السياحة والثقافة
06/01/2005

الدار البيضاء – نور الدين سعودي

السياحة نشاط إنساني متعدد الأبعاد، يمزج بين الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وقد بينت دراسة أجريت مؤخرا من قبل "المنظمة العالمية للسياحة" و"اللجنة الأوروبية للسياحة" حول التجربة الأوروبية الخاصة بالعلاقة بين سياحة المدن والثقافة أن ازدهار العديد من المدن الأوروبية راجع بالأساس لكونها وجهات للسياحة الثقافية. وإذا كانت كبريات العواصم الأوروبية للثقافة، مثل باريس ولندن وروما وبرلين، لا تزال تهيمن على السياحة الثقافية الحضرية، فثمة مؤشرات باتجاه تزايد النشاط السياحي في مدن صغيرة تقدم منتجات وخدمات ثقافية متجددة.

هذه هي أهم نقطة نستخلصها من هذه الدراسة القيمة والتي من شأنها أن تفيد الفاعلين في المجال السياحي في الدول الإسلامية، خاصة وأن هذه البلدان تتوفر على تراث حضاري عريق ومتنوع وعلى معالم عمرانية وفنية غاية في الجمال تزخر بها مدنها. فالعديد من الدول العربية والإسلامية، لها مدن تعد رحابا للسياحة الثقافية مثل دمشق وبغداد وطهران واسطنبول والقاهرة ومراكش، إلا أنها تتوفر كذلك على مدن أخرى لها من المعالم ما يؤهلها لكي تكون وجهات مميزة للسياحة الثقافية. فعلى القائمين على الشأن السياحي في هذه الدول أن يستخلصوا العبرة بإيلاء السياحة الثقافية المكانة التي تستحقها وذلك في إطار تطوير منتجاتها السياحية.

ولتفعيل هذه الوجهات سواء القديمة منها أو الجديدة، مطروح كذلك على الفاعلين في مجال السياحة الأوروبيين بالخصوص أن يهتموا بهذا الجانب، دعما لتنمية هذه البلدان التي هي بحاجة ماسة إلى موارد مالية وفرص لتشغيل طاقاتها البشرية وللدفع بدينامية التنمية الجهوية من جهة، ومن جهة ثانية بغية تطوير أواصر الحوار والتبادل الثقافي والتعارف بين الشعوب الأوروبية والإسلامية وهو ما من شأنه أن يبدد أسباب سوء الفهم القائم بين الشرق والغرب الذي أدى بالبعض إلى الحديث عن "صدام الحضارات".

 ÙØ¨Ø§Ù„تعارف المتبادل عبر قاطرة السياحة الثقافية سندرك جميعا أننا، شرقا وغربا، مكونات للحضارة الإنسانية التي ما أحوجها إلى مناخ يسوده السلم والطمأنينة.