السياحة العراقية كنوز الماضي وألق الحاضر والمستقبل
20/01/2005

بغداد (جريدة التجارة الحرة)

تعددت النعوت والمسميات التي تطلق على السياحة في العراق فمنهم من يصفها بأنها نفط لا ينضب وآخرون يصفونها بأنها نهر من ذهب لما يكنزه العراق من ثروة سياحية زاخرة تبدأ من أقصى شماله وما حباه الله من طبيعة خلابة وعيون وشلالات لم يتدخل الإنسان بصنعها، مروراً بوسط العراق حيث مراقد الأولياء والأئمة ثم جنوباً حيث الحضارة والتاريخ في زقورات بابل وسومر وأكد، فضلاً عما جاد به نهرا العراق العظيمان (دجلة والفرات) من أرض خصبة خضراء ولكن ظروف البلد السياسية التي مر بها وأدت السياحة تحت غبار مشاكلها.

وفي خضم هذه التداعيات التي يشهدها الواقع السياحي في العراق كان لجريدة (التجارة الحرة) جولة في أروقة السياحة للتعرف على أوجهها وتشكيلاتها.

أوجه السياحة:

رئيس هيئة السياحة السيد أحمد الجبوري حدد أوجه الجذب السياحي في العراق:

يزخر العراق بكم هائل من مصادر الجذب السياحي تجعل منه قاعدة للنهوض والازدهار، وتتولى الهيئة مهام القيام بإدارة المرافق السياحية وتطويرها لتحقيق مستقبل واعد بالسياحة ضمن أوجهها المتعددة الترفيهية والدينية التي تستقي معينها الثر مما يمتلكه العراق من موارد طبيعية هائلة التي توعد بتعميق التفاؤل بآفاق السياحة في العراق الجديد.

وأكد بأن الاستثمارات السياحية المشتركة من شأنها أن تحقق مصلحة الدولة من جهة، التي تعتمد على الخبرة التاريخية والكفاءة العلمية الحديثة ورأس المال الخاص الكبير، معتبراً أن الشراكة الاقتصادية الهامة تعتبر من أنجح الاستثمارات التي أثبتت جدواها من خلال النشاط لإعادة إعمار المرافق السياحية، مؤكداً أنه في المستقبل القريب يمكن أن تجري دراسة طرق وأساليب اقتصاديه جديدة للاستثمار لاتخاذ القرار المناسب.

وأشار الجبوري إلى إحدى الأركان الأساسية في السياحة المتمثلة بالدينية وما تعانيه بعد سقوط النظام قائلاً:

-تعاني السياحة الدينية بعد سقوط النظام من مشاكل اقتصاديه واجتماعيه وأمنيه لها انعكاساتها السلبية على واقع هذا القطاع تجلت في المخالفات القانونية السلوكية واستغلال السياحة من قبل جهات وأشخاص وشركات وهمية هدفها فرصة الكسب غير المشروع للوقوف ضد القوانين النافذة وتجاهل الهيئة ومنعها من أداء مسؤوليتها، مؤكداً أن هذه المعاناة تمت إحاطة وزير الثقافة العراقي بها وقدمها بدوره إلى مجلس الحكم السابق ومجلس الوزراء مؤخراً واتخذ إجراءات جادة للحد من تلك الفوضى والتدهور وتأثيراتها الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والمخاطر الناجمة عن ذلك من أجل أن تكون السياحة الدينية الهامة في موقعها الصحيح تنظيماً وإشرافاً لتسهيل مهام توافد الزوار لأداء مراسيم الزيارة لتصبح السياحة الدينية إحدى الموارد المادية الهامة لدعم اقتصادنا الوطني.

نهر من ذهب:

السيد رئيس الهيئة علق على هذه المقولة التاريخية إزاء السياحة في العراق وقال:

-إن السياحة بمختلف أوجهها تعكس الماضي والحاضر وأن تطورها وازدهارها يجسد طموح الدولة لتكون مصدراً دائماً لتعزيز الاقتصاد الوطني مشيراً إلى أن هناك الكثير من دول العالم تعتمد على السياحة في بلادها كمصدر رئيسي لمواردها المالية وتجعل من تطوير وأعمار مرافقها السياحية هدفاً مركزياً في خططها التنموية، مؤكداً أن كثير من الموارد تنضب مهما طال الزمن وأن السياحة تنمو وتتطور بقدر رعايتها واستثمارها وفق الطرق العلمية الحديثة التي تجعل منها نهراً من ذهب لا ينضب.

وأوضح أن إدامة هذه المقولة الراسخة من قبل هيئتنا تمثلت في جهودها الكبيرة لأعمار المرافق السياحية ليس على نطاق العاصمة فحسب وإنما في المحافظات الأخرى للنهوض بها وتأهيلها من أجل استقبال العائلة العراقية لتقضي أوقاتاً ممتعه وبأسعار زهيدة ومناسبة، مؤكداً أن العمل يتواصل لأعمار جزيرة بغداد السياحية وبحيرة الجادرية وفندق الموصل الذي يشهد وتائر عمل متصاعدة، وينجز تأيله في القريب العاجل فضلاً عن العرض الرائد لاستثمار جزيرة الأعراس الذي سيعلن عن آفاقه في الفترة القريبة القادمة، إضافة إلى الاستثمار المشترك في فندق شيراتون البصرة والتوجه تدريجياً لأعمار الكثير من المرافق السياحية في المحافظات العراقية كافه.

معوقات تعترض العمل:

السيد الجبوري شخص أهم المعوقات قائلاً:

-التخصيصات المقدمة من ميزانية الدولة إلى هيئة السياحة قليلة جداً للنهوض بتنفيذ خططها لهذا العام، مؤكداً أن المشاريع الطموحة التي تسعى الهيئة إلى تجسيدها إلى واقع بحاجه إلى رعاية الدولة ودعم مالي مناسب من أجل أن تصبح السياحة مصدراً هاماً لاقتصادنا الوطني، وهذا طموحنا وتمت الخطى لتحقيقه في عراقنا المزدهر.

معوقات سياحية:

رئيس اتحاد شركات السفر والسياحة في العراق قحطان العزاوي أفاد أن السياحة العراقية يمكنها تأمين موارد مليارية فقال:

-أن السياحة في العراق يمكن أن تخلق إيرادات سنوية تقدر بـ5 مليارات دولار إذا استثمرت بشكل صحيح، فضلاً عن عدم قياس السياح بمردوداتها المادية فقط بل أن دخول السياح من شأنه أن يخلق فرص عمل لمئات الآلاف من العراقيين.

وأعرب عن توقعاته بأن يشهد العراق نهوضاً متميزاً في ميدان السياحة مع تصاعد وتيرة الاهتمام بهذا القطاع والسعي الواضح إلى توفير الفرص لنمو القطاع الخاص.

وأشار إلى أن العامل الأمني يشكل العامل الأبرز لضمان تنشيط الحركة السياحية الوافدة، مؤكداً أن الأفق المتصاعد يدور في فلك السياحة الدينية الوافدة من إيران وبعض الدول الإسلامية.