Français       Español           عربي             Deutsch         English   

       الصفحة الرئيسية
View World Tourism Exhibitions

آفاق السياحة الإسلامية
لطبع الصفحة

العدد 54

استراتيجيات إدارة الأزمات السياحية

 

تعتبر مداخيل صناعة السياحة من أهم مصادر الدخل الأجنبي للدول والأقاليم المختلفة وتأتي في المرتبة الثانية على مستوى المساهمة في الإقتصاد بعد قطاع المحروقات والطاقة للعديد من الدول، وإن نصيبه من الدخل في تزايد ونمو متسارع ومستمر للدول التي أحسنت المحافظة على إستقرار هذا القطاع وتحصينه ضد الصدمات والأزمات الطبيعية والسياسية والإقتصادية والصحية المختلفة.
إن الحفاظ على نمو مستقر ومتسارع في قطاع السياحة ليس وليد الحظ والصدفة في الدول الناجحة سياحياً، إنما نتاج سياسات واستراتيجيات وخطط مدروسة وموضوعة مسبقاً ضمن ما يمكن أن نطلق عليه علم إدارة الأزمات السياحية، الذي يبحث النظريات، والمتغيرات، والجهات المساهمة والمتأثرة، والإجراءات التي يمكن إتخاذها لتلافي أو تقليل الضرر الناتج من الأزمات والكوارث المختلفة قبل وأثناء وبعد الأزمة للعودة السريعة والتعافي والنهوض بالسياحة بعد أي طارئ.
مواسم أعاصير... موجات تسونامي غير مسبوقة تضرب اليابسة المطلة على المحيط الهندي وتسبب دمار هائل ... حرائق غابات في روسيا وكاليفورنيا ... زلازل في أندونيسيا... أنواع مختلفه من الأنفلونزا التي تنتشر مع انتقال المسافرين ... تفجيرات إرهابية هنا وهناك...أزمة إقتصادية عالمية ... فيضانات تكتسح خمس مساحة الباكستان ... غمامة بركانية تشل حركة الملاحة الجوية بين أوربا والعديد من دول العالم ... تسرب هائل للنفط من بئر في خليج المكسيك يلوث السواحل الجميلة المقابلة في الولايات الامريكية ... كلها أحداث تصدرت عناوين الأخبار ولايكاد يخلوا شهر من مثيلاتها، أثرت بشكل كبير على السياحة وحركة النقل والمواصلات في العالم، والبيئة الطبيعية والعمرانية، لكن ما أختلف فيه هو طريقة التعامل مع هذه الأحداث من مكان لآخر ومن دولة لأخرى، فنجد دولاً خرجت من أزمتها بوقت قياسي وبأقل ضرر بينما لاتزال دول أخرى تعاني تأثيرات مزمنة لأحداث وقعت منذ سنين مضت. 
إن أحسن مثل تاريخي يمكن أن نضربه كمسؤولين عن مجلة سياحة إسلامية على حسن إدارة الأزمات هو مثل نبي الله يوسف عليه السلام في مصر أثناء السنوات العجاف، حيث تمكن من إدارة هذه الأزمة بكفاءة عالية ليس لمصر فحسب بل لكل المناطق المجاورة، من خلال بناء المخازن في كل أنحاء مصر وتخزين القمح بطريقة مبتكره في سنبله كي يحافظ عليه من التلف طيلة سبع سنوات، وكانت إدارته للأزمة من الكمال لدرجة انه لم يرفع سعر القمح وضل كما هو قبل السنوات العجاف بل أنه وفر حتى طعام الحيوانات خلال هذه المدة، وعلى الرغم من الأزمة الإقتصادية الكبيرة التي مرت، لم يشتك أحد من قلة الزاد أو غلو الأسعار وانهيار التجارة لا في مصر ولا في جميع المناطق المحيطة بمصر.
من خلال العرض اعلاه يتبين إن قطاع السياحة قطاع مهم وحيوي لاقتصاد أي دولة وينبغي أن تتخذ كل الأجراءات الضرورية لحمايته من كل ما يمكن أن يؤثر على نموه واستقراره، ندرج هنا أهم التوصيات في هذا الجانب:
1. تأسيس مركز إدارة عليا لإدارة الأزمات السياحية في كل بلد توكل إليه مهام وضع الخطط والاستراتيجيات العامة في مواجهة مختلف الأزمات التي قد تؤثر على السياحة في البلد، والتنسيق مع مختلف مؤسسات البلد في هذا المضمار من مؤسسات سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وعمل مكاتب فرعية إقليمية يشرف عليها في المناطق ذات القيمة السياحية في البلد تكون مسؤولة عن وضع الخطط المحلية لمواجهة مثل هكذا أزمات، كلٌ في أقليمه.
2. ضرورة تنسيق الجهود عالمياً لإدارة فعالة للأزمات والمخاطر في هذا القطاع وتبادل التجارب والخبرات بين مراكز إدارة الأزمات السياحية لمختلف الدول، خصوصاً التي تشترك بمواصفات إقليمية وجغرافية ومناخية مشتركة أو تتعرض لنفس المخاطر والتهديدات، وبينها وبين قسم إدارة المخاطر والأزمات في منظمة السياحة العالمية.
3. أهمية التدريب على تنفيذ الخطط الموضوعة، ولمختلف السناريوهات المحتملة وأن تعرف كل الجهات المشتركة والموضوعة في خطة إدارة الأزمة من مؤسسات، وشركات، ومسؤولين، الخطوات والتدابيبر والمراحل التنفيذية ساعة بدء العمل بحالة الطوارئ، كي يعرف كل منهم دوره بشكل واضح والمدة التي يجب أن يتحرك فيها وينجز هذا الدور من دون تأخير، إن حسن التقدير والإدارة الكفأة، ودراسة المخاطر المختلفة ووضع البحوث والخطط المسبقة، لمختلف الأزمات قد لا يمنع حدوثها لكنه سيمنع بشكل كبير تحول الأزمات إلى كوارث.
4. توعية الجماهير بأهمية السياحة وجعلها قيمة ومصلحة عليا للبلد، ودعوة الجميع للمحافظة على نموها وتطورها في مواجهة كل المخاطر المحتملة، عبر وسائل الاعلام، والندوات، والدورات التدريبية المتخصصة لتحقيق الأهداف الموضوعة.
فلنجعل من السياحة شرايين تتدفق منها حياة الأمم.
والله ولي التوفيق.

تعتبر مداخيل صناعة السياحة من أهم مصادر الدخل الأجنبي للدول والأقاليم المختلفة وتأتي في المرتبة الثانية على مستوى المساهمة في الإقتصاد بعد قطاع المحروقات والطاقة للعديد من الدول، وإن نصيبه من الدخل في تزايد ونمو متسارع ومستمر للدول التي أحسنت المحافظة على إستقرار هذا القطاع وتحصينه ضد الصدمات والأزمات الطبيعية والسياسية والإقتصادية والصحية المختلفة.

إن الحفاظ على نمو مستقر ومتسارع في قطاع السياحة ليس وليد الحظ والصدفة في الدول الناجحة سياحياً، إنما نتاج سياسات واستراتيجيات وخطط مدروسة وموضوعة مسبقاً ضمن ما يمكن أن نطلق عليه علم إدارة الأزمات السياحية، الذي يبحث النظريات، والمتغيرات، والجهات المساهمة والمتأثرة، والإجراءات التي يمكن إتخاذها لتلافي أو تقليل الضرر الناتج من الأزمات والكوارث المختلفة قبل وأثناء وبعد الأزمة للعودة السريعة والتعافي والنهوض بالسياحة بعد أي طارئ.

مواسم أعاصير... موجات تسونامي غير مسبوقة تضرب اليابسة المطلة على المحيط الهندي وتسبب دمار هائل ... حرائق غابات في روسيا وكاليفورنيا ... زلازل في أندونيسيا... أنواع مختلفه من الأنفلونزا التي تنتشر مع انتقال المسافرين ... تفجيرات إرهابية هنا وهناك...أزمة إقتصادية عالمية ... فيضانات تكتسح خمس مساحة الباكستان ... غمامة بركانية تشل حركة الملاحة الجوية بين أوربا والعديد من دول العالم ... تسرب هائل للنفط من بئر في خليج المكسيك يلوث السواحل الجميلة المقابلة في الولايات الامريكية ... كلها أحداث تصدرت عناوين الأخبار ولايكاد يخلوا شهر من مثيلاتها، أثرت بشكل كبير على السياحة وحركة النقل والمواصلات في العالم، والبيئة الطبيعية والعمرانية، لكن ما أختلف فيه هو طريقة التعامل مع هذه الأحداث من مكان لآخر ومن دولة لأخرى، فنجد دولاً خرجت من أزمتها بوقت قياسي وبأقل ضرر بينما لاتزال دول أخرى تعاني تأثيرات مزمنة لأحداث وقعت منذ سنين مضت.

إن أحسن مثل تاريخي يمكن أن نضربه كمسؤولين عن مجلة سياحة إسلامية على حسن إدارة الأزمات هو مثل نبي الله يوسف عليه السلام في مصر أثناء السنوات العجاف، حيث تمكن من إدارة هذه الأزمة بكفاءة عالية ليس لمصر فحسب بل لكل المناطق المجاورة، من خلال بناء المخازن في كل أنحاء مصر وتخزين القمح بطريقة مبتكره في سنبله كي يحافظ عليه من التلف طيلة سبع سنوات، وكانت إدارته للأزمة من الكمال لدرجة انه لم يرفع سعر القمح وضل كما هو قبل السنوات العجاف بل أنه وفر حتى طعام الحيوانات خلال هذه المدة، وعلى الرغم من الأزمة الإقتصادية الكبيرة التي مرت، لم يشتك أحد من قلة الزاد أو غلو الأسعار وانهيار التجارة لا في مصر ولا في جميع المناطق المحيطة بمصر.

من خلال العرض اعلاه يتبين إن قطاع السياحة قطاع مهم وحيوي لاقتصاد أي دولة وينبغي أن تتخذ كل الأجراءات الضرورية لحمايته من كل ما يمكن أن يؤثر على نموه واستقراره، ندرج هنا أهم التوصيات في هذا الجانب:

1. تأسيس مركز إدارة عليا لإدارة الأزمات السياحية في كل بلد توكل إليه مهام وضع الخطط والاستراتيجيات العامة في مواجهة مختلف الأزمات التي قد تؤثر على السياحة في البلد، والتنسيق مع مختلف مؤسسات البلد في هذا المضمار من مؤسسات سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وعمل مكاتب فرعية إقليمية يشرف عليها في المناطق ذات القيمة السياحية في البلد تكون مسؤولة عن وضع الخطط المحلية لمواجهة مثل هكذا أزمات، كلٌ في أقليمه.

2. ضرورة تنسيق الجهود عالمياً لإدارة فعالة للأزمات والمخاطر في هذا القطاع وتبادل التجارب والخبرات بين مراكز إدارة الأزمات السياحية لمختلف الدول، خصوصاً التي تشترك بمواصفات إقليمية وجغرافية ومناخية مشتركة أو تتعرض لنفس المخاطر والتهديدات، وبينها وبين قسم إدارة المخاطر والأزمات في منظمة السياحة العالمية.

3. أهمية التدريب على تنفيذ الخطط الموضوعة، ولمختلف السناريوهات المحتملة وأن تعرف كل الجهات المشتركة والموضوعة في خطة إدارة الأزمة من مؤسسات، وشركات، ومسؤولين، الخطوات والتدابيبر والمراحل التنفيذية ساعة بدء العمل بحالة الطوارئ، كي يعرف كل منهم دوره بشكل واضح والمدة التي يجب أن يتحرك فيها وينجز هذا الدور من دون تأخير، إن حسن التقدير والإدارة الكفأة، ودراسة المخاطر المختلفة ووضع البحوث والخطط المسبقة، لمختلف الأزمات قد لا يمنع حدوثها لكنه سيمنع بشكل كبير تحول الأزمات إلى كوارث.

4. توعية الجماهير بأهمية السياحة وجعلها قيمة ومصلحة عليا للبلد، ودعوة الجميع للمحافظة على نموها وتطورها في مواجهة كل المخاطر المحتملة، عبر وسائل الاعلام، والندوات، والدورات التدريبية المتخصصة لتحقيق الأهداف الموضوعة.

فلنجعل من السياحة شرايين تتدفق منها حياة الأمم.

والله ولي التوفيق.

 

 

Copyright © A S Shakiry and TCPH Ltd. 

  Back
 
  
> 64 . العØ...
> 63 . سياح...
> 62 . آليØ...
> 61 . آليØ...
> 60 . الرØ...
> 59 . كيف Ù...
> 58 . أين Ø...
> 57 . كيف Ù...
> 56 . دبي Ø...
> 55 . الحØ...
> 54 . استر...
> 53 . سبل Ø...
> 52 . جامØ...
> 51 . النØ...
> 50 . المØ...
> 49 . ذكرÙ...
> 48 . مساØ...
> 47 . جذور...
> 46 . ملتÙ...
> 45 . دور Ø...
> 44 . أي Ù…Ù...
> 43 . السÙ...
> 42 . لنجØ...
> 41 . المØ...
> 40 . الرÙ...
> 39 . الرÙ...
> 38 . زيار...
> 37 . السÙ...
> 36 . السÙ...
> 35 . سياح...
> 34 . السÙ...
> 33 . الفÙ...
> 32 . فضاء...
> 31 . الفØ...
> 30 . المØ...
> 29 . أهمÙ...
> 28 . الجÙ...
> 27 . بغدا...
> 26 . حجاب...
> 25 . مشرÙ...
> 24 . الثÙ...
> 23 . السÙ...
> 22 . أرقØ...
> 21 . سياح...
> 20 . اللØ...
> 19 . السÙ...
> 18 . كيف Ø...
> 17 . الحØ...
> 16 . في رØ...
> 15 . الإØ...
> 14 . الأÙ...
> 13 . الضÙ...
> 12 . مهرØ...
> 11 . السÙ...
> 10 . السÙ...
> 9 . الأÙ...
> 8 . السÙ...
> 7 . هل س...
> 6 . نحو Ø...
> 5 . السÙ...
> 4 . السÙ...
> 3 . بين Ø...
> 2 . السÙ...
> 1 . نعم ....

 


Founded by Mr. A.S.Shakiry on 2011     -     Published by TCPH, London - U.K
TCPH Ltd
Islamic Tourism
Unit 2B, 2nd Floor
289 Cricklewood Broadway
London NW2 6NX, UK

Copyright © A S Shakiry and TCPH Ltd.
Tel: +44 (0) 20 8452 5244
Fax: +44 (0) 20 8452 5388
post@islamictourism.com