اتجاه عربي واحد لتنمية السياحة وتطوير دورها في الاقتصا
19/02/2005

شهدت مدينة اللاذقية مؤتمراً للسياحة العربية والمنتدى السياحي العربي السابع، حيث التقى خبراء سياحيون وممثلون للفعاليات السياحية ومستثمرون سياحيون لبحث المسائل المتعلقة بالسياحة والاستثمار السياحي في البلدان العربية.. وقد ساهمت الوفود العربية في بحث هذه المسائل عبر المحاضرات التي القيت والنقاشات التي دارت، وكان المنطلق إليها الكلمة التي ألقاها وزير السياحة السوري د. سعد الله آغة القلعة، وقد استمع المؤتمرون إلى محاضرات كثيرة ألقاها أعضاء الوفود العربية وإلى النقاشات التي دارت حولها.

وقد تبين أن الأهداف المشتركة الموضوعة أمام المؤتمر والتي جمعت المشاركين القادمين من مختلف البلدان العربية لم تخف وجود اختلافات في الرأي حول مسائل عديدة آتية من عوامل مختلفة بينها اختلاف مستويات التطور السياحي في الأقطار العربية، والنظرة والمكانة التي يعطيها كل بلد عربي للسياحة في اقتصاده الوطني، وكان الشعور عند الذين حضروا المؤتمر والمنتدى أن المستويات التي بلغها كل قطر عربي في مجال السياحة تفرق بين الاهتمامات التي حملها كل بلد عربي إلى المؤتمر، الأمر الذي يدعو إلى التفكير في تقسيم البلدان العربية إلى مجموعات تضم كل مجموعة منها البلدان ذات الاهتمامات المشتركة والمستويات السياحية المتقاربة دون أن ينفي ذلك وجود اتجاه عربي واحد في الأقطار العربية هو تنمية السياحة وتطوير دور السياحة في الاقتصاد الوطني.

وقد عرض وزير السياحة السوري في كلمة الافتتاح واقع السياحة العربية، هذا الواقع الذي يقول: ان حصة الدول العربية من الحركة السياحية العالمية متواضعة لاتزيد عن5% من مجمل الحركة السياحية العالمية إذ بلغ مجموع السياح في العالم العربي عام/2004/ /47/مليون سائح من أصل/760/مليون سائح جالوا في العالم.

واعتبر الوزير هذه النسبة بأنها أقل بكثير مما يستحقه العالم العربي نظراً للمقومات السياحية الهائلة التي يتميز بها، ورغم الزيادات النسبية الكبيرة المحققة في العام المذكور بالقياس إلى العام الذي سبقه حيث حقق العالم العربي زيادة وسطية وصلت إلى20% مقابل 10% فقط على مستوى العالم فيما توصل عدد من الدول العربية إلى معدلات أعلى، حيث حققت سورية مثلاً زيادة بنسبة45% بمايقابل900000سائح زيادة عن العام الماضي أي بمجموع إجمالي قدره 3ملايين سائح وأعلن في مصر عن زيادة بنسبة34% وبما يقابل مليوني سائح زيادة عن عام2003حيث أصبح العدد الاجمالي حوالي8ملايين سائح وحقق لبنان زيادة 26%وحققت مملكة البحرين 20% وذلك حسب آخر تقرير لمنظمة السياحة العالمية، لكن هذه الأعداد في إجمالها تبقى أقل بكثير مما يستحقه عالمنا العربي.

ودعا الوزير إلى صياغة استراتيجية عربية سياحية متكاملة تعتمد على ارساء دعائم شراكة حقيقية بين القطاعين الحكومي والخاص تستند إلى محورين أولهما موجه لتطوير السياحة العربية البينية من خلال تحفيز الاستثمار السياحي العربي البيني وتوفير بيئة استثمارية جاذبة للمستثمرين العرب وتسهيل انتقال رؤوس الأموال العربية والسماح للمستثمرين العرب بتملك كامل المشاريع التي يرغبون في اقامتها في أي بلد عربي كما يتجسد هذا المحور في رفع سوية جودة المنتج السياحي العربي وتأمين الاطر المدربة العاملة فيه بما يكفل رسم صورة جديدة له مع التفكير ببناء تجمعات للفعاليات السياحية ذات اعتمادية عربية، مع تطوير أساليب الترويج والتسويق للمنتج السياحي العربي وتطوير بوابة سياحية عربية مشتركة على الانترنت. ‏

أما المحور الثاني فقد حدده الوزير على الشكل التالي: ‏

انه موجه لتطوير السياحة الوافدة إلى عالمنا العربي وذلك من خلال تعزيز الثقة بصورة العالم العربي من جهة وبالمنتج السياحي العربي من جهة أخرى عبر تنظيم زيارات لوسائل الاعلام الهامة وممثلي وكالات السياحة والأسفار للاطلاع على مقومات عالمنا العربي السياحية المتنوعة وتوفير بدائل متكاملة للمنتج السياحي العربي تتوافق مع مقوماته الحضارية إضافة إلى توثيق الانطباعات الايجابية التي ينشرها الصحفيون والسياح بعد زياراتهم على البوابة السياحية العربية على الانترنت وباللغات التي نشرت بها المقالات، كما يجدر بنا أن نهتم بصورة أوضح بنصائح السفر التي تصدرها حكومات الدول المصدرة للسياح ومضامينها مع السعي لفتح حوار مباشر معها لكي تكون تلك النصائح أكثر دقة وموضوعية. ‏

وقد أفاد الوزير فرصة انعقاد المؤتمر والمنتدى في سورية فأعطى المشاركين صورة متفائلة للحالة السياحية والأرقام التي سبق أن نشرتها الوزارة عن الزيادات المعلنة، وعرض الخطوات التشجيعية المعتمدة لتسهيل طريق العمل في السياحة للأخوة العرب. ‏

وقد أثارت الصورة التي عرضت خلال المؤتمر نقاشاً بين المشاركين، ولم تكن الآراء كلها متفقة وقد تشعبت الاتجاهات واختلفت الاقتراحات مما أظهر وجود تفاوت بين المستويات التي وصلتها السياحة في كل قطر عربي... كما تباينت وجهات النظر.. وقد تبين أن الاهتمامات بالنسبة للمشاريع المستقبلية كانت مختلفة نظراً للدرجات التي بلغها كل قطر عربي على حدة في سلم التطور السياحي.. وكانت وجهة نظر الأخوة المصريين أن المؤتمر والمناقشات التي دارت والتوصيات التي اتخذت لامست من بعيد المسائل والمشاكل الماثلة في اطار السياحة العربية ولم تطرح حلولاً لها ولابلورت موقفاً موحداً من المسائل والقضايا المتماثلة، نظراً للفرق الشاسع بين المستويات السياحية التي وصلتها البلدان العربية المهتمة بالسياحة.. وستظل المسائل التي يلامسها المعنيون بالسياحة العربية ماثلة أمام المؤتمر السياحي العربي المقبل!!. ‏

‏