كاردف من الثورة الصناعية إلى المساجد اليمنية
29/04/2005

برمنغهام-كارين دابروفسكي

لقد جلبت الصلة بين بريطانيا والشرق الأوسط مذاقا عربيا لاثنين من الوجهات السياحية الكبيرة في ويلز، وهما: قلعة كاردف وخليج كاردف (والمسمى سابقا "خليج النمر").

وكان لويلز عدد من الأجنحة في معرض سوق السفر البريطاني 2005 الذي أقيم في مركز المعارض الوطني ببرمنغهام في مطلع شهر آذار. وقد شارك فيه حوالي 400 عارض يروجون للسياحة في إنكلترا، إيرلندا، سكوتلندا وويلز. وتظهر إحصاءات العام الماضي أن بريطانيا قد جذبت 26.3 مليون زائر حتى نهاية العام، وستجذب 27.1 مليون شخص حتى نهاية العام الحالي.

وتعتبر قلعة كاردف واحدة من أهم مراكز الجذب السياحي. وهي تقع في قلب المدينة، وبالقرب من المنطقة التجارية فيها وحديقة بيوت. وللقلعة أبراج ساحرة من عالم الحكايات، وتـخفي في داخلها مخزونا مدهشا ورائعا.

ويعود تاريخ القلعة إلى زمن وصول الرومان إلى بريطانيا في القرن الميلادي الأول. وقد سيطر عليها عدد من العوائل النبيلة حتى عام 1766ØŒ حيث انتقلت عن طريق الزواج إلى عائلة بيوت.  ÙˆÙŠØ¹ØªØ¨Ø± ماركيز بيوت الثاني مسؤولا عن تحويل كاردف إلى أكبر ميناء لتصدير الفحم في العالم، الأمر الذي جذب العمال اليمنيين، والذين هم أول جالية عريبة مهاجرة في بريطانيا وأسسوا أول مسجد.

ومنذ عام 1866، استخدم الماكيز الثالث المعماري الحاذق ويليام بيرغ في تغيير غرف القلعة. وقد استطاع تحويل داخل الأبراج الغوطية جاعلا إياها تعج بالثراء والبهجة، مع جداريات ثرية، وزجاج ملون، ورخام، وخشب مطعم عليه زخارف دقيقة. وكل غرفة تأخذ من الإنسان أنفاسه ولها موضوعها الخاص، بما في ذلك الحديقة ذات الطراز المأخوذ عن البحر الأبيض المتوسط، وهي نتيجة زيارة قام بها الماركيز إلى المغرب. وأكثر الغرف إثارة للدهشة هي الغرفة العربية التي لها سقف من الذهب الخالص (24 قيراطا).

وتشهد كاردف بالفضل في تاريخها إلى عصر الثورة الصناعية في تسعينات القرن الثامن عشر والذي شجع على التنجيم عن الفحم في وادي جنوب ويلز. وكانت الزيادة في تجارة الحديد والفحم عاملا مساعدا في إنشاء عدد من الموانئ في الثلاثينات من القرن التاسع عشر. وأصبحت بيوتتاون والموانئ من حولها في هذه الفترة مجتمعا عالميا فيه ملاحون من مختلف أرجاء العالم بما فيهم اليمنيون الذين استقروا في كاردف. وقد تناقص الطلب على الفحم بعد الحرب العالمية الثانية وتوقف تصديره بالكامل تقريبا في الستينات. وأصبح خليج كاردف في أوائل الثمانينات أرضا مهجورة والموانئ منطقة للأوحال.

وبدأ الإعمار في عام 1987 عندما عزمت شركة إعمار خليج كاردف على إعطاء منطقة الميناء حياة جديدة. وقد أعطيت الأولوية لكل الجاليات التي جعلت من خليج كاردف مسكنا لها، مثل: اليونانيين، الصوماليين، الصينيينن، أهالي غرب أفريقيا، اليمنيين، البولنديين، النرويجيين، الهولنديين وغيرهم.

"لقد سمعت 50 لغة تتكلم في المنطقة وقد تآلفت جميع القوميات وعملت سوية عندما جرى تطوير الخليج"، كما قالت جين سوليفان المسؤولة في إدارة ميناء كاردف. وأضافت "عندما بدأ الإعمار، عرضت على الأهالي فرص العمل والتدريب قبل غيرهم. وشملت إعادة الإعمار بناء قرية مرفأ الأطلنطي الترفيهية، وتحويل ميناء الحورية إلى منطقة ثقافية مع مطاعم ومقاهي تقدم الأطعمة من جميع أنحاء العالم".

وكاردف الآن هي مدينة عالمية من مدن ويلز، ومنائر الجامعين الكبيرين هما أوضح الشواهد على الجالية اليمنية. ومركز تاريخ وفن بيوتتاون ومركز استقبال زوار ميناء كاردف يبينان أنشطة هذه الجالية في الميناء وويلز برمتها. ومنذ إعادة الإعمار، جذب خليج كاردف إهتماما كبيرا من أهالي منطقة الخليج العربي الذين يرغبون في شراء العقارات.