Français       Español           عربي             Deutsch         English   

       الصفحة الرئيسية
View World Tourism Exhibitions

آفاق السياحة الإسلامية
لطبع الصفحة

العدد 51

النظرة الشمولية الحكيمة وسيلة لتحقيق الطفرات السياحية

 

يتبادر إلى الذهن سؤال كبير عن السر وراء تحقيق دول وأقاليم بعينها طفرات سياحية إن صح التعبير في أعداد السياح التي تتوافد اليها كل عام وتضاعفها في ظرف أشهر أو سنين معدودة مثلما هو الحال مع تركيا على سبيل المثال.
أن نظرة تحليلية لمثل هكذا إنجاز يمكن أن تعطي للمخططين والمسؤلين عن قطاع السياحة صورة واضحة عن الأبعاد والعوامل التي من خلالها يمكن زيادة غلة السياحة الإنتاجية خدمة للإقتصاد والمجتمعات المحلية في البلد وللحركة السياحية العالمية بشكل عام.
لقد استطاعت تركيا أن تحقق هذا الإنجاز بإجراءات تنظيمية وسياسية وتخطيطية وفنية وتعليمية أتاحت بمجملها تحقق النظرة الشمولية الحكيمة لدعم السياحة ونجحت من خلال الغاء تأشيرات الدخول بينها مع خمس بلدان أقليمية تظافرت مع عوامل أخرى كدخول الفن التركي بشكل كبير كلاعب مؤثر في الإعلام السياحي الترويجي من خلال عرض المناطق الطبيعية الخلابة والمواقع والقصور والأحياء الشعبية وكل ما يعرف المجتمع والحضارة التركية لمحيطها العربي والإسلامي والعالمي. وأيضاً من خلال الجهد السياسي عبر مواقف معتدلة وراسخة أعادة لتركيا هيبتها الإقليمية والدولية كدولة مستقلة في قرارها ذات مبادئ وقيم تسعى لنشرها، جعلت شعوب المنطقة والعالم الحر تنظر لتركيا نظرة حب وتقدير وتسعى لزيارتها والتعرف عليها بشكل أكبر.
لقد تزامنت هذه الإجراءات السياسية والتنظيمية مع إعمار وتطوير للبنى التحتية المتنوعة الداعمة للسياحة، كطرق النقل والمواصلات البرية، والبحرية، والجوية والفنادق الراقية ذات التوجهات المحافظة على القيم العائلية وباقي المرافق والمنتجعات السياحية الأخرى، مصحوبة بتأهيل كادر من العاملين في القطاع السياحي ونشر الوعي الثقافي بالسياحة لدى العامة، كل هذه العوامل أدت إلى إستيعاب كل أعداد السواح المتوافدة وتقديم كل أشكال الخدمة وسبل الراحة بكفاءة من دون حصول أاي اختناق في أي مفصل أو مجرى في قناة البلد السياحية.
فتضاعف عدد السياح من سنة لأخرى في هذا العقد، فسجل عدد السياح القادمين من الدول العربية لتركيا العام الماضي على سبيل المثال زيادة تصل نسبتها إلى 50 بالمائة عن العام الذي سبقه، تنوعت وجهاتهم بين جوامع اسطنبول والصروح الإسلامية الأخرى إلى الحمامات التركية الشهيرة والسياحة العلاجية المتميزة إلى المنازل التي صورت فيها المسلسلات التركية الحديثة وباقي نقاط الجذب الطبيعي والتاريخي في تركيا حتى أفلامها المتسلسلة على قنوات التلفزه ساهمت في تعريف وتسويق السياحة فيها.
وفي حقيقة الأمر إن تضاعف عدد السواح العرب لتركيا يعود لعام 2003 حين تضاعف عددهم عن العام الذي سبقه بعد أن رفضت تركيا فتح أراضيها للقوات الأمريكية خلال الحرب على العراق وانعكاس هذا القرار على صورة تركيا كدولة داعمة للسلام في العالم.
لقد بلغ أجمالي عدد السواح لتركيا العام الماض حوالي 27 مليون سائح بعائدات تقدر ب 30 مليار دولار، ويتوقع أن تزداد هذه الأرقام هذا العام وتنتعش تركيا سياحياً بشكل لا يتناسب مع أزمة أقتصادية عالمية لا يبدو إن لها أي أثر على الحركة والنشاط السياحي في هذا البلد، بفضل النظرة الحكيمة والسياسات المعتدلة والإستثمار بالحجم والمكان الصحيح.
وعلى المغاير من هذا الواقع ضلت تراوح العديد من الدول في محلها، إن لم تكن في تراجع، رغم انها كانت قد حققت في السابق طفرات سياحية، كجمهورية مصر التي يتراوح أعداد السواح السنوي اليها بين 10 و11 مليون سائح بواردات تقدر بـ11 مليار دولار، رغم إنها تمتلك مقومات وإمكانات كامنة لاتقل عن ما لتركيا، لكن عدم مواكبة روح العصر والتطور في البنية الإرتكازية للسياحة، والقطاعات الداعمة لها، وبقاء نظام التأشيرات غير المشجع، كل هذا أدى إلى ترهل وجمود وحتى تراجع أعداد السواح.
إن ضعف التخطيط بعيد الأمد، وغياب أو قصور النظرة الشاملة لمستلزمات التنمية السياحية هي في الحقيقة ما أدى لتراجع السياحة في كثير من الدوا السياحية وإن كان بشكل محدود لكنه ينذر ويؤشر على خلل يمكن إصلاحه، خصوصاً في ما يتعلق بالمطارات والبنى التحتية، ومعايير السلامة في الطرق وفصل حركة المشاة عن المركبات خصوصاً في المناطق السياحية لإيجاد مناطق نظيفة بيئياً وآمنة من ناحية السلامة في كل بلد ينبغي أن يكون في الصدارة في بوصلة السياحة العالمية.
 ÙˆÙ…ا يصح قوله كمثل في مصر وتركيا يمكن أن يصح من خلال دراسة واقع حال دول أخرى، أخذين بالإعتبار عوامل أثرت وتؤثر في النشاط السياحي كما ورد أعلاه.
إن السياحة هي محرك النمو في البلد وإن الطفرات السياحية عادةً ما تلحقها طفرات عمرانية، وعقارية، واقتصادية، واجتماعية، وينبغي التنبه لهذا الأمر وخلق الأجواء الملائمة لإزدهاره.
والله ولي التوفيق

يتبادر إلى الذهن سؤال كبير عن السر وراء تحقيق دول وأقاليم بعينها طفرات سياحية إن صح التعبير في أعداد السياح التي تتوافد اليها كل عام وتضاعفها في ظرف أشهر أو سنين معدودة مثلما هو الحال مع تركيا على سبيل المثال.

أن نظرة تحليلية لمثل هكذا إنجاز يمكن أن تعطي للمخططين والمسؤلين عن قطاع السياحة صورة واضحة عن الأبعاد والعوامل التي من خلالها يمكن زيادة غلة السياحة الإنتاجية خدمة للإقتصاد والمجتمعات المحلية في البلد وللحركة السياحية العالمية بشكل عام.

لقد استطاعت تركيا أن تحقق هذا الإنجاز بإجراءات تنظيمية وسياسية وتخطيطية وفنية وتعليمية أتاحت بمجملها تحقق النظرة الشمولية الحكيمة لدعم السياحة ونجحت من خلال الغاء تأشيرات الدخول بينها مع خمس بلدان أقليمية تظافرت مع عوامل أخرى كدخول الفن التركي بشكل كبير كلاعب مؤثر في الإعلام السياحي الترويجي من خلال عرض المناطق الطبيعية الخلابة والمواقع والقصور والأحياء الشعبية وكل ما يعرف المجتمع والحضارة التركية لمحيطها العربي والإسلامي والعالمي. وأيضاً من خلال الجهد السياسي عبر مواقف معتدلة وراسخة أعادة لتركيا هيبتها الإقليمية والدولية كدولة مستقلة في قرارها ذات مبادئ وقيم تسعى لنشرها، جعلت شعوب المنطقة والعالم الحر تنظر لتركيا نظرة حب وتقدير وتسعى لزيارتها والتعرف عليها بشكل أكبر.

لقد تزامنت هذه الإجراءات السياسية والتنظيمية مع إعمار وتطوير للبنى التحتية المتنوعة الداعمة للسياحة، كطرق النقل والمواصلات البرية، والبحرية، والجوية والفنادق الراقية ذات التوجهات المحافظة على القيم العائلية وباقي المرافق والمنتجعات السياحية الأخرى، مصحوبة بتأهيل كادر من العاملين في القطاع السياحي ونشر الوعي الثقافي بالسياحة لدى العامة، كل هذه العوامل أدت إلى إستيعاب كل أعداد السواح المتوافدة وتقديم كل أشكال الخدمة وسبل الراحة بكفاءة من دون حصول أاي اختناق في أي مفصل أو مجرى في قناة البلد السياحية.

فتضاعف عدد السياح من سنة لأخرى في هذا العقد، فسجل عدد السياح القادمين من الدول العربية لتركيا العام الماضي على سبيل المثال زيادة تصل نسبتها إلى 50 بالمائة عن العام الذي سبقه، تنوعت وجهاتهم بين جوامع اسطنبول والصروح الإسلامية الأخرى إلى الحمامات التركية الشهيرة والسياحة العلاجية المتميزة إلى المنازل التي صورت فيها المسلسلات التركية الحديثة وباقي نقاط الجذب الطبيعي والتاريخي في تركيا حتى أفلامها المتسلسلة على قنوات التلفزه ساهمت في تعريف وتسويق السياحة فيها.

وفي حقيقة الأمر إن تضاعف عدد السواح العرب لتركيا يعود لعام 2003 حين تضاعف عددهم عن العام الذي سبقه بعد أن رفضت تركيا فتح أراضيها للقوات الأمريكية خلال الحرب على العراق وانعكاس هذا القرار على صورة تركيا كدولة داعمة للسلام في العالم.

لقد بلغ أجمالي عدد السواح لتركيا العام الماض حوالي 27 مليون سائح بعائدات تقدر ب 30 مليار دولار، ويتوقع أن تزداد هذه الأرقام هذا العام وتنتعش تركيا سياحياً بشكل لا يتناسب مع أزمة أقتصادية عالمية لا يبدو إن لها أي أثر على الحركة والنشاط السياحي في هذا البلد، بفضل النظرة الحكيمة والسياسات المعتدلة والإستثمار بالحجم والمكان الصحيح.

وعلى المغاير من هذا الواقع ضلت تراوح العديد من الدول في محلها، إن لم تكن في تراجع، رغم انها كانت قد حققت في السابق طفرات سياحية، كجمهورية مصر التي يتراوح أعداد السواح السنوي اليها بين 10 و11 مليون سائح بواردات تقدر بـ11 مليار دولار، رغم إنها تمتلك مقومات وإمكانات كامنة لاتقل عن ما لتركيا، لكن عدم مواكبة روح العصر والتطور في البنية الإرتكازية للسياحة، والقطاعات الداعمة لها، وبقاء نظام التأشيرات غير المشجع، كل هذا أدى إلى ترهل وجمود وحتى تراجع أعداد السواح.

إن ضعف التخطيط بعيد الأمد، وغياب أو قصور النظرة الشاملة لمستلزمات التنمية السياحية هي في الحقيقة ما أدى لتراجع السياحة في كثير من الدوا السياحية وإن كان بشكل محدود لكنه ينذر ويؤشر على خلل يمكن إصلاحه، خصوصاً في ما يتعلق بالمطارات والبنى التحتية، ومعايير السلامة في الطرق وفصل حركة المشاة عن المركبات خصوصاً في المناطق السياحية لإيجاد مناطق نظيفة بيئياً وآمنة من ناحية السلامة في كل بلد ينبغي أن يكون في الصدارة في بوصلة السياحة العالمية.

 ÙˆÙ…ا يصح قوله كمثل في مصر وتركيا يمكن أن يصح من خلال دراسة واقع حال دول أخرى، أخذين بالإعتبار عوامل أثرت وتؤثر في النشاط السياحي كما ورد أعلاه.

إن السياحة هي محرك النمو في البلد وإن الطفرات السياحية عادةً ما تلحقها طفرات عمرانية، وعقارية، واقتصادية، واجتماعية، وينبغي التنبه لهذا الأمر وخلق الأجواء الملائمة لإزدهاره.

والله ولي التوفيق

 

Copyright © A S Shakiry and TCPH Ltd. 

  Back
 
  
> 64 . العØ...
> 63 . سياح...
> 62 . آليØ...
> 61 . آليØ...
> 60 . الرØ...
> 59 . كيف Ù...
> 58 . أين Ø...
> 57 . كيف Ù...
> 56 . دبي Ø...
> 55 . الحØ...
> 54 . استر...
> 53 . سبل Ø...
> 52 . جامØ...
> 51 . النØ...
> 50 . المØ...
> 49 . ذكرÙ...
> 48 . مساØ...
> 47 . جذور...
> 46 . ملتÙ...
> 45 . دور Ø...
> 44 . أي Ù…Ù...
> 43 . السÙ...
> 42 . لنجØ...
> 41 . المØ...
> 40 . الرÙ...
> 39 . الرÙ...
> 38 . زيار...
> 37 . السÙ...
> 36 . السÙ...
> 35 . سياح...
> 34 . السÙ...
> 33 . الفÙ...
> 32 . فضاء...
> 31 . الفØ...
> 30 . المØ...
> 29 . أهمÙ...
> 28 . الجÙ...
> 27 . بغدا...
> 26 . حجاب...
> 25 . مشرÙ...
> 24 . الثÙ...
> 23 . السÙ...
> 22 . أرقØ...
> 21 . سياح...
> 20 . اللØ...
> 19 . السÙ...
> 18 . كيف Ø...
> 17 . الحØ...
> 16 . في رØ...
> 15 . الإØ...
> 14 . الأÙ...
> 13 . الضÙ...
> 12 . مهرØ...
> 11 . السÙ...
> 10 . السÙ...
> 9 . الأÙ...
> 8 . السÙ...
> 7 . هل س...
> 6 . نحو Ø...
> 5 . السÙ...
> 4 . السÙ...
> 3 . بين Ø...
> 2 . السÙ...
> 1 . نعم ....

 


Founded by Mr. A.S.Shakiry on 2011     -     Published by TCPH, London - U.K
TCPH Ltd
Islamic Tourism
Unit 2B, 2nd Floor
289 Cricklewood Broadway
London NW2 6NX, UK

Copyright © A S Shakiry and TCPH Ltd.
Tel: +44 (0) 20 8452 5244
Fax: +44 (0) 20 8452 5388
post@islamictourism.com