قال لاصدقائه الاجانب: كيف تنظرون الى طواحين الهواء عندÙ
17/04/2005

قالوا: ننظر اليها بكل احترام وحب وهي رغم انتفاء الحاجة لها لاتزال جزءاً مهماً من تراثنا نهتم بها ونرعاها، تزين كتب الاثار والنشرات السياحية ولها الكثير من القصص والاشعار التي تتغنى بروعتها...ولاشك انكم سمعتم بقصص دون كيشوت الذي حارب طواحين الهواء...ولكن لم السؤال؟ قال: لان الجد الاول لطواحين الهواء موجود عندنا يرقد هناك ـ واشار الى جبل قاسيون ـ انه هناك على نهر يزيد ...نظروا الى بعضهم غيرمصدقين، قالوا: ولكن طواحين الهواء ابتكار علمي اوروبي اخترع في القرن الخامس عشر.‏

قال: نعم ،ولكن الجد الاول كان هنا في دمشق في القرن الثاني عشر للميلاد وانتقل الى الاندلس في القرن الثالث عشر ومن هناك من اسبانيا انتشر في اوروبا وتمت دراسته وتطويره بما يخدم الغاية منه، فكانت طواحين الهواء التي انتشرت في سهول الاراضي المنخفضة.

قال: كانت الفكرة موجودة منذ الاف السنين في نواعير حماه على نهر العاصي وكان الهدف منها رفع مياه النهر لري الاراضي المرتفعة وكانت تتحرك عمودياً ، فتمر مياه النهر التي تدفع دولاب الناعورة فتملأ الاوعية الخشبية الخاصة لنقل المياه وعندما تصل الى اعلى الناعورة تتدفق المياه لري الاراضي الزراعية...اما ناعورة الشيخ محي الدين فإنها تحول الحركة العمودية الى حركة افقية من خلال مسننات ابتكرها عالم عربي ونقل هذه الحركة لرفع المياه الى اماكن عالية لتكون نافورة مياه او للسقاية اوكشلال مياه في قصر السلطان.‏

دراسة على المسننات هذا دون في اكثر من بحث علمي وانتشر في اوروبا قبل ان يأخذها علماء الغرب وانشاء نواعير الهواء التي يديرها الهواء بدلاً من الماء وتعمل المسننات على تغيير اتجاه الحركة فتتحول الى حركة افقية لادارة رحى ثقيلة بقوة الهواء.‏

اصبح هؤلاء الاوروبيون اشد شوقاً منه لرؤية هذا الاثر العلمي الرائع...وفرح كثيراً لاقناعهم بزيارة هذا الاثر العلمي العربي...ولكن بعد وصوله الى هناك والصعود الى برج هذا الاثر العلمي...شعر بالاسف والخيبة لما آل اليه من اهمال وغياب الرعاية...قرؤوا على وجهه علائم هذه الخيبة والاعتذار...وقرأ على محياهم علائم الاعجاب والاطناب .‏

‏