بروناي: مقر للهدوء والرفاه
29/04/2005

بقلم: ديريك مكغروارتي

لقد كنت سعيدا برحلة الـ17 ساعة التي طرت فيها من مطار الهيثرو بلندن إلى بروناي على طائرة خطوط طيران بروناي الملكية، وقد قرأت صلاة بالعربية، مع ترجمة إنكليزية لها، على شاشة الفيديو. ووجدت ذلك دافعا للطمأنينة. وخلال الرحلة، كان هناك مؤشر يشير دائما إلى اتجاه مكة المكرمة.

ولا يسمح في بروناي ببيع الخمور ولكن تقدم المرطبات والقهوة والشاي خلال الرحلة. وكانت الخدمات طيبة وخيارات الأكل متنوعة، مع عروض لآخر الأفلام على شاشات مخصصة لكل مسافر. وكانت هناك وقفة قصيرة في دبي، وجميع الرحلات تجري في وقتها. والرحلات إلى معظم دول جنوب شرقي آسيا وما وراءها متوفرة. والتنقل من خطوط إلى خطوط أخرى، والسفر داخل بروناي، ممكن ترتيبهما حسب الطلب من شركة سان شاين تورز. وقد أعجبت بالسفر مع تكييف الهواء والكفاءة والراحة التي سمحت لي بأن أرى التنوع الذي تمتلكه بروناي.

وهناك متحفان متميزان. في مبنى التراث الملكي الذي يختص بتاريخ السلاطين، هناك عربة ضخمة مطلية بالذهب تهيمن على صالة المدخل. بالإضافة إلى ذلك، فإن الطابق الأرضي مشغول من قبل العربة الملكية التي بنيت واستعملت في اليوبيل الفضي الذي صاحبته مسيرة ضخمة. وعرضت في الطابق العلوي الهدايا التي تلقاها السلطان: لباسه الرسمي، صوره، نموذج مطابق للعرش الملكي، ويخضع تحت الرقابة المسلحة التاج الملكي وملحقاته. وإذا فاتتك رؤية اشياء كثيرة، فلا تفوتك زيارة هذا المكان. وأما متحف بروناي فهو مبنى طولي، يوثق معظم التاريخ الثقافي لبروناي. وهناك معروضات من الحياة القبلية: الأعراس، الملابس، الأواني الفخارية، النقود، الأدوات والمجوهرات. وقد أعجبت شخصيا بمجموعة القرآئين القديمة المزخرفة بأنماط معقدة. وهناك جناح كامل للأباريق الصينية والخزفيات التي عثر عليها مؤخرا في باخرة غاطسة بالقرب من شواطئ بروناي.

وحيثما يممت وجهك في المدينة تجد القباب الذهبية ومنائر المساجد. وأكبر مسجدين هما مشيدان من قبل السلطان الحالي وأبيه. ومسجد السلطان عمر علي سيف الدين تم إنجازه في 1958 وله قبة ذهبية ضخمة فوق إيوانات وأبراج بيضاء تنعكس صورتها في البحيرة. وهناك باخرة مماثلة للباخرة الملكية في القرن السادس عشر. وهي تضاء في الليل، فتبدو وكأنها شبح عائم، مفصولة عن، ولكن في نهاية، منطقة أسواق مكيفة الهواء وتحوي بضائع لشركات عالمية بالإضافة إلى الدكاكين المحلية المتخصصة. ومسجد كيارونغ مزخرف بواسطة استعمال الرخام الإيطالي والسجاد الفاخر. والقباب الصغيرة الذهبية تستند على أبراج زرقاء متراكبة. والمسجدان لهما معمار جمالي جميل استخدمت فيه أرقى المواد في العالم لتحقيق الكمال.

وفي مقابل ذلك، هناك الغابات الاستوائية. والسفرة النهرية لمدة ساعة بواسطة النقل البحري العام توصلك إلى تيميورونغ والريف. وما يزال أفراد قبيلة إيبان يعيشون في البيوت الطويلة ولكن المجهزة بوسائل الراحة الحديثة. وهناك الحديقة العامة وهي أبعد من ذلك، ولا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق القوارب الطويلة. وتختلف مدة السفرة باختلاف حالة النهر. وبالرغم من إنسياب القارب على الماء الضحل، فإن على المسافرين في موسم الجفاف الطويل أن يمشوا على حافة النهر بينما يتم سحب القارب. وهناك مقر رئيسي للحديقة يتم الوصول إليه من خلال سلالم قليلة. وعبور النهر على جسر معلق يمنحك تجربة مدهشة.

وفندق الإمبريال ونادي الكاونتي فخم جدا، وواحد من أهم الفنادق العالمية. وردهته فيها أعمدة رخام موشاة بالذهب وهي ترتفع إلى ستة طوابق. ومنظر الحديقة والمسبح، من خلال الحائط الزجاجي، وامتداده إلى بحر الصين الجنوبي مثير للإعجاب. وجميع الغرف كبيرة وحسنة التجهيز. وهناك فعاليات كثيرة، بضمنها سباقات الغولف التي ينظمها جاك نيكالاس، والبولنغ والعلاج بالمياه المعدنية اعتبره مكانا يبقى في الذاكرة وموقعا لاستراحة في مكان جميل وبأسعار رخيصة ومستوى راقي. وحقا أنه مكان للهدوء.