|
printable
version
| بغداد تخنقها الØواجز الإسمنتية
26/12/2003
|
القبس الكويتية 9/12/2003
بغداد - د. جمال Øسين:
الأسلاك الشائكة والØواجز الكونكريتية والدعامات الإسمنتية والجدران الشاهقة الارتÙاع التي يمكنها التصدي للصواريخ والقذائÙØŒ هي صورة بغداد الراهنة التي لا يمكن أن تÙارق أي موقع Ùيها.
عزلة Ù…Ùروضة تهشم وجه العاصمة العراقية وتلوث مرآها وكأن غابات الأسلØØ© الثقيلة غير كاÙية لتدارك Øركتها الثقيلة وضجرها المبرØ.
هذه الÙواصل الأمنية لم تشاهد ÙÙŠ بغداد، إلا بعد شهر يونيو، وكان الأميركان يستخدمون ÙÙŠ Øالات نادرة جدا، أسوارا من الأسلاك الشائكة Øول Ùندق Ùلسطين وينظمون تداÙع الناس قرب بعض القصور الرئاسية السابقة وكذلك ÙÙŠ المناطق التي تكثر Ùيها الطوابير، لاستلام الرواتب أو الØصول على الوقود وغيرها من المناطق التي يرون أنهم ÙŠØتكون Ùيها مباشرة مع عدد كبير من الناس.
غير أن اللوØØ© تغيرت بالمرة، ما أن همّت جهات مختلÙØ© الأهدا٠والمنشأ ÙÙŠ شن هجمات على المدنيين العراقيين والأجانب وقوات التØال٠والشرطة العراقية.
إغلاق الطرق
وبما أن الهجمات استهدÙت الÙنادق والجسور والمباني التي تسيطر عليها القوات الأميركية والمصانع ومراكز الشرطة ومقرات الأØزاب والØركات والمنظمات الدولية والسÙارات والنقابات ودور المسؤولين والشخصيات السياسية وغيرها، Ùإنها أغلقت تماما بكل أنواع الØواجز المذكورة.
ولعبت طريقة تنÙيذ الهجمات التي اتخذت أسلوبا انتØاريا ÙÙŠ الكثير منها، دورا ÙÙŠ زيادة الكتل الإسمنتية والإجراءات الاØترازية، الأمر الذي أدى إلى إغلاق شوارع بأكملها Ø£Øيانا وأØيانا أخرى، تضيق مساØات الشوارع إلى Øد Øجم سيارة واØدة للذهاب والإياب.
وكثرة الأØزاب والمنظمات التي أنعم بها Ùضاء الØرية ÙÙŠ البلاد أدت إلى إغلاق الشوارع Øسب أمزجة وقرارات الÙرق الأمنية لها وبدون الأخذ بنظر الاعتبار المشاعر المرورية ÙˆØركة السير، ÙÙŠ ظل Ùوضى عارمة وغياب سلطة Ùعلية تتØكم ÙÙŠ أي شيء.
كما أدى التجاوز على المناطق السكنية من قبل الأØزاب التي هبت ودبت على البلاد إلى انتشار ظاهرة نقاط السيطرة والتÙتيش ÙÙŠ أي موقع يقترØونه، وهذا بدوره Øمل كتله الإسمنتية وأسلاكه الشائكة ÙÙŠ زوايا من المدينة لا يمكن أن تخطر على البال.
أسلاك الناس
تقليعة الأسلاك الشائكة انتقلت إلى الناس، Ùيستخدمها مثلا مواطنون عاديون بالقرب من بيوتهم العادية أيضا، أو يرمون بعدد من البراميل لإعاقة السير داخل Ø£Øيائهم وشوارعهم الÙرعية، بعد أن تØولت إلى شوارع رئيسية، لأن الشوارع الأصلية أغلقت أو يتÙادى أصØاب المركبات السير Ùيها لأنها عرضة دائما للهجمات والقص٠اليومي.
Ùالجسر المعلق والشوارع المتÙرعة منه أغلق وأغلقت أكثر من مرة وهو Øتى الآن مع الطريق السريع مغلق تماما وكذلك معظم شوارع الأعظمية والقناة وأبو نواس والرشيد وكل الشوارع ÙÙŠ المربع الذهبي (قصر المؤتمرات وساØØ© الاØتÙالات والقصر الجمهوري ÙˆÙندق الرشيد) وجزء كبير من شوارع الØارثية والطريق المØاذي لمطار المثنى، وكل المساØØ© التي تقع Ùيها وزارة النÙØ· وكلية الشرطة وملعب الشعب والطرق المؤدية إلى مطار بغداد وغيرها.
ويصعب على المواطن الوصول الى الكثير من الدوائر التي تقع بالقرب من سÙارة ما أو موقع يتخذه الأميركان مقرا لهم، كونه مغلقا تماما بالأسلاك الشائكة والØواجز الكونكريتية.
أعلى من صدام
Ø¥Øصاء عام لهذه المناطق المغلقة من العاصمة، تعطي تصورا لكميات الكتل والØواجز والجدران الشاهقة الارتÙاع التي نصبت ÙÙŠ الكثير من الأØيان لتلت٠Øول القصور الرئاسية التي يسكنها الأميركان وتجاوز ارتÙاعها تلك العالية للغاية التي بناها صدام.
ويشاهد العراقيون كي٠تزØ٠عليهم الأسلاك والأسوار الإسمنتية ويشعرون ببالغ الأسى كونها تغطي معالم مدينتهم وتضيق من خناق طرقهم، ويتساءلون بلا شك، كأي سؤال مشروع: الذي جلب معه كل هذه الأسلاك وأطنان الإسمنت والكونكريت، هل كان صعبا عليه استبدالها بعدد من مولدات الكهرباء؟
خطر قادم
وإلى جانب العوامل السلبية المذكورة التي تسببها هذه الهياكل الأمنية، ثمة العامل النÙسي، Ùكثرتها تعطي الانطباع بأن الخطر داهم ÙÙŠ أية Ù„Øظة وأن هذه الجدران أو الأسلاك علامة موت قادم. علاوة على ذلك، Ùان هذه الØواجز باختلا٠أنواعها ليست صناعة Ù…Øلية وكلها مستوردة، بمعنى أن الأموال الوطنية تهدر لاستيراد هذه الأسلاك والكتل بمبالغ كبيرة جدا، Ùمثلا يبلغ سعر الدعامة الإسمنتية ذات ارتÙاع متر واØد Ù†ØÙˆ 100 دولار، ويمكن تصور المبالغ التي تصر٠على كيلومترات من هذه الدعائم على ارتÙاعات عالية جدا.
تأثيرات عمرانية
وأدت الطلبات المتزايدة على هذه الØواجز على الشركات العربية التي كانت تتعامل ÙÙŠ السابق مع قوات التØال٠الى أن تÙØªØ Ù‡Ø°Ù‡ الشركات Ùروعا لها ÙÙŠ بغداد، لتستخدم المواد الأولية المØلية من Øديد Ù…Ø³Ù„Ø ÙˆØ¥Ø³Ù…Ù†ØªØŒ الأمر الذي أدى الى Ø·Ùرة كبيرة ÙÙŠ أسعارها، وأثر بذلك ÙÙŠ المستهلك العادي ÙˆØركة البناء والعمران ÙÙŠ البلاد.
وإذا كان تØزيم المواقع التي يخا٠ساكنوها من هجمات الانتØاريين، Ùمن غير المÙهوم تبعثر الأسلاك الشائكة والدعامات المختلÙØ© ÙÙŠ مناطق تخلو من الأØزاب والأميركان ÙˆÙنادق الخمس نجوم التي يرتادها الأجانب عادة أو الشخصيات السياسية المستوردة.
.. وبيئية
وتبدو الأسلاك الشائكة ÙÙŠ Ø£Øيان كثيرة موقعا لتجمع النÙايات والأوساخ، وكأنها تلم أزبال المدينة، ولا يستطيع المتطوعون ولا المنظÙون الرسميون من الوصول إليها، Ùيقومون بØرقها مع الأسلاك الشائكة التي تظهر بعد عملية الØرق Ø£Ù‚Ø¨Ø Ù…Ù† قبØها الأصلي.
وتطلب قوات التØال٠ومن يستخدم هذه الأسوار من المصنعين مواصÙات عالية وخاصة، بØيث تتØمل الهجمات بقذائ٠«آر بي جي» والهاون وغيرها من الصـواريخ المØــمولة.
وعلى الرغم من إهدار المال والجمال وإزعاج الناس والخناق المروري، إلا أن هذه الØواجز كلها لم تمنع المهاجمين من تنÙيذ عملياتهم التي اتخذت أساليب مختلÙØ©. وتتناسب طرديا العمليات مع ارتÙاع وزيادة الØواجز والإجراءات الكونكريتية، وكأن الأمن لا يطال إلا بالأسلاك الشائكة.
|
Back
to main page |
Back
To Top
Copyright © A S Shakiry and TCPH Ltd. |
|