Ùضاءات سياØية لذوي المداخيل المØدودة أو المعدومة
تناولت ÙÙŠ مقالي السابق "الÙضاء ÙŠÙØªØ Ø¢Ùاقا جديدة لسياØØ© ذوي المداخيل غير المØدودة" ووعدت بأن أتناول ÙÙŠ مقالي لهذا العدد البØØ« عن Ùضاءات السياØØ© على الأرض لذوي المداخيل المØدودة الذين يمثلون 99% من سكان الأرض.
إن التØليق ÙÙŠ Ùضاءات السياØات الأرضية كالتØليق ÙÙŠ الÙضاءات الكونية والتجول مابين مجراتها وكواكبها، وذلك لتعدد وتنوع Ø£Ùاقها التي لاتØصى. والولوج ÙÙŠ بعضها لا يعني نهاية المطا٠أو نهاية الطريق لمختل٠أنواع وأØجام السياØات ومستوياتها التي تستÙيد منها شعوب الكرة الأرضية ÙÙŠ يومنا هذا. ويمكن إستØداث أنواع سياØية تتماشى مع ذوي المداخيل المتدنية أوالمتدنية جداً، ومنهم العجزة أو ذوي الØاجات الخاصة ÙˆØتى من لا دخل له. سأتطرق إلى هذه الأنواع ÙÙŠ مقالي الØالي، وهو على النقيض من مقالي السابق عن سياØØ© الÙضاء لذوي المداخيل غير المØدودة.
نعم هناك الكثير من السياØات، وهناك إمكانيات إستØداث سياØات جديدة من أجل Ø§Ù„ØªØ±ÙˆÙŠØ Ø¹Ù† النÙوس المتعبة لكل Ùرد من Ø£Ùراد الكرة الأرضية، كما أنها ÙÙŠ Ù†Ùس الوقت أدوات ثقاÙية وتعار٠ما بين البشر Øتى ÙÙŠ المدينة الواØدة او الدولة الواØدة أو الأقطار المتجاورة. وقد أصبØت السياØØ© والسÙر ÙÙŠ عصرنا هذا Øاجة إنسانية ماسة كالغذاء والسكن والملبس والتعليم والعناية الصØية. وتتوزع مقاصد هذه السياØات الى ست أبواب رئيسيه هي: السياØØ© الترÙيهية، السياØØ© الروØية، السياØØ© العلاجية، السياØØ© الثقاÙية، السياØØ© الاقتصادية والسياØØ© البيئية. إن كل باب من هذه الأبواب الست يؤدي إلى أل٠باب وباب. وكنا قد تطرقنا لقسم من هذه السياØات ÙÙŠ أعداد سابقة، ونؤكد هنا ان سياØØ© ذوي المداخيل المØدودة أو المعدومة يجب أن لا تقل عن Øاجات ومقاصد أقرانهم من الناس، إذا كنّا نؤمن Ùعلاً بالعدالة الاجتماعية. ولا بد من الهياكل التنظيمية والمؤسساتية الÙاعلة لتØقيق هذا الهد٠عبر برامج مدروسة. وأنواع هذه السياØات Ù†Øددها هنا بستة.
أنواع السياØات
السياØØ© الاجتماعية
أن توÙير العطلات للعائلات المØرومة التي تعاني من العزلة ÙÙŠ المجتمع قد نشأ وتطوّر ÙÙŠ أوروبا تØت عنوان السياØØ© الاجتماعية. وتعتبر Ùرنسا الدولة الأكثر نضجاً ورقيّاً ÙÙŠ هذا المضمار. وأساليب تنÙيذ هذه السياØØ© تنوعت بين إعانة الدولة أو أرباب العمل للأجراء، مراكز العطل، Ù…Ù†Ø Ø§Ù„Ø¯ÙˆÙ„Ø© وقسيمة المخططات. ÙˆÙÙŠ Ùرنسا، على سبيل المثال، Ùإن الأشخاص الذين يدÙعون أقل من مقدار Ù…Øدد من ضريبة الدخل يزودون بنسبة معينة تتØدد بدخلهم ما بعد الضريبة، تكون بشكل قسائم يمكنهم صرÙها مقابل أجور التنقل بواسطة السكك الØديدية، أو البØر أو الجو، كذلك يمكنهم صرÙها عبر ما يزيد عن 135,000 من المراكز الترÙيهية المختلÙØ©. أما بولندا Ùإنها تخطط Øالياً لعمل نظام مشابه لما هو معمول به ÙÙŠ Ùرنسا لكن بشرط أن تصر٠القسائم الموÙرة داخل بولندا Øصراً وذلك دعماً للسياØØ© الداخلية.
وثمة سؤال مشروع قد يطرØÙ‡ Ø£Øدهم Ùيقول ما Øاجة أوروبا لسياØØ© اجتماعية؟ هل هي من باب الكماليات؟ وماذا نقول عن دول العالم النامي، إذا كانت الدول الصناعية العظمى تعمل مثل هذه البرامج؟ والجواب هو أن السياØØ© الاجتماعية ÙÙŠ أوروبا نشأت ÙÙŠ ظل Øاجة ماسة كانت ولازالت قائمة Øتى يومنا هذا. وأكبر دليل على ذلك الاØصائيات الرسمية التي تنشر، ÙÙÙŠ المملكة المتØدة تقول الأرقام أن ما يزيد عن ثلث سكان المملكة لا يتمكنون مادياً من أخذ أي عطلة لغرض الترÙيه. ÙÙÙŠ عام 2002 كان ما يزيد عن 20% من العائلات التي تتمتع بوجود الأب والأم، وما يقارب 60% من العائلات التي ذات المعيل الواØد، عاجزة مادياً عن التمتع بعطلة أسبوع واØد ÙÙŠ السنة. Ùإذا كانت هذه هي الØال ÙÙŠ الدول العظمى Ùكي٠هو الØال ÙÙŠ دول العالم الثالث؟ إن الشعور بالمسؤلية تجاه الرعية هو الداÙع الرئيسي الذي يجب أن ÙŠØرك الدول صغيرةً كانت أم كبيرة لخلق مجتمع سعيد.
السياØØ© العائلية
قد يكون هذا النوع من السياØØ© متداخلاً ÙÙŠ معناه مع السياØØ© الإجتماعية لكننا ارتأينا Ùصله هنا من أجل وصÙÙ‡ بشكل دقيق. إن Øقيقة كون العائلات تختل٠ÙÙŠ تركيبتها التكوينية والثقاÙية والعمرية Ùضلاً عن اختلاÙاتها الاقتصادية التي ÙŠØددها دخل العائلة يجعل من الضرورة بمكان النظر للعائلات ليس ÙƒØزمة متجانسة، إذا أن هناك متغيرات أخرى يجب أخذها ÙÙŠ الØسبان عند التÙكير بتقديم مثل هذه السياØØ©. مثلاً هل أن العائلة يعيلها شخص واØد؟ هل أن المعيلين هم متقاعدون من ذوي المداخيل المØدودة؟ هل للعائلة أطÙال وما هي أعمارهم؟ هل أن المعيلين أو Ø£Øدهم يعيل Ø£ØÙاده؟ وغيرها من التÙاصيل.
إن أهمية هذا الوص٠تكمن ÙÙŠ شقين أساسيين: الأول، هو أن Ùهم Øاجة العائلة تبعاً لتركيبتها وميزتها يمكّن من إعداد وتوÙير العطلة السياØية المناسبة لها، ÙسياØØ© المسنّين والمتقاعدين قد تختل٠تماماً عن سياØØ© العائلات مع الاطÙال، ÙØاجة الأولى إلى الهدوء والراØØ© تتناÙÙ‰ مع Øاجة الإثارة والترÙيه الخاص بالأطÙال رغم أنهم جميعاً قد يشتركون بكونهم من ذوي المداخيل المØدودة. إن مثل هذا الوص٠يجعل من الضرورة بمكان إنشاء منتجعات سياØية تختص بكل منهما أو على الأقل تركّز عليه. والشق الثاني لهذا التوصيÙØŒ هو خلق وتكوين المؤسسات والجمعيات الخيرية الساندة لكل نوع من أنواع العائلات، مما يعزز كل منها ويجعل المجتمع مترابطا ومتعاونا ويشرك أكبر عدد من الجهات التي تعمل ÙÙŠ هذا المجال بدلاً من أن يكون ذلك Øكراً على الدولة، رغم أنها يمكن أن تشترك Ùيه. وخير مثال على تلك الجمعيات والمؤسسات يتجلى ÙÙŠ المملكة المتØدة، الدولة الرائدة ÙÙŠ العمل الخيري التطوعي.
سياØØ© ذوي الإØتياجات الخاصة
رغم أن Øالات الإعاقة الذهنية والبدنية قد تصيب أي Ùرد بغض النظر عن Øالته المادية، إلا أن المشكلة تتعمق بوجود الاثنين معاً. إن سياØØ© ذوي الاØتياجات الخاصة موضوع واسع ومعقد جداً ويتطلب بØثاً مستقلاً، وسنØاول التطرق له ÙÙŠ الاعداد القادمة، وتكمن صعوبته ÙÙŠ تعدد الأطرا٠التي تشترك ÙÙŠ تØقيقه. ومن الأطرا٠الرئيسية: الأهل أو الراعي للشخص ذي الاØتياجات الخاصة، الشركات المزودة للعطلات، الأنظمة والقوانين التي تØدد وترعى مثل هذه الاØتياجات وهي تتباين باختلا٠الدول ويندرج ضمن ذلك ما تÙرضه هذه الدول من تسهيلات لمن ÙŠØتاجها على شركات النقل العاملة Ùيها، مثل الخطوط الجوية، نشاط ÙˆÙاعلية المنظمات الصØية الخاصة بكل إعاقة ودرجة تطورها من خلال إصدار الكتيبات الخاصة بكل مرض لأجل الإرشاد. وأخيرا، وهو الأهم، المجتمع ومدى تسامØÙ‡ ورØابة صدره ÙÙŠ خدمة ذوي الإØتياجات الخاصة. على سبيل المثال ÙÙŠ المملكة المتØدة تصدر الجمعية الوطنية للمصابين بالتوØّد سنوياً العديد من الكراسات الخاصة بالعطل لذوي الاØتياجات. ومن النماذج الناجØØ© لوعي المجتمع، كارت "أنا Ø£Ùقدّر" وهو عبارة عن كارت صغير يشبه الهوية يشمل اسم الشخص ذو الاØتياجات الخاصة ورقم تسجيله، ويمكن Ù„Øامله ومن يرعاه الدخول بسعر تÙضيلي، ومن دون انتظار، ÙÙŠ المراكز الترÙيهية كمدن الألعاب ÙˆØدائق الØيوانات.
سياØØ© الÙرص
إن اصطياد العطل والإجازات خارج أوقات المواسم ÙˆÙÙŠ أوقات خاصة، كالأزمات السياسية والطبيعية، واقتناء تذاكر السÙر عبر الانترنت وترصّد الأشهر التي تكون Ùيها المصاي٠أو المشاتي والقرى السياØية غير مزدØمة، كل ذلك يمكّن من الØصول على عروض مغرية قد تقل عن خمسين بالمائة من أسعارها المعتادة، وتكون المنÙØ° لذوي المداخيل المØدودة للتمتع بإجازة. مثال على هذا النوع من السياØØ© سÙر الجالية العراقية إلى سوريا، وجلهم من الÙقراء، أو إلى لبنان ÙÙŠ قواÙÙ„ سياØية رخيصة الثمن لا تتجاوز المائة دولار للشخص الواØد ولمدة ثلاث ليال يقضونها ÙÙŠ Ùنادق خمس نجوم ÙÙŠ أرقى مناطق بيروت الشرقية. وتشاء الأقدار أن يذهب الÙقراء للسياØØ© الاضطرارية التي لم يكونوا ليØلموا بها لولا الظرو٠وقوانين الإقامة ولما تمكنوا من دÙع تكاليÙها الباهضة. ومن ناØية أخرى Ùإن أصØاب الÙنادق والشركات السياØية ماكانت لتقدم خدماتها بتلك الأسعار الزهيدة نسبياً لولا الظرو٠الأمنية والاقتصادية التي يعيشها البلد.
سياØØ© الكرÙانات المتنقلة والمخيمات
يجتذب هذا النوع من السياØØ© Ù…Ø®ØªÙ„Ù Ø´Ø±Ø§Ø¦Ø Ø§Ù„Ù…Ø¬ØªÙ…Ø¹ لما Ùيه من مزايا الØرية والبساطة، لكنه قد يكون الخيار الوØيد لأصØاب المداخيل المØدودة أو المعدومة. ويمكن دعم هذا النوع من السياØØ© عبر توÙير المناطق المرخصة لهذا الغرض والتي تتوÙر Ùيها عناصر الجذب السياØÙŠ كالطبيعة الخلابة أو الهدوء والسماء الصاÙية. وهذا النوع من السياØØ© تقل Ùيه كل٠المبيت لأدنى مستوى.وينبغي تزويد هذه المناطق بالمستلزمات الرئيسية مثل دورات المياه والمغاسل والكهرباء وغيرها.
المؤسسات المموّلة
إن الاتÙاقات الدولية المختلÙØ© مثل اتÙاقية الأمم المتØدة المتعلقة بØقوق الطÙÙ„ والإعلان العالمي Ù„Øقوق الإنسان تدعم بشكل غير مباشر وجهة النظر التي ترى أن السياØØ© ØÙ‚ اجتماعي للراØØ© والمتعة. وتختل٠الدول ومؤسساتها ÙÙŠ تبني هذا النوع من السياØØ© المدعومة، لكن الوعي العام يزداد ÙÙŠ العالم، ÙÙÙŠ سياسة بريطانيا الجديدة يعتبر عدم القدرة على أخذ إجازة مرة بالسنة مؤشرا على الÙقر. وضمن قانون الأطÙال لسنة 2004 يشار الى الترÙيه الناتج من السياØØ© بكونه من مستلزمات صØØ© الأطÙال. إن وص٠السياØØ© كما تم أعلاه ÙŠÙØªØ Ø§Ù„Ù…Ø¬Ø§Ù„ واسعاً أمام كل من يريد أن يشارك ويساهم ÙÙŠ هذا النوع من السياØØ© من جمعيات خيرية وشركات Øكومية وأهلية ومتطوعين.
العوائد المتوخاة من هذه السياØØ©
إن مناÙع هذا النوع من السياØØ© كبير جداً للأÙراد والعائلات والمجتمعات والبيئة والاقتصاد. ويذكر الخبراء وصانعو القرار أن تأثير الترÙيه والسياØØ© على أصØاب المداخيل المØدودة والمعدومة يتضمن الاسترخاء وتقليل التوتر وتØسّن العلاقات الاجتماعية وتوسيع الثقاÙØ© وتØسن الصØØ© النÙسية وزيادة الثقة بالنÙس ÙˆÙØªØ Ø¢Ùاق العمل والإنتاج والإبداع. وإن دعم هذا النوع من السياØØ© يشجع أيضا السياØØ© الداخلية وما يراÙقه من نمو البنى التØتية اللازمة لذلك وما يتبع ذلك من نمو أقتصادي شامل للبلد.
ÙˆÙÙŠ الختام أشكر جمعية العطل العائلية (http://www.familyholidayassociation.org.uk/)ØŒ والجمعية الوطنية للمصابين بالوØدة (http://www.autism.org.uk/) على توÙيرهما بعض المعلومات الضرورية لهذه المقالة، كما أنني أذكّر بالقول المأثور:
Ø£Øبب لأخيك ما تØب لنÙسك
والله ولي التوÙيق
عبد الصاØب الشاكري
|