جسورتواصل ثقافية
12/02/2005

أقيم في مدينة لندن الاسبوع الماضي معرض الديلي تلغراف السنوي للسياحة والسفر والذي استمر من الثالث حتى السادس من فبراير.و شارك في هذا المعرض أكثر من 200 وكالة سياحة تمثل دول العالم المختلفة.

وقد لفتت مجلة السياحة الاسلامية انتباه الزوار بحضورها هذا العام اذ جذبت انظار السياح لدول كانت قد خرجت من خارطة السياحة العالمية. ففي خضم عروض لدول رائدة في مجال السياحة فوجئت أنا شخصيا بالحماس الذي أبداه الزوار لزيارة دول عربية وأسلامية كسوريا، ايران، العراق وحتى أفغانستان. وما أثار الدهشة حقا هما الدولتان الاخيرتان، فحتى مع الوضع الراهن في العراق وعدم استتاب الامن كان الكثير يتسائل عن امكانية زيارة المدن التاريخية كالأهوار و بابل والمدن المقدسة فكربلاء والنحف لم تغيبا عن الذكر. هذا الحماس قد يكون خير بشير ببداية حقبة جديدة في تاريخ السياحة لهذه الدول.

ان من شأن السياحة صنع جسور من التواصل بين الحضارات والثقافات، فالسياحة ليست ترفية Ùˆ تسلية فقط وأنما فرصة لخلق لغة حوار Ùˆ تفاهم بين شعوب مختلفة في عصر صار العنف فيه اللغة الوحيدة. ومن شأنها  Ø§ÙŠØ¶Ø§ المساعدة في أعمار كثير من دول " ما بعد الحرب" ليس اقتصاديا فقط وانما  Ø§Ø¹Ù„اميا ايضا.

والسياحة خير رسول للسلام، ولها دورها المهم في تغيير مفهوم الارهاب الذي ارتبط بالاسلام بسب القلة المتطرفة التي ظهرت مؤخرا وساعدت في خلق وترسيخ هذا المفهوم لدى الغرب. وكان المعرض وسيلة لعرض وجهات النظر العربية والإسلامية، كما حصل في جناح السياحة الإسلامية التي عكست الوجه الحسن للإسلام والعالم الإسلامي، وهذا جزء من رسالتها التي تحرص على أدائها بإخلاص.