مسار المساÙر إلى الله أبي الأنبياء، سيدنا إبراهيم (ع)
هو خليل الله، وأبو الأنبياء، شخصية بارزة، ورسول معظم لدى الديانات السماوية (اليهودية، والمسيØية، والإسلام) Øتى أن هذه الديانات التوØيدية تسمى Ø£Øياناً بالديانات الإبراهيمية، لإيمانهم به كنبي مرسل، وبرسالته. يذكر المؤرخون أنه ولد بØدود 1861 قبل الميلاد، اصطÙاه الله، ÙˆÙضله على كثير من خلقه، وكرمه تكريماً خاصاً، Ùجعل ملته هي التوØيد الخالص النقي من الشوائب. وجعل العقل ÙÙŠ جانب الذين يتبعون دينه. وجعل ÙÙŠ ذريته النبوة والكتاب. Ùكل الأنبياء من بعد إبراهيم هم من نسله Ùهم أولاده وأØÙاده. Øتى إذا جاء آخر الأنبياء Ù…Øمد صلى الله عليه وسلم، جاء تØقيقاً واستجابةً لدعوة إبراهيم التي دعا الله Ùيها أن يبعث ÙÙŠ الأميين رسولا منهم. لقد ورد ذكر إبراهيم ÙÙŠ العديد من السور ÙÙŠ القرآن الكريم: كالبقرة، آل عمران، الأنعام، النØÙ„ØŒ إبراهيم، الØجر، الأنبياء، الØجّ، مريم، هود، الشعراء، العنكبوت، الزخرÙØŒ الذاريات، الصاÙات. ارتسمت ÙÙŠ هذه السور الكريمة شخصيته العظيمة ÙÙŠ التعامل مع مختل٠المواقÙØŒ والإبتلاءات وأسلوبه وصبره وصموده، ليعطي المثل لمن بعده. كما ترتسم صورة لجو الØياة ÙÙŠ أيامه، وترى الناس قد انقسموا ثلاث Ùئات:*Ùئة تعبد الكواكب والنجوم والشمس والقمر.* Ùئة تعبد الأصنام والتماثيل الخشبية والØجرية.* Ùئة تعبد الملوك والØكام. وقد أنيطت بالنبي إبراهيم مواجهة تغيير هذا الواقع بما ÙŠØمله من ظلمات، وضلالة، وجهل، وطغاة العصر، ÙÙŠ زمن لم يكن Ùيه مكان Ù„Øرية الرأي والتعبير، Ùكان بØÙ‚ كما وصÙÙ‡ القران الكريم أمة ÙÙŠ شخص. إنه بشر جاء ربه بقلب سليم، وسلم أمره لأوامر الله عز وجل ÙÙŠ كل ما جاءه، هاجر وساÙر عابراً للبلدان، والدول، والممالك، وتنقل بين أماكن ومدن، ما يعر٠اليوم بالعراق الذي ولد Ùيه، تركيا، سوريا، الأردن، Ùلسطين، مصر، واستقر بمكة المكرمة Øيث أعاد تشييد بيت الله الØرام، داعياً الناس إلى عبادة الله الواØد، مناصراً للضعÙاء والÙقراء، ناشراً ثقاÙØ© التوØيد والعدل الإلاهي بين الناس وهاديا للØقيقة والØÙ‚. ولا نعر٠أبعاد المساÙات التي قطعها إبراهيم ÙÙŠ رØلته إلى الله، لكنها كانت من دون شك مسيرة طويلة وكبيرة، كبر البلدان التي مر Ùيها، وشاقة ÙÙŠ زمن لم تكن Ùيه وسائل النقل السريع والمريØØŒ Ùكان دائما هو المساÙر إلى الله. سواء استقر به المقام ÙÙŠ بيته أو Øملته خطواته سائØا ÙÙŠ الأرض.
وقÙات لابد منها، ÙÙŠ قصص النبي إبراهيم عليه السلام
- · أسلوبه وطول Ù†Ùسه ÙÙŠ الدعوة عندما دخل ÙˆØطم أصنام قومه ثم واجههم بأسلوب التهكم ولم يخش من بطشهم ولا غضب المقربين منه. واستقباله النار التي ألقي Ùيها عقاباً له على موقÙÙ‡ بقلب مطمئن، وتØقق المعجزة الكبرى ونجاته منها بمشيئة الله ØŒ Ùكانت برداً وسلاماً عليه، وكذلك تأملاته ÙÙŠ الكواكب واتخاذ Ø£Ùول الشمس Øجة على قومه ÙÙŠ بطلان عبادتهم لغير الله.
- · تعامله مع القدر Øينما ابتلاه ربه Ø¨Ø°Ø¨Ø ÙˆÙ„Ø¯Ù‡ الذي كان ÙرØاً بشبابه، لكن الله أمره بذبØه، وما كان من مشاورته وأسلوبه الرقيق ÙÙŠ الØوار مع ولده ÙÙŠ هذا الأمر، ÙˆÙ†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„Ø£Ø¨ والإبن ÙÙŠ هذا الاختبار القلبي الصعب، ÙˆÙداء الولد Ø¨Ø°Ø¨Ø Ø¹Ø¸ÙŠÙ….
- · بعد ان أقام إبراهيم الØجة على عبدة التماثيل بشكل قاطع، كما أقامها على عبدة النجوم والكواكب من قبل بشكل Øاسم، لم يبق إلا أن تقام الØجة على الملوك المتألهين وعبادهم، Ùكان Øواره المنطقي الرائع، الذي واجه به طاغية عصر ذلك الزمان الذي كان يلقب (بالنمرود) وهو ملك الآراميين بالعراق، Ùˆ Ø¥Øساس هذا الملك بالعجز التام ÙÙŠ مواجهة Øجج وبراهين رسول الله إبراهيم.
- · بناء الكعبة المشرÙØ© مع ابنه النبي إسماعيل، والتي لم يبق أثرها منذ عهد نوØØŒ وما يقتضيه هذا العمل من جهد كبير Ù„ØÙر الأسس العميقه ÙÙŠ الأرض، وقطع ونقل الØجارة من الجبال من مساÙات بعيدة، ونØتها وبنائها وتعليتها، ÙÙŠ أجواء صØراوية مقÙرة، لقد كانت هذه المهمة تقتضي عدداً كبيراً من الرجال والمعدات، لكن النبي إبراهيم وابنه تصديا لهذا الأمر الإلهي Ø¨Ø§Ù†Ø´Ø±Ø§Ø ÙˆØ±Øابة صدر، وبالدعاء والإستغÙار لهم، بل وللأجيال القادمة ÙÙŠ هذا المكان المقدس. لا نعر٠كم هو الوقت الذي استغرقه بناء الكعبة، كما نجهل الوقت الذي استغرقه بناء سÙينة نوØØŒ لكن المهم أن سÙينة Ù†ÙˆØ ÙˆØ§Ù„ÙƒØ¹Ø¨Ø© كانتا معا ملاذاً للناس ومثوبة وأمنا.. والكعبة هي سÙينة Ù†ÙˆØ Ø§Ù„Ø«Ø§Ø¨ØªØ© على الأرض أبدا.. وهي تنتظر الراغبين ÙÙŠ النجاة من هول الطوÙان دائما. وصار Øج البيت منذ ذلك اليوم الذي بنيت Ùيه الكعبة سنة متبعة. وبدأ طوا٠الموØدين المسلمين Øولها، وتØققت دعوات النبي إبراهيم أن يجعل الله ( Ø£ÙŽÙْئÙدَةً مّÙÙ†ÙŽ النَّاس٠تَهْوÙÙŠ) إلى المكان. وصار كل من يزور المسجد الØرام، ويعود لبلده يزداد Øنيناً وشوقا إليه كلما بعد منه، ÙˆØين تجيء أوقات الØج كل عام، ينشب الØب والهوى الغامض ÙÙŠ القلب لرؤية البيت العتيق مجدداً. وبذلك أرسى على الأرض أول سياØØ© جماعية.
مبادرة Ø¥Øياء مسار سيدنا إبراهيم (عليه السلام)
مبادرة Ø¥Øياء مسار سيدنا إبراهيم (عليه السلام) Abraham Path ØŒ تهد٠Øسب ما يشير لها منظروها إلى إقامة طريق للسياØØ© الدينية والثقاÙية ÙÙŠ قلب الشرق الأوسط، وهذا المسار سيركز على إقامة طريق مشي طويل المساÙØ©ØŒ يتتبع رØلة سيدنا ابراهيم أبو الأنبياء منذ 4000 سنة مضت، والمسار سيبدأ من Øران ÙÙŠ جنوب تركيا ØŒ وسيمر المسار من سوريا والأردن ثم القدس، Ùˆ ينتهي ÙÙŠ الخليل، وستبلغ مساÙØ© هذا المسار Øوالي (1200 كم)ØŒ وسيمر ÙÙŠ أجمل المواقع التاريخية والدينية والطبيعية ÙÙŠ هذه الدول ÙˆØتى أبسط نقاط المتعة والجمال، ÙˆÙÙŠ المستقبل يأمل المخططون للمسار أن يشمل جميع المناطق التي شملتها رØلة سيدنا إبراهيم ÙÙŠ العراق ومصر والØجاز ومكة، سيكون هذا المسار طريقا مبدئيا للسياØØ© والزيارات الدينية، ومÙØªÙˆØ Ù„ÙƒÙ„ الناس من كاÙØ© المعتقدات والأجناس، ويجذب Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ù…Ù† جميع أنØاء العالم، Ùبعض هؤلاء Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø ÙˆØ§Ù„Ø²ÙˆØ§Ø± سيقطعون كل هذا المسار مشياً ÙÙŠ رØلة تستغرق عشرة أسابيع تقريباً، أو يمكنهم اختيار قطع بعضه مشيا على الأقدام، والبعض الآخر سيتخذ المسار كخارطة للمواقع التي يزورونها بالمواصلات، وستوÙر كل وسائل الراØØ© والإقامة لرواد الطريق. Ùالكل مدعو لاكتشا٠الغنى الثقاÙÙŠ والØضاري لهذا الجزء من العالم وليجربوا لط٠وكرم وضياÙØ© أهل هذه المناطق. ومبادرة مسار سيدنا إبراهيم ثمرة جهود عالمية قام بها علماء ورجال دين وتاريخ ومثقÙون وخبراء سياØÙ‡ دوليين، لدعم إنشاء هذا المسار، والمبادرة تØت رعاية ودعم جامعة هارÙرد بالتعاون مع شبكة من الداعمين الدوليين خاصة من الشرق الأوسط، والمبادرة غير ربØية أو سياسية، Ùهي ليست منظمة سياسية أو ربØية، وهي تستوعب جميع المعتقدات والثقاÙات العالمية. وتلقى دعماً من شخصيات عالمية Øازت على جائزة نوبل للسلام.
أهم أهدا٠مسار سيدنا إبراهيم (ع)
من Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù† أهم أهدا٠ومناÙع هذا المسار أنه سيكون مكاناً لالتقاء الشعوب من مختل٠أنØاء العالم بمختل٠ثقاÙاتهم ومعتقداتهم، مما سيØÙز على الإØترام المتبادل بين الثقاÙات، وبناء علاقات الصداقة بين الشعوب بمختل٠معتقداتهم ودياناتهم، ونشر السلام ÙÙŠ المنطقة، وسيتعر٠الزوار ÙˆØ§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø¹Ù„Ù‰ Øياة الناس المØليين وعاداتهم وتقاليدهم وتراثهم. ومناÙع اقتصادية، وبيئية، وتنموية، وتعليمية لا يسع المجال لذكرها. لقد أنجزت بالÙعل أجزاء من المسار ÙÙŠ تركيا والأردن، ويتوقع أن ينجز نص٠المسار بنهاية 2010ØŒ ويÙØªØªØ Ø¬Ø²Ø¡ منه كل ستة أشهر ضمن اØتÙال سياØÙŠ أو ثقاÙÙŠ. علماً أن المؤتمرات والنشاطات السياØية والمسيرات قد أخذت Øيز التنÙيذ ÙÙŠ الأردن وتركيا. ورغم أن اسم المبادرة قد يوØÙŠ أنه مشروع ديني، إلا أن المنظرون للÙكرة يؤكدون أن التسمية تاتي تيمناً بالنبي الذي ينتسب له ما يزيد عن ثلاث بلايين إنسان، لإيصال رسالة سلام، Ù…Ùادها أنكم من أصل عقائدي واØد Ùلماذا النزاع، ومع ذلك Ùإن المبادرة ستتجنب أي نقاش يؤدي إلى نزاع ديني أو سياسي، لعلم الجميع أن المنطقة ليست بØاجة لمثل هذا النقاش، إنما هناك Øاجة ماسة لخلق منبر إنساني وثقاÙÙŠ يساهم ÙÙŠ تبادل الثقاÙات واستيعابها، Ùضلاً عن الهد٠السياØÙŠ الذي سيخدم الجميع. هذه هي الطروØات التي يقدمها منظري المسار، ومن وجهة نظر السياØØ© الإسلامية يجب أن تتجسم القيم الإنسانية الدينية، التي جاءت بها الشرائع السماوية ÙÙŠ المسار لكي لا ندع المسيرة الجماهيرية Ùيه تتجرد من قيمها الروØية أو تنزلق ÙÙŠ دهاليز الØريات والعقائد الغير ملتزمة بالقيم الروØية التي تدعو لها الأديان الثلاثة، وبذلك نضمن سيرها السلمي ÙÙŠ مسيرتها عبر هذه الدول، كما يجب أن تستجيب هذه المبادرة لكل التساؤلات التي قد ØªØ·Ø±Ø Ù…Ù† قبل المجتمعات المØلية والدول التي سيمر عبرها هذا المسار، وأن يكون هناك نقاش موسع Øول كل القضايا التي قد تثار قبل الشروع ÙÙŠ إنشائه، وعلى مختل٠المستويات (علماء الدين، الأكاديميين، السياسيين، عامة الناس...ألخ)ØŒ جراء ما قد يشعر به البعض بأن هذا المسار ما هو إلا غطاء لعملية تطبيع أو كونه بديلاً Ù„Ùريضة الØج، وأن يصار إلى تسوية ترضي جميع الأطراÙØŒ وقبل ذلك كله لا يمكن القÙز على Øقيقة أن المنطقة بØاجة ماسة Ù„ØÙ„ سلمي دولي طال انتظاره، تتجسد Ùيه قيم العدالة واØترام الØقوق التاريخية، ومن دون ذلك ÙالأÙضل للمسار أن يبقى مسارا تاريخيا لا يتجسد على أرض الواقع.
ولأهمية هذه المسيرة الإنسانية، ستسخر السياØØ© الإسلامية إمكانياتها لتخصص بابا ÙÙŠ موقعها باسم المسار الإبراهيمي تجمع Ùيه كل ما يكتب ويدون وينشر Øول الموضوع، وتتبع مراØÙ„ مشروع مسار النبي إبراهيم (ع) معززا بالخرائط والصور المتوÙرة والتي لها علاقة بالمسار، وذلك Øرصا منها على نشر ثقاÙØ© السياØØ© الدينية الملتزمة بالقيم الإنسانية والإيمانية.وأملنا إن شاء الله أن يستمر إعداد وبناء وتجهيز مسيرة نبينا إبراهيم الخليل من أول خطوة من مسيرته إلى آخر خطوة منها، Øيث كانت كل خطواته بأمر من الله من أجل خير البشرية جمعاء.
والله ولي التوÙيق.
|