أعياد الربيع في حمص
21/05/2005

اشتهرت مدينة حمص منذ القديم بأعيادها الشعبية فكان لكل موسم وذكرى عيد وكان اشهرها اعياد الربيع التي تمتد على مدى سبعة اسابيع في شهري اذار ونيسان وكل اسبوع يبدأ من يوم الخميس لذلك دعيت الخمسانات السبعة وهي : خميس الضايع وخميس التايه ـ خميس الشعنونة ـ خميس القطاط. اما الثلاثة الاخيرة وهي خميس البنات ـ خميس الاموات ـ خميس المشايخ فهي بحق اعياد الربيع اذ يؤم حمص الالاف للاحتفال بها.

حدثني المرحوم الشاعر رضا صافي عن هذه الاعياد فقال: اما خميس الاموات فهو خميس الحلوى حيث ينشط باعة الحلوى ويقومون بعرض بضاعتهم وتزيينها في واجهات محالهم ويصنعونها على شكل اهرامات ويقيمون الزينات وقد سمي الخميس بخميس الاموات لانه في هذا العيد توزع النسوة نصيب الاموات من الحلوى على الفقراء والمحتاجين فلا يوجد شخص في حمص يومها لايأكل الحلوى. ‏

 ÙˆÙÙŠ خميس المشايخ تنشط مشايخ الطرق ويتجه الناس الى سهل الميدان (بين القلعة ومحطة القطار) حيث تبدأ مواكب الشيوخ بتقدمها السنجق Ù€ العلم Ù€ وهم ينشدون الاذكار والقدود. ‏

وفي هذا العيد تقام سوق شعبية كبيرة يؤمها الناس من مختلف مدن القطر وتقام الحفلات والدبكة، ويقال: ان خميس المشايخ هو احياء لذكرى انتصار صلاح الدين الايوبي على الفرنجة، ويؤيد هذا ان لهذا العيد ما يشبهه كان يقام في القدس وفي قرية برزة قرب دمشق في هذا الموعد. ‏

ولعل اطرف هذه الاعياد عيد خميس البنات او خميس القلعة حيث يخرج اهالي حمص الى القلعة ويجتمعون حول جب (بئر) القلعة يلقون فيه الحجارة وهم يضمرون الامنيات للعام القادم فإذا القوا الحجر وسمعوا له صدى تفاءلوا خيراً واطمأنوا الى صفو وهناء عامهم الجديد.

كانت هذه الاعياد تخلق سوقاً سياحياً مهماً لحمص وضواحيها ولكنها زالت بدخول المستعمر الفرنسي الذي خاف هذه الحشود ومنع اقامتها... فهل تعود الى حمص اعيادها الشعبية... نرجو ذلك فهذا هو ماندعوه اليوم بمهرجان السياحة الشعبية. ‏