الدريكيش، صافيتا، مشتى الحلو..مصايف سورية ذات الينابيع
19/03/2005

يتحدث د.عفيف بهنسي في موسوعته « سورية التاريخ والحضارة» عن دريكيش ويصفها بالمصيف المهم والشهير، والذي يقع على مسافة/ 32/ كم شرق طرطوس..والتسمية، كمايفسرها، تعني باللاتينية« الكهوف الثلاثة» ويصف د.عفيف بهنسي هذه المدينة بجبالها الطبيعية وبهوائها النقي وبمياهها الغازية المشهورة ويقول:

في القسم الجنوبي منها نبع ماء تنبجس مياهه من الصخور البازلتية ( البليوسينية) من عدة مخارج في المدينة...ولقد اقيمت لهذا النبع منشأة لتعبئة مياهه المعدنية في قوارير يباع انتاجه داخل سورية وخارجها.‏

تل الكزل ‏

والى الجنوب من طرطوس وعلى بعد/23/ كم يقع تل اثري يسمى/ تل الكزل/ وهو يبعد /5/ كم شرق بلدة الحميدية ،ومن المرجح ان هذا التل، كمايقول د.بهنسي يحوي حاضرة(سميرا) او( سومورو العمورية) التي ذكرت في رسائل تل العمارنة وفي رسائل اوغاريت.فلقد تبين للعلماء مطابقة الاكتشافات الاثرية في هذا التل مع عصر اوغاريت، على ان السويات التي اكتشفت حتى الان قد اوضحت معالم عصر البرونز القديم وحتى العصر الحجري النحاسي وبعض اثار العصر الهلنستي.‏

صافيتا

يقول د.بهنسي، اذا انطلقنا من طرطوس شرقاً، فإننا نصل الى صافيتا، وهي مدينة ومركز منطقة اسمها سرياني، ويعني الصفاء وحملت في عصر البيزنطيين اسم آجيروكاسترون ،وأيام الصليبيين اسم القلعة البيضاء او البرج الابيض تبعد عن طرطوس باتجاه الجنوب الشرقي مسافة/ 29/ كم .وتمتاز بارتفاعها واطلالها على البساتين المحيطة بها وهي دائمة الخضرة تكسو سفوحها واوديتها.‏

شيدت مساكنها على انقاض متتابعة موزعة في احياء ثلاثة: اهمها حي التل الذي يحيط بالبرج وهو قلعة حررها نوري الدين عام /1167/ م ثم اخذها الصليبيون فجددوا القلعة عام/1202/ بعد الهزة الارضية التي داهمتها منذ عام /1170/ م هاجمها صلاح الدين وتم تحريرها على يد الملك الظاهر( بيبرس) سنة 1271.وتتألف هذه القلعة من برج وسور مزدوج ولقد بني البرج فوق تل يرتفع/ 28/ م عما حوله، وفي احد اطرافه درج يؤدي الى اقسامة العليا حيث كانت تصدر ارشادات الى قلعة الحصن.‏

مشتى الحلو ‏

ومن صافيتا او من دريكيش ـ يقول د.بهنسي ـ نمضي الى مشتى الحلو.وهي بلدة مصيف تتبع صافيتا ويقال بأن اسمها مرتبط بوظيفتها بمركزشتوي لحفظ بذور دودوة الحرير، فعرفت بمشتى و الحلو هو لقب اسرة الحلو، وتقع قربها منارة الضوايات ونبع العطشان.تبعد عن شمال شرق مدينة صافيتا/ 26/ كم تحيط بها غابة من الاشجار الطبيعية والمثمرة، وتعتمد على موارد الاصطياف وتأجير بعض المساكن والفنادق.فيها مجمع سياحي وعدد من الشاليهات.‏

ومنارة الضوايات تقع شمال شرق بلدة مشتى الحلو على بعد/ 900/ م منها، وتحمل هذا الاسم لانها مغارة ذات ثقوب مضيئة في سقفها، كماتبدو فيها الصواعد والنوازل بسبب الترسيب، لوجودها تحت الصخور الكلسية ويقصدها السياح عن طريق المشتى.‏