تخطيط وأعادة تعمير المركز التاريخي لمدينة النجف
11/06/2005

تعتبر مدينة النجف الأشرف العاصمة الدينية والروحية والثقافية للمسلمين الشيعة في العراق والعالم علىحد سواء لذلك فإنها تحتل موقعا متميزا حظي بتقدير المسلمين كافة واحترامهم على مر القرون.

إن مدينة النجف هي إحدى مدن وسط العراق وتقع على أرض مرتفعة على حافة الصحراء، غرب العراق، على مسافة  10 عشر كيلومترات غرب نهر الفرات، وعلى مسافة مائة وستين كيلومتر 160 كيلومتر جنوب غرب بغداد.

وتاريخ نشوء مدينة النجف يعود إلى عام 40 هجرية 661م، تاريخ استشهاد أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام. ولغرض الحفاظ على جثمان الأمام بعد استشهاده من عبث الأمويين قام ولداه الحسن والحسين عليهما السلام مع ابن عمهما عبد الله ابن جعفر بدفنه في قبر غير معلّم بظهر الكوفة. وقام هارون الرشيد، خامس خلفاء بني العباس، خلال خلافته الممتدة بين عامي 172 – 129 هجريه (786-807م) باستحداث قبه فوق قبر الإمام عليه السلام. ومنذ ذلك الحين بات قبر الأمام غير المعلم مزارا محاطا بمستوطنة بشرية هي والضريح باستمرار.

وقد تعرض الكثير من معالم المدينة إلى الدمار في فترة حكم النظام السابق في العراق، وفي عين الوقت الذي كان فيه محافظ النجف السابق عزيز صالح النومان يزعم بأن الغرض من قلع المباني في منطقة النجف التاريخية هو لتقديم الخدمات البلدية، كان سيده صدام حسين يناور لطمس الهويه الثقافيه للنجف من خلال توسيع مشروع مدينة الزائرين السياحي بغية التخلص من أكبر مساحة من النسيج الحضري التاريخي لمدينة النجف وذلك لتأمين حرية تحرك قواته لقمع أي تمرد.

ووفق احصاءآت المؤسسه العامه للآثار والتراث، فقد تمت أزالة 486 بناية تاريخية وتراثية ضمن محلات النجف الأربعة التاريخية ( البراق والعمارة والحويش والمشراق ) التي لم يترك سوى النزر اليسير فيها والذي أتت عليه هذه الأيام قنابل القوات الأمريكية.

مما تجدر الأشارة اليه  Ø£Ù†Ù‡ في عام 1980 اعتذر المركز القومي للأستشارات الهندسية عن تلبية طلب محافظ النجف لإعداد تصاميم المنطقة المهدمة حول الصحن الحيدري، مما أضطر وزير الحكم المحلي لتأليف لجنه قامت بوضع تخطيط عمراني غريب عن المورث الثقافي للمدن الأسلامية ومخططات معمارية أولية أنيطت عملية وضع تصاميمها التفصيليه إلى مجموعة مكاتب تعمل مع رئاسة الجمهورية والأجهزة الأمنية، فأنتجت عماره ممسوخة لاتمت بصله لعمارة النجف الأسلاميه. Ùˆ للأسف الشديد فان مشروع توسيع الحضرة الحيدرية الذي يفكر فيه حاليا، سوف يؤلف أستكمالا لمهمة صدام التكريتي في طمس الهوية الثقافية لمدينة النجف.

وعليه فقد بات من المستعجل والمهم اليوم الشروع دون ابطاء باعداد الدراسات والخطط التنموية وتصاميم اعادة اعمار المركز التاريخي لمدينة النجف الأشرف بغية اعادة تشكيل النسيج التقليدي للبيوت والأسواق والمساجد والحسينيات ومدارس العلوم الدينية والعلمية والخانات والفنادق.

ويجب على خطة اعادة اعمار المركز التاريخي للمدينة المقدسة ان تتضمن توسيع الحضرة الحيدرية بغية استيعاب أكبر عدد من المصلين والزوار وتحديث الخدمات والبنى التحتية للمركز التجاري. ولهذا يتوجب الشروع في عملية التخطيط وذلك لمواجهة متطلبات الإستثمار الواسع النطاق المتوقع في مجال تعزيز المؤسسات التعليمة والدينية وخدمات ضيافة الزوار ( فنادق و مطاعم، طرق، ومواقف، سيارات…الخ ) والنقل البري والجوي. وعلى الدراسة التخطيطة أن تشمل أيضا منطقة النجف الكبرى ومنطقة الفرات الأوسط ومدينة كربلاء وجوارها.

وللنهوض بهذه المهمة، يجب أستحداث هيئة دولية على المستوى الإسلامي، وتأليف فريق عمل متمرس من المخططين الحضريين والأقليمين والمعماريين والمهندسين المدنيين والمؤرخين والجغرافين وخبراء الفن الاسلامي والخط العربي وعلماء الأجتماع وكافة الأختصاصات الأخرى ذات العلاقه في هذا المجال.