بين الماضي والØاضر والمستقبل
لو عÙدنا الى بدايات القرن العشرين ورأينا كي٠كان المسلمون يعيشون داخل قراهم ومدنهم، لوجدنا ان 80 ÙÙŠ المئة ما كانوا يغادرون المØيط الذي هم Ùيه. ولولا Ùريضة الØج التي Ùرضها الله سبØانه وتعالى على المسلمين ÙˆÙترة العمرة لما تØركت القلة القليلة منهم من ديارها ÙÙŠ تلك الØقبة. وكان لزيارة المدن الدينية الدوّر المØÙز أيضاً Ù„Øركة المسلمين ما بين بلدانهم، وقد اعتبرت من وسائل التخÙÙŠÙ ÙˆØ§Ù„ØªØ±ÙˆÙŠØ Ø¹Ù† النÙس المØرومة من متع الØياة. وطبعاً هذا لا يشمل بعض الأÙراد من العلماء والرØالة المسلمين الذين كتبوا عن رØلاتهم ووصÙوا البلدان التي زاروها ونقلوا انطباعاتهم الجميلة عنها.
أما السياØØ© ÙÙŠ معظم الدول الغنية Ùتأخذ أشكالاً وأبعاداً متنوعة ÙÙŠ الوقت الØاضر لأنها ربطت شعوب العالم، وخاصةً أوروبا وأمريكا ودول أخرى. والأمثلة كثيرة على ذلك، Ùنرى ملايين Ø§Ù„Ø³ÙˆØ§Ø Ù…Ù† أمريكا يجوبون العالم وتØديداً ÙÙŠ أوروبا وآسيا، وكذلك Ø§Ù„Ø³ÙˆØ§Ø Ù…Ù† أوروبا واليابان ودول أخرى الذين وجدوا ÙÙŠ السياØØ© مصدراً للرزق والاستجمام والراØØ© وزيارة المعالم الأثرية والØضارية والتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة.
ÙˆÙÙŠ ضوء ما جاء أعلاه، ÙŠØضرني السؤال التالي: توØدت أوروبا أم انها ÙÙŠ طريقها الى الوØدة الكاملة بÙضل الاتÙاقيات الاقتصادية والتي كانت بدايتها اتÙاقية الÙØÙ… والصلب التي تم التوقيع عليها بتاريخ 18/4/1951 ÙÙŠ باريس وجرى بموجبها تأسيس المجموعة الأوروبية للÙØÙ… والصلب ضمت (بلجيكا وألمانيا الغربية ÙˆÙرنسا وايطاليا ولوكسمبورغ وهولندا)ØŒ ثم دخل الاتÙاق Øيز التنÙيذ ÙÙŠ 27/7/1952 ومدته 50 عاماً... Ùهل ارست تلك الاتÙاقية وما تلاها الØجر الأساس لهذه الوØدة ØŸ
أم ان Øركة السياØØ© والسÙر ما بين شعوب أوروبا هي التي أوجدت اتÙاقيات الوØدة بين الدول الأوروبية وتوجتها أخيراً بإعلان توØيد عملاتها النقدية ÙÙŠ عملة واØدة هي "اليورو"ØŸ لا شك ÙÙŠ وجود من يقول ان الصناعة واقتصادياتها هي العامل الأساس ÙÙŠ الخطوات التوØيدية الأوربية.
لكن لا بد من الإشارة الى ان كاÙØ© الاتÙاقيات الاقتصادية المبرمة كانت تؤكد على Øرية انتقال البضائع والمواطنين ÙÙŠ الدول المعنية، وبالتالي Øرية العمل ÙÙŠ هذه البلدان من دون قيد أو شرط.
وكان Ù„Øرية Øركة المواطنين الأثر المهم ÙÙŠ إظهار Øاجة هذه الدول الى توØيد عملاتها، ولهذا تقبل مواطنوها التنازل عن أهم رمز من رموز سيادتهم الوطنية (على سبيل المثال Ùان عمر الÙرنك الÙرنسي 650 سنة... ومثله العملات الأخرى التي توØدت) وإبداله برمز أوروبا الجديد وهو "اليورو".
ان التغييرات الØاصلة ÙÙŠ عدد Ø§Ù„Ø³ÙˆØ§Ø Ù…Ø§ بين ارتÙاع وانخÙاض ناجمة عن أبعاد وأسباب متنوعة، Ùإذا أخذنا على سبيل المثال البلدان الرئيسية المصدرة Ù„Ù„Ø³ÙˆØ§Ø Ù„ÙˆØ¬Ø¯Ù†Ø§ ان العوامل الاقتصادية وتذبذب اسعار العملات والأØوال المناخية وغيرها تلعب دوراً ÙÙŠ Øجم تدÙÙ‚ Ø§Ù„Ø³ÙˆØ§Ø Ø§Ù„Ù‰ الخارج أو انØسارهم ÙÙŠ الداخل، هذا بغض النظر عن المقاصد التي يتوجهون إليها، أما البلدان التي يساÙرون إليها Ùهي أيضاً ÙÙŠ مد وجزر لأسباب عديدة، أولها المناÙسة ÙÙŠ ضوء ظهور بلدان جديدة على خارطة السوق السياØية تقدم عناصر جذب مختلÙØ© وأسعاراً وخدمات مناÙسة بالإضاÙØ© الى ما تمتلكه من مقومات سياØية. ومعرو٠ان زخم التوجه السياØÙŠ هو الذي يجعل الناس ÙÙŠ البلد المصدّر يقصدون بلداً معيناً أو مجموعة بلدان متجاورة وذلك Øسب ما تقرره الشركات المنظمة للسياØØ©.
ومن أهم العوامل التي تعطي بعض البلدان مكانة الصدارة ÙÙŠ التوجه السياØÙŠØŒ الانطباع الذي ÙŠØمله Ø§Ù„Ø³ÙˆØ§Ø Ø¨Ø¹Ø¯ عودتهم من ذلك البلد، Øيث يمكن أن يتØول الانطباع الجيد عاملاً مهماً للإعلان عن السياØØ© ÙÙŠ تلك المنطقة، وبذلك تزداد اعداد Ø§Ù„Ø³ÙˆØ§Ø Ø§Ù„ÙŠÙ‡ سنة بعد اخرى. وليس للدول المصدّرة أي تدخل ÙÙŠ توجيه سواØها الى بلد Ù…Øدد ÙÙŠ الخارج، ولا تتدخل الØكومات الا ÙÙŠ Øالات انعدام الأمن أو الخلاÙات السياسية الØادة. بينما يكون للإعلام وشركات السÙر والسياØØ© والأسعار التناÙسية والخدمات الدور الأكبر ÙÙŠ ترغيب Ø§Ù„Ø³ÙˆØ§Ø Ø¨Ø§Ù„Ø§ØªØ¬Ø§Ù‡ Ù†ØÙˆ بلد أو مجموعة بلدان وذلك Øسب ما تقتضيه Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø ÙˆØ§Ù„Ø§ØªÙاقيات مع البلدان المضيÙØ©. وربما كانت هناك عوامل اخرى Ø®Ùية تلعب دورها ÙÙŠ توجيه Ø§Ù„Ø³ÙˆØ§Ø Ù…Ù† قبل الشركات المعنية.
هذا ما يتعلق بالدول المصدرة للسواØØŒ أما الدول التي تستقبل Ø§Ù„Ø³ÙˆØ§Ø Ùلابد أن تعمل على كاÙØ© الأصعدة لتشجيع استقبال رواد بعض انواع السياØØ© التي تتميز بها وخاصةً اذا كان ذلك على اساس الجوار أو اللغة أو العقيدة، ولا بد Ù„Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø§Ù‚ØªØµØ§Ø¯ÙŠØ© أن تتØقق كتØصيل Øاصل لهذا التقارب والتبادل السياØÙŠ. وإذا كان Øجم السياØØ© يتذبذب بين صعود وهبوط لأي سبب من الأسباب التي مرّ ذكرها، Ùان السياØØ© الدينية ÙŠÙعّول عليها دائماً وهي ÙÙŠ تزايد مستمر ان لم تعرقلها قرارات أو مواق٠سياسية تØد أو تمنع انتقال Ø§Ù„Ø³ÙˆØ§Ø Ù…Ù† بلد الى آخر. والمقصود انه إذا توجهت الدول الإسلامية Ù†ØÙˆ الاهتمام بهذا القطاع لضمنت تدÙÙ‚ Ø§Ù„Ø³ÙˆØ§Ø ÙÙŠ المناسبات الدينية، أو Øتى على مدار السنة.
ومن أهم عناصر الجذب السياØÙŠ:
1- الاهتمام بالمساجد والمقامات الإسلامية التاريخية وإبراز معالمها الØضارية.
2- الاهتمام بالمواقع الأثرية والتراثية والسياØية.
3- تعبيد الطرق المؤدية الى المواقع السياØية والعناية بها وبنظاÙتها.
4- دعم الأنشطة السياØية بكاÙØ© أنواعها.
5- مشاركة المواطنين والمؤسسات الأهلية والØكومية من خلال توÙير السكن المناسب والطعام والتنقل اللائق Ù„Ù„Ø³ÙˆØ§Ø ÙˆØ§Ù„Ø²Ø§Ø¦Ø±ÙŠÙ†.
6- ابراز صÙØ© الصدق ÙÙŠ التعامل وتقديم الخدمات الإنسانية Øتى تكون هذه الصÙØ© هي ميزة المؤسسات والشركات والمواطنين الذين يتعاملون مع السواØ.
7- ÙØªØ Ø£Ø¨ÙˆØ§Ø¨ البلد Ù„Ù„Ø³ÙˆØ§Ø ÙˆØ§Ù„Ø²Ø§Ø¦Ø±ÙŠÙ† وتقديم التسهيلات الضرورية لهم.
8- رÙع شعار النظاÙØ© من الإيمان (كما جاء ÙÙŠ الØديث الشريÙ) والعمل على تØقيق ذلك من قبل المواطنين والمسؤولين والاهتمام به من قبل وسائل الإعلام الوطنية.
بهذه النقاط وغيرها سيتØقق مستقبل النهضة السياØية لكل بلد ينشدها.
Ùهل هناك من شك ÙÙŠ ان السياØØ© والسÙر كانا ولا زالا الأساس ÙÙŠ التعار٠والتعاون وتبادل Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ù…Ø§ بين البلدان المجاورة Ùˆ/اوالتي ترتبط بوشائج اللغة Ùˆ/أو العقيدة؟ ان Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø ØªØ£ØªÙŠ كتØصيل Øاصل لهذا التقارب والتبادل السياØÙŠ والزيارات.
وأخيراً نقول لمن يريد التعر٠على المعالم السياØية والتراثية ÙÙŠ عالمنا الإسلامي، إن مجلة "السياØØ© الإسلامية" تنقل القارئ الكريم عن طريق المعلومات والصور الجميلة الى تاريخ ÙˆØضارات ومعالم الشعوب الإسلامية، وتÙØªØ Ø£Ø¨ÙˆØ§Ø¨ السياØØ© للمؤسسات العالمية ولكل من له٠اهتمامات ÙÙŠ هذا المجال من أجل المعرÙØ© والتعاون وخير الإنسانية جمعاء.
والله ولي التوÙيق. |