"السياحة الثقافية": فرصة جديدة للعالم الإسلامي
29/04/2005

لندن-السياحة الإسلامية

لقد شهدت السياحة العالمية تطورات سريعة أدت إلى ظهور تخصصات وفروع جديدة. ومن هذه التخصصات "السياحة الثقافية" التي أصبح لها شأنها. ويحتفل العالم الناطق باللغة الأسبانية، وأسبانيا بالخصوص، بمرور أربعة قرون على صدور رواية دون كيخوته، للكاتب الشهير ثربانتس والتي عدت إنجازا أدبيا عالميا. وهناك اهتمام أسباني خاص، في هذه المناسبة، بتراث ثربانتس والمناطق التي دارت فيها الرواية، وكل هذا معروض بشكل يجذب السياح ويشجع السياحة الثقافية.

وفي بريطانيا، أخذت ظاهرة جديدة تنمو باضطراد، وهي المهرجانات التي تنتقل من مدينة إلى مدينة، متخذة محورها شخصية تلك المدينة، وتكون مناسبة للمحاضرات واللقاءات مع المؤلفين والفنانين، وكذلك القراءات الشعرية والقصصية والعروض المسرحية. ومن أطرف المدن التي جرت فيها هذه المهرجانات، والتي تستمر عادة لأسبوع، ذلك المهرجان الذي تشهده مدينة "هاي-أون-واي" وهي لا تزيد على حجم قرية. إذا حضرت المهرجان فسوف تطّلع على هذه القرية التي تنام هادئة في مقاطعة هيريفوردشاير البريطانية. ووسط المدينة كله مكتبات، أكثرها يبيع الكتب المستعملة. وقد بنيت في بعض الحدائق أهرامات من الكتب التي نمت خلالها الأعشاب والنباتات المتسلقة.

وتحار وأنت تدور في هذه المدينة، هل هي صرح للكتاب أم هي مقابر للكتب القديمة؟ وأيا يكون الأمر، فإن شهرة هذه المدينة السياحية قائمة على أنها مصدر للكتب المستعملة. وقد يذهب الناس للفرجة على الكتب أو أنهم يذهبون بقصد الشراء. وفي أيام المهرجان يقصونها للالتقاء بالمؤلفين وقضاء وقت ممتع.

وعالمنا الإسلامي له مناسبات مماثلة، وأسواق ثقافية تجذب الأهالي والسياح أيضا، كما هو الحال في سوق السراي في بغداد والذي كتبنا عنه في العدد الماضي. وسيقام في مراكش بالمغرب في 15 مايس/ آيار 2005 مهرجان الأيام الأندلسية والذي يستمر شهرا ويتضمن عددا من الفعاليات والندوات. وتشهد كل من مصر وسورية جولات تربوية لطلاب أوروبيين من مختلف الأعمار، كما تقرأ في هذا العدد، وهي مناسبة ثقافية للتعرف على تراث البلد والثقافة العربية-الإسلامية.

والأمثلة كثيرة، وكلها تدل على فرص سياحية جديدة ينبغي للعالم الإسلامي أن يحسن الاستفادة منها، وسيكون لها مردود ثقافي واقتصادي تحتاجه هذه البلدان بشدة.