بقلم: د. كرستين كنزاري
إذا سألت Ùسيجيبك الأهالي بأن الØجاب ÙÙŠ مدينة صغيرة ÙÙŠ Ùنمارك وصوت الآذان الذي ينطلق بين Øين وآخر من المسجد المØلي ÙÙŠ أوسلو هما تجربة غرائبية جديدة، وهي تمثل صÙØØ© جديدة ÙÙŠ علاقة النرويج بالعالم. وإذا سألت الشباب الصغار من الجالية الإسلامية التي يبلغ تعدادها 80,000 يسكنون الآن ÙÙŠ البلد، Ùيمكنك أن تسمع بأن تاريخ الإسلام ÙÙŠ النرويج يعود إلى Ùترة طويلة، وأن البطل القومي هنريك Ùيركلاند (1808-1845) الذي أسس عر٠الاØتÙال بتوقيع الدستور النرويجي ÙÙŠ السابع عشر من مايو/ آيار، قد مات مسلما.
وقد تسمع كي٠أن البØارة النرويجيين قد أسروا واستعبدوا ÙÙŠ شمال Ø£Ùريقيا ÙÙŠ القرن الثامن عشر. والعديد من العبيد الإسكندناÙيين اعتنقوا الإسلام وأصبØوا Ø£Øرارا، مثل الشخص المسمى "كونرادي". وهو ابن صاØب البريد ÙÙŠ هالدين. وجاء كونرادي إلى القنصلية النرويجية ÙÙŠ طرابلس ÙÙŠ بداية القرن التاسع عشر ليخبرها بأنه يريد اعتناق الإسلام. وقد Øاول القنصل ثنيه عن رأيه، ولكنه ذهب مباشرة إلى الباشا الØاكم المØلي ليعلن إسلامه، وكان أخوه الذي يعيش ÙÙŠ الجزائر قد Ø£ØµØ¨Ø Ù‡Ùˆ الآخر مسلما. ولكن صلة النرويج بالمسلمين قد نشأت قبل متاجرة شمال Ø£Ùريقيا بالعبيد الإسكندناÙيين.
لمØØ© تاريخية
تاريخيا، أصبØت النرويج دولة موØدة ÙÙŠ بداية الألÙية الأولى. ويعود الÙضل ÙÙŠ ذلك إلى الملك هيرالد هارÙكري (850-933) الذي استطاع الانتصار على ملوك المقاطعات ومن ثم جمعها ÙÙŠ دولة موØدة سياسيا، ولكن النرويج لم تزل بعد ÙÙŠ وقته تÙتقر إلى ÙˆØدة أراضيها سياسيا وعسكريا. وكان النرويجيون القدماء أصØاب تجارة ÙˆØرÙيين، ومزارعين وصيادي سمك. وتظهر مهاراتهم الØرÙية والثروة التي تمتع بها قطاع كبير من الأهالي ÙÙŠ بناء البيوت، أعمال المعادن، صناعة بناء السÙÙ† الكبيرة، والØÙر على الخشب الذي يمتاز بنوعية دقيقة وراقية والذي يزيّن صدور سÙÙ† الÙايكنغ الشهيرة وغيرها من الكنوز. وهناك قلة ممن هم Øقيقة من الÙايكنغ، أي قراصنة ومرتزقة، ولكن التعبير Ø£ØµØ¨Ø Ù…Ù„Ø§Ø²Ù…Ø§ لكل من عاش ÙÙŠ النرويج ÙÙŠ Ùترة الÙايكنغ، من 800 إلى 1000 تقريبا. وكان هذا وقت توسع لي٠أيركسن (ولد قرابة 970 أو 980) والذي أبØر عبر الأطلنطي، Ùنزل عند الشاطئ الشمالي لأمريكا الشمالية ÙÙŠ واينلاند قبل كرستوÙر كولومبوس بخمسمائة عام.
واستوطن المهاجرون النرويجيون الذين Ùروا من Øكم الملك النرويجي ÙÙŠ أيسلانده، والتي كانت ÙÙŠ وقت وصول النرويجيين الأوائل مسكونة من قبل قلة من الرهبان المسيØيين الآيرلنديين. وجلب المستوطنون الجدد معهم التقاليد السياسية النرويجية، الديانة القديمة، وبالطبع، اللغة النرويجية.
وبداية الألÙية ليست هي Ùقط تاريخ توØيد مقاطعات النرويج تØت Øاكم واØد، بل هي أيضا تاريخ تعرّ٠النرويجيين على المسيØية. والتاريخ الملكي النرويجي، الذي كتب ÙÙŠ Øدود سنة 1264 من قبل القسيس الأيسلندي، الشاعر، والسياسي، سنور سترلاسون، يصور بشكل ØÙŠ كي٠قام الÙايكنغ برØلة الØج إلى نهر الأردن ليغمروا أجسامهم ÙÙŠ مياهه المقدسة.
وهذا التصوير الØÙŠ للماضي المسيØÙŠ يق٠بشكل مناقض للصمت المطبق ÙÙŠ النصوص التاريخية عن العلاقة مع أهالي شمال Ø£Ùريقيا المسلمين، والبلقان وتركيا. ÙˆÙÙŠ الØقيقة، يشك المرء بأن هذا التجاهل قد جرى بصورة إرادية، إما من قبل سنور Ù†Ùسه أو من قبل ناسخي مخطوطاته. ونعلم من النصوص الموجودة أن الÙايكنغ النرويجيين قد عملوا مرتزقة للØكام المØليين، والذين كانوا بالتأكيد مسلمين، ÙÙŠ عموم منطقة البØر الأبيض المتوسط، كما نعلم من أدلة كثيرة عن وجود تجارة بين النرويجيين، السويديين الشرقيين، النرويجيين الغربيين والدانماركيين من الÙايكنغ والمسلمين.
ومن المستØيل أن لا يكون النروجيون قد عرÙوا الإسلام ولم يجلبوا Øكايات عن هذا الدين إلى وطنهم الأصلي. وأما مسلمو النرويج اليوم Ùليس هناك الكثير مما يمكن كتابته عنهم، ولكن هناك جالية صغيرة ÙÙŠ البلد. وبرغن مشهورة بكثرة المطر Ùيها، ومهرجانها الموسيقي (ÙÙŠ مايو/ آيار)ØŒ وجمالها الذي لا يضاهى، وأيضا يمكنك أن تجد Ùيها مسجدا للصلاة Ùيه، وإذا بØثت ÙÙŠ أعلى تلها منطلقا من سوق السمك البهيج، سائرا Ù†ØÙˆ Ùونيكولار، والذي يأخذك Ù†ØÙˆ جبل يطل على برغن، ربما تجد Ù…Øلا لرجل من شمال Ø£Ùريقيا يبيع الكباب الØلال. |