تنظيم موسم الحج مهمة شاقة تعادل الأولمبياد
20/01/2005

ميدل ايست اونلاين

مكة المكرمة (السعودية) - من عز الدين سعيد

يمثل إيواء مليوني حاج في مساحة لا تزيد عن كيلومترين مربعين والصعود بهم إلى جبل عرفات وتيسير أدائهم مناسك الحج التي لا تخلو من مشاق، تحديا صعبا للسلطات السعودية.

وتسعى سلطات المملكة لوضع الإجراءات الكفيلة بتقليص المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الحجاج خصوصا عبر تسهيل حركتهم، بعد عدة حوادث شهدتها مواسم الحج الماضية وأدت إلى وفاة عدد منهم.

وفي هذا السياق يقدم معهد خادم الحرمين الشريفين لبحوث الحج الذي أنشئ سنة 1975، وبالاعتماد على دراسات مفصلة مقترحات لتفادي تكرار الحوادث التي سجلت في السنوات الماضية.

كما يقدم توصيات لتطوير الأماكن المقدسة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج الذين يأمونها سنويا.

وقال عميد المعهد أسامة البر إن الحج حدث كبير جدا وبالغ الأهمية، موضحا إن "تنظيمه يحتاج إلى جهود توازي تلك التي تبذل لتنظيم دورة الألعاب الاولمبية أو كأس العالم لكرة القدم".

وأضاف إن استقبال أكثر من مليوني شخص في هذا المكان الصغير جدا ليس بالأمر السهل.

وأشار عميد المعهد إلى إن عمليات التدافع التي كانت وراء اغلب الحوادث التي سببت موت حجاج في السنوات الأخيرة، لا يمكن تفاديها بنسبة مئة بالمئة غير انه أوضح إن السلطات تفعل كل ما بامكانها لتلافيها.

وأكد انه تم صرف 28 مليون دولار لتطوير موقع رمي الجمرات الذي شهد الموسم الماضي مصرع 251 حاجا في تدافع أثناء رمي الجمرات المتمثل في إلقاء كل حاج سبع حصيات على ثلاثة نصب يبلغ طول كل منها 18 مترا رمزا لرجم الشيطان.

وتم بناء جدران يبلغ ارتفاعها 25 مترا في مكان الأعمدة، لتسهيل إصابة الحصيات هدفها كما أنشىء حاجز بيضوي الشكل في مكان السور الدائري لضمان حركة انسيابية أفضل.

ولمزيد من الأمان تم تغليف سور الموقع المبني من الاسمنت المسلح من الخارج بطبقة كثيفة من المطاط لامتصاص أي صدمات محتملة.

كما تم نصب كاميرات ونشر مراقبين خاصين لتمكين قوات الأمن من التدخل السريع في حال حدوث تدافع أو خفض تدفق الحجاج في حال حدوث ازدحام شديد في أي موقع.

وأوضح البر إن 22 ألف حافلة على الأقل تتولى نقل الحجاج من مكة المكرمة إلى منى ثم إلى جبل عرفات الأربعاء في يوم وقفة عرفات.

وأوضح أن مساحة منى لا تزيد عن ثمانية كيلومترات مربعة بينها أربعة كيلومترات من الجبال وكيلومتران من الطرقات والبنى التحتية، ليبقى كيلومتران فقط للحجاج.

وأشار إلى إن الكثافة في منى تزيد عن ضعف الكثافة السكانية في قطاع غزة وهي الأعلى في العالم.

واضاف انه تم منع السيارات الخاصة سنة 1983 من دخول الأماكن المقدسة تلافيا للازدحام بناء على اقتراح من المعهد.

كما تم سنة 1995 اثر اقتراح من المعهد أيضا تحديد حركة الحجاج في موقع رمي الجمرات في اتجاه واحد لتقليص احتمال حدوث عمليات تدافع.

وأكد عميد المعهد انه تم خلال ثلاثين سنة إنشاء 54 نفقا على الأقل في منطقة مكة لتسهيل انسياب حركة المرور أثناء موسم الحج.

غير إن مقترحات المعهد تصطدم أحيانا مع مؤسسة دينية تسهر على التطبيق الحرفي لسنن النبي محمد في أداء مناسك الحج.

وأكد البر إن الحصول على تغيير شكل النصب والموقع حيث يتم رجم الشيطان تم بعد معاناة شديدة.

وقد بدأ تدفق الحجاج فجر اليوم الثلاثاء من مكة المكرمة على منى لقضاء يوم التروية، أول أيام الحج.

وأشارت وسائل الأعلام الرسمية السعودية إلى أن رحلة الحجيج من مكة إلى منى المجاورة "تميزت باليسر رغم الكثافة الكبيرة في أعداد السيارات والمشاة".