وترÙيهية لهم.
4. تشجيع المنتوجات الصناعية والزراعية المØلية ومصنوعات الØر٠التقليدية أو الشعبية لتقديمها أو بيعها إلى السواØ.
5. أهمية دور الإعلام المرئي والمكتوب والانترنت ÙÙŠ ابراز التطورات السياØية وتشجيعها على المستوى المØلي والدولي.
وأخيراً وليس آخراً، Ùلتجعل كل دولة من الدول الإسلامية السياØØ© انشودة كل مواطن، واØتÙالاً دائماً، ومعلماً من معالم الØضارة العالمية يشتاق كل شخص الى زيارتها ويÙتخر كل مواطن بأن يصطØب ضيوÙÙ‡ للتمتع بربوعها. وبهذه التوصيات وغيرها تتعار٠الشعوب وتتÙاعل مع العولمة التي ننشدها جميعاً.
لهذا ظهرت مجلة "السياØØ© الإسلامية" لتأخذ دورها الثقاÙÙŠ والØضاري ÙÙŠ التعري٠بالمدن الإسلامية وإبراز الجوانب المشرقة من عالمنا الإسلامي.
ونأمل من جميع المهتمين والمؤمنين بدورها أن لا يتوانوا عن اسنادها ودعمها لتؤدي دورها المؤمل على Ø£Øسن وجه.
والله ولي التوÙيق |