تاج محل: معمار خال من الشوائب
29/04/2005

لقد أثار تاج محل، لقرون عديدة، وحي الشعراء، والرسامين والموسيقيين الذين سعوا إلى اقتناص سحره المستعصي في شكل كلمات، وألوان وأغان. ومنذ القرن السابع عشر، قدم الزوار من قارات مختلفة لرؤية هذا التمثال الفريد للحب، وليس إلا القلة منهم التي لم تتأثر بهذا الجمال الذي لا يضاهى.

ويقف تاج محل في مدينة أكرا، في الولاية الهندية الشمالية أتار براديش، على ضفة نهر يامونا. وقد بني لتخليد ذكرى أرجوماند بانو بيغوم الجميلة التي امتلكت قلب الأمير المغولي. لقد كانت في سن الحادية والعشرين عندما زوجت بالابن الثالث للإمبراطور جهانجير، الأمير خرام، وبقيت ترافقه في جميع أحواله، خيرها وشرها، في القصر الملكي الباذخ في أكرا أو في خيمة متنقلة في معسكرات الحرب.

تعقيد التصميم

الأمر المدهش في تاج محل هو كثرة التفاصيل. والألوان المطعمة لا يسمح لها في التأثير على التصميم، حيث إن الحفر البارز يعدل من ذلك التأثير بشكل دقيق. إن الحفر البارز نباتي، وخطي وهندسي التصاميم. وعلى أية حال، فإن الأوراد تبقى هي الشكل الزخرفي الواضح حيث إن الضريح يصوّر حديقة في الجنة. ومهارة عمال التطعيم هي من الدقة بحيث يصعب التعرف على المفاصل بينها، حتى مع استعمال حوالي 40 قطعة من الأحجار شبه الكريمة في صنع ورق وردة واحدة. وبعض أفضل خطوط الآيات القرانية الكريمة يمكن ملاحظتها عند المدخل وحول الضريحين.

ألوان تاج محل

يغير تاج محل ألوانه مع تغير المواسم وساعات النهار، فعند الفجر، يعكس المرمر لونا مزهرا ودقيقا في لون المحار الوردي، وعند الظهيرة يتحول إلى لون أبيض رائع وبراق، ثم يتحول إلى لون لؤلؤي من الرمادي الناعم عند المساء. والغيوم في موسم الأمطار تعطيه لونا أزرق، يبدو ثم يغيب، كأنه سراب في الضباب الذي يسير ببطء في الشتاء.

وبإمكانه أن يصبح صلبا ومرتبطا بالأرض، أو هشا وأثيريا، أو أبيض، أو أخضر، أو رماديا أو ذهبيا. والأوجه المتعددة لتاج محل تبين الجاذبية القوية التي يمتلكها معماره.