فرنسا تدرب أئمة مسلمين علي لغتها خشية دعوتهم الشباب للØ
22/04/2005

 Ø¨Ø¹Ø¯ أكثر من 15 سنة علي وصوله إلي فرنسا، كان حسني محجوب أول من يعترف بأن إتقانه للغة الفرنسية ليس مثالياً.

وعندما يلقي خطبته أمام المؤمنين في الجامع الكبير لكليرمون فيران (وهو وصف متفائل لما كان كنيسة قديمة صغيرة تحوّلت لاحقا إلي قاعة يؤدي فيها المسلمون صلاتهم) يتلو محجوب الخطبة بلغته العربية الجزائرية.

وقال محجوب استطيع التحدث بالفرنسية مع الأشخاص، لكن إذا أردت التأكد من أن حديثي سيكون مفهوماً وواضحاً فإنه لدي شخص يستطيع مساعدتي في الترجمة . غير أنه من وجهة النظر الحكومية الفرنسية، لم يعد مقبولاً أن تكون اللغة الفرنسية ركيكة لدي من يتولي الخطابة أمام المسلمين الذين يقارب عددهم 5 ملايين شخص في فرنسا. لذا فإن الإمام الصوفي الوسيم كان من بين المئات من الذين انتسبوا إلي برنامج تدريب علي اللغة الفرنسية المخصص للأئمة في فرنسا.

ويتوقع أن ينطلق بالإضافة إلي برنامج التدريب علي اللغة الفرنسية الذي افتتحه وزير الداخلية الفرنسية دومينيك دو فيلبان برنامجاً آخر في الخريف المقبل مخصص لتعليم الأئمة التاريخ الفرنسي والقانون المدني والثقافة الفرنسية.

لكن خلف هذه الجهود الكبيرة تنطوي إحصائيات ووقائع مقلقة، فاستناداً لوزارة الداخلية الفرنسية، فإن ثلثي الأئمة في فرنسا والبالغ عددهم 1200 إمام مولودين خارج فرنسا ونصفهم لا ينطق بالفرنسية.

إضافة إلي ذلك، يخشي المسؤولون الفرنسيون أن تكون الخطب التي تلقيها أقلية من الأئمة المولودين في الخارج قد ألهمت عشرات الشبان المسلمين للعبث بفكرة الدعوة للجهاد والترويج لها في الداخل والخارج.

وطردت فرنسا منذ أيلول (سبتمبر) 2001 عشرات الأئمة المسلمين المولودين خارج فرنسا ليس بسبب خطبهم المحرضة علي العنف فحسب، بل ايضا بسبب أفكار إجتماعية، وعلي سبيل المثال فقد طردت في العام الماضي عبد القادر بوزيان الإمام الجزائري المولد والذي يقيم بالقرب من مدينة ليون، بسبب خطبه التي دافع فيها عن مبدأ ضرب الزوجات. وقالت بلوندين كريغل رئيسة اللجنة الحكومية لقضية الاندماج لهيئة الإذاعة البريطانية المشكلة الوحيدة التي لدينا هي مع المتطرفين وليس مع الإسلام . وأضافت والسؤال هو هل بإمكاننا الحصول علي نموذج معتدل من الإسلام؟ والجواب هو نعم بالطبع .

ومشكلة التطرف أصغر بكثير بين المسلمين الذين يعيشون في منطقة أوفيرن والبالغ عددهم حوالي 31 ألف مسلم، من تلك التي تنتشر بين المسلمين المقيمين في المدن الكبري مثل باريس وليون. ومع ذلك، فإن هذه المنطقة التي تقع وسط فرنسا كانت السباقة في احتضان دورات تدريب الأئمة المسلمين علي اللغة الفرنسية والتي من المقرر أن تنطلق الدروس الأولي فيها نهاية الشهر الحالي.

وقال مدير محافظة أوفيرن جان لوك ترونكو لدينا علاقات جيدة مع ممثلي الجمعيات الإسلامية. نحن نتعامل مع أشخاص يريدون العمل بطريقة بناءة، والذين يمارسون إسلاماً سلمياً. لا أقول أننا لا نواجه مشكلة من هنا أو من هناك، لكن ذلك ليس شائعاً .

وقال عبدالله عصافيري رئيس مجلس العقيدة الإسلامية في مقاطعة أوفيرن المغربي الأصل هناك نسبة من الشبان الذين يتلقون علوماً دينية لكنهم لا يرون مستقبلاً لهم كأئمة. الأئمة يعملون هنا من دون مقابل لكن ذلك لا يمكنه أن يستمر .

والبرامج الجديدة التي انتهجتها الحكومة الفرنسية تدخل ضمن إطار خطة عامة وأشمل لإيجاد إسلام فرنسي معتدل وغربي التوجه. وإضافة إلي البرامج المخصصة للأئمة المولودين خارج فرنسا، فإن المسؤولين الفرنسيين يخططون لإدراج برامج جامعية تهدف لتعليم الدين للجيل الجديد من رجال الدين المسلمين المولودين في فرنسا.

وفي آذار (مارس) الماضي، أعلنت الحكومة الفرنسية عن إنشاء مؤسسة جديدة يديرها المجلس التمثيلي للمسلمين في فرنسا، غايتها جمع الأموال اللازمة لبناء المساجد وغيرها من المستلزمات الدينية الإسلامية الأخري.

 (يو بي آي)